إنه قرار الصدق !

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

حفيف الأشجار تعانق أغصان الروح ووريقات الأمل غزلا ...
هفيف نسمات الفجر العليلة يتساقط نداها على الروح رقةً وعذبا ...
خرير السواقي تشرق بأنغامها الشجية على القلب لحناً و طربا ...
ومن توِّه وقف الفكر كالجبل الأشم شامخا يريد أن يبني, ويرمّم بعض النواحي المتداعية في النفس والأركان المتهدمة في القلب ...
قرار صدر بعد أن كاد ينحطّ كل ما في الجسد والروح من قوّة وعزم....
من غير لبسٍ ولا غموض شددّت إليكَ أزر العمر, واستويت على سوق الصدق لترفعه إلى فنن الحب والصدق ...
قرار حمل الفكر على جسر الراحة والتعب , وأودعه في بنك السعادة والحزن حين أصدر قراره بأنه سيبدأ ملحمة الصدق في القول ...
إنها حقّاً ملحمة !!...
ملحمة تدور رحاها في دائرة حرقة الظلم والتهاب غاية الألم .. وحال الأمة قد آل إلى اضطراب بلا سكون , وعذاب بلا راحة , وشجو قلب بلا مسرة , واحتضار بلا موت...
أمرٌ عظيم قد يهاجم الفكر , وخطب جسيم يحاذر القلب , وعواقب جمة قد تصيب هذا القرار إذا ما أتى موعد الحكم مع التنفيذ ...
ولا بدّ لنا أن نفرق العواقب من شيطان الفساد والجهل , والطغيان والظلم الذي أصبح جاثماً على القلب....
كيف هذا والقلم لا زال في ازدياد شوق, واطمئنان حب , وهو يأمل من الله العلي القدير أن يسير بخطى وئيدة ليصل إلى أشرف وأنبل غاية الحق وقول الصدق !!؟؟..
أسئلة جمة تكاد تدمّر هذا القرار !!؟؟....
أمتنا أصبحت تغدو مع ذيل القافلة تلهث من فرط الإعياء والذلّ والهوان ,
وتلفظ أنفاسها الأخيرة وكأنهّا تجرّ أقدامها نصبا ؟؟؟...
وهنا نسأل أنفسنا :
أينَ هو الأدب الجدير الذي يجب عليه أن يواكب أفراحاً وأتراحاً , وآلام أمته وآلامها !!؟؟...
هلْ جفّت القريحة , ونضب ينبوع اليراع ولم يعد هناك من يحمل سيف قول الحق !! ؟؟..
ألسْنَا بحاجة إلى أن نعيد معا حساب النفس مع النفس !!؟؟..
ألسْنَا بحاجة إلى أن نرعى بأعيننا , ونسقي من دم قلوبنا رسالة الحق نبينا !!؟؟
ترى هل سيصْحُو زماننا وقد تاه كثير من شباب أمتنا في حمأة الشهوات والرذيلة !!؟؟..
أيصحو زمان أمتنا وقد بات صرح العلم والفضيلة وكأنّه طللٌ يتغنّى به الشعراء والأدباء !!؟؟؟...
أيصْحُو زمان أمتنا وقد تكالبت عليها الحروب الصليبية والمتصهينة بهدف نشر الفساد , وهتك الحُرمات , والأعراض وسرقة الثروات ؟؟...
النور يخبو وصرح الأمة بات ركنه مهدود , والبكاء والحزن والأسى والله لم يعد يفيد !!....
أسئلة كثيرة لازالت تزيد من عمق الألم!! ؟؟...
تُرى كيف تتم عمليات الضبط بين قرار الصدق ,وحرقة لهيب البغي والفساد والظلم!! ؟؟..
صرخة مدوّية تكاد تصل إلى أقصى ما في حدود النفس وهي تستغيث
بصوت تنفطر منه القلوب :
هلْ لنا من قلبٍ يتدبّر, وعقلٍ يتفَّكر!! ؟؟...
