آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: صامد!!!

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    21/09/2007
    المشاركات
    19
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي صامد!!!

    فى فيلا المريوطية وعلى سريره الهادئ شوهد من عقارب الزمن القادم نائما وسط هذا الكم الهائل من زخم الذكريات وآلام الماضى الحاضر.. هناك فى عقاره الذى اشتراه ودفن فيه الأحلام والطموح ومعهما تلك الحقيبة الإنسانية التى ملأت جيوبها ذكرياتٌ أليمة وتنهيداتٌ باكية لخصت عراك الفكر والوطن ... هناك حيث جذبه الواقع السوداوى النجس حتى فضَّه عن فكره وبراءته فبسط ذلك الواقع النجس تلابيبه على تلك العجينة الإنسانية الرخيصة حتى حولها من من فارس الشعب إلى فارس النظام ولو أنا بتنا فى زمن الكل فيه فارس على طريقته....... "عبادٌالسلطة فرسانُ وطنيون"!!!!!!!.. هم فقط الذين منحهم الله القدرة على رسم خارطة هذا الوطن! .هم فقط الذين اصطفاهم الله بتلك الموهبة السياسية!. هم فقط من يستطيعون قيادة دفة الوطن... أما باقى فئات الشعب المطحون فما عليها إلا أن ترسل تمتماتها كل صباح لتعانق سكون السماء!. ما عليهم إلا أن يفضوا بانفجارهم الصامت للمستقبل المجهول!!!.. استيقظ " فارس بك" فارسنا الفريسة فى يومه الغير عادى وكالعادة مضى ينتظر أن يطوى الزمن تلك الصفحة اليومية كسابقاتها مكرراً صفعة منه إليه!. استيقظ "فارس بك" متحولا من رجل الشعب إلى رجل النظام ومحولاً عبقه الفكرى الساذج على تلك المحطات الحكومية النظامية ليحقق طموحه السياسى.. صادق الخوف وهادنه حتى بات يصدرها... ثقافة الخوف!.. الخوف من أى شئ على أى شئ.. تسللت تلك الشعيرات النرجسية البيضاء حتى لونته بوشاح أبيض معلنةً انتهاء خيط الأمل فيه وبداية رحلته الحكومية النظامية.. استيقظ واستيقظت معه همهمات انسانية وعواطف مرتجلة خاضت حروبا عصيبة ليصل إلى ما وصل إليه.. رجل النظام بلا منافس.. تنامى على كتفه عجزه المتصابى القادر أمام الحقيقة العارية... كما تربت على كتفه بناياته الخربة حتى زوجته المسكينة منذ علمت نظاميته وحكويته لونت حياتها معه بوشاح أسود معلنة انتهاء دقات الحياة معه وبدايتها!!!.. عانقت ـعلى مضض ـ مرآتُه تقاسيم وجهه ...هى التى ملَّت فساده ونظامه خافت على نفسها أن يسلبها تلك المهارة الإنسانية الوحيدة التى تجيدها وتجيدها معها بنات جنسها.. خافت على نفسها أن يخرس بداخلها تلك اللغة الأنسانية التى تتقنها وهى أن تفضحه كل صباح أمام نفسه فمها ارتدى فهو أمامها عريان عريان.... صاح يسأل نفسه فى ومضة إنسانية" لم اختاره الشيب من بين كل هؤلاء النظاميين؟!". لم حرمه الله من نعمة الإنجاب؟!.. وقف "فارس بك" أمام نفسه ولأول مرة منذ ذلك الماضى البعيد يوجعه وخزُ ذلك الهاجس الإنسانى الموجع الذى يسمونه بالضمير .. كلمةً قرأها كثيرا لكنه نسى معناها . الصباح الفارسى بات مختلفا هذه المرة فالدقَّات الإنسانية تتزايد ويتزايد معها وقع الألم النفسى وصاح يسأل نفسه "ماذا فعلتُ بنفسى؟!". لم قذفتُ بها فى بحرهم الأسود ناسيا أو متناسيا أنه لا محالة قادم ... الموت ولقاء الله...؟! . هل يمكن لى أن أستقيل من شاطئهم الحكومى البعيد بعد كل هذا العمر؟!. هناك حيث لافتاتهم التى تبث أكاذيب "العبوروالمستقبل!". هناك حيث البلادة الوطنية فى أبهى صورها... هناك حيث لافتات اللا عودة!. لماذا تناسيتُ لافتات جدى المسكين وأمى البسيطة وشعبى المطحون؟!.. لافتات الصبر الموجع على الظلم والفساد..هنا حيث فروسية العدل والإيمان... هنا فقط تغلبت تلك الومضة الإنسانية على واقعه النجس . هنا فقط قرر فارس بك أن يقهر تلك اللغة الحكومية ليستبدلها بفروسية الشعب الحقة.. وهنا تلتحم اللحظات الباكية... تدخل زوجته عليه وعلى وجهها علامات غريبة من الفرح الخجول الذى لم يسكن ذلك الوجه يوما ما... أخبرته أنها حامل وثغور وجهها منهكةٌ من حزن الزمن محاولةً أن تتذكر لغة الضحك. لم يصدق ما سمعه ولم لا وهو الذى عود أذنه ألا تسمع إلا كل ما هو حكومى؟.. فمن الطبيعى أن ترفض أذنه سماع تلك الومضات الإنسانية الصادقة .. كررتها زوجته حتى تقبلت أخيراً أذنه بعدـ طول غيابـ الصدق الإنسانى... لم يدر ماذا يفعل.. لغة الضحك قد نسيها منذ زمن !. هلَّل وكَّبر وحمد وشكر وأطلق فرحته العالمية لتدوِّى فى تقاسيم عالمه الغريب!... هنا فقط واستكمالاً لفصول الرواية الأخيرة قرر أن يلوِّن"ولىَّ العهد" بالصمود.. قرر أن يسميه صامد ليكفَّر باسمه عمًا ارتكبه بحق الوطن .. بحق الحلم.. بحق الأمل... بحق الفروسية..بحق نفسه... قرر أن يغير واقعه غير مهتم بما سيفعل النظام وغير آبهٍ بما تمليه عليه ذبذباتُ الخوف من المجهول!.. أعلن بدء الحياة من نقطة الصفر الوطنى.. أدرك أنه لا مستحيل مع الصمود.. مع الألم النفسى... مع ذلك الطعام الشعبى الذى يسمون مجازاً باسم الضمير.. شعر ولأوَّل مرة أنه عاد منه إليه !.. هنا فقط عاد أخيراً من فارس إلى فارس!.....


