دورالإعلام في الترويج لعادة القراءة

في بعض الأحيان قد تسأل صديقاً لك,ماذا تقرأ؟,فيجيبك,إنني اقرأ الكتاب (الفلاني),تسأله لماذا بادرت في قراءته,يجيبك قرات له عرضاً في إحدى المجلات,أو رأيت اعلاناً في إحدى الصحف اليومية.
من خلال هذا المثال البسيط نستشف اهمية الدور الذي يمكن أن يمارسه الاعلام المكتوب وكذا المرئي والمسموع في الترويج لعادة القراءة في المجتمع..
ومما لاشك فيه أن لوسائل الاعلام قدرة كبيرة في التأثير على سلوكيات المشاهد وتفكيره,فوسائل الاعلام العصرية غيرت الكثير من عاداتنا وتقالدينا,ولسنا في حاجة لسرد القصص والوقائع لإثبات ذلك فالقارىء يستحضر في ذهنه – أمثلة عديدة – كما أتصور,فالإعلام بأجهزته المختلفة يفترض أن يلعب دوراً اساسياً وفعالاً في التربية والتنشئة لكافة المراحل العمرية بشكل عام ومرحلتي الطفولة والشباب بصورة خاصة.
والتربية الأسرية والمجتمعية التي تؤدي الى فكر وثقافة وسلوك سوي تستوجب توجيهاً إعلامياً مدروساً بشكل علمي وواقعي,اي متصل بواقعنا بدءاً من الدائرة الأصغر فالأكبر".
فنحن كثيراً مانتهم الاعلام بأنه سرق اوقات المشاهد,ولم يكن اتهامنا له لأننا ننظر بعين سوداوية لاترى الا الجانب السلبي,إنما اتهامنا له لأننا في الكثير من الأحيان نرى هذا الاعلام يتسابق في تقديم الغذاء الفاسد للمشاهد بدلاً من الغذاء الصحي.
فالإعلام بإمكانه أن يقدم لنا جرعات صحية باستطاعتها أن تدفعنا للقراءة والكتاب,من خلال عرض لكتاب صدر حديثاً أو كتاب قديم كان له تأثير على مجتمع من المجتمعات,وكذا عقد لقاءات مع مؤلفين لهم تأثيرهم على المجتمع,ليتحدثوا من خلال برنامج تلفزيوني (مثلاً) عن أحد مؤلفاتهم وبالخصوص الحديثة الصدور,وغير ذلك من أمور.
وفي هذا الصدد نشيد بفكرة "نادي أوبرا للكتاب" البرنامج التلفزيوني الذي تقدمه أوبرا وينفري على شاشة التلفاز,فقد ظل الكثير يعتقد أن الجمع بين متفرقين – التلفاز والكتاب – يبدو صعباً,بل يكاد الكثير يجزم بأن حرباً بينهما لاتسمح لهما بالالتقاء.
حتى جاءت فكرة البرنامج,فأصبح التلفاز نافذة لمكتبة تبيع الكتب,نافذة يطل عليها عشرة ملايين في الولايات المتحدة الامريكية وحدها,وخمسة عشر مليوناً خارجها البرنامج الذي ادهش دور النشر ومطابع الكتب,يشتريها أناس ماخبروا القراءة من قبل,في كل شهر تقف "أوبرا" أمام الكاميرا,وبيدها كتاب,مخاطبة متابعيها هكذا,"هذا اختياري كتاب لهذا الشهر,أريدكم أن تذهبوا لمكتبات بيع الكتب,أريدكم أن تشتروا هذا الكتاب,أريدكم أن تقرأوه",ثم تطلب منهم أن يبعثوا رسائل الكترونية أو ورقية محتوية تفاعلهم مع النص.
ومن بعد,يتم اختيار اربعو اشخاص من مجموع كتاب الرسائل تلك,يطيرون – على حساب برنامج اوبرا – من أجل الالقتاء بمؤلف ذلك النص,وتناول العشاء على مائدة اوبرا,والتي يتم حولها نقاش النص وتجربة مؤلفه,وفكرة عن الكاتب,خلال حلقة البرنامج المعنية".
نعم نحن بحاجة لبرامج كهذه يعرضها التلفاز للتشجيع على عادة القراءة ولبيان ما للمكتبة والكتاب من أثر على حياة الأفراد والشعوب صعوداً أو نزولاً,بدلاً من تركيز وسائل إعلامنا على الرياضة التي أكلت الاخضر واليابس!!
فلابد أن يقول لنا الإعلام بأن (حاجتكم الى القراءة كحاجتكم الى الشراب والطعام),لابد أن يقول لنا الإعلام أن (الشعب الذي لايقرأ لايفهم الحياة..شعب لايستطيع العيش..شعب سيصبح في مؤخرة الركب..)
هل يستطيع إعلامنا أن يقول لنا بعض ذلك؟!.

منشور على موقع بــلاغ