Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

  1. #1
    كاتبة / عضو المجلس الاستشاري سابقاً الصورة الرمزية فايزة شرف الدين
    تاريخ التسجيل
    16/10/2007
    المشاركات
    1,325
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    الذَّنَب القاتل :
    كانت الغرفة شديدة الظلام ، بعدما أسدلت عليها ستائر سوداء كثيفة ، وكان السرير خاويا ومرتبا ، لم يلمسه أو ينام عليه "عزيز" ، وفي صوان الملابس الكبير قبع هو داخله ساكنا لا يتحرك ، ولبث في هذا المكان الضيق عدة ساعات ، وتناهي لأذني "سكينة" بعد فترة سكون طويلة صوت باب حجرة "عزيز" ، وهو يفتح ، ومع ذلك لم تخرج من حجرتها بعد أن أغلقتها بإحكام ، فقد كانت تحذر الخطر المحدق ، والموت المؤكد الذي قد يتربص بها أو بأي مخلوق إذا اقترب من "عزيز" بعد خروجه مباشرة من مكمنه في الظلام ، فهو يكون في أشد حالات الهياج والخطر وعدم السيطرة علي نفسه في تلك اللحظات ، ولبثت قابعة في حجرتها قبل أن تفتح حجرتها وتبرحها متوجهة إلي حجرته المفتوحة ، فاستقبلها بترحاب وحرارة وهو يقول :
    ـ أهلا يا ماما ، لقد افتقدتك كثيرا .
    اندفع إليها وضمها بين ذراعيه بحنان بالغ ، وكان عمره قد بلغ السابعة عشر عاما ، وأصبح شديد الشبه بالدكتور "عزام" سواء في الطول والحجم ، حتي الطباع لم يسلم منها ، وبدأت شعيرات بيضاء تطل من شعره الأشقر ، لكنها لم تكن بالكثرة كما في شعر الآخر ، ولولا هذا الاختلاف الضئيل جدا لكانا متطابقين تماما . ابتسمت "سكينة" وهي تتطلع إليه ، ولاحظت أن الشعيرات البيضاء التي لمعت في رأسه هي في نفس المواضع من شعر الدكتور "عزام" .. فقالت :
    ـ لقد أصبحت شديد الشبه بوالدك بشكل يثير الدهشة !!
    قال غير مبال:
    ـ لم أشعر يوما أنه والدي ، ومن العجيب حقا أنني ابنه !! ولولا الشبه الشديد بيني وبينه لقلت أنني لقيط .
    صاحت "سكينة" توبخه :
    ـ لا أحب أن أسمع منك هذا الكلام .
    ثم أضافت آمرة :
    -هيا الآن كي نستذكر معا .
    لاح عليه الضيق والملل وهو يقول :
    ـ لم يعد هناك شيء لأتعلمه ، فقد قرأت واستوعبت تماما كل الكتب التي ألفها الدكتور "عزام" ، وأيضا المراجع والكتب في علوم الطب والهندسة الوراثية ، وأريد أن أقرأ المزيد غير هذه الكتب .
    صمت لحظات ، ثم أضاف وهو ينظر إليها ليري وقع كلماته علي وجهها
    ـ أريد أن التحق بالجامعة ، وبقسم الهندسة الوراثية بالذات .
    امتقع وجهها ، وصدمتها كلماته غير المتوقعة ، فازدردت ريقها واسترجعت أنفاسها اللاهثة ، ثم صرخت في هلع :
    ـ لا ، لا يمكن أن تبتعد عن هذا المكان .
    ثم قالت متلعثمة :
    - أقصد ، أقصد بعيدا عني .
    أمسك يدها برفق ، وقال مستعطفا :
    ـ لم تتركوا لي خيارا لأذهب إلي المدرسة مثل باقي الأولاد ، والآن أريد أن التحق بالجامعة .
    انتفض جسدها كريشة في مهب الريح ، وصرخت مرتعبة :
    ـ لا يمكن ، هذا مستحيل .
    قال وهو يبتسم بسخرية ليمتص انفعالات أمه المتوترة :
    ـ إنني لم أجد من يزيد عني علما لكي أتلقن منه العلم ، حتي الدكتور "عزام" نفسه .
    كانت "سكينة" تدرك تماما أن "عزيز" لم يجاف الحقيقة ، وأنه لم يبالغ في مقولته هذه ، فقد كان شغوفا مثل الدكتور "عزام" بهذا العلم ووصل إلي ذروة المعرفة فيه ، حتي أنها تكاد أن تشك في أنه يعرف كيفية مجيئه إلي هذه الحياة ، ولكنه مثل الدكتور "عزام" يحوطه الغموض ، ولا يعبر عن مكنون قلبه وما يحتوي كيانه من مشاعر وأحاسيس .
    استأذنها "عزيز" ليتريض في الحديقة ، وفيما هو يهم بالخروج من باب الطابق الأول قابل الدكتور "عزام" ، فأصبحا وجها لوجه ، وكانا يتجنبان بشدة أن يتلاقيا في مكان واحد ، فقد انتابهما معا شعور مشترك من النفور والبغض البالغ ، فقد كان الدكتور"عزام" يري في نسخته سوءاته وعيوبه ، وعندما يطالعه وجهه الذي أصبح شكله تماما بعد أن اكتمل نضجه ، وكان بمثابة مرآة داخلية تفضح مشاعره وماضيه ، الذي طالما أحاطه الغموض .
