من شعر الخيال العلمي*

قصيدة للشاعر الروسي نيكولاي جلازكوف**

(مترجمه عن الإنجليزية)



الكُوَيْكِبُ



فَرْضِيَّهٌٌ

كان هناك كوكب

في سالف العصر والأوان – ظريف ، لطيف ، وجميل.

وكان لذلك الكوكب ، مثل معظم الكواكب ، قمر

يحبه الناس هناك.

وكانوا يحبون رؤية الأمواج وقد أضاءها نور القمر

وهي تتهادى في ليلة صيف ،

ويقع الصبية والفتيات في الحب

في ضوء القمر الذي يتمي إلى عالم قصص الخيال.

وكان الكوكب والقمر على هذا المنوال

يعيشان في توافق عظيم

إلى أن فكر البشر في استغلال

الطاقة الرخيصة للقمر

فصاح شاعر في استياء :

"إن الغباء باهظ الثمن !

فقد يتحطم الكوكب ويصير إلى تراب

في خمسين ألف سنة !"

نبوءته اعتبروها خطأ ،

وضاع صوته وسط نباح يقول :

"إن الخمسين ألف سنة تلك سوف تدوم طويلا !

إننا نتصرف على ما يرام ، ونصبح أقوياء !

إننا بحاجة إلى الطاقة الآن !"

ولكن الخمسين ألف سنة ، مرت مسرعة

مثل سيارات في سباق.

والشر الناجم عن الخير اللحظي

أحس به الجنس البشري كله !

وتحقق تحذير الشاعر ،

وتساقطت شظايا القمر

على الأرض ، وأتى الموت سريعا لكليهما .

ولم يتبق شيء بعد الانفجار الكوني …

ولكن الكويكب يشق طريقه هناك بعيدا

مثله مثل أي قمر آخر …









--------------------------------------------------------------------------------

* خصصت مجلة الأدب السوفييتي عدد ديسمبر 1988 لأدب الخيال العلمي. وقد ضمت المجلة العديد من القصص التي تنتمي إلى هذا اللون الأدبي. ولكن الجديد في هذا العدد – كما تذكر هيئة التحرير – هو أنه يضم عددا من قصائد الخيال العلمي ، وهو الاتجاه الشعري الذي بدأه الشاعران فلاديمير ماياكوفسكي ، وفيليمر خلبنيكوف اللذين كتبا بصفة أساسية عن الموضوعات "الكونية". وتقول هيئة التحرير إن هذا اللون من شعر الخيال العلمي يتميز بأنه مشوِّق إلى حد كبير ، وبصفة خاصة للقراء الذين يتجهون إلى أدب الخيال العلمي بحثا عن شيء يفوق الأوصاف المسلية للمغامرات التي تدور في الفضاء الخارجي أو في الزمن.

** نيكولاي جلازكوف (1919 – 1979) شاعر روسي تخرج في القسم الأدبي في كلية تدريب المعلمين في جوركي. وقد نشر قصائده لأول مرة سنة 1940. وكتب عدة مجموعات شعرية من بينها عرض المنوعات ، و مدينة الشعراء ، و موسكو – المدينة الأم ، و الأيدي الخفيَّة.