... سلسلة كتاباتي ...








كتاباتي المطبوعة














كتاب
المقام العراقي بأصوات النساء
دراسة تحليلية فنية نقدية لتجربة المرأة
العراقية في الغناء المقامي
تاليف
حسين اسماعيل الاعظمي





الحلقة (14)




















الباب الثاني


الفصل الثالث


- مائدة نزهت
- فريدة محمد علي
- سحر طه









تكملة فريدة
وفي العقد الاخير من القرن العشرين ، الذي كانت فريدة فيه قد احترفت الغناء وانطلقت الى العالم بعد سعيها الحثيث في تنمية ثقافتها وتجربتها في عقد الثمانينات ، استطاعت فريدة ان تغني في بقاع كثيرة من العالم وبأشهر المهرجانات الدولية رغم فترة الحصار الظالم الذي فرض على بلدنا ... وعلى هذا الاساس تكون فريدة في هذا العقد من اواخر القرن العشرين قد وصلت الى ذروة نضوجها الفني حتى هاجرت وعائلتها وفرقتها الموسيقية الى هولندة واستقر بهم المقام هناك الى الان . ومن هناك بدأت مرحلة جديدة من النشاط الفني واقامة الحفلات الخارجية والمشاركة في المهرجانات الدولية – وفي هذه السنوات التسعينية غنت فريدة مقام الاورفة مرة ثانية ولكن بقصيدة اخرى لشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري وهو يتغنى بدجلة وبغداد . ثم اتبعت فريدة هذا المقام باغنية مناسبة هي الاخرى تتغنى بنهر دجلة الخالد.

القصيدة مع الاغنية

وقد أبدعت فريدة في هذا المقام كما كانت في ادائها في مقام الاورفة الاول في الثمانينات .... وكذلك غنت مقام الحكيمي واتبعته بقالب الركبانية التي اسهبت فيها على غير المعتاد ، حيث تؤدي الركبانية عادة في اخر مقام الحكيمي وبآخر شطرين من شعر الزهيري المغنى ولكن فريدة فعلت كما فعل المطرب الكبير ناظم الغزالي من قبل حين ادى الركبانية بمعزل عن شعر الزهيري المغنى في مقام الحكيمي واتبعه بعتابات اخرى بقالب الركبانية ، وهكذا كان الامر عند فريدة حيث سارت على نفس المنحى هذا فغنت الركبانية ببعض العتابات بعد ادائها الشعر الزهيري الذي خصصته لمقام الحكيمي الذي كتبه نزار جواد.

كلام الزهيري وكلام الركبانية مع الاغنية

صورة / فريدة تتوسط الصورة عند مغادرة الوفد مطار تونس عائدين الى ارض الوطن بغداد عن طريق عمان ويظهر في يمين الصورة بهاء عبد الرزاق وفي يسار الصورة حسين الاعظمي – المؤلف – اذار 1992 .

وفي مقام الخنبات المؤدى اصلا من قبل مطرب الاجيال محمد القبانجي والقصيدة الشهيرة للشاعر خضر الطائي ، غنت فريدة هذا المقام وهذه القصيدة وهي تعبر عن غربتها وبعدها عن الوطن ، فكان اداؤها دواء لداء..

القصيدة مع الاغنية

وبشعر الزهيري ، كتب لها الشاعر زاهد محمد زهدي شعرا مناسبا أدته في مقام الكرد....

كلام الزهيري مع الاغنية

وفي مقام اللامي المؤدى هو الاخر من قبل مطرب الاجيال محمد القبانجي بالقصيدة ادناه وقد اعادته فريدة لحلاوة هذا المقام ولكن بتعابير امرأة تعبر عن الحنين الى الوطن وهي بعيدة عنه في غربتها....

