لحساب من يقسم العراق وما هو آت؟؟

بفكر حسين راشد

الفاجعة التي أحدثها الاحتلال الصهيوني للأرض العربية وقرار تفتيت العراق إلى جزئيات طائفية.. ليست بغريبة عن التكتيكات الصهيونية الرامية لاستعباد وإذلال قلب العالم ( العرب).. وليست بمبعد عن الفكر الصهيوني منذ نشأته .. ومنذ أن تولت الإدارة الأمريكية رئاسة الصهيونية العالمية بتبنيها للعصابة المغتصبة أرض فلسطين مروراً بالوقوف معها في كل حروبها على العرب لاستلاب أكبر قدر ممكن من الأراضي التي فيما بعد أصبح العرب يتفاوضون من اجل أن يعيدوا أشباراً من الأرض ويتركوا آلاف الكيلومترات للمغتصب .. هذا إن استطاعت تنازلاتهم المتكررة عن استعادة شبر واحد بمثل تلك المفاوضات الهزلية ..كما أن الوثيقة الصهيونية لثمانينات القرن والتي تم نشرها مراراً وتكراراً .. وأظن أن الجميع بدء في حفظها كما يحفظ أسمه وأسم عائلته .. إلا أننا لا زلنا في ثبات ولا أعلم لماذا.. الوثيقة لم تشمل العراق فقط كي تكون السلبية المطلقة لباقي الوطن العربي على ما هو عليه .. بل شملت معظم الأقطار العربية من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها .. وإن كانت العراق من أهم محطات الصراع بعد فلسطين .. إلا أننا ونحن نتكلم عن تقسيم العراق لا بد لنا ألا ننسى فلسطين .. وأن نتذكر جيداً .. أهداف الاحتلال الصهيوني عامة .. وأن نعمل على إفشاله بتوحد الصفوف وقوة ذات البين ..الوثيقة الصهيونية قسمت العراق من قبل أن يحتل العراق وقبل أن يغزو الشهيد صدام حسين الكويت .. أي أن التقسيم هذا ليس مجرد نزوة أمريكية للخروج من العراق كما يصوره البعض بل هو مخطط قديم ويتم استغلال الأوضاع الراهنة لتفعيله . وكان مخطط تفتيت العراق في البند السادس والتي سبقها في الترتيب مصر وليبيا والسودان وسوريا وتلتها لبنان ثم دول المغرب العربي والسعودية مضمومة مع دول الخليج ثم تأتي فلسطين والأردن النظرة إليه كالتالي:-
( من نص الوثيقة الصهيونية ) سادسا – العراق

1- إن العراق لا تختلف كثيرا عن جارتها ولكن الأغلبية فيها من الشيعة والأقلية من السنة ، أن 65% من السكان ليس لهم آي تأثير على الدولة التي تشكل الفئة الحاكمة فيها 20% إلى جانب الأقلية الكردية الكبيرة في الشمال 2- ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول ، لما كان بالإمكان إن يختلف مستقبل العراق عن ماضي لبنان وحاضر سوريا .

3- إن بشائر الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم ، خاصة بعد تولى الخميني الحكم ، والذي يعتبر في نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقي وليس صدام حسين .

4- أن العراق الغنية بالبترول وآلتي تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلي هي المرشح التالي لتحقيق أهداف إسرائيل .

5- أن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا

6- أن في قوة العراق خطورة على إسرائيل في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى .

7- وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق آلي مقاطعات إقليمية طائفية كما حدث في سوريا في العصر العثماني

8- وبذلك يمكن إقامة ثلاث دويلات ( أو أكثر ) حول المدن العراقية

9- دولة في البصرة ، ودولة في بغداد ، ودولة في الموصل ، بينما تنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن الشمال السني الكردي في معظمه .