هلْ لنا أن نصل إلى أمثولة فضيلة الصدق, ونُجَاوِرَ لسان الحق !!؟؟.
أينَ هم الذين ينشرون مبادئ الحق والفضيلة والإصلاح في نفوس الشباب !!؟؟...
أينَ معمعة الأقلام الصارخة بلسان الحق وقول الصدق !!؟؟..
هلْ غدوْنا نخجل من ذكرى ماضينا !!؟؟؟...
مَنْ منّا يتغّنى بأمجاد أمته !!؟؟...
مَنْ منّا يهمس في الآذان انتصارات أجداده !! ؟؟..
مَنْ منّا يذكر للأجيال بدراً والقادسية , وعين جالوت ومؤتة !!؟؟..
مَنْ منّا يذكر أصحاب الفتوحات خالداً وعمراً وسعداً والمقداد !!؟؟...
مَنْ منّا يهيب بالأحفاد هيّا من جديد لنمسك زمام حضارتنا !!؟؟...
ما يحدث في الداخل صراع عنيف في مكنوناته , وخصام لدود ما بين الترهيب من الظلم الذي يريد أن يلجم اللسان ويكبّله إذا ما نَطَق بكلمة حقٍ أو لسان صدقٍ ...
يا له والله من ترهيب مرير يقف أمام قلاع التحدّي تارةً, والرفض تارةً أخرى ..
هلْ له أن يتصّدى ويدافع عن قضية أمته , وكيف!! ؟؟..
هلْ يستطيع أن يسدّ الثغرات, ويمحو الآلام , ويداوي الجروح!! ؟؟..
كيف ذلك يكون والقلب يسجنه جلاّد الطاغوت, والظلم !!؟؟...
وفجأةً إذ بحالة أخرى من الترغيب تراود الروح والنفس معا!!!!...
الترغيب على أسسٍ متينة ,ومشاعر إنسانية فاضلة تنظمها وتطهرّها من آثام اللسان , ولكناتِ القول لتدفعها جاهدة إلى أبواب الخير وهي نديّة بالرجاء , ومضيئة بالأمل ...
ما أحسّه الآن بأن هناك تكليفاً عظيماً قدْ وكّل للقلب , وما علينا إلاّ أن نحافظ على قلعة الصدق لتبقى النفس حصينة في داخلها , وكريمة مع من هم حولها ..
وهنا يجب علينا أن نسأل أنفسنا :
أَمِنَ الممكن أن نكون حراساً أُمَناء على خلية كلمتنا !!؟؟...
أمن الممكن أن نتصدى لهذا الظلم والبغي , والفساد والطغيان الذي أصبح
وباءً يكاد يفتك بجسد أمتنا !!؟؟..
أمِنَ الممكن أن نقول كلمة حقّ وهناك من يريد أن يخرس ألسنة لسان قلمنا !!؟؟..
أمِنَ الممكن أن نرعى حق أقلامنا الذي أقسم بها ربّ الخلق حسبنا وكافينا !!؟؟..
أمِنَ الممكن أن نبعد تباريح الألم والهلاك , ونشقّ طريق الأمل أمام نفوس شبابنا!!؟؟.
أمِنَ الممكن أن يبزغ الفجر من بعد حلكة الليل البهيم , وظلمة البغي والطغيان !!؟؟..
أمِنَ الممكن أن نرسم الهدف , ونسير على خطى أجداد ,وعظماء أمتنا !!؟؟..
من بعيدٍ صوتٌ ينادي :
ليس أمامنا إلا طريق واحد هو أن نلجأ إلى الله ونسير على منهج هديه
وسنّة العدنان الحبيب وصحبه ...
لا نخشى أحداً إلاّ الله ما دام الأمر كله بيديه ..
وكنوز النور في داخلنا والله لّنْ تُفْتَح من جديد لتضيء درب طريق أمتنا
إلاّ إذا ما كان عنوان قرار صفحتنا :
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً
وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [ آل عمران 173]



بقلم : ابنة الشهباء