آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رحلة إلى الأعماق - رواية من الخيال العلمي - الجزء 4 - نزار ب. الزين

  1. #1
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رحلة إلى الأعماق - رواية من الخيال العلمي - الجزء 4 - نزار ب. الزين

    رحلة إلى الأعماق

    رواية من الخيال العلمي في حلقات

    الجزء الرابع

    نزار ب. الزين*

    *****

    أبطال القصة :
    د.عبد الله من المغرب تخصص ألكترونيا و برمجة و هندسة الحاسوب
    د. هشام من سورية تخصص معادن و سبائك معدنية
    د. مجدي من مصر تخصص جيولوجيا و طبقات الأرض و علم الزلازل و البراكين
    د. حمود من الإمارات العربية المتحدة /أمارة دبي تخصص كيمياء ، فرع النفط و الصناعات النفطية
    د. رياض فلسطيني يعيش في الأردن تخصص ميكانيك و محركات ثقيلة .

    *****

    تجرأ الدكتور رياض ، ففتح بوابة المركبة بيد مرتجفة ، و لذهوله الشديد ، سار كل شيئ كما أخبرهم به ميمون ، لم يندفع ماء المحيط و لم تتفجر المركبة فكأنها فوق السطح ، لم ير اي اثر للفقاعة و لكنها بالتأكيد موجودة بدلالة خروجه من المركبة دون حدوث أي مكروه .
    و تجرأ الآخرون ، فخرجوا الواحد إثر الآخر ، ثم قام الدكنور رياض بإغلاق الفتحة ، تولى ميمون إحاطة كل من الدكتور عبد الله و الدكتور حمود و الدكتور هشام بفقاعة من المادة المعتمة غير المرئية و فعل نفس الشيء زينون لكل من الدكتور مجدي و الدكتور رياض . و بلا أدنى وجل أو تردد تبعوا جميعا ميمون مطمئنين واثقين .
    تحرك ميمون في المقدمة فتحركوا وراءه ، شعروا كأنهم طيور تحلق بكل يسر ، كان النفق الذي بدؤوا يخترقونه ضيقا للغاية ، و لكنه كان واضحا تحيطه من جميع الجوانب نتوءات ملونة بدت و كأنها زخارف ، و لكنه كان أيضا طويلا و متعرجا ، و ما أن أتموا اختراقه حتى ظهرت أمام أعينهم ما يشبه مدينة كبيرة تعج بالمخلوقات المشعة من فوقهم و تحتهم و من جوانبهم ، ثم بدا لهم ما يشبه البيوت ، و لكنها صغيرة جدا ، مبنية كلها من هياكل مرجانية ملونة ، ثم لفتت أنظارهم بضع أبنية عالية نسبيا تراءت لهم و كأنها قصور أو قلاع أوربية من القرون الوسطى ، ثم ما لبث ميمون و من ورائه زينون أن دخلا أكبرها فدخلوا وراءهما .
    كان الملك يتصدر قاعة كبرى و كان يتميز بلونه الأزرق و من حوله عدد قليل ممن بدوا أنهم من العائلة المالكة فذلك لأنهم يشعون جميعا بلون أزرق جميل ، إضافة إلى عدد آخر من المخلوقات العادية من أمثال ميمون و زينون .
    رحب بهم جلالته ، و ضحك ملء شدقيه عندما علم أنهم علماء عرب ، و لكنه توقف عن الضحك عندما اقترب منه ميمون و خاطبه بلغة غير مفهومة .
    ثم نطق جلالته قائلا بترو و بصوت بدا أوضح من صوتي ميمون و زينون :
    - أخبرنا مستشارنا أنكم في رحلة إستكشافية ، و إننا نقدر لكم هذه الجرأة غير المسبوقة من البشر ، كما نقدر علومكم الوفيرة التي أهلتكم لهذا الإنجاز العظيم ، و سنكلف في الحال فريقا من كبار علمائنا للإجابة على كل ما ستطرحونه من أسئلة علمية تهمكم و سيكونون خير معين لكم ، فإن جرأتكم العلمية هذه تستحق منا كل عون .
