أصيبت بدرية بجلطة دماغية منذ أكثر من عام ونصف أقعدتها الفراش, قامت شقيقتها الكبرى مديحة – وكلتاهما فوق الثمانين عاماً- بزيارتها في المشفى باستخدام المصعد. إلاّ أن الزيارات انقطعت بينهما منذ ذلك الحين,واقتصر التواصل بينهما على الهاتف., كون بيت الأولى في الطابق الرابع وبدون مصعد.
تمرّ الأيام و أحاديث الهاتف لا تشقي غليلاً مع تعثر بدرية بالنطق الفصيح.ويكاد الحديث يغدو على منوال واحد
سيما وأن (العين مغرفة الكلام) حسب المثل السائد.
قام ابن شقيقهما بتأمين جهازي حاسوب محمول,مع الكاميرات,والتوصيلات اللازمة,وأجرى بينهما اتصالاً مرئياً من منزليهما عبر الانترنت.فجمعهما مع شقيقه المغترب في مصر.سادت الدهشة الأجواء على الرغم من بطء الشبكة في بلدنا ,و انقطاع الاتصال عدة مرات.غير أنهما كانتا مسرورتين,ولاحظتا عدم تغير مظهرهما رغم المرض.واكتفتا بالتمعن بالصورة الحية بقليل من الكلام.وربما بعد هذا العمر قد يصبح الصمت كلاماً.
شكراً للتكنولوجيا,ولبيل غيتس, ولوزارة المواصلات رغم بطء الشبكة!!