عثرت بعض عناصر الشرطة في ولاية ديترويت في منطقة الميل 15 وشارع ريان على منشورات ملصقة على الزجاج الأمامي للسيارات المتوقفة في بعض الكراجات العامة تدعو صراحة (( إلى قتل اليهود والمسيحيين الذين لا يؤمنون بالله والنبي محمد )) وكما تنصح هذه المنشورات السخيفة (( إلى محاربة الذين لا يؤمنون بنبوءة محمد ورسالته )) ... وأدت هذه الحالة الغير أخلاقية إلى حالة من الهلع والخوف في أواسط الجاليات المسيحية واليهودية التي تسكن في المدينة , وبالقرب من المنطقة التي وزعت فيها هذه المنشورات , فيما قامت شرطة المدينة بعمليات تفتيش وبحث واسعة لمعرفة الجهة الحقيقية أو التنظيمات أو الأشخاص الذين كانوا وراء هذه الفعلة القذرة والشنيعة التي تدعوا صراحة إلى قتل الأخريين الذين يخالفونهم بالدين أو العقيدة أو الرأي ...
حيث عبر بعض المواطنين من هذه الحالة , للصحفي غوردن فيلزينسكي الذي كان يتواجد في مكان الحدث , حيث صرح أحد الكلدانيين العراقيين للصحفي (( نحن شعب محب للسلام ونشعر أن جميع الناس في أمريكا يجب أن يعيشوا هنا بوئام وسلام )) , وصرح أحد الأمريكيين (( لماذا يريد البعض قتل الأخريين لمجرد خلافات دينية , وأن أي شخص له الحق في ممارسة أي دين يريده هنا في أمريكا )) , وقال أخر كان يتسوق بالقرب من متجر كروجر (( نحن نحاول حماية أطفالنا ولكننا لا نستطيع حمايتهم من جميع الذين يكرهوننا في هذا العالم )) ...
ولكن السؤال المطروح الآن على بساط البحث من له المصلحة الفعلية والمباشرة بتلك المنشورات السخيفة , وخصوصا أنها تأتي بعد التصريحات العلنية والمتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول برامجها النووي وكذلك العمليات التي يقوم بها فيلق القدس الإرهابي في داخل العراق , ودعمه لجميع الأحزاب المرتبطة بها بصورة مباشرة ومن ضمنها حزب الله ( اللبناني ) الذي له وجود حقيقي في جميع الولايات الأمريكية وخصوصآ ولاية ديترويت وشيكاغو , والمسألة الأخرى الأهم هي حالة التعاون الوثيق والتنسيق بين تنظيم القاعدة الإرهابي والحرس الثوري الإيراني , وهذا ما لاحظناه في العراق وتحديدآ في محافظات ديالى والأنبار وصلاح الدين , وما كشفه بعض شيوخ العشائر في الأنبار أثناء قتالهم لهذا التنظيم ووصول أسلحة إيرانية حديثة الصنع ومتفجرات وصواريخ وعبوات ناسفة ... نحن نعتقد بصراحة أن الخلايا النائمة الإرهابية للحرس الثوري الإيراني المتواجدة بصورة فعالة وتحت مسميات ويافطات عديدة ومتنوعة تختبئ وراءها في بعض الولايات الأمريكية , وكذلك المتطرفين والمتعاطفين مع تنظيم القاعدة وحالة التعاون المستمرة بينهما وراء هذه المنشورات السخيفة والقذرة والتي تأتي بوضع حساس على الجالية العربية وعلى مردود سيء جدآ على الجالية الأمريكية المسلمة الموجودة في هذه الولاية الأمريكية ... وهناك طبيعة أخرى لهذه المنشورات تأتي لغرض درس حالة ردود الأفعال وما يعقبها من إجراءات تتخذها حكومة الولاية ومدى جدية استعدادها لمثل تلك الأفعال في حالة مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية لإيران نتيجة تعنتها حول مشروعها النووي المثير لجدل والشك الذي يحيط بهذه البرنامج من قبل المجتمع الدولي ... وهناك كذلك خطب لبعض الشيوخ والعمائم في بعض المراكز الإسلامية المرتبطين بصورة أو بأخرى بتعليمات و توجيهات الحرس الثوري الإيراني كانت تدعوا في حالة ضرب الجمهورية الإسلامية إلى الخروج في مظاهرات ومسيرات تندد بمثل تلك الأفعال وهذا أضعف الأيمان بالنسبة لهم , واستغلالهم حالة الحرية في التعبير وإبداء الرأي بكل صراحة دون قيد أو شرط مسبق , وكذلك استغلالهم حالة التعاطف من قبل الأمريكيين وبعض منظمات المجتمع المدني التي تدعوا صراحة لرفض مثل تلك الضربة العسكرية , وهؤلاء المعممين أنفسهم كانوا بالأمس القريب يقومون بحث الولايات المتحدة بضرب العراق وحتى تدميره لغرض التخلص من الدكتاتورية , فأي نفاق ودجل هذا ؟؟؟؟ ... على كل حال الأيام القليلة الماضية سوف تكشف حقيقة هذه المنشورات السخيفة , والتشويه المتعمد لرسالة الرسول الكريم محمد ( ص ) السمحاء بسبب بعض النفوس الضعيفة والمريضة , والتي لا تتوارى عن اتخاذ الدين والمذهب سلعة رخيصة ومبتذلة لتمرير مخططاتها الخيالية والوهمية التي تدور في مخيلة عمائم ولاية السفيه الإيرانية , لماذا نحن دائمآ كنا ندعو صراحة بين الحين والأخر في سياق ما تقتضيه مقالاتنا على ضرورة أنشاء الدولة العلمانية الليبرالية الحديثة في العراق القائمة على أساس العدل والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد وأمام القانون والحرية المطلقة في التعبير عن الرأي والرأي الأخر وحرية العبادة والطقوس الدينية المتزنة البعيدة كل البعد عن الخرافات والأساطير والتي لا تؤثر على الأخريين ,وحصر الشيوخ والمعممين ومواعظهم في الجوامع والحسينيات , وعدم تدخلهم بالشأن السياسي لأن ليس من ورائهم خير مطلقآ وهذا ما نلاحظه كل يوم منذ أربع سنوات ونيف , والعراقي يقول رأيه بدون أي خوف أو هلع من سياط وفتاوى العمائم العفنة الفاسدة التي انتشرت اليوم في العراق كالفطر المسموم .... لكي لا نرى ذالك اليوم الذي يتحكم فيه هؤلاء في رقاب الناس .... ولحديثنا تكملة ....



باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com