علم أم فن ؟ حرفة أم مجال إبداعي ؟

ما زال الجدال دائراً حول ماهية عمل المترجم و الإتيان بتعريف منهجي و واقعي لما يؤديه أثناء أداءه لعمله اليومي .

أقتبسُ من " فن الترجمة " للدكتور محمد عناني ما يلي :
" ... أن الترجمة فن تطبيقي ، و أنا أستخدم كلمة فن بالمعنى العام ، أي الحرفة التي لا تتأتّى الإ بالدُربة و المران و الممارسة استناداً إلى موهبة " .

إذا تناولنا هذه العبارة بنظرة فاحصة، نكتشف أن د. عناني يضع معيارين عمليين لتأطير منهجي لمهنة الترجمة ، فهي " حرفة " ، و " لا تتأتّى إلا بالدُربة و المران و الممارسة " ، و بعبارة أخرى ، فإنها تنشأ عن تراكم نوعي و كمّي –في ذات الوقت- للخبرة العملية المكتسبة عبر سنوات من الممارسة الدؤوبة .

ما المقصود بالممارسة الدؤوبة :
- التعلم بالتجربة و الخطأ ( Trial & Error ) .
- الإطلاع الناقد على ترجمات الآخرين .
- إنجاز مشاريع الترجمة بالإشتراك و التعاون مع آخرين ، مما يخلق تفاعلاً تقنياً آنياً .

يُقصي هذا التعريف الذي يضعه د. عناني مرتكزات أساسية في الترجمة ، و هي الدراسة الأكاديمية ، و الإتقان لمبادئ علم اللغة . كما يُعيدنا هذا الإغفال المتعمد من جانبه إلى السؤال الوارد في صدر المقال ، المطروح أمامكم للحوار و النقاش .