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    أخي أحمد حراز
    السلام عليكم
    نص يعالج حالة شخص انضوى تحت نظام شوفيني .. تسلق مدارج السلطة .. واكتشف أخيرا انه لا شئ سوى الحقيقة بعد ان استيقظ ضميره.. وما أجمل أن يستيقظ الضمير ويصحو في الوقت المناسب.. سردك مباشر، تطغى عليه التقريرية في بعض الأحيان.. أسلوب مشوق وموضوع جاد.. تقبل تحيتي


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    21/09/2007
    المشاركات
    19
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج بونيف مشاهدة المشاركة
    أخي أحمد حراز
    السلام عليكم
    نص يعالج حالة شخص انضوى تحت نظام شوفيني .. تسلق مدارج السلطة .. واكتشف أخيرا انه لا شئ سوى الحقيقة بعد ان استيقظ ضميره.. وما أجمل أن يستيقظ الضمير ويصحو في الوقت المناسب.. سردك مباشر، تطغى عليه التقريرية في بعض الأحيان.. أسلوب مشوق وموضوع جاد.. تقبل تحيتي
    الاخ الحبيب.. الحاج بونيف...اشكرك شكرا جزيلا على اهتمامك..
    اما بخصوص تعليقك...السرد المباشر وإن كان موجودا هنا فقد تم تغليفه..بطابع الرمزية حتى يضفى عليه تشويقا وربطا للاحداث ببعضها....فكما تلاحظ هنا..الربط بين الانجاب..وصحوة الضمير..بين الصحراء الجدباء وبين حياته المتعبة...
    تحياتى اخى الحبيب وشرفنى تواجدك فى الصفحة... ومعذرة على التاخير فأنا أنتهز الدقائق للتعليق .نظرا لانشغالى...


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •