آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مختارات من الأدب الصيني / ترجمة حامد خضر الشمري

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ابراهيم درغوثي
    تاريخ التسجيل
    04/12/2006
    المشاركات
    1,963
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي مختارات من الأدب الصيني / ترجمة حامد خضر الشمري

    اخترت لكم هذه القصائد الجميلة التي ترجمها المبدع حامد خضر الشمرية من الصينية
    لعلها تزيد في عشقكم للشعر الصيني



    مختارات من الشعر الصيني

    ترجمة : حامد خضر الشمري

    مجموعة قصائد من الصين تلخص لنا صورة من صور الشعر الصيني الحديث، وهي قصائد لمجموعة من الشعراء كشفوا عن القدرة الهائلة للمتصور الشعري الذي يجمع بين فهم عميق للعالم والكائن وبين رؤية شعرية تجلت في غنائية شفيفة داخل النفس الانسانية.
    في هذه القصائد الصينية اشارات مهمة لتجارب شعرية احتضنت المحيط الانساني وتأمل ثناياه، فضلاً عن انها تكشف اسى الانسان في وحدته واسئلته المعذبة.
    المدى الثقافي
    جنغ جو – يو
    من شمال الصين، يمزج جنغ جو – يو بين الاسلوب النموذجي للهجة ذلك الاقليم وبين الخيال الجنوبي الزاهي. وما يبهج شعره هو الايقاع البطيء المحكم والمتموج، وكذلك التناسب البهيج بين اللهجة الطبيعية والبناء اللغوي المتماسك المستعار من الشعر الصيني القديم.
    وبوسعه ان يصبح احد الشعراء المعاصرين دون ان يثقل ابياته بالكآبة والصعوبات. هذه السمات واسلوب رحلته المتحررة الممتعة تركت اثرها الهائل بين الشعراء الغنائيين الشباب وللشاعر ديوان مطبوع بعنوان (في أرض الاحلام).
    "نرفانا"
    سادع الزمن يتقاعد من حياتي
    واعلن السلام مع الشيطان والآلهة.
    وساغمد سيف التحديق ببطء
    واطبق عيني على النجوم والبحار
    انا وان نسيني العالم
    ونسيت كل نعمة ونقمة
    اكبر من المطلق
    واصغر من ذرة الغبار
    جن تزو – هو
    احد مؤسسي جماعة (النجم الازرق) ومن مواطني منطقة زيجوان، ذهب الى اليابان للدراسة وحاز شهرة في البر الرئيس قبل الغزو الشيوعي. كان في تايوان شاعرا مؤثراً ومترجما وناقدا، تاثر شعره كثيرا بالرومانسيين والرمزيين الفرنسيين، طبع عدة دواوين منها (قصائد في البحر)، (زهور عباد الشمس)، (البهو).
    نشر ترجمات باللغة الصينية لاعمال لامارتين، فجني، هوغو، فير هيرن، ابولونير وكوكتو. وكان قد كتب مقالات عدة بعنوان (تشريح الشعر) وله مراسلات مع (جي هسوتي).
    "بذرة النار"
    في تموز وفي الجنوب الذي تكلله عناقيد المرجان
    تضيء الشمس مع سيقان الرز الذهبية
    شمعدانات الحور المتشعبة
    وزهرة اللهب المقدس
    ومن حديقة عباد الشمس يأتي طير لازوردي
    لينثر بذور النار
    ويضرم مشاعل شجرة العنقاء
    في تموز، تحدق زرقة البحر
    بالجنوب المتقد
    ***
    غيوم تموز ابنية اثيرية غريبة
    تخطط المدن الفاخرة والسهل البنفسجي
    وهناك ووسط رقصة فالس النار
    تلتقط الكروم تراب الذهب
    وتتفتح الازهار باغفاءة القيلولة
    وتغسل الارض المسفوعة شعرها عند راس الساحل
    بتموجات الشمس الذهبية
    فجمالها مفعم باللذة البدائية
    وتنمو نباتات الجنوب غريزة برية
    وتخصب الزهور الغضة بالاوراق المتفسخة
    ويتفتح لهب التويجات غاضباً
    وهو ينشر مظلة الحياة الجديدة
    والعتمة الخضراء للاوراق الخانقة
    لا تعمي عيون الازهار المتطلعة نحو المستقبل
    وتطلق الشمس على عجل رصاصات النار
    فتدفئ اليرقة المتحولة الى فراشة راقصة
    ***********
    وتتعقب نجمة، وهي تطوف الفضاء
    وتحترق في الاعالي
    ضوءاً ساطعاً عبر السماء
    وتطمر نفسها في قبر المحيط الازرق
    اهذه هي ارادة الخالق؟
    انها ومضة الحياة وسنتها
    انني اجيء من الجنوب حيث مكثت طويلا
    وانت تقول "ان بذرة النار تبدو في عينيك"

    الشاعرة هسيونك هنك
    شاعرة تضاهي (لن لنك) في الاصالة، ولدت في تايوان واكملت دراستها في جامعة تايوان تظهر احساسا انثويا حادا وقابلية تستحق الاشادة باللغة الصينية، تصويرها الشعري موجز واخاذ، انها شاعرة مقربة من جماعة (النجم الازرق).
    عندما ترسمني
    تاتي الزرقة هادرة
    وهكذا ترتد بأسى
    اوهام قائمة عدة
    "في قاع البحر ستتضرم نار هائلة
    ووراء شجرة المرجان ستقف شجرة مرجان
    ووراءها شجرة مرجان اخرى
    وسيكون اسمك ضوءاً لا يخبو"
    وتقول:
    اديري وجهك وانظري اليَّ!
    لا تشرب وحيداً حزن القصة
    لقد انتهى الان فصل المطر
    فلا ترفض بعد الشمس المبهجة
    ولا تتقن تصميم مثواك
    الذي يجب ان يشيد بالبلور
    بين انفتاح العيون وانغلاق حلم لا ينتهي
    اديري وجهك وانظري الي!
    لقد انتهى الان فصل المطر
    وسأنتظر خلف قناع من الرماد
    سانتظرك بسيماء راقصة باليه
    على اهبة الرقص
    وتتراجع الاوهام كذلك بحزن عميق
    من الارض الباردة
    ونبتة صغيرة تواقة للضوء
    تدير وجهها منذهلة وتنظر اليَّ!
    الشاعرة ينك تزو
    اول شاعرة متميزة في الصين. ولدت ينك تزو في مقاطعة (كيانكو) ودرست في احدى المدارس المسيحية طبعت ديوانها الاول (الطائر الازرق) وتزوجت من الشاعر (لومين) ومنذ زواجها قسمت وقتها بين العمل في الاذاعة والبيت، ولهذا كان نتاجها الادبي قليلا نوعاً ما، وكامرأة بلغت (ينك تزو) درجة من الرقة والتواضع الذي تتميز به النساء الصينيات الكلاسيكيات. هذه الخاصية الشرقية التي تقنع الاحساس الانثوي برقة تسري في معظم قصائدها ومن المهم ان نلاحظ انها على تناقض حاد مع (لومين) بشخصيتها وشعرها. تظهر قصيدتها (النوم الابيض) محاولة في الاستعمال الحديث لموضوعها الاثير.
    النوم الابيض
    هذه ايام بلا نبوءة
    تحت الزرقة التواقة المقوسة
    ليس بوسعنا ان نجمع حفنة من الذهب
    ويبقى اللون الشاحب يرتفع
    مع الغيوم الرمادية ومع الشحوب والندم
    وتبقى المحاصيل والمناجل متباعدة
    ********
    كيف ينعم المحروم من الشمس
    بالشمس ويجفف اثوابه الرطبة
    وكعتبة تتفتح براعم السحلبيات فيها
    يختم النعاس روحك السجينة
    صمت الجوقة البيضاء
    ويبقى حزني وسط
    التويجات الارجوانية الشاحبة
    الشاعر يانك هوان
    ولد في شمال الصين والتحق بالجيش ضابطا غير مفوض وعلى الرغم من عدم دخوله اية كلية إلا انه اصبح لامعا ليس في مجال الادب فحسب وانما في العلوم الطبيعية. في اعماله العديدة تلتقي الرمزية والواقعية لتعكسا صورة الضمير المفجوع لضابط مثقف واطىء الرتبة علق بازمة وطنية.
    ونظراً لخيبته في الادب واحباطه في الحب، فقد انهى حياته بشكل مفجع إذ دهسه قطار في (تايبي) في عمر الرابعة والعشرين، وقام اصدقاؤه باصدار ديوانه (منظر طبيعي) بعد وفاته.
    فانتاز يا آب
    ارهف السمع ! الموسيقى المعتمة تذوب وتغوص
    في قدح الغسق الاكمد
    وعصابة من الجن ترقص
    على حافة ساحل المتجول الرث
    وتقهقه بمرح كسول
    *******
    بعيدا عن ساحل بحر (ايجين)
    يأتي (باخوس) على حمار اسود
    وينتابني القلق على تلك الحدائق هناك
    التي توارت ازهارها الصيفية
    لكن العنب لا يزال حامضا لا يصلح لصنع الخمر
    *******
    وانتم ايها المغامرون الشباب الحالمون
    لن تذهبوا لتجذفوا في المجرة
    لقد دمر نفس الليلة الماضية
    المنجز الورقي، وفي سهل الحياة
    علينا ان نشيد البنايات الصلبة
    *******
    وعلينا ان نجمع الاصدقاء الغائبين منذ امد بعيد
    ونضع التصاميم المتقنة على خارطة الحياة
    لنضع السكة لقطار الخريف
    فوق التلال المتدحرجة نحو الشمس
    الشاعر (جنك تنك - وين)
    مواطن من مقاطعة (انهوي)، درس في جامعة امبريال في طوكيو حيث التقى (جن تزو – هو) و(جي هسوين) وقبل ان يأتي الى تايوان عمل سكرتيرا لمحافظ انهوي وقائدا عاماً في الجيش ورئيسا لتحرير صحف عدة. وقد عرف على نطاق واسع بكتابته الاعمدة الصحفية الساخرة وقد تأثر بالشعر الصيني الكلاسيكي وبرع بالدراسات الكلاسيكية اكثر من معاصرية وقد امتاز شعره بذكر الاحداث المعاصرة والاهتمامات الانسانية، له عدة دواوين من بينها (ذكريات الوطن، الكاهن، باقة الزهور البيض).
    من تخطيطات الجسم البشري
    القلب
    عميقا في غابات افكاري
    ينساب جدول رقراق بارد
    غالباً ما تأتي الوحوش البرية لتشرب منه
    وتحدق في صورها العابسة
    وهي تنعكس بصورة قاسية في الجدول

    الذراع
    سيدتي على نفسك الحبيبة
    تعيش الافعى الناعمة الستراتيجية
    التي تسبح من ثوبك المسائي
    لتقترح الثمار الناضجة المحرمة
    الشاعرة (لن لنك)
    حظيت الشاعرة لن لنك بالاهتمام النقدي وهي طالبة لم تتخرج بعد في جامعة تايوان الوطنية عن سلسلة اعمالها الموسومة (المربع) والشاعرة احدى العضوات القليلات في المدرسة الحداثوية وتآلفت بشدة مع (جنك جاو- يو) وقد كان شعرها الاول مثل نتاجه زاهياً بالاسلوب الوطني الجميل لـ (تسي) وهو نوع من الشعر المشتق الذي انتعش في فترة حكم (سنك) وكانت مواضيع هذه المجموعة هي تغيير الفصول، آلام الفراق، نكران الذات، ذكريات الماضي. وقد امتاز اسلوبها بانسياب اللحن الطارئ واختلاف البيان، كما ان اعمالها الاخيرة تتميز بالعمق والرقة. وقد اكملت دراستها للكيمياء في احدى جامعات الولايات المتحدة.
    شجرة الزيزفون
    انا التي جعلت شجرة الزيزفون هرمة
    فلقد حفرت على لحائها العديد من الصلبان
    كل يمثل التفاتة
    *******
    الطريق الحافل بالطحالب غمد صدئ
    يعلوه الغبار كل يوم بقدمي المتوانيتين
    وداعا لابولو، انه مشغول بجمع
    العملات الصغيرة التي القاها عبر الاغصان
    كل شيء يتراجع
    ويتسع الفراغ على عجل
    انهم خائفون مني
    ويقولون بأني وحيدة
    ********
    وببطء اصل شجرة الزيزفون
    ويتعمق ظلها بالليل
    وعلى جذعها اتكىء واشعر
    بالصلابة والقوة التي تمنحها الارض
    وعبر السماء اغنية تحوم
    ما اطول درب الاغنية!
    كيف سأنهي انتظاري هنا
    وبعيني المغمضتين الغيت صلباني

    الشاعر (لو مين)
    شاعر صريح، شديد الحساسية، خدم في القوة الجوية الصينية وهو لاعب كرة قدم ماهر ومزارع وصاحب مكتبة ومتزوج من الشاعرة ينك تسو.
    ترك اصحاب المدرسة الحداثوية وانضم الى جماعة النجم الازرق وقد حاز ديوانه الموسوم (اورورا) على جائزتين ادبيتين. وبسبب ميله الشديد للتراث الصيني، يعتبر لومين اقل الشعراء الصينيين تعلقا بالمعاصرة. وتطبع لمسات الخيال والوعظ الخلقي معظم قصائده. ابياته مستقيمة ومؤثرة واستعاراته تستعمل بصورة متطرفة ومن الصعب الاقرار فيما اذا كانت اشعاره ذهنية ام حسية.
    اوتار القيثارة الاربعة
    في الطفولة كانت عيناك زرقاوين كالابدية
    وهما الان في شبابك مثل حديقة
    حيث يصدح دج الناسك
    وفي منتصف العمر ستغدوان بحراً عاصفاً
    وستكونان حزينتين عندما تهرم
    ووحيدتين كمسرح منتصف الليل
    بعد ان تسدل الستارة
    بين الروح والجسد
    تربض القطة على منضدة عشائي
    وهي تتوقع حلول الحصاد الوفير
    وحدقت في عينيها الخائفتين المتضرعتين
    حيث عاد تاريخ الانسان حياً بجنون
    *******
    لقد اعتدت في الشتاء ان اقتسم
    متعة الموقد مع قطتي اللهفى
    ويحدق احدنابالآخر
    ونحن نقتات الافكار
    التي سارت جنبا الى جنب دون ان تلتقي
    وعندما لا يتضرم مصباح الروح
    تحمل التخمة، عربة الموتى الجليلة الفخمة،
    الجسد بعيداً عبر نفق مظلم

    ترجمة: حامد خضير الشمري



  2. #2
    شاعر/ عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي
    تاريخ التسجيل
    01/01/2007
    المشاركات
    4,165
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مختارات من الأدب الصيني / ترجمة حامد خضر الشمري

    جميل جدا هذا الزخم الشعري الرفيع ...

    أحببته جدا أحييك أيها الجميل


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •