إن عملنا هذا مجرد محاولة متواضعة للبحث في ثنايا لغة غير لغتنا العربية، وبالتالي ما سنحاول ترجمته، أو البحث عن مقابلات له، الصيغ الصرفية المزيدة العربية، فهو من سبيل المجازفة والمغامرة العلمية الجادة، التي نتوخى من ورائها الوقوف على صعوبات وإشكالات العمل الترجمي، خصوصا فيما هو متخصص نسبيا، لذلك سيبقى هذا العمل المتواضع مجرد أرضية، أو عتبة، نتوخى من ورائها فتح آفاق للبحث في هذا المجال الخصب، وهو بذلك سيكون عملا نلمس فيه شيئان أساسيان، فالأول، يتمحور في التمكن من ناصية اللغة العربية وكشف خباياها وأسرارها الداخلية، والثاني يتمظهر في اكتشاف عوالم أخرى في لغات أخرى، وبالتحديد في اللغة الفرنسية.
ولهذا فإن جازفنا شيئا ما في الجزم في بعض المقابلات، فهذا من قبيل ما تجود به قريحتنا اللغوية و إمكاناتنا، ومعارفنا باللغة الفرنسية، وحتى لا نطيل عليكم فهذا العمل يتلخص في البحث عن مقابلات معاني الصيغ الصرفية المزيدة للعربية، في اللغة الفرنسية، وكذلك مدى قابلية تحقيق هذه الأخيرة لهذه المعاني أو هذه الصيغ بشكل من الأشكال؟ وهل اللغة الفرنسية قادرة على استيعاب حمولات ومعاني الصيغ الصرفية العربية؟ وحتى وإن وجدت بعض المعاني وتم تحقيقها فبأي شكل يتم هذا التحقيق؟
في أفق الإجابة عن هذه الأسئلة والإشكالات الشائكة العلمية والمنهجية، ندعوكم إلى الغوص معنا بين طيات هذه الصفحات، في محاولة منا على الإجابة على بعض التساؤلات والإشكالات، تاركين البعض الآخر كمجال خصب للبحث العلمي الجاد.
راجين من العلي القدير أن يوفقنا في ذلك.







فقبل الحديث عن معاني الصيغ الصرفية المزيدة في اللغة العربية، ومقارنتها باللغة الفرنسية، سنروم في البداية إعطاء لمحة عن الصيغ الصرفية الموجودة في اللغة العربية، ثم في مرحلة ثانية سنقوم بتحديد المعاني المرتبطة بها، وفي الأخير سنعمد إلى إجراء مقارنة هذه المعاني، ومدى قابلية أن نجدها في اللغة الفرنسية بين الممكن والمستحيل.
التصميم:
تقديم:
1. تعريف الصيغ الصرفية المزيدة.
2. معاني الصيغ الصرفية المزيدة.
3. مقارنة صيغ العربية المزيدة باللغة الفرنسية بين الممكن والمحال.
خلاصة.





1. تعريف الصيغ الصرفية المزيدة في العربية:
مما لا شك فيه، أن المجرد من الأفعال ما كانت كل حروفه أصلية، والمزيد منها ما كانت بعض حروفه زائدة. وحروف الزيادة هي عشرة كما حددها النحاة العرب، وهي كالآتي ( س- أ - ل - ت - م - و- ن - ي - ه – ا ) .
والصيغ الصرفية، اثنا عشر صيغة للثلاثي المزيد كما حددها محمد الأنطاكي ، أما الرباعي ففيه شد وجدب، بين من يقول أن للرباعي صيغة واحدة، ومن يقول أن هناك ثلاثة صيغ.
وهذه الصيغ كالآتي:
1.1 - صيغ الثلاثي المزيد:

• أَفْعَلَ
• فَعَّلَ
• فَاعَلَ
• تَفَاعَلَ
• تَفَعَّلَ
• إِنْفَعَلَ
• إِفْتَعَلَ
• إِفْعَلَّ
• إِسْتَفْعَلَ
• إِفْعالَّ
• إِفْعَوْعَلَ
• إِفْعَوَّلَ

2.1 - صيغ الرباعي المزيد:

