... سلسة كتاباتي ...
كتاباتي المطبوعة
كتاب الطريقة القندرجية في المقام العراقي واتباعها
دراسة تحليلية فنية نقدية لاحدى طرق الغناء المقامي البارزة في القرن العشرين
تاليف حسين اسماعيل الاعظمي / بغداد 2002
الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت شباط February 2007
الحلقة (10)
الباب الثاني
الباب الثاني/ الفصل الثاني
- حسقيل قصاب
- رشيد الفضلي
- احمد موسى
تكملة / حسقيــل قصـــاب
- مقام الجبوري
- مقام الحليلاوي
- مقام التفليس
مقام الجبوري
أما في مقام الجبوري الذي أجاد فيه حسقيل قصاب , فإنه يحوي في طيَّاته عناصر النجاح في الشكل المضمون , فالاصول اللحنية التقليدية في هذا المقام , يكون حسقل القصاب قد أوفى بها , وكان متفاعلا مع الفرقة الموسيقية كعادته في معظم الاحيان ومتماسكا في علاقاته اللحنية لعناصر ومواد هذا المقام .. ولكن الملاحظة التي تكاد أن تكون وحيدة , هي أنه أستخدم كلام الزهيري نفسه الذي أجمع معظم المغنين على غنائه في مقام الجبوري .. ولكن رغم كل ذلك , وبسبب وجود بعض الخصوصية في غناء حسقل القصاب , يمكننا أن لا نعتبر هذا المقام بصوت حسقل قصاب تقليدا تاما .. فقد تصرف ببعض المسارات اللحنية المغايرة لبعض المغنين الرشيديين من الذين غنوا هذا المقام والزهيري التقــليدي .. وإليــك عزيزي القارئ هذا الزهيري ..

لازال خيل السعود بروض مجدك عذر
بأمرك وطاعك أكبل دانجيك بعذر
أيام سعدك تعز ألناهيــــات بعذر
وتعف عن حال عبدك أن خطا وأنزل
أنت أبن آدم وأبوك من النعيم أنزل
أهل الوفا ما يكصون الجدم لو زك
أخطا العبد وأعتذر والحر يقبل عذر

نتابع ألآن ماجاء في غناء حسقل قصاب لمقام الجبوري .
1- التحرير .. كان مكتملا
2- الشطر الاول والثاني _ بدأ بنغمه واسلوب الجبوري مع بعض التصرف ثم يعود لينهي المقطع ببيات الجبوري .
3- الشطر الثالث _ يبدأه بصيحة اقرب الى صيحة بيات المحمودي ثم يعود الى بيات الجبوري لينهي المقطع ..
4- الشطر الرابع _ يبدأه ببيات الجبوري ثم ينهيه بقطعة القطر و هي من النكريز .. ثم يأتي فاصل موسيقي حتى يعيد الشطر الرابع مرة اخرى اذ يبدأه ببيات البهيرزاوي و ينتهي بلفظه و لك و لك لاله لاله ...
5- الشطر الخامس _ يغنيه باسلوب بيات الجبوري فاصل موسيقي ثم يؤدي صيحة شبيهة بالمحمودي ايضا و ينتهي بقطعة - العمر كله - و هي من البيات ايضا و بلفظة وله وله ثم يستمر لينتهي ببيات الجبوري .
6- الشطر السادس و السابع – يغنيه باسلوب بيات الجبوري ثم فاصل موسيقي و يبدأ بعملية التسليم (يبة يبة اهنا ولج يقتاله يغداره يعيوني) _ جها ركاه _ ثم يعود الى بيات الجبوري لينهي به المقام ...
أننا نعلم بأن حسقل قصاب مطرب مقامي من النوع الجيد , وقد كان أكثر تحسسا بحواراته مع الفرقة الموسيقية التي ترافقه في غنائه المقامات العراقية .. من الكثير من معاصريه .. وارقّ تحسسا بظلال النغمة وأجواء الفن .. ولذلك نجد أن مستواه الغنائي في معظم مقاماته المغناة بصوته على مستوى يكاد ان يكون ثابت من جودة الأداء .. لقد تمكن حسقيل قصاب من وضع يده على عنصر النجاح والتــفوق في الكثير من مقاماته المغناة بصوته ..
ان النظام والترتيب الجيد في مقاماته ناتج عن ادراك حسقيل قصاب لمشكلات الشكل والمضمون , ووعيه للحاجة الى المواءمة الى حد ما , بين الأساليب الحضارية وفضائل الحياة المعاشة في البيئات الاجتماعية الطبيعية لمجتمع ريادي ..
قد تبدو تحديدات حسقيل قصاب كامنة أوليا في التأكيد الذي يشعر بضرورته لتجسيم كلاسيكيته الجديدة على عالم الفن الغناسيقي .. ان مقاماته قد اوجدت باسباب هذا الاتجاه الجمالي الكلاسيكي الجديد , فكانت غالبا ما تأتي رصينة ومتزنة .. وذلك انها كانت مقامات مؤثرة بدلا من ان تكون مقامات عادية الأداء .
صورة /مطرب المقام العراقيحسين الاعظمي يغني في مهرجان اصيلة عام 1987 بالمغرب

