إنّه رمضان / قصة
بعد المغرب جلسنا أنا وموسى في البستان، نترقب الهلال. فقد كان التاسع والعشرين من شعبان.
أحضرت المنظار معي لأرى جيدا، لكن موسى ابتسم وقال: علينا أن نراه بالعين المجردة، دون عون.
تركت منظاري جانبا ورحت أتأمل السماء . كانت السماء صافية إلا من بضع بقع صغيرة، يصعب رؤيتها على ضوء النجوم.
ورحت أعد النجوم..
لا أذكر أين سافرت بأفكاري، لكني حقيقة لم أشعر بمرور الوقت إلا حين فتحت ماما الباب لتبشرنا.
قالت: كل عام وأنتم بخير. إنه رمضان.
قفزت فرحة وقبلت ماما، ولم يقلل سعادتي كوني لم أر الهلال.
دخلت وسلمت على بابا، قلت له: رمضان مبارك يا بابا
ثم قبلته وهمست له في أذنه: بابا، لا تنس أن توقظني على السحور.
ابتسم بابا وهز رأسه موافقا.
قالت ماما، أشركونا في سركم.
نظر بابا إلي يسألني بعينيه، فابتسمت. قال: سأوقظها لتتسحر معنا.
قالت ماما: هذا جيد. ستصومين لأذان الظهر.
حركت إصبعي أمامها: لا .. لا .. لا ..
: فأنا كبيرة الآن. لقد صار عمري ( وفتحت كفي بأصابعها الخمسة وزدت عليها اصبعا من الكف الثانية) هكذا
في اليوم التالي كنت في غاية السعادة باستقبال رمضان.
سألتني سحر: هل أنت صائمة؟
قلت مؤكدة: طبعا. قالت: مدي لسانك.
كان لساني أبيض جافا من قلة الماء.
قلت لها: وأنت؟ قالت: طبعا. قلت لها: مدي إصبعك
ثم قرصتها في جلدة المفصل الأوسط، فوقفت الجلدة من شدة الجفاف
ثم ضربت كفيّ على كفيها بسعادة، وأخذت مرفقها في مرفقي.
سرنا نحو البنات، وغرقنا في اللعب.
نادتني ماما: هيا، لقد أذن الظهر.
قلت لها باستعطاف: يا ماما قليلا بعد.
نادتني ماما: هيا، لقد أذن العصر.
صعدت إلى البيت. دخلت الحمام، وبعد أن غسلت يدي قررت أن أتمدد قليلا لأرتاح من اللعب.
وعندما أيقظتني ماما كان الأذان يصدح
والأهل يطوقون مائدة الإفطار.
المفضلات