    و لكن : " و لكن هل أعجبتكم مملكتنا ؟ " استدرك قائلا ، فتطوع الدكتور حمود للإجابة :
    = نعم يا جلالة الملك ، إنها جميلة و لكن ما لفت نظري و ربما نظر إخواني ، أن البيوت صغيرة جدا مقارنة ببيوتنا .
    فتصدى لإجابته زينون وزير العمران قائلا :
    - ليس لدينا عائلات و أطفال مثلكم و لا نقضي في بيوتنا مددا طوية كما تفعلون ، نحن نلجأ إلى بيوتنا للراحة مرة كل أسبوع حيث نقضي فيها بضع ساعات من التأمل ، فنحن لا ننام ، أو نلجأ إليها من أجل الإستنساخ مرة كل ثلاث سنوات حيث يقضي فيها واحدنا - عندئذ - حوالي اسبوع ؛ فكما ترى لسنا بحاجة للبيوت الكبيرة ..
    يسأله الدكتور عبد الله :
    = هل لديكم حكومة و مجلس شعب أو أحزاب سياسية أو اي نوع من التشكيلات السياسية ؟
    يجيبه جلالته :
    - لاحاجة بنا إلى أحزاب و نرفض كل تشرذم أيا كان نوعه ، فما شوَّه حياتكم أيها البشريون غير التشرذم ، فكل فرد من شعبنا يحق له أن يتقدم بمطالبه في أي وقت ، ثم يقوم الوزير المسؤول أو أحد أعوانه بتنفيذها على الفور إذا كانت معقولة ، اما بالنسبة للتشكيلات التي تسمونها بالحكومة ، فهي ثلاثا لا غير : مجلس العلماء برئاسة وزير العلوم ، و مجلس العمران ويرأسه وزير العمران و هو للقرن الحالي صديقكم زينون ، و مجلس الأطباء برئاسة وزير الشؤون الصحية ؛ و كل منها لديه الصلاحيات المطلقة ، و لا يرجعون إليّ إلا عند الحاجة الماسة .
    يسأله الدكتور هشام و لكنني ألاحظ يا جلالة الملك ، أن جسدك يشع باللون الأزرق و هو مختلف عن الآخرين !
    يجيبه : " سأترك الرد لميمون " فيقترب هذا منهم و يبدأ بالرد على السؤال :
    - في طفرة تطويرية تميز بعضنا بقدرات عقلية فائقة ، فيتحول لونهم إلى الأزرق ، و من مجلس هؤلاء يخرج الملك ! أما الآخرون فيترأسون المجالس العلمية كمجلس الأطباء مثلا ...
    ثم أشار جلالته إلى أحدهم ، فتقدم من العرش ، ثم استدار نحو العلماء العرب قائلا :
    - لم نكن بحاجة إلى الأطباء أو لمجلس الأطباء حتى قبل حوالي سبعين سنة ، اي عندما بدأ البشر يجرون تجاربهم على القنابل النووية ، فمنذ أول تجربة بدأ من كان متواجدا على السطح منا يشكون من بعض الأعراض كالاضطراب العام و عدم القدرة على الإستنساخ ، ثم تضاعفت المشكلة عندما ظهرت الهواتف اللاسلكية فالهواتف الجوالة التي انتشرت كالتار في الهشيم فأحدثت اضطرابات مغناطيسية كبرى ، لهذا ظهرت الحاجة إلى الأطباء .
    قاطعه الدكتور حمود متسائلا :
    = ألم تقولوا أن خروجكم إلى السطح بات نادرا ؟
    - علماؤنا مضطرون للتواجد ، و قد راينا أن تكون مدة تواجدهم قصيرة ، و هناك بعض منا يحب المغامرة و المخاطرة مهما كلفه ذلك ، و نحن لا نمنع أحدا و نكتفي بالنصح .
    تذكر ميمون مستشار الملك أمرا فتقدم من جلالته هامسا ، الذي التفت إليهم قائلا :
    - بالتأكيد أنتم جوعى و بحاجة إلى الطعام ، سأعطي أوامري في الحال إلى وزير العلوم ليتدبر الأمر لكم .
    ثم اضاف متسائلا :
    - ما هي تخصصاتكم العلمية ؟
    أجابه الدكتور حمود :
    = أخي الدكتور عبد الله إختصاص برمجة حاسوب و هندسة ألكترونية ، أخي الدكتور هشام إختصاس معادن و سبائك معدنية و بفضله و فضل أخي الدكتور رياض المختص بالميكانيك و المحركات الثقيلة نحن هنا ، أما أخي الدكتور مجدي فهو إختصاص جيولوجيا و طبقات الأرض إضافة إلى علم الزلازل و البراكين ؛ أما أنا فاختصاصي كيمياء فرع النفط و الصناعات النفطية .
    يجيبه جلالته ، و هو يهز برأسه إعجابا :
    - هذا شيئ عظيم يا عرب ، أن تحملوا مثل هذه التخصصات و أن تتفقوا معا في خدمة العلم على هذا النحو ، مع أننا نعلم أن عربيين لا يمكن أن يتفقا ، و أن عشقكم للزعامة يدمر عقلكم الجمعي ؛ و برأيي أن البشر لن ينقذهم من نزعتهم العدوانية و ما تجره عليهم من ويلات غير العلم النظيف ، أي العلم الذي لا يشمل اختراع أو تطوير الأسلحة بجميع أشكالها و على الأخص أسلحة الدمار الشامل .
    و سأضع تحت تصرفكم وزير العلوم ليقدم إليكم ما تشاؤون من مساعدة ضمن اختصاصاتكم ، و التي ستوفر عليكم الكثير من العناء .
    *****
    بعد تناولهم لطعام شهي أعدوه لهم مما لذ و طاب من مأكولات بحرية ، و بعدما أدخلهم إلى قاعة بدا أنها مخصصة للبحوث العلمية ، قال لهم وزير العلوم (جِمنا ) و هو على ما يبدو من لونه الأزرق من العائلة المالكة :
    - في هذا المكان نرصد و نسجل كل ما يجري فوق سطح الأرض ، و هناك قاعة ثانية لتتبع ما يجري في أعماقها ، و قاعة ثالثة لرصد الكون ، و في كل منها عشرات العلماء و الخبراء – كما ترون هنا مثلا - مستخدمين مئات الأجهزة العلمية ، و نحن متقدمون عنكم علميا ، و لكننا لا ننكر أننا نستفيد من بحوثكم و اكتشافاتكم العلمية ثم نطورها ، فنحن - عل سبيل المثال لا الحصر - نستخدم مرصد (سييرا باشون) المقام حديثا في شمال جمهورية التشيلي منذ إنشائه ، و قد أضفنا إلى تجهيزاته أجهزة مصنوعة من المادة المعتمة ، و كنا قبل عقود نستخدم مرصد ( بانومار قرب مدينة إسكنديدو ) جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، بحيث لا يرانا أو يرى أجهزتنا أحد ، ذلك لأن الرصد من عمق أحد عشر كيلومتر متعذر ، نحن نتلقى المعطيات من علمائنا فوق السطح و نحللها هنا .
    بُهِت الأصدقاء العلماء لما سمعوه ، و تمكن الدكتور عبد الله من تجاوز دهشته فسأله :
    = هل تقصد أن لديكم تسجيلات من السطح منذ وُجِد الإنسان ، مثلا ؟
    يجيبه جِمنا :
    يجيبه جِمنا :
    - امسكوا أعصابكم و التفتوا إلى الوراء :
    يلتفتون ،
    يضطرب الماء قبالتهم قليلا ،
    ثم يتشكل فجأة أمام أعينهم ما يشبه شاشة سينمائية بانورامية ،
    ثَمَتَ ما بدا أنها سفينة فضائية ضخمة تهبط على السطح ،
    تتوقف مثيرة غبارا كثيفاِ ،
    يهدأ الغبار ،
