النملة الذكية والعنكبوت
اقترب منها ليأكلها ، فصاحت النملة : أرجوك يا عنكبوت .. أرجوك .. أنا نملة صغيرة مسكينة ، ولا أشبعك ، انظر إلي كم أنا صغيرة ؟ انظر كم أنا حلوة وطيبة ، لا تأكلني حرام عليك ..
فكر العنكبوت في كلامها ثم عاد فقال : لا ..لا .. سوف آكلك أنا جائع ..
خافت النملة كثيرا ، وفكرت بسرعة ، ثم قالت له : ما رأيك يا عنكبوت ؟ لدي فكرة حلوة ..
قال لها : هيا بسرعة ، ما هي فكرتك ؟
قالت النملة الصغيرة وهي ترتجف من الخوف : ما رأيك أن أدلك على بيت النمل الصغير ، فتأكل كل النمل ، وتتركني ؟
ابتسم العنكبوت ، وقال لنفسه : إنها فكرة رائعة .. سأشبع .. سأشبع ، سأملأ معدتي .. ثم قال لها : موافق ، موافق ، هيا دليني على بيت النمل ، وأعدك ألا آكلك ، وأن نصبح أصدقاء أنا وأنت ..
وكانت النملة قد أعدت خطة ذكية للنجاة دون أن تضر بقية النمل ؛ فمشت ومشى خلفها العنكبوت ، وهي خائفة وترتجف من الفزع .. مشت .. مشت .. ظلت تمشي .. فقال لها العنكبوت ؟ إلى أين أنت ذاهبة ؟ مستحيل أن يكون جحرك بعيدا إلى هذه الحد .. إلى أين أنت ذاهبة ؟!
قالت له : لا يا عنكبوت .. أرجو أن تثق بي .. بقي أمتار فقط ونصل .
وبعد لحظات : قالت له : هنا .. هذا هو بيت النمل .. إنهم أهلي وإخوتي ، وصارت تبكي عليهم حتى تخدعه أكثر ويتجرأ بالدخول ..
دخل العنكبوت الجحر الذي أشارت إليه ، فهجم عليه النمل .. !
لقد أخذته إلى بيت النمل الكبير صاحب الأرجل القوية والأيدي المفترسة فمزقه النمل تمزيقا ، وأخذوه قطعة قطعة إلى مخزن الطعام ، وخزنوه في مخزن الطعام الذي يحضرونه لفصل الشتاء .
نجت النملة من العنكبوت ، وأوقعته في يد النمل الكبير ، وعادت إلى جحرها وقصت على ملكة النمل ما حصل ، فكرمتها ملكة النمل ، وعملت لها حفلة كبيرة .. وعاشت مع أخواتها النملات في خير وسعادة ، بعد أن نجت من الموت ..
إنها حقا نملة ذكية ، تستحق التكريم ...
محمود النجار
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتهال مصطفى
المفضلات