* * *

كما يلاحظ أن النسبة التي حددتها الصهيونية من توزيع طائفي هي ذاتها التي نادى بها الإحتلال عبر إعلامه الرسمي وإعلامه المأجور وإعلامه المدسوس .. ولا يبقى لنا سوى أن ننظر جيداً في هذا الفكر وأن نتفاعل مع قضيتنا بحزم لا أن نرى الصورة ونعرفها ونقعد مع القاعدين .. بل يجب على كل منتمي لهذه الأرض أن يقف وقفة رجل .. لم يعد هذا الزمان زمن الدبلوماسية .. لم تؤجل مصر في استراتيجية التقسيم هذه رغم أنها في أولى المراتب التي وضعت على هذه الوثيقة إلا لسبب واحد .. وليس له علاقة كما يدعي المهاترين بأنها عمالة أو انحياز للصف الأمريكي .. بل لأن مصر قلب العروبة لو كانوا بدءوا بها لكانت تجمعت كل القوى العربية لحمايتها ليحموا انفسهم .. فتسقط الصهيونية خائبة .. وهذا الدرس القاسي الذي تعلم منه عدونا في حرب أكتوبر 1973 ( تشرين) .هذه الحرب التي جمعت شمل العرب فدكوا الحصون الصهيونية فتعلم العدو منها درسا هاما وبدءوا في التخطيط للمرحلة الأصعب وهي تشتيت العرب .. و ابعاد مصر عن القضية الاساسية .. و إسقاط روح الزعامة المصرية ليس لأن زعماء مصر أقدر وأجدر بل لأن لمصر في قلوب العرب مكانة كبيرة لنسب العرب الذي يمتد جذوه إلى ( هاجر) أم العرب .. أم اسماعيل عليه السلام ..هذا بالإضافة إلى التاريخ الذي أكد تفوق العرب بجند مصر .. وهذا ما أدى ذات يوم لقائد مصري لقول ( أن العرب لن تحارب إسرائيل لآخر جندي مصري) كما قالها أحد العرب ذات يوم .. وكان هذا القول دليل على توكل العرب على الجبهة المصرية .. وحين توحدت الجبهات في حرب اكتوبر لقى العدو الصهيوني هزيمة منكرة .. مما أدى لتدخل الولايات المتحدة الصهيونية في الحرب وإنزال جيش أمريكي و معدات أمريكية خلف خطوط القوات المصرية فأحدثوا الصغرة وأنقلب النصر في الأيام الأولى إلى شيء من الهزيمة .. وهنا كان قرار وقف اطلاق النار .. واعلان الرئيس السادات أنه لم يكن يحارب اسرائيل بل كان يحارب امريكا .. وهي الحقيقة التي وضحت في هذه الأيام بعد احتلال بغداد ..رغم ان هذه المعركة التي انتصر فيها العرب على العدو الصهيوني بتكتيكات عربية .. إلا أن موالاة أمريكا للعصابة الصهيونية على أرض فلسطين هي ما اتاحت للعدو الصهيوني مجاراة المعركة واستدراج مصر لوقف اطلاق النار .. بعد أن تأكدت الصورة وابطال مزاعم الحياد من الدولة العظمى التي كان يتخيلها العرب انها دولة حياد ..قد أكون قد استفضت كثيرا في ذكر حرب اكتوبر رغم اننا نتحدث عن تفتيت العراق .. ولكن عذري أن القضية واحدة وأن الجسد العربي الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى .. وأننا يجب علينا أن نبدأ في التفكير ليس كما تعودنا أن ننظر تحت أرجلنا .. بل يجب علينا أن ننظر لأبعد ما يمكن أن يصل له الفكر حتى نتقي شر هذه العصابة العالمية التي لا يتوقف مدها عند حد معين بل هي سائرة حتى تبتلع ما على الأرض جميعاً . وكفانا الوقوف في خانة الدفاع عن النفس بأضعف الإيمان .. فلدينا اليد التي تقهر هذه العصابة وتدحرهم .. ولكن !!!!!!!!!!! وأرى في البروتوكول الخامس جزء هام يجب أن يتدارسه الجميع جيداً .. وهو قد يخدم موضوع آخر منفصل لكنه متصل .. وهو إثارة الجدل حول الحرب على سوريا وإيران إعلامياً .. حتى يتم تفتيت العراق.. في خضم هذه المزاعم .. فتسحب إهتمامات الشعوب إلى الحرب لأن الحرب صداها أعلى من صدى التقسيم ..

ولكن بما أن القضية واحدة فلكم أن تتدارسوا معي هذا الجزء .

متي يستمد الملوك سلطتهم.

وجاء على لسان الأنبياء أننا نحن اختارنا لله لنحكم الأرض كلها. والله منحنا العبقرية لنضطلع بهذا العبء. ولو كانت العبقرية في المعسكر الآخر لبقيت حتى اليوم تناهضنا. وإذا جاءنا قادمٌ فلن يكون لنا ندّاً، ونحن من قبلُ أثبت قدماً، والمعركة إذا وقعت فستكون ضارية بيننا وبينه على ما لم ير العالم له مثيلاً في عهد مضى. وإذا افترضنا أن فيهم موهبة العبقرية (الغوييم) فقد جاءتهم متأخرة جداً. وكل دواليب الأجهزة للحكومات تحتاج إلى محرّك، وهذا المحرك بأيدينا وهو “الذهب

“((( أعتقد أن الذهب لا زال أسمه الذهب ولكنه تحول إلى ذهب أسود وهو ما يتم الاستيلاء على منابعه الآن )))

، وقد كان من شأن علم الاقتصاد السياسي أن رفع من شأن رأس المال، ومعلوم أن وَضع هذا العلم وتقريره يعود الفضل في ذلك إلينا. ورأس المال، إذا كان يراد به أن يساهم بالتعاون وهو غير مقيد، فيجب أن يكون حراً طليقاً، ليتمكن من إنشاء الاحتكار في الصناعة والتجارة، وهذا ما قد صنعته يد خفيّة في جميع العالم. ومن شأن هذه الحرية لرأس المال أن تُمِدّ الذين يعملون في الصناعة بالطاقة السياسية، وهذا يؤول إلى التمكن من أخذ الشعوب بالضبط والمقادة. وفي أيامنا هذه، بكون الأمر أهم وأوزن لدينا، إذا عملنا على أن ننزع سلاح الشعوب لا أن نسوقها إلى الحرب، بل وأعظم من ذلك لنا، أن نستغلَّ لمصالحنا انفعالَهَا العاطفي المشتعل، بدلاً من إطفائه، وأن نستولي على تيار الأفكار والآراء، ونترجمه على ما يناسبنا بدلاً من مكافحته ومحاولة استئصاله. فالغرض الرئيسي لقيادتنا هذه قاعدته: أن نُخمِل الذهن العام ونَضنِيه بالنقد والتجريح، وأن نَحِيد به عن طريق التفكير الجدّي الرصين، التفكير الذي يؤدي بالنهاية إلى مقاومتنا، وأن نصرف نشاط الأذهان عن تلك الوجهة ونأخذ بها حيث تقام معارك صورية، سلاحها الخطابة ومصطنع البيان

=========

هذا الجزء الصغير الذي يرمي بأطرافه إلى أكثر من حدث يحدث على أرض الواقع ويمي بظلاله على الإعلام الحالي .. يوجهنا إلى مكمن الخطورة في تفتيت العراق .. مبدئياً ومن ثم التناحر في كل الأقطار العربية من المحيط على الخليج ..فهل سنتركهم يفتتون العراق الذي هو بداية لتفتيت الوطن العربي وليس أخر .. وهل لنا أن نستفيق ونحكم عقولنا التي تراخت كثيراً .. و نفتح منابع المقاومة الحقيقة فكرياً وعملياً ونفسياً كي نوقف هذا الجرم الفاحش ..هل لنا أن نفيق ؟

وللحديث دائما بقية

حسين راشد

نائب رئيس حزب مصر الفتاة

وأمين لجنة الإعلام

رئيس تحرير جريدة مصر الحرة

www.misralhura.tk