القصيدة مع الاغنية

ولعل إنجاز فريدة الأهم في كل مسيرتها المقامية هو غناؤها لمقام الحجازديوان الذي يعد من المقامات الرئيسية والصعبة في سلسلة المقامات التقليدية الصارمة في اصولها المتبعة، وهو نفس المقام ونفس القصيدة المؤدى اصلا من قبل - المؤلف-. بقصيدة الشاعر البهاء زهير.
وبهذا المقام تكون فريدة قد تجاوزت كل سابقاتها من المؤديات المقاميات اللواتي لم يسبق لهن ان غنين مقاما بهذا الحجم وبهذه الامكانية، فكان إضافة كبيرة تضاف الى مسيرة التجربة النسوية في الاداء المقامي، يضاف الى ذلك ان فريدة قد غنت مقامات أكثر عددا وأفضل نوعية ...

نهاكَ عن الغوايـةِ ما نهاكا وذقتَ مــن الصـبابةِ مـا كفاكـا
وطالَ سُراكَ في ليلِ التصابي وقــد اصبحتَ لم تُحمدْ سُراكـــا
فلا تجزعْ لحادثةِ الليــالي وقليّ ان جـَـزِعتَ فمـا عساكــا
اراكَ هجرتني هـجراً طويلا وما عـودتني من قَبلُ ذاكـــــا
فكيف تغيـرت تلك السجايا ومـن هــذا الـذي عـني ثناكـا
فيا من غاب عني وهو روحي وكيف أ ُطيقُ مـن روحي الفِكاكــا
يعزُّ عليّ حين أ ُديـرًُ عيني افـتشُ في مكــانِكَ لا اراكــــا

لقد اجتذبت مثل هذه المقامات الرئيسة والثقيلة اهتمام المطربة الكبيرة فريدة محمد علي ، لا لكونها تمثل تحديا لكل المؤديات اللواتي سبقنها ، بل ايضا لوفرة امكانياتها الصوتية التي تتسع لأداء مثل هذه المقامات ، وعندما التقيتُ بالفنان محمد حسين كمر في مطار ديغول بباريس ونحن نتوجه الى مهرجان سان باولو بالبرازيل في نيسان 2001 وكان قادما من امستردام لينضم الى فرقة الكندي التي ستكون برفقتي في حفلاتي بالمهرجان، اثنيت على هذه الاعمال المقامية ، وطلبت منه نقل تشجيعي هذا الى الفنانة الكبيرة فريدة لمواصلة السير على هذا المنحى واستغلال صوتها المقتدر في اداء مقامات اخرى مثل مقام الرست والنوى وباقي المقامات الرئيسة الاخرى الزاخرة بالاصول التقليدية التاريخية ، وبذلك تثبت فريدة بانها على قدر كبير من الجرأة والمثابرة والقدرة على خوض المغامرة وهي على وعي كامل بامكانياتها كما يبدو.
ان التعابير المقامية في اداء فريدة ، تبرز بكل خصائصها الاقليمية وملامحها المميزة ، ولكن بالرغم من كل ذلك ، انها تكثر في غنائها للمقامات الفرعية خاصة بوصفها مقامات فيها جزء وافر من حرية التصرف الادائي الخاص لبلورة مسارات لحنية ملائمة ومن صلب المقام المغنى ، تكثر فريدة فيها من الصيحات الغنائية العالية ، بمناسبة وبغير مناسبة، وكأنها تريد ان تقول ان امكانيتي الصوتية قوية وتصل الى طبقات عالية ...
وهذا هو استعجال واضح في اظهار الامكانيات التي هي من حق أي مغني ابرازها، ولكن الحكمة في البناء اللحني مطلوبة بل ضرورة من ضرورات الاداء الناجح ، فلا بد اذن من وضع هذه الصيحات وحتى القرارات في اماكنها الفنية والذوقية المناسبة. ارجو ان تنتبه لذلك وقد سبق وان قلت لاخي محمد ذلك اكثر من مرة .
ان اسلوبها الغنائي الذي تجسد في غنائها للمقامات والاغاني التراثية والحديثة قد لقي تطوراً بمرور الزمن وزيادة التجربة والخبرة واتساعا في شهرتها لدى جمهور واسع من معظم فئات الشعب ، وسنرى كيف ان البعد او القرب من الجمهور يصبح مقياسا لقيمة الفنان في الكثير من النتاجات الفنية .
تميزت لغة الاداء عند فريدة بتعدد النغمات ، اذ يطبعها تارة الطابع الانفعالي وتارة اخرى الطابع الرومانسي الحالم، وفي احيان اخرى ، النغمة الحزينة . وارتبطت هذه التنوعات في لغة ادائها بتنوع الموضوعات الشعرية وتنوع الظروف النفسية والاجتماعية.. وبذلك تكون فريدة قد فتحت طريقا جديدا امام تطور الاداء المقامي.
لقد جسدت فريدة في لغة وفن ادائها المقامي الخصائص المهمة في المذهب الواقعي, ولكنها اظهرت باعا متميزا وميولا ربما نفسية بحتة نحو هذا المذهب , لذلك تحس وانت تسمعها , الى انها بصدد التركيز على الخصائص المهمة فيه , وتركيزها لا يحدث على حساب الرومانس الحالم اكثر منه في الاتجاهات الذوقية الاخرى .

مجموعة رسائل بيني وبين فريدة ومحمد كمر






سحر طـه
(1963- م)
ولدت سحر علي هادي محي في بغداد .. حصلت على شهادات دراسية.. ليسانس إدارة إعمال 1980وماجستير 1984 في نفس الاختصاص, وكذلك خلال هذه الدارسة حصلت على فنون تشكيلية من معهد الفنون الجميلة في بيروت ( 1981-1983) .. ودخلت دورات خاصة في العزف على الة العود وكذلك في الغناء اقامها المعهد الوطني ببيروت فيما بين سنوات 1986-1989 وقد بدات نشاطها بشكل عام مطلع الثمانينات.. وخلال هذه المسيرة لم تكتف سحر علي بالموسيقى والغناء ولم تقف عند هذا الحد .. فقد مارست الكتابة , النقد الموسيقي في الصحافة اللبنانية والعربية وتقديم البرامج التلفزيونية والمشاركات كعضو تحكيم في برامج المواهب الجديدة , وما تزال مستمرة على هذا المنحى فهي تكتب في صحافة النهار وجريدة الحياة وجريدة المستقبل اللبنانية وجريدة الشرق الاوسط . واقامت العديد من الحفلات الغنائية في اداء المقامات العراقية والاغاني التراثية وكذلك تجربتها في غناء الموشحات .. ومن اهم هذه المهرجانات مهرجان بيت الدين في لبنان 1986 ومهرجان بابل الدولي 1987 ومهرجان اسوان 1992 ومهرجان الموسيقى العربية الخامس والسادس في دار الاوبرا المصرية عامي 1986 و 1997 كباحثة.. وفي تونس شاركت في مهرجان المدينة العتيقة 2001 .. وفي بغداد تزوجت من صديقنا العزيز الكاتب الصحفي اللبناني سعيد طه الذي كان يتردد على معهدنا ( معهد الدارسات النغمية العراقي ) عندما كنت طالبا فيه منتصف السبعينات وعندما كان هو الاخر طالبا يدرس في كلية القانون ببغداد. القريبة من معهدنا في منطقة الوزيرية .. وعندما انهى السيد سعيد طه دراسته في العراق اواخر السبعينات غادر العراق عائدا الى بلده لبنان مصطحبا معه زوجته العراقية سحر علي هادي محي, التي تعرف عليها ايام دراسته , ومنذ ذلك الوقت اقامت سحر علي هادي مع زوجها في بيروت حتى هذا اليوم .. وقد عاصر هذا الزواج بدايتها الفنية وعليه تم اختيار اسمها الفني مقرونا بعائلة زوجها سعيد طه ( سحر طه), الذي كان وما يزال المشجع والمساعد الكبير لها في بلورة مسيرتها الفنية نحو الافضل في سبيل تحقيق الطموحات والاهداف الفنية الذاتية .