    تُفتح من أحد جنباتها بوابة كبيرة ؛
    يخرج منها أعداد كبيرة من المخلوقات الشبيهة بالبشر ، ذكورا و إناثا و أطفالا ، من مختلف المقاسات ، شقر الشعر ، حفاة عراة ، و قد كسا الشعر الأشقر معظم أجسادهم ،
    ثم يصدر من المركبة شعاع يغمرهم جميعا ،
    ثم ينغلق الباب لتنطلق المركبة صعودا نحو الفضاء .
    قال جِمنا موضحا :
    - إنهم منفيون من كوكب بعيد في أقصى مجرة اللبانة ، نسميه الكوكب رقم 18300 ، فقد دأبت الكواكب المتحضرة على نفي كل من يجدون لديه نزعة تمردية أو عدوانية ، يجمعونهم في معسكرات ، ثم يطلقونهم إلى كواكب ليست مأهولة ، كما كان حال الأرض ، يمحون ذاكراتهم بنوع من الإشعاع كالذي رايتموه ، ثم يتركونهم لمصيرهم .
    فالأرض أحد كواكب الجنس البشري المنفيين من الكواكب الأرقى ، أما المكان الذي نزلوا فيه فهو الجزيرة التي تسمونها صقيلية ، و قد أسمى سلالتهم بعض علمائكم بالإنسان النيندرتالي.
    يسأله الدكتور حمود :
    = هل ما شاهدناه هو أول موجة من المنفيين مثلا ؟
    يجيبه جِمنا :
    - كلا ، بل عرضت لكم إحدى هذه الموجات ، فقد نفي إلى الأرض – مثلا - مجموعة من الكوكب رقم 4222 و هم يمتازون بلون بشرة باذنجانية و شفاه غليظة و شعور مجعدة و قد هبطوا أول مرة في كينيا بأفريقيا ، و أخرى من الكوكب رقم 1402 و لون جلودهم باهت و عيونهم صغيرة و قد نزلوا في وسط الصين ، و هذه مجرد أمثلة ، ذلك أن بعضهم يشبه الإنسان الحالي أما غيرهم فكان إلى القرود أقرب .
    يسأله الدكتور رياض :
    = تقول أن الأرض كانت غير مأهولة ، بينما تعلمنا أن الأرض كانت مسكونة بالحيوانات الضخمة التي نسميها دايناصورات ، قبل ظهور الإنسان .
    يجيبه جِمنا :
    - أنا لم أقل خاوية بل عنيت أنها غير مأهولة بالمخلوقات البشرية أو أشباهها .

    -------------------------
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
    عضو اتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    الموقع : www.FreeArabi.com
    البريد : nizar_zain@yahoo.com


  2. #2
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    مرور سريع بالروايه استاذي
    يبدو انها من يد انسان خبر الحياة وله رسالة مشرفه
    اتشوف الى قراءتها كامله هنا او ورقيا
    تقديري

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  3. #3
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    مرور سريع بالروايه استاذي
    يبدو انها من يد انسان خبر الحياة وله رسالة مشرفه
    اتشوف الى قراءتها كامله هنا او ورقيا
    تقديري
    ====================================
    أختي الفاضلة أم فراس
    الشكر الجزيل لكلماتك الطيِّبة و ثنائك الجميل
    و في انتظار قراءتك إليك روابط الأجزاء الأول و الثاني و الثالث
    مع العلم أن الرواية لم تطبع ورقيا
    عميق مودتي و تقديري
    نزار


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •