الكف والطبلة

قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي / تونس

ترجمتها الى الكردية : شيرين. ك

لةثي دةست و تةثلَ
ضيرؤكي/ ابراهيم درغوثي
وةرطيَرِاني/ شيرين. ك

بة لةثي دةستت كيَشات بة تةثلَةكةدا تا لةثي دةستت سوور هةلَطةرِا، بة تووندي و درِندانة ثياتا مالَي تا دةستت سرِ بوو، سرِبوونيَكي خؤش بة هةموو طيانتا طةرِا هةر وةكو تةزوويةكي كزي كارةبا، دواتر كة ئارةقة ناوضةواني تةرِكردي و بة لاملتا هاتة خواريَ وردة وردة هيَور بوويتةوةو هةر وةكو هونةرمةنديَكي ضاثوك كةوتيتةوة ليَداني تةثلَةكة، ئاوازيَكي خؤش لة نيَو ثةنجةكانتةوة هاتة دةريَ كة هةروةكو خةونيَكي طةرم وا بوو لة شةويَكي زستاندا.
ذنان بة خؤشييةوة هاواردةكةن، هةلهةلة ليَدةدةن، دوو دوو، سيَ سيَ، ضوار ضوار ديَنة نيَو ئةلقةي سةماكردنةوة، بة هةموو لايةكدا سمتيان بادةدةن، شارةزايانة سنطيان دةلةريَننةوة، خؤ رازاندنةوةكانيان عةرزدةكةن: خةنةي نةخشيَنراوي لةثي دةست، سوراوي سةر ليَوان، ضاواني ثرِ لة كل، دةموليَوي بةسواك رةنطكراو، ذنةكان ثالَ بةيةكةوة دةنيَن، ثيَدةكةنن، بةريةك دةكةون و لةيةكةوة دةذةنن، ضاو دادةطرن و دةميَك بةسةر تةثلَةكةدا دةكةون و ضةندين جاريش دةكةونة باوةشت، بؤ ضةند ضركةيةك خؤيان خاودةكةنةوة ئينجا بة سوكةلَةيي وةكو بالَةفرِكةي كؤتر رادةكةن..
تؤش بة عةقلَ هةموو شتيَك دةبيني و لة ميَشكتا دةنط و جوولَةكان تؤمار دةكةي، خةون بةوةوة دةبيني هةموويان ببنة مولَكي تؤ، بة خؤت دةلَيَي:
-ئةمةيان خرثنةو دةلةريَتةوة، سةما ضاك دةزانيَ بيَطومان شتي تريش ضاك دةزانيَ.
-ئةمةيان منالَةو هيَشتا لةسةرةتاي طةشتةكةيداية، بةلآم خانةدانةو طويَم لة ريتمي تةقةي ثيَيةكانيَتي لةسةر زةوييةكة سةنطيانة دةستةكاني دةجولَيَنيَ و عةترةكةشي خؤشة.
-ئةمةشيان هةر وةكو سيَبةري دار ياسةمين تةنكة
بؤني بوغردو دار عودو جاوي و زيرةديَ هةلهةلة بةرز دةبيَتةوة هاورِيَ شمشالَذةنةكةت تيَتةوة دةذةنيَت، تيَدةطةيت كة ئاوازةكة لةنط بووة، خةيالَة شيَتانةكةت بردوويةتي بؤ دوور، دةطةرِيَتةوة لاي تةثلَةكةو بة لةثي دةستت ثيا دةمالَي، تا دةستةكانت سرِ دةبن، جاريَكي تر ئةلَقةي سةماكردنةكة دةوروذيَ، ئةو فرسةتة دةقؤزيَتةوة كة ذنةكان بيَئاطان، دةستت دةبةي بؤ رووت، بة ضاويلكة رةشةكةت رؤحة مردووةكةت دادةثؤشي.


- الكف والطبلة
ضربت بكفك الطبلة حتى احمرت الكف . ضربتها بعنف وشراسة حتى أصاب الخدر اليدين . خدر لذيذ سرى في كامل بدنك كلسعة كهرباء خفيفة . بعدها ، والعرق يبلل جبينك ويسيل على عنقك عدت تدريجيا إلى رقتك وأنت تعالج جلد الطبلة بحذق الفنان ، فيخرج اللحن الطروب من بين أصابعك كالحلم الدافئ في ليلة شتاء .
وتتصايح النسوة فرحات ، ويهللن ، ويدخلن حلبة الرقص مثنى وثلاث ورباع ، يحركن أردافهن في كل الاتجاهات ، ويلعبن بالصدور بمهارة ، ويستعرضن زينتهن : حناء منقوشة ملء الكفوف ، وأحمر على الشفاه ، والعيون غطاها الكحل ، والأفواه مدبوغة بالسواك . وهن يتدافعن ويتضاحكن ويتلامسن ويتهامزن ويتغامزن ويتساقطن مرة على الطبل ومرات في حجرك . يبطئن لحظات ، ثم يهربن خفيفات كرف الحمام .
وأنت ترى بعقلك كل شيء . تسجل في دماغك الأصوات والحركات ، وتحلم بامتلاكهن . تقول لنفسك :
- هذه سمينة رجراجة تحذق الرقص ، وتحذق أشياء أخرى لا محالة .
- وهذه الطفلة مازالت في بداية الرحلة إلا أنها نجيبة . أسمع دق قدميها على الأرض منغما ، وتحريك يديها متزنا ، وعطرها لذيذ
- وهذه رقيقة كظل شجرة ياسمين ...
وتفوح روائح الند والبخور وعود القماري والجاوي والكمون ، وتعلو الزغاريد .... فيلكزك صديقك صاحب المزمار ، فتفهم أن اللحن قد اختل ، وأنك قد سرحت بعيدا بخيالك المجنون ، فتعود للطبلة تضربها بالكف... تضربها حتى يصيب يديك الخدر .
ويعم الهياج من جديد حلبة الرقص ، فتستغل فرصة عدم انتباه النسوة ، وترفع يدك إلى وجهك تغطي بالنظارة السوداء روحك الميتة .