صورة / المطربة الكبيرة سحر طه

يبدو ان الفنانة سحر طه مارست غناء الموشحات الى جانب غنائها للمقامات العراقية , لانها لم تنل حظها في التوفيق في توفير الظروف الملائمة للانخراط في عالم غناء المقام العراقي والاستماع اليه بصورة مستمرة ومن ثم صعوبة تعلم أصوله التقليدية وسط ظروفها الخاصة مع احترامها لهذا اللون وحبها الكامن له , الا ان الظروف المتسارعة , جعلت همها الاول الموشحات وهي في بداية مسيرتها الفنية ثم النقد والبحث , وما ان انتبهت الى الداعي والى المارد في وجدانها وهو يعاتبها .. كيف انها تركت تراث بلدها الخالد, التراث البديع – حتى التفتت حواليها جاهدة في بحثها عن تسجيلات للمطربين المرموقين في غناء المقام العراقي .. ولم تزل لحد الان تجهد نفسها في ذات الطريق ولعمري هذا دليل على رقي ذوقها وعلى اصرارها فهي مجتهدة بحق .. اذ تقول في رسالتها ( استمعت مرات قليلة للمطربة فريدة محمد علي ثم الى تسجيلات استاذها حسين الاعظمي – المؤلف – اضافة الى بعض تسجيلات المطرب محمد القبانجي ) وطبيعي ان هذا ليس كافيا... ويضاف إلى كل ذلك معاناتها لعدم وجود فرقة موسيقية عراقية في بيروت يمكن ان تاخذ على عاتقها عزف المقامات العراقية الأمر الذي يجعل من ادائها او تعلمها للمقامات امرا صعبا حقا .

صورة / سحر طه وسط فرقتها الموسيقية وهي تؤدي حفلتها في مهرجان المدينة بتونس كانون اول 2001