مقام الحليلاوي

ويذهب حسقيل قصاب في مقام الحليلاوي مذهب التقليديين مرة أخرى , عندما يغني نفس شعر الزهيري الذي اعتيد غناؤه في هذا المقام من قبل الكثير من المغنين السابقين والمعاصرين والزهيري هو ..

اترك هوى من بنيران الجفــا يهواك
وبسيف صده وهجره لم يزل يهواك
استر بك كلما نسم عليـــنه هواك
ما شاكني بالملا خي مثــل خيلك
ياريت ربي بسرج ام العلا خيلك
من حسن ذاتي هويت وجيت انا خيلك
ماهو غصب لا وراسك خاطري يهواك

في هذه المقامات التي تختص بغناء زهيري ثابت حيث , يجنح الكثير من المغنين المقاميين على غناء زهيريات او شعر في مقامات محددة مثل مقام الحليلاوي – موضوع الحديث – والزهيري أعلاه ومقام الجبوري والزهيري الذي مر بنا , وكذلك الأمر مع مقام العريبون عرب والزهيري المعتاد في غنائه .. وهناك مقامات أخرى مشابهة لهذه الحالة مثل مقام المسجين والزهيري الخاص به ومطلعه

( احباب كلبي فـــلالي غيرهم تسجـــــين )