• تَفَعْلَلَ
• إِفْعَنْلَلَ
• إِفْعَلَلَّ

 المزيد الثلاثي بحرف واحد:
* الهمزة: (أفعل) ومثاله أكرم، أحسن، أسرع، أخرج.
* التضعيف: (فعَّلَ) هَذَّبَ، عَرَّفَ، رَبَّى، حرَّكَ.
* الألف: (فاعل) هاجر، سافر، شاهد، كاتب، قاتل.
 ثم المزيد الثلاثي بحرفين:
* الألف والتاء: (تفاعل) تكاثر، تناثر، تناسب، تناسل.
* التاء والتضعيف: (تَفَعَّلَ) تذكَّر، تحَطَّمَ، تنكَّر، ترجَّلَ.
* الهمزة والنون: (إِنْفَعَل) إنقلب، إندثر، إنشرح، إنفتح.
* الهمزة والتاء: (إفْتَعل) إعتبر، إمتلك، إكتتب.
* الهمزة والتضعيف: (إفْعلَّ) إخضَرَّ، إغبَرَّ، إحمرَّ.
 وأخيرا المزيد الثلاثي بثلاثة أحرف:
* الهمزة والسين والتاء: (إستفعل) إستعمر، إستخرج، إستنسخ، إستصحب.
* الهمزة والألف والتضعيف: (إفعالَّ) إخضارَّ، إصفارَّ.
* الهمزة والواو والتضعيف: (إفعوعل) إحدودب، إعشوشب، إخلولق.
* الهمزة والواو المضعفة: (إفْعَوَّلَ) إجلود.
 صيغ الرباعي المزيد:
- المزيد بحرف واحد:
* التاء: (تفعْلل) تدحْرَج، تبعْثر، تدهْور.
- المزيد بحرفين:
* الهمزة والنون: (إفْعنْلَلَ) إحرنجم، إفرنقع.
* الهمزة والتضعيف: (إفْعَلَلَّ) إكْفَهَرَّ، إشْمأَزَّ، إطْمَأَنَّ.








2. معاني الصيغ الصرفية المزيدة.
تقترن الصيغ الفعلية المزيدة في اللغة العربية بعدة معاني، فكل صيغة من الصيغ السالفة الذكر تؤدي معنى محدد وهذا ما سنعمل على تبيانه في هذا المحور.
1. صيغة أَفْعَلَ: المعاني التي تفيدها هذه الزيادة كثيرة فمنها: التعدية مثل: " أدخل زيد عمراً، وجعل الشيء ذا شيء مثل: أجديته، أي جعلته ذا جدوى، وجعل الشيء نفس أصله مثل: أهديت الكتاب أي جعلته هدية، والتعريض، مثل: أقْتلتُ زيداً أي عرضته للقتل، وصيرورة الشيء ذا شيء، مثل: أورق الشجر أي: صار ذا ورق، وحينونة الوقت، مثل: أَحْصَدَ الزَّرْعُ، أي: حان وقت حصاده، والدخول في المكان، مثل: أعرق الرجل، أي: دخل العراق، والدخول في الزمان أيضا، مثل: أصبح الرجل، أي دخل في الصباح، ووجود الشيء على صفة، مثل: أبخلت زيداً، أي: وجدته بخيلاً، والسلب، مثل: أعذرت زيداً، أي: سلبته العذر فلم أدع له مجالا للاعتذار ومنه قولهم: "وقد أعذر من أنذر"
وقد نجد صيغة أفعل لغير هذه المعاني وليس له ضابطة كضوابط المعاني المذكورة، مثل: "أبصره" أي: رآه، و "أوعزت إليه" أي: تقدمت .

2. صيغة فَعَّلَ: ومن المعاني المرتبطة بهذه الزيادة نجد، التكثير. وهو على أنواع: تكثير في الحدث، مثل: طوَّفت في البلاد، أي أكترث الطواف، وتكثير في الفاعل، مثل: موَّتت الإبل، أي:ماتت إبل كثيرة، وتكثير في المفعول، مثل غلَّقت الأبواب أي: أغلقت أبواب كثيرة. والتعدية، مثل: فرَّحت زيداً أي: جعلته فرحاً، ونسبة الشيء إلى شيء، مثل: فسَّقت زيداً، أي: نسبته إلى الفسق، والسلب، مثل:جلَّدت البعير، أي: أزلت جلده بالسلخ، وصيرورة الشيء ذا شيء، مثل: قيَّحَ الجرح، أي صار ذا قيح، والصيرورة، مثل: عَجَّزت المرأة، أي: صارت عجوزا، و تصيير المفعول على ما هو عليه، مثل: سبحان الذي بصَّر البصرة، أي: جعل البصرة بصرة، وعمل الشيء في الوقت، مثل: هجَّر الرجل، أي: سار في الهاجرة، والمشي إلى الموضع، مثل كوَّف الرجل، أي: مشى إلى الكوفة.
ومع ذلك قد تجيء هذه الصيغة أيضا لمعان غير ما ذكر وغير مضبوطة بالضوابط المذكورة أعلاه، مثل جرَّبَ، و كلَّمَ...
3. صيغة فَاعَلَ: لها أيضا عدة معاني، نذكر على سبيل المثال، المشاركة، مثل: ضارب زيدٌ عمراً، أي ضرب كل واحد منهم الأخر، وجعل الشيء ذا شيء، مثل: عافاك الله أي: جعلك ذا عافية، والتكثير، مثل: ضاعفت الشيء، أي كثرت أضعافه.
4. صيغة تفاعل: ومن معانيها المشاركة، مثل تضارب زيدٌ وعمرو، "والفرق بين فاعل وتفاعل في باب المشاركة أن الطرفين مع تفاعل مشتركان في المعنى و اللفظ فزيد وعمرو مشتركان في الضرب والرفع، أما مع فاعل فهما مشتركان في المعنى مختلفان في اللفظ، إذ يكون أحدهما فاعلا مرفوعا والآخر مفعولا به منصوبا ". ثم المطاوعة، مثل: باعدت زيداً، فتباعد زيد، والتظاهر، مثل: تمارض زيد، أي: تظاهر بالمرض.
5. صيغة تَفعَّلَ: فهذه الصيغة لها عدة معان من بينها: المطاوعة، مثل: جمَّعته، فتجمع، والتكلف، مثل: تصنَّع الشاعر، أي تكلَّف في صياغة الشعر، و الاتخاذ، مثل: توسَّد زيد، أي: اتخذ لنفسه وسادة، و التجنب، مثل: تحرج زيد، أي تجنيب الحرج، و التكرار، مثل: تجرع زيد الدواء، أي: شربه جرعة جرعة، والطلب، مثل تنجَّزتُه الوعد،أي طلبت منه انجازه، والاعتقاد في الشيء أنه على صفة، مثل: تعظَّمتُ زيداً، أي اعتقدت فيه العظمة، وصيرورة الشيء ذا الشيء، مثل : تأهَّل زيد، أي صار ذا أهل. والصيرورة فقط مثل: تزبَّبَ العنب، أي صار زبيبا.