من ناحية أخرى, نجد أن اسم سحر طه ما زال مستمرا بالظهور في مختارات من ألاغاني العراقية التراثية والموشحات التي تقوم بتأديتها في الحفلات والمهرجانات التي تشارك فيها بالرغم من انها تعيش خارج بلدها العراق, اضافة الى تحملها مسؤولية بيتها وأبنائها واعمالها الاخرى الموزعة بين الصحافة والتلفزيون والغناء والموسيقي.
تمسكت سحر طه في معظم حفلاتها وهي تغني تراث بلدها, التي ما انفكت تحاول مواءمتها والمتطلبات الوجلة في عرضها باسلوب جديد يلائم اذواق الجمهور , خاصة الجمهور اللبناني وجماهير اخرى تسمعهم غنائها الوطني , وفعلا تميزت سحر طه بذلك , وهي وجهة النظر الثابتة كما يبدو والتي اكسبت اعمالها غنىً . هذا وقد كتب عنها الشيء الكثير في الصحافة اللبنانية وصحافة البلدان التي شاركت في مهرجاناتها .. وقد كانت معظم هذه الكتابات تميل الى ان سحر طه في حفلاتها ترتقي الى الفن الراقي في شكله ومضمونه وفي عرضه وادائه.. وتبدو سحر طه من خلال ذلك مصرة ومتمسكة في الاستمرار بالغناء المقامي رغم اشغالها الكثيرة الموزعة في عدة امكنة اعلامية .. وعلى هذا الاساس فانها تبدو ايضا وبشكل واضح ان طموحاتها كبيرة وكثيرة .. خاصة في مسالة تعلمها اصول اداء المقام العراقي , وهو امر جيد .
في تموز ( يوليو) من عام 2001 كنت في زيارة فنية سريعة لبيروت, زارني صديقي العزيز سعيد طه ومعه زوجته الفنانة سحر في محل إقامتي , ودارت أحاديث شتى , معظمها كان يدور في شؤون الأداء المقامي واهديا لي CD يحوي على مجموعة من الاغاني العراقية التراثية بصوتها وقد ابدت رغبتها الجامحة في تعلم المقامات باصولها التقليدية .. ولكنني اكتفيت ببعض النصائح المفيدة في هذا الشان ومساعدتها قدر الامكان.. وبدوري اهديت لهما بعض تسجيلاتي الصوتية في غناء المقامات وكان احدث تسجيلاتي CD سبق ان سجلته في بغداد في اذار 2001 باسم ( غناسيقى بغدادية ). وبعد اشهر قليلة وصلني CD اخر منهما الى بغداد حيث تضمن حفلة مقامات عراقية واغاني تراثية بصوت سحر وهي حفلة مهرجان السماع المقامي الثاني في بيروت يوم 21/11/2000 وفي هذا CD استمعت الى مجموعة من المقامات مثل مقام الشرقي رست والشرقي دوكاه ومقام الحكيمي ومقام اللامي وشعر مع ابوذية من البيات مع الاغاني الملائمة لهذه المقامات , وقد بدت سحر طه في هذه الحفلة وهذا الاداء , بصوت جميل وعذب مع الاحساس الاكيد بامكانية تطور هذا الاداء وهذه الخامة الصوتية نحو الافضل فيما اذا زادت الفنانة سحر من تمريناتها الغنائية اليومية وبشكل مستمر.
لاشك ان الاداء المقامي , يسير في مجال النهضة الفنية والجمالية , وان الغموض وعدم الوضوح في الاداء واللفظ في طريقهما الى الزوال ولم تبقَ لهما اية سلطة ذوقية بسبب تطور الجانب الثقافي في الفن الموسيقي والازدياد المضطرد للدراسات التي تتكاثف لتفسح مجالا للمنافسة الشريفة بين الجميع واثبات ان الحياة تكون افضل لو سارت في هذا المنحى .. ومهما كانت نظرتنا الى امكانية سحر طه في هذا الفن الذي يقر له الجميع انه فنًا صعبًا يحتاج الى مؤهلات وموهبة فعلا , الا اننا يجب ان نعترف ايضا بان زوجها الكاتب الصحفي كان الروح النشيطة المحركة والمشجعة لمسيرة زوجته الفنية .. لا لانها زوجته , بل انه يتفق مع اتجاهاتها وطموحاتها الدافعة لها على انها بالاساس فنانة محترمة تمتلك مقوماتها معها اذ نجحت في تصوير حياتها التي تتمتع بتجربة جيدة كما يبدو .
وعلى الاجمال , فقد كونت سحر طه لنفسها اسلوبا ادائيا خاصا في غنائها لبعض المقامات العراقية وذلك بعد سلسلة من التجارب والاخطاء التي استفادت منها والتي تسنى لها تقديم نفسها للجمهور مطلع الثمانينات من القرن العشرين على انها مطربة عراقية تغني مقامات واغاني من تراث بلدها .. وهكذا كانت مسيرتها قد بدات بشيء من الحذر والقلق ولكنها عازمة على تبلور تجربتها هذه والتي نجحت فيها نجاحا جيدا كما يبدو . ومع تطور تجربتها وتبلورها بدأت مشاركاتها في المهرجانات الفنية المحلية والدولية املاً في ترصين أمكانياتها وتنظيم أفكارها وطموحاتها للوصول الى أهدافها الفنية .. فلم تكن نتاجاتها الغنائية – في البداية على الأقل – نتاجاً فنياً بقدر ما هو تعبير عن لحظات من الصراع مع الظروف لتحقيق ذاتها بهذه الوسيلة وكلحظات من هذا النوع فهي تشير وتكشف عن منابع القوة الفنية في مجاراة زميلاتها من الفنانات المغنيات.

صورة / سحر طه

اٍن التسجيل الصوتي للحفلة التي أدتها سحر طه في مهرجانات السماع المقامي الذي أقيم في بيروت والمؤرخة في 21/11/2000 هي الركيزة الأساسية التي يدور حديثنا عن فن سحر طه في غنائها للمقامات العراقية الآن ورغم أن هذه المقامات لم تكن كاملة الأصول التقليدية ، الا انه يمكن أعتبارها مقامات جميلة منسابة انسياباً رقيقاً بدعم من جمال صوت الفنانة سحر طه وتعابيرها العذبة. وقد تم دمج في اداء هذه المقامات شيئاً من الخصوصية الأدائية التي تتميز بها الفنانة سحر طه. فمنذ البدء أظهرت سحر طه قدرة على طرح أسلوبها الخصوصي في أدائها للمقامات العراقية وكانت بها قد أقتربت من تعابيرها الأدائية في طرح لغة فنية معاصرة.. ورغم أن هذه الصفات التي نقولها عن اداء سحر طه في هذه الحفلة.. الا أنه كان اثبات منها على قدرتها على الأقتباس والأستقاء من سابقيها المؤدين ومن التراث نفسه كمادة أدائية فاننا نستطيع أن نعتبره نصراً فنياً لها .. فعراقية التعابير وبغداديتها واردة بشكل بهيج في مجمل حفلتها في المهرجان .. حيث لم تفقد سحر طه هذا التلوين في فنها عموماً.. وان ميزتها المحلية ظهرت ممتزجة مع تطلعاتها الجمالية وهي تعيش في خضم هذه الحياة السريعة.
وأخيراً ، اليك عزيزي القاريء بعض نصوص المقامات العراقية التي أدتها سحر طه في مهرجان السماع المقامي الثاني تشرين الثاني من عام 2000 بيروت . مع ملاحظة عدم اكتمال ابيات شعر ( الزهيري ) السبعة واكتفت بخمسة ابيات. ولكن لضرورة التوثيق قمت بتكملة الزهيري في بيتيه السادس والسابع لحفظي له سابقا لانه مغنى من قبل .
شرقي رست
يلما خذ الروح خذه بلا ذنب حــالي
بس لا تمر بالكلب حيث أنت بحــالي
بيني وبينك عجب راعي العذل حـالي
مظلم علي الدهر بعدك صفه حــالك
جازيتني بالظلم منهو العلي حـــالك
اتكلي عجب صحتك متغيرة وحـــالك
أنت أقرضت صحتي وانت اعدمت حالي

كلام ونوطة اغنية هليلة حلوة

مقام شرقي دوكاه
يا ما ليالي العمر واني ولا داري
داري جروحك ياكلبي خزنن داري
وحشه ولا تنسكن من دونكم داري
وصفوا لجرحي دوه وما نفعت الوصفة
مثل الذهب حبكم بعد الكلب وصفة
......................................
..................................

كلام ونوطة اغنية ربيتك ازغيرون

صورة / الصورة في عمان 1/2/1997 , في بيت السيد عدنان حبو , مجموعة من الفنانين والاصدقاء , منهم يقظان الجادرجي الذي يجلس فسط الصورة , الرسام ابراهيم العبدلي وزجته , والرسام رافع الناصري وزجته الفنانة مي مظفر , امل الخضيري , ونائلة الجادرجي , سعد ناجي وزوجته ريم التتر , نها الراضي , سها البكري , ومعهم حسين الاعظمي – المؤلف – وبعض الموسيقيين داخل احمد , رافد حنا يلدا , عشية سهرة جميلة .

ومن نغم الجهاركاه وقصيدة الشاب الظريف
لاتخفي ما فعلت بك الأشـــواق واشرح هواك فكلنا عشاق
فعسى يعينك من شكوت له الهوى في حمله فالعاشقون رفاق
لاتجزعن فلست أول مغــــرم فتكت به الوجنات والأحداق

مع اغنية طالعة من بيت ابوها
كلماتها ونوطتها

ومقام الحكيمي بابيات الزهيري السبعة
ياروحي زيدي الصبر عند الصبر تهوين
خايف تجي يوم وانت من الحزن تهوين
هم بعد عكب الولف يرويحتي تهــوين
ياما حملت الالم بيج اشكثر من هم
لا ما اظن السبب منهم ابد منــهم
كالوا احباب السبو اكليبج عجب منهم
كولي لهم تهيج دين الكلب تهــوين

مع اغنية عمي يبياع الورد كلمات والحان حضيري ابو عزيز
كلماتها ونوطتها

ومن مقام اللامي
احدثه اذا غفـــل الرقـيب واســاله الجواب لا يجـيب
حبيبي قل لي أأنت عــــدو ففعـــلك لا يفعله حبيــب
اراك عليّ اصبحت وحــيدا وحـــالي ترق لـه القلوب
ايا مولاي قل لي أي ذنــب جنيت لعــلي منــه اتـوب

صورة / سحر طه تتوسط فرقتها

كلمات ونوطة يللي نسيتونة

رسالة الى المؤلف من سحر وزوجها سعيد


عيد المرأة
الشاعر عدنان الامين المحامي
بغداد 1971

وأَدوا البناتِ وما دَروا وأْدُ الحياةِ بـوأدِهِنَّ
إن كانَ ثمةَ مايُحـــــــــبُ من الحياةِ فأنــهنَّ
ياروضَةَ العمرِ ابهجي
لابِدْعَ إن احببتــهنَّ
لو استطيعُ نظمتُ من فلقد تفتحَ ...زَهرُهن
دون الزهورِ فهنَّ هنَّ
حَبِ القلوبِ عُقودَهُنَّ
وصِغتُ من مُهجِ النفو سِ الذائباتِ خدودَهنَّ
وصِغتُ من عَذَبِ الغصو نِ المائساتِ قُدودَهنَّ
ولصـــــــغتُ من ذَوبِ اللّجينِ قواعداً لنحورهنَّ
ومن النُضارِ مَحاملاً ومشابكاً لنهودِهنَّ
وجعلتُ من صدرِ الحوا سدِ موقداً لبخورِهِنَّ
هنّ امتدادُ وجودِنا أبقى الالهُ وجودَهنَّ
قلْ للأُلى يتنكرو نَ بــغيرِ معرفةٍ .. لهنَّ
ويرون تفسير المرو ءَةِ والعدالةِ ظُلمَهنَّ وحقُوقِهِنَّ - اذا افترضـ ناها لهنَّ عقُوقِــــهنَّ
متحملين قُصودَهمْ متحملين و …و..قُصُــــورِهنَّ
الشمسُ اصلُ الكونِ وهي تُعدُّ أُنثى مِثلُـــــــهنّ
والحسنُ أن تُجلى الغمائمُ عن شُموسِ وُجُوهــــهنّ
وإذا تلطفتمْ تبينتمْ ….. جمــالَ نفوسِـــــــهن
خيرُ الفروعِ المسبغات الظلِّ حــــول اصـــولِهن
الوارفاتِ العاطفاتِ على مــدارجِ أُمــــــــِهِن

وأضرَهُنّ الحاسراتِ
المُنكراتِ الفضلَ حتى
ومنايَ ان يسعدنَّ بي البــــاخلاتِ بفيئهِن
من كـــرامِ عروقِهن
واعـــــيشُ مــغتبطاً بهنّ
ونجاحُ أمري في الحيــــــــاةِ مُوكلٌ بنجاحِهِن
وأُحبُ زهرَ الياســـــــــمينَ لأنه من بعضِهِنّ
ما كنت اشتاقُ المها
دُنيايَ هُنَّ وايُّ خيرٍ لو لم يــــكن مِن جِنسِهِن
ارتـــــــــــــــجيهِ بدونِهن



هديتي لاخي الفنان
حسين إسماعيل الأعظمي مع حبي وإعجابي
بشخصكم الكريم
أخوكم المخلص
عدنان الأمين المحامي
7/3/2002