ويكاد ان يكون هذا الوضع التقليدي لم يزل قائما في مقام الحويزاوي بقصيدة مطلعها
(لما انا خوا قبيل الصبح عيسهم .... فحملوها وسارت بالهوى الأبل)
حيث سار معظم المغنين المعاصرين لنا على غناء هذه القصيدة في مقام الحويزاوي منذ ان غناه مطرب الأجيال محمد القبانجي عام 1964 في مؤتمر الموسيقى العربية الثاني الذي أنعقد في بغداد ..
وفي ظل هذه الظروف الفنية يكون غناء هذه المقامات من قبل المغنين , أشبه بغناء قوالب مقامية جاهزة ليس فيها من الفن الكثير ...
على كل حال .. يبدأ حسقيل قصاب غناء هذا المقام بصيحة قصيرة وهي بمثابة التحرير بلفظة ويلاه ويلاه .. ان سلَّم هذا المقام متحرك حيث يحوي على اجناس موسيقية من الحجاز والسيكاه والرست ، ولكن قالبه الاثبت هو السوزناك المكون من جنسي الرست والحجاز وهو من فروع سلَّم مقام الرست .. وعليه فإن طريقة غناء هذا المقام خاصة جدا ولا يغنى خارج العراق بهذه التعابير والاسلوب وهذه التشكيلة من الاجناس الموسيقية ، فهو من المقامات الكلاسيكية المخضرمة .. يبدأ حسقيل قصاب غناء اشطر مقام الحليلاوي بهذا التسلسل ..
الشطر الاول/ يكرر غناءه اكثر من مرة وتقاطعه الموسيقي اكثر من مرة ايضا ثم ينهيه بالقرار .. واعتقد ان النزول الى القرار هنا هو من خصوصيات حسقيل قصاب فلم يسبق ان سمعتها من غيره في هذا المقام . وبعد فاصل التقسيم والموسيقى يكرر الشطر الاول لينتهي به بالحليلاوي بلفظة - عمي ويل خويه ويل اوله وله بابه - ليستقرعلى درجة الرست.
الشطر الثاني/ بعد الفاصل الموسيقي يبدأ بصيحة الحليلاوي حيث يغني الشطر بالحليلاوي ثم يعرج الى السيكاه وينتهي به بلفظة (بطوْ بطوْ ماجوْ).
الشطر الثالث/ في هذا الشطر يقطِّع غناء المقام مع الايقاع المرافق للموسيقى المستمرة طيلة المقام وهو ايقاع الجورجينة الثقيل10|16 ليغني هذا الشطر مع الوزن الايقاعي ويسمى ذلك ب (قطعة المثلثة )... وبعدها فاصل موسيقي يغني حسقيل قصاب قطعة القطر وسلَّمها من النكريز..
الشطر الرابع/بعد الفاصل الموسيقي يبدء الغناء بالحليلاوي ثم ينتهي بالقرار .. كما فعل ذلك في الشطر الاول .. وبعد الفاصل من التقاسيم والموسيقى نفاجأ بفقدان الشطر الخامس في غناء هذا المقام ولا نعلم السبب في ذلك ، وانني ادون هذه المعلومات من التسجيل الصوتي المنقول من الاذاعة مباشرة دون أي قطع يذكر او أي خلل فني آخرعلى ما اعتقد..!! على كل حال يستمر الغناء..
الشطر السادس/ حيث يغنيه مع التقطيع الايقاعي مرة اخرى كما في الشطر الثالث مع الاختلاف في المسار اللحني لكليهما ، فيعمل المثلثة بلفظة انغامها سيكاه (ها بابه يزغيرون ناغيني فرد حبة د نطيني) .. ثم يأتي فاصل من التقاسيم والموسيقى.
الشطر السابع/ يغنيه بالحليلاوي ثم النزول الى الســيكاه ثم يعمل جنس حجازبمرافقة التقطيع الايقاعي وهو التسليم ..

الصورة / في اواخر آب 1996 في عمَّان تظهر فيها مجموعة من الفنانين من اليمين فاضل السعدي وحسين الاعظمي ومحمد زكي والمرحوم عارف محسن وداخل احمد والواقفون محمود انور ومحسن العلي وسعدون جابر ..في بيت المرحوم ايمن السماوي ,

مقام التفليس
وفي مقام التفليس ، نلاحظ جودة الأداء مرة اخرى لدى حسقيل قصاب وهو يغني لنا مقام التفليس باللغة التركية ، سلَّم هذا المقام من الهزام .. فحسقيل قصاب يمارس مرة اخرى ايضا فن الايجاز دون تحشيدات من القطع والاوصال ودون المساس ايضا بقيمة الاصول التقليدية لهذا المقام الذي اوجده مطرب المقام الكبير رحمة الله شلتاغ مؤسس الطريقة الشلتاغية .. الذي عاش بين عام (1793-1871) اذ يكتفي حسقيل قصاب بقطعة المخالف كركوك وهي من الهزام ايضا ، ويستمر بالمقام حتى نهايته باسلوب التفليس مع بعض التصرف في المسارات اللحنية ..
يبدأ التحرير بلفظة _ أغالر _ وهي مفردة عندما نسمعها في هذا المقام نحس من خلال لفظها وهي في سياق الغناء بشخصية هذا المقام .. وفي هذا المقام ايضا نجد ان حسقيل قصاب يفسح المجال كثيرا للفواصل الموسيقية داخل المقاطع الغنائية .. فهو يغني تسعة مقاطع غنائية تتداخل معها الفواصل الموسيقية والتقاسيم عشرة مرات حتى التسليم .. واخيرا فإننا يمكن ان نضيف هذا المقام الى سلسلة المقامات الجميلة التي غناها حسقيل قصاب رغم بعض الملاحظات الفنية ..
************

رشيــــــد الفضـــــلي
- وصف عام لاسلوبه
- قيمة رشيد الفضلي الفنية
- نشاته وتعابيره الحزينة
- مقام المخالف
- مقام المدمي
- ومقام الحسيني
رشيـــد الفضـــلي
(1904-1969)
وصف عام لاسلوبه
عند سماعنا للمقامات العراقية المسجلة بصوت المغني المقامي المقتدر رشيد الفضلي ، والتمعن في أسلوبه الادائي لها , لانستطيع أن نضعه ضمن أتباع الطريقة الرشيدية بصورة مباشرة ومطمئنة , ولا الى غيرها من أساليب وطرق غنائية كانت لاتزال موجودة عند نشأته الفنية ومنها (الطريقة الزيدانية) او غيرها , والغريب أننا لانستطيع أيضا , وصفه بأنه يمتلك طريقة خاصة به , فغنائه للمقامات التي سجلها في إذاعة بغداد خليط مهجن غير مرتب من أساليب عدة تأثر بها عند نشأته الفنية , ولكن رشيد الفضلي لم يستطع أن ينضِّمها أو يضع لها منهجا واضحا , أذ يبدو أن التطورات السريعة لحقبة التحول التي عاشها كانت سريعة جدا بحيث لم يدركها تماما , فغنى المقامات على هذه الشاكلة المحاطة ببعض الغموض في الاسلوب ولكنه مع ذلك , يبدو لنا من خلال بعض الصفات الفنية في ادائه , انه يميل الى الطريقة الرشيدية , و اهم هذه الصفات , هي اهتمامه بالشكل المقامي و التزامه به , و كذلك اهتمامه بالمسارات اللحنية المقامية اكثر من اهتمامه في توضيح مفرادات الكلام المغنى ... و عليه فإن وضعه في هذا الكتاب ضمن اتباع الطريقة الرشيدية , اكثر منطقية نسبيا , و افضل من و ضعه في مجموعة اسلوبية اخرى .. خاصة وانه عاصر الطريقة الرشيدية منذ بداية نشوئها .. و ربما من الوقت المناسب الآن , ان نفتتح حديثنا عنه و عن تجربته المقامية و نحن نستمع الى قصيدة المتنبي مغناه بصوته في مقام الجهاركاه ..

اليوم عهدكم فـأين الموعــد
هيهات ليس اليوم عهدكم غدُ
الموت اقرب مخلبا من بينكـم
والعيش ابعد منكم لا تبعدوا
إن التي سفكت دمي بجفونـها
لم تدر أن دمي الذي تتقلد
قالت وقد بان اصفراري مـن
به , وتنهدت فأجبتها المتنهد
فمضت و قد صبغ المياء
لوني كمـا صبغ اللجين العسجد
فرأيت قرن الشمس في قمر الدجى
متـأوداً غصن بـه يـتأود

الصورة / في بغداد قبل السفر الى مهرجان المدينة بتونس , الجالسون من اليمين بهاء عبد الرزاق ومحمد كمر وجميل محمد علي والواقفون وسام ايوب وحسين الاعظمي وفريدة محمد علي ..

قيمة رشيد الفضلي الفنية
يعد المطرب القدير رشيد الفضلي , من المطربين المقاميين الجيدين من الذين ولدوا و ظهروا فنيا في حقبة التحول و عاش حتى حقبة التجربة .. و مهارته الادائية تدنو في احسن حالاتها من مهاره معاصريه الجيدين , و لكنه لم يبلغ مستوى المطرب الحاذق نجم الشيخلي في الاداء المقامي مثلا .. إلا أن الكثير من جهده , انصب في غناء المقام العراقي .. و عليه يجب اعتباره من المغنين المقاميين الجيدين المعاصرين لحقبة زمنية كثرت فيها التحولات و التطورات في شتى مجالات الحياة .
أن رشيد الفضلي يستغل ماضيه وحاضره البيئي بصورة تكاد ان تكون مميزة كصفات موضوعية لغنائه المقامي , إلا أنه في إسلوبه المغلَّف ببعض الغموض , يتَّسم بتعابير شديدة الحزن بحيث تغلب عليها في معظم الأحيان روح الكآبة والمأساة .
نشأته وتعابيره الحزينة
ولد رشيد الفضلي في بغداد عام 1904 وتوفي فيها عام 1969 , وعاش ممتلئا بهموم الحياة ومشاكلها , وتجسَّد كل ذلك في أدائه لبعض المقامات التي تتصف تعابيرها أصلاً بالحزن والشجن مثل مقام المخالف ومقام المدمي ومقام الحديدي , التي قد تكون أكثر مقاماته استحسانا في ألاداء وتبدو فيها كل صفات غنائه الحزينة ففي مقام الحديدي (سلَّمه صبا) نجد هذا المنحى في التعابير المغنى بهذا الزهيري .

يازين الاوصاف أطعنت الحشا بسناك
من حين طر الفجر من مبسمك بسناك
لو عسعس الليل د عنا نهتدي بسـناك
وانكول هذا البدر أشرك علينه وهل
والعرك بمحا سنك كالبدر ينثر وهل
وان جيتنا بالوصل يابن المكارم وهل
بسناك حدر الحـنك لو والمت بسناك

أن رشيد الفضلي , مطرب مقام بحكم بيئته , ومحب للمقام بحكم ميوله التلقائيه , وعلى هذا ألاساس , فقد نجح في فنه ألادائي , إن الصفات التي يراها المؤدون المعاصرون له مثل جميل ألاعظمي ويونس يوسف وصديقة الملاية ومحمد العاشق , هي الصفات الرئيسة لمؤدي المقام العراقي , فاهتمامه بالشكل المقامي يبدو واضحا في مقاماته وفي التعابير البيئية التي تعبر عن حياته التي عاشها بصورة واضحة , وهي في نفس الوقت من أبرز صفاته , ومهارته في وحدة عمله المقامي مقبولة رغم الملاحظات , فهذه ألامور تمثل في زاوية ما , إستجابـة جمهوره له ولفنـِّــه ..

صورة /مطربيْ المقام العراقي عبد القادر النجار وعلي ارزوقي ..
صورة /حسين الاعظمي يغني امام مطرب الاجيال محمد القبانجي يوم 11\11\1974 عند زيارته الشهيرة الى المعهد ..

مقام المخالف
نواصل ألان سماعنا لمقاماته ذات التعابير الحزينة حيث يغني مقام المخالف 4* بهذا الزهيري ..

من عــالم الذر قدرت العــطا واقسمت
وأدعيت ألارزاق كطرة من السما وأقسمت
شمسوي أنه ويـــاك والهم إلي قسـمت
كلها عطايــاك تكول من السعي لابد
وأنت بــوحيك تكول من السعي لابد
السعي شيفيد لو جان السعــــد لابد
الحمد لله على ما قدرت وأقســـــمت

مقام المدمي
ولنستمع أيضا إلى مقام المدمي (سلَّمه حجاز) الذي مر ذكره قبل قليل حيث أشرنا ألى المقامات الثلاثة الملأى بالحزن والشجن في تعابيرها , بهذا الزهيري ..

بعد الهجر لاتســــل ياصاح ملـــوني
وبنار جمر الغضـــــــا ذولاك ملوني
ثابت على حبهم مايوم مــــــــلوني
تـــــــم الكلب مبتلي حيران ويـــاهم
من هجرهن مهجتــي وعضـــــاي وياهم
ذاك الــــتعب والسهر مافاد ويـــــاهم
لمن حجيت الصـــــــدك ذولاك ملوني

الصورة ادناه / .. في حدائق بيت المقام العراقي ببغداد يوم 2\7\2002 الجالسون من اليمين فاروق الاعظمي وفاضل البغدادي وصبحي البربوتيوعبد الجبار العباسيوعبد الملك الطائي وابراهيم الراويوحسين الاعظمي – مدير البيت – ويونس الدايني وسامي عبد اللطيف وحسن جباري عبد الجبار قلعلي , والواقفون عدنان الاخونجي وماربين صليوة ورعد عبد المجيد وعلي القيسي وحسين سعد ومحمد المرسومي وصلاح السراج وكاظم عبود ومحمد القيسي وجمال ود.هيثم شعوبيومجدي حسين وضياء وابراهيم العزاوي وصفوة محمد علي ومهدي البعقوبي وابراهيم السالم ونزيه محسن وحارث العبيدي وصلاح العزاوي والطفل علي ابن ضياء عازف القانون ..

مقام الحسيني
ولعل مقام الحديدي الذي إستمعنا وأشرنا إليه فيما سبق من حديــث في البداية , حيث يمتاز بأنه مقام ذو روح حزينة في أدائه أصلا ويؤكد ذلك أنه من سلَّم مقام الصبا الذي يتصف هو ألآخر بتعابيره الحزينة , فإن ملائمة الطريقة الادائية في اسلوبها الحزين مجتمعة مع سلَّم لمقام حزين وكلام حزين في غناء مقامي ذو ميول حزينة ..!! فعليك أن تتأمل عزيزي القارئ والمستمع ..! ولكن رغم ذلك نجد له بعض التعابير الاقل حزنا وهو يؤدي مقام الحسيني بهذه القصيدة التي أستطعت أن أفهم منها بيتين فقط من شريط التسجيل الصوتي ولم أفهم مفردات القصيدة الباقية ورغم أن التسجيل يكاد أن يكون واضحا وجيدا , إلا أنه يؤكد ميوله هنا إلى سمات الطريقة الرشيدية في غموض وادغام الحروف والكلمات .
مالقلــبي تهزة الاشــــواق
خبــــر ينا أهكذا العشــاق
كل يوم لـــنا فؤاد مـــذاب
ودمـــوع على الخـدود تراق

**************************
هوامش الباب الثاني الفصل الثاني
1* هذه القصيدة مغناة من قبل مطرب الاجيال محمد القبانجي في مقام الاورفة اواخر العشرينات ..
2* لدى المؤلف كتاب مخطوط ينتظر الطبع ان شاء الله , اسمه المقام العراقي بين طريقتين وهو يتحدث عن الفترة التي اطلقنا عليها مجازا بالفترة الانتقالية بعد احتدام الصراع والمنافسة بين طريقتي رشيد القندرجي ومحمد القبانجي .. التي اثمرت عن ظهور مغنين مقاميين تأثروا بالطريقتين وباقي الطرق الاخرى ..
3* هذه القصيدة مغناة من قبل مطرب الاجيال محمد القبانجي في مقام الحجاز ديوان اواخر العشرينات ..
4* مقام المخالف .. هو احد المقامات العراقية الخاصة بالعراق ولا يستعمل في اي بلد آخر, وهو ليس سلَّما سباعيا بل عقدا خماسيا يرتكز على درجة السيكاه (مي كار بيمول) .. ويذكر ان فنان العرب الكبير كاظم الساهر قد لحن من هذه العقد اغنية غنتها لطيفة التونسية وقد زادت من شهــرتها ,, وهذا هو عـــــــــقد المخالف بالنوتة ادناه ..- المؤلف -