    كان يري وجهه الحقيقي البشع في هذا المخلوق ، شعر بالندم لانتظاره هذه السنين حتي كبر هذا النسخ ، وكان يجب أن يتخلص منه وهو لا يزال طفلا ، ولكن فضوله العلمي كان له بالمرصاد ، فقد كان ينتظر ماذا ستستقر عليه نسخته ومدي نجاحه ؟ والآن عليه أن ينتهز الفرصة السانحة للخلاص منه و"سكينة" ليختفيا عن ناظريه ومن الحياة إلي الأبد ، وإلا سيلحق اسمه اللامع الذي ذاع صيته في الآفاق العار علي يد هذا المخلوق بعد أن يفتضح أمره .
    الغريب في الأمر أن "عزيزا" بادله هواجسه وأفكاره الجهنمية ، فأصبح نسخا أيضا لمشاعره ، تفتق في ذهنه ما يمكن أن يكونه إذا تخلص من هذا الرجل الذي يبغضه منذ كان صغيرا .
    بدأ "عزيز" يشتاق للخروج إلي الحياة التي نفي عنها في هذه الفيلا المنعزلة ، كان متأكدا أن أمه سوف تنهاه عن الخروج متعللة الحجج ، وكان ثمة شيء غامض يدفعه إلي حب الخروج في الليل .
    بالفعل استطاع أن يتسلل عند انتصاف الليل من الفيلا ، مشي عبر الحديقة الواسعة حتي وصل إلي السور المحيط بالفيلا ، فتسلق إحدى الأشجار العالية حتي استطاع أن يكون بمحاذاة السور ، فربط حبلا كان يحمله في جذع الشجرة القوي ، وتركه متدليا خارج السور ، ثم امتطاه وأخذ في الهبوط إلي خارج الأسوار، مشي عبر الطريق الجانبي القفر ، وكان الليل حالكا إلا من النجوم الخافتة التي ألقت ضوءها الكالح عندما وصل إلي الطريق .
    كان ثمة سيارات قليلة تمرق في الطريق ، ووقف يلوح للسيارات العابرة ، وبعد وقت وقفت سيارة مصدرة صوتا منفرا بعد أن أعملت فراملها بقوة علي الطريق الإسفلتي ، وسمع من داخلها صوتا يقول بخشونة :
    ـ هيا اركب بسرعة .
    ألقي نفسه في الكرسي الخلفي للسيارة ، وكان يجلس في مقدمتها شابان ، كانا يضحكان بصخب شديد ، وسأله أحدهما :
    ـ إلي أين أنت ذاهب ؟
    أجاب "عزيز" في بساطة :
    ـ إلي المكان الذي ستذهبان إليه .
    صاح الشاب الذي يقود السيارة بسخرية:
    ـ إننا ذاهبان إلي الشيطان .
    هتف "عزيز" بإصرار:
    ـ وهو كذلك .
    دخل ثلاثتهم أحد الملاهي الليلية ، وكان صوت موسيقي راقصة تصدح في المكان ، اختلط بها صوت تصفيق وصرخات ماجنة ، ومن حين إلي آخر كان يتصاعد صوت تقارع الكئوس .
    جلسوا حول منضدة ، وبدأ الشابان في احتساء الخمر ، وقدم أحدهما الخمر "لعزيز" وقال له آمرا :
    ـ اشرب هذا الكأس .
    تناول "عزيز" الكأس ، وألقاه في جوفه جرعة واحدة ، فنظر إليه الاثنان في استغراب ودهشة غامرة ، بينما كانت الراقصة تتمايل مع أنغام الموسيقي ، التصقت عيناها بمنضدتهم ، فغمز أحد الشابين لها فلم تلق بالا له ، وداخله غيظ وحنق عندما أدرك أنها ترمق عزيزا .
    بعد أن انتهت من فقرتها ، ألقت ثوبا خفيفا علي جسدها ، واتجهت صوب "عزيز" ، والتصقت به في دلال ، وهي تقول :
    ـ شرفت يا أستاذ ؟
    قال "عزيز" وهو يبتسم " :
    ـ "عزيز"
    فقالت وهي تجذبه من يديه ، وتصيح بالشابين :
    ـ هيا إلي اللعب .
    مشت عبر الموائد المتراصة وهي تتمايل بنشوة علي كتف "عزيز" ، ومن وارءهما الشابان ، وقد شعرا بالحقد والحسد يملآن قلبيهما ؛ لإعجاب الراقصة لهذا الشاب الغامض دونهما ، ووصلوا إلي سلم في أقصي الملهي ، وصعدوا فيه ، ثم مشوا عبر مكان متسع أنيق مضاء بأضواء متعددة باهرة ، يقف في نهايته رجلان ضخمان تنحيا جانبا عندما أقبلوا عليهما ، ودلف الأربعