حملة عودة العقول العربية المهاجرة إلى أوطانها
طيورنا المهاجرة ليس موضوعا جديدا يبحثه أهل الفكر والقلم والمعنين لكنه ظل موضوعا مهمشا على أجندة الحكومات العربية المشلولة..الوطن العربي يعاني من استنزاف خطير للأدمغة العربية..صرفنا عشرات المليارات على تعليم ملايين العقول العربية التي استقر معظمها في الغرب بحثا عن الحرية والاستقرار ولقمة العيش الكريم. البعض الآخر هاجر إلى دول الخليج وبات همه العيش "بستر وستيرة" وعلى الوطن والأمة السلام أما من عاد إلى الوطن، فدخل مرحلة الجمود على كافة الأصعدة!
طبعا، لا يمكن فصل عودة العقول العربية عن الحرية والواقع السياسي والإبداع والبحث العلمي والاقتصاد والبنية الفكرية والتعليمية والأكاديمية في البلدان العربية.
أطلقت الشيخة موزة بنت ناصر المسند مبادرة إنشاء منظمة العلماء العرب في المهجر وعقدت مؤتمرا العام الماضي على ما أذكر لكن ما سمعته أن هذه المبادرة والتوصيات خفتت ولم تنفذ وقالت الشيخة موزة في أكثر مناسبة أن دولة قطر خصصا بئرا نفطيا للبحث العلمي وأطلقت مشروعا أوليا بقيمة 10 مليون دولار لأغراض البحث العلمي وحضرت الملتقى شخصيا ولم يعجبني فكر وأسلوب ورؤية مسؤول المشروع والمتحدثين حيث وجدت ان معظم الحاضرين هم أساتذة أجانب من الجامعات الأجنبية العاملة في قطر. الشيخة موزة يمكن أن تحقق الكثير للأمة لو كانت محاطة بمستشارين ومسؤولين صادقين.
كما أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قبل شهور مبادرة عظيمة، أشادت بها الجمعية، بقيمة 11 مليار دولار للنهضة العلمية والثقافية في الوطن العربي.. لو تحققت وتسلمتها الأيدي الناهضة والعقول النيرة وصرفت كما يجب، لحققنا إنجازات عظيمة للأمة.
قد لا تكمن المشكلة في أهل الحل والعقد والمال العرب، فهم يتبرعون ويطلقون مبادرات دائما، بل بمن يحيط بهم من مسؤولين ومستشارين الذين لا يقدمون النصيحة المخلصة كما يبدو ولا يتابعون مثل هذه المبادرات.
نعم، لا يمكن ربط حركة الثقافة في بلد ما بشخص واحد أيا كان وزن ومنصب هذا الشخص، لأن حركة الثقافة تحتاج إلى قاعدة راسخة وحركية وديمومة وجمعيات واجتماعات ومؤتمرات منظمة ورجال فاعلين وحيويين.
الجمعية بصدد القيام بحملة شرسة وقوية وطويلة ومؤثرة لتسليط الضوء على عودة العقول العربية المهاجرة ومنحها حريتها وإعطائها حقها..وستصدر بيانا في مرحلة لاحقة بعد خلق الوعي العالمي وتدعو جميع الأعضاء للمشاركة بفاعلية في هذه الحملة.
هل من كلمة لك بشأن عودة العقول العربية المهاجرة؟
المفضلات