6. صيغة إنْفَعَلَ : لها معنى واحد هو المطاوعة ومثالها كسرته، فانكسر. ويشترط في الفعل أن يكون ظاهراً كالكسر والحطم وغيرهما، أما الأفعال الباطنية فلا يكون مطاوعتها بإنفعل فلا يقال علمته فإنعلم .
7. صيغة إِفْتَعَل : من معاني هذه الزيادة، نجد المطاوعة مثل جمعته، فاجتمع ثم الاتخاذ مثل اعتاد، أي: اتخذ لنفسه عادة، كما تفيد أيضا المشاركة مثل: اجتور القوم أي صار بعضهم لبعض جيرانا .
8. صيغة إفْعَلَّ هذه الصيغة تختص بالألوان، مثل إحْمَرَّ ، إخضرَّ، كما تفيد كذلك العيوب الحسية، مثل :إعورَّ.
9. صيغة إسْتَفْعَلَ : من المعاني التي تفيدها هذه الصيغة نجد: الطلب، مثل إستكْتَبْتُ زيداً، أي: طلبت منه الكتابة، وتفيد كذلك الصيرورة، مثل إستحْجَرَ الطين أي صار حجراً .
10. صيغة إفْعَالَّ: هذه الصيغة تفيد نفس المعنى الذي تفيده إفْعَلَّ، أي الألوان مع المبالغة فيها، ومثال ذلك: إحمارَّ .
11. صيغة إفْعَوْعَلَ، وتفيد المبالغة ، مثل إعشوشب.
12. صيغة إفعوَّل: مثل، إجلوَّد ولا يظهر لهذه الزيادة أي معنى.
هذا في ما يتعلق بمعاني الثلاثي أما الرباعي فمعاني أوزانه المزيدة هي:
1. المطاوعة: إذا كان الفعل على وزن تَفَعْلَلَ، مثل: دحرج البنَّاءُ الحجر فتدحْرج.
2. المبالغة: إذا كان الفعل على وزن إفْعَلَلَّ مثل : إقشعرَّ، أو على وزن إفْعَنْلَلَ مثل: إحْرَنْجَمَ.
3. مقارنة صيغ العربية باللغة الفرنسية بين الممكن والمحال:
1- صيغة أَفْعَلَ:
فعند وضع مقابل للفعل الثلاثي المزيد الذي يأتي على هذه الصيغة، نعمد إلى زيادة الفعل « faire » كما في الأمثلة الآتية:
- أدخل زيد عمراً ZAYD FAIT ENTRER AMR = فإضافة الفعل FAIRE يفيد معنى التعدية، أي أن هناك شخص يقوم بالفعل على مفعول به، يعني هذا أن هذا الفعل هو فعل متعد TRANSITIF يحتاج دائما إلى مفعول به أي أنه يتجاوز الفاعل إلى المفعول به. فصيغة أفعل التي تفيد معنى التعدية تحتاج لمن يقوم بالفعل ومن يقع عليه فعل الفاعل.
أمثلة إضافية:
- أخرج زيد عمرا ZAYD FAIT SORTIR AMR =
نبقى دائما مع صيغة أفعل ولكن مع معنى آخر لها، ومع مقابلات هذا المعنى، وهو معنى الجعلية، كما في مثال:
- أهديت الكتاب offrir le livre = فعندما رمنا ترجمة هذا المعنى، قمنا بإضافة الفعلoffrir الذي يحمل بين طياته معنى الجعلية، أي جعل هذا الكتاب هدية.
أما فيما يخص المعنى الثالث، التي تحققه صيغة أفعل، والذي يفيد التعريض، كما في المثال التالي:

- أَقْتَلتُ زيداً exposer zayd a la mort = فعند ترجمتنا هذه الصيغة الدالة على التعريض قمنا بإضافة الفعل exposer الذي يفيد معنى التعريض أي عرضت زيدا للقتل.
والمعنى الأخير، الذي تحققه هذه الصيغة هو: معنى وجود الشيء على صفة، كما في المثال أسفله:
- أبخلت زيدا je l’ai trouver grigou = يعني وجدته بخيلا.
2- صيغة فَعَّلَ:
فهذه الصيغة هي أيضا تؤدي مجموعة من المعاني منها التكثير كما في مثال:
- طوَّفتُ البلاد tournailler = فالفعل المستعمل هنا جاء مرتبطا ب un suffixe « ailler » الذي يفيد معنى التكثير و الزيادة في الشيء والإكثار منها.
- غلقت الأبواب refermer plusieurs porte = فهنا لم نستطع إيجاد المقابل المناسب للصيغة، وبالتالي رمنا ترجمة المعنى الذي تفيده الصيغة في العربية بمقابلها في الفرنسية الذي يفيد الإكثار وتركنا الفعل على ما هو عليه.
كما تفيد أيضا صيرورة الشيء كما في مثال:
- عجَّزت المرأة la femme est vieillarder = أو la femme est vieillir أي صارت عجوزا devenir vieux . يبقى تحيق معنى صيغة العربية عجزت المرأة رهينة بالسياق و رهينة بالجملة التي ستصاغ فيها في الفرنسية.
أما باقي المعاني الأخرى التي تفيدها هذه الصيغة عمل الشيء في الوقت كما في مثال هجَّر، ثم المشي إلى الموضع كما في مثال كوَّف، فهي رهينة بإيجاد المقابل المناسب لهذه الأفعال بحكم طبيعة ودلالة و ارتباط هذه الأفعال بأسماء الأماكن وبالتالي فهي حاملة لثقافتها المنتجة لها والعاكسة لها أيضا.
3- صيغة فاعل:
فمن المعاني هذه الصيغة كما سلف الذكر هي المشاركة كما في مثال :
- ضارب se battre بإضافة le « se » pronominale التي تفيد المشاركة la réciprocité أي المشاركة في الضرب أي l’un a battu l’autre، كما نجد أفعالا في العربية لها نفس المقابل الذي وجدناه لصيغة تضارب كما في الأمثلة الآتية:
- قاتل se battre =
- تعارك se battre =
أما المعنى الثاني، الذي تفيده هذه الصيغة جعل الشيء ذا الشيء كما في مثال:
- عافاك الله dieu vous guérirez = وبالتالي فهذا الفعل مع صيغته (فاعل) لا نستطيع إيجاد مقابل لها، إلا إذا أدرجناها في السياق.
4- صيغة تَفَاعَلَ:
تضارب: se battre تفيد المشاركة أيضا شأنها في ذلك شأن صيغة فاعل. كما نجد كذلك
تراسل: correspondre
تواصل: communiquer
5- صيغة تَفَعَّلَ:
تَجَمَّعَ: se réunir فإضافتنا ل se pronominale هي التي تفيد la réfléchi أي أن الفعل يعود على الفاعل نفسه، و المعنى الذي تؤديه هنا هو المطاوعة، أما المعاني الأخرى التي تفيدها هذه الصيغة فهناك: التكلف ومثاله :
تصنَّعَ:
تأهَّلَ: se familiariser أي صار ذا أهل.
تجرَّع: التي تفيد التكرار، فمقابلها في الفرنسية هو: regorger بزيادة اللاحقة re التي تفيد في الفرنسية كذلك التكرار.
6- صيغة إِنْفَعَلَ:
انكسر: s’est casser فهنا كذلك يتم إضافة le se pronominale الذي يدل على المطاوعة كما في مثال إنكسر الزجاج: la vitre s’est casser فيظهر هنا أنه في حالة المبني للمجهول فلهذا نلفي الفعل يعود على الفاعل، la vitre a casse elle
7- صيغة إِفْتَعَلَ:
إجتمع الأولاد: les enfants se sont rassembles , c'est-à-dire les enfants ont rassemble eux.
فإضافة se تدل على المفعول به المحذوف في صيغة المبني للمجهول.
و تفيد هذه الصيغة كذلك معنى الاتخاذ مثل: إعتاد: (s’habituer.) أي إتخذ لنفسه عادة:
إعتاد المجتهد الاستيقاظ باكرا : le prodige s’habituer de lever tôt
إجتور الناس: les gents s’est avoisiner أي صار بعضهم لبعض جيرانا.
8- صيغة إِفْعَلَّ: كما هو معلوم هذه الصيغة مختصة بالألوان و العيوب كم سيتضح ذلك مع الأمثلة الآتية:
إحمرَّ: rougir
إخضرَّ: verdir
إزرق: bleuir
إصفر:jaunir
إبيض: blanchir
إسود: noircir
إعور: aveugler
فكما يظهر يتم دائما إضافة في الفرنسية اللاحقة، suffixe "ir " الذي يضفي على الصيغة معنى المبالغة.
9- صيغة إِسْتَفْعَلَ:
إستكتبت زيدا أي طلبت منه الكتابة، فهذه الصيغة تفيد الطلب، ويتم التعبير عنها في الفرنسية كما يلي: je demande de zayed d’écrire.
فيتم إدخال demander de + verbe
كما يتم التعبير عن الطلب كذلك في الفرنسية في نفس صيغة إستفعل، بإضافة se ، كما في المثال الآتي: إستفسرت الأستاذ أي طلبت منه تفسيرا لشيء إستعصى عليَّ فهمه:
Je s’interroge le professeur.
وهناك أيضا طريقة أخرى في الفرنسية لهذه الصيغة هي وجود لفظ واحد ومثاله: إستحجر أي صار صلبا، solidifier ، وفي هذا المثال تفيد هذه الصيغة الصيرورة.
10-صيغة إِِِِفْْعَالَّ:
فهذه الصيغة كما سلف الذكر تفيد نفس معاني "إفْعَلَّ"، أي أنها للألوان و العيوب و تفيد كذلك المبالغة. والفرنسية لا توجد فيها هذه الصيغة إذ تكتفي بصيغة "إِفْعَلَّ" .
أما الصيغ المتبقية و هي :إِفْعَوْعَلَ، تَفَعَْلَََلَ، إِفْعَنَْلَلَ، إِْفْعَلَلَّ، وكلها صيغ للرباعي فلم نعثر على مقابلات لها لأنها نادرة الإستعمال حتى في اللغة العربية، و النادر لا حكم له.









خلاصة:

بعض الطرق المنهجية لإيجاد مقابلات بالفرنسية لمعاني الصيغ الصرفية العربية:
- زيادة فعل مساعد على الفعل الأصلي لإعطاء المعنى الكامل للصيغة المزمع ترجمتها، فمثلا: أخرج(أفعل) يقابلها في الفرنسية faire sortir أي إضافة الفعل المساعد faire.
- وجود مقابل يفيد معنى الصيغة نفسه وذلك بدون زيادة مثل: أهدى (أفعل) offrir : و تراسل (تفاعل): correspondre وتحجر (تفعّل): solidifier.
- زيادة بعض السوابق أو اللواحق مثل: فعّل، طوّف :tournailler tourner+suffixe :ailler.
- غلّقت: refermer إضافة السابقة re والتي تفيد التكرار و الإكثار أي هنا إعادة الإغلاق.
- إضافة se pronominale كما في الأمثلة الآتية: قاتل se battre تجمّع: se reunir.
وختاما يبقى هذا المجهود المتواضع ليس إلا محاولة محتشمة، نظرا للظروف الزمنية المشددة من جهة ولندرة الكتب التي ستساعدنا في هذا الباب من جهة أخرى، خاصة وأننا في ميدان صعب إن لم نقول مستحيل أحيانا ألا وهو ميدان الترجمة.
وحينما نتحدث عن الترجمة فنحن أمام لغتين مختلفتين على جميع المستويات سواء منها الصرفية أو الدلالية أو التركيبية... والإختلاف الصرفي له كلمته في موضوعنا قيد الدرس، إذ أن اللغة العربية ذات صرف سلسلي، علاوة على كونها لغة سامية، واللغة الفرنسية، من اللغات ذات الصرف غير السلسلي، إلى جانب انتمائها إلى اللغات الحامية ناهيك عن الإختلاف الثقافي. و هذا إن دل على شيء دل على الإختلاف الكبير وصعوبة الترجمة، وهكذا فيعتبر "كل شيء قابل للترجمة ولا شيء يقبل الترجمة"، أو « Everything is translatable and nothing is ».





محبتي الخالصة







المراجع المعتمدة:
- محمد الأنطاكي: المحيط في أصوات العربية ونحوها وصرفها،ج1، ط3، دار الشرق العربي بيروت شارع سوريا بناية درويش.
- عباس حسن، النحو الوافي، ج4، ط3، دار المعرف بمصر.
- قواعد اللغة العربية، السنة الثانية ثانوي، إفريقيا الشرق،البيضاء.
- قواعد اللغة العربية، السنة السابعة من التعليم الأساسي، إفريقيا الشرق2001، ط 10.
- أندري دلفرني، و جوزيف نعوم حجار، أصول الترجمة مع تمارين، ط2، دار المشرق، بيروت.
- مجلة الموقف، العربية: مشكلاتها -تعليمها- نشرها.ع8 دجنبر 1988.
- Dictionnaire du français ; imprimé en France par l’imprimerie Hérissey; N° 77128.
- Harakat ahmed dictionnaire (mou’jam at-tollab) fraancais - francais – arabe ; dar el marifa ; casa blanca maroc.
- Mohamed yalaaoui ; 100 textes francais, avec traduction a l’arabe ; maitrise et troisième cycle; dar algharb al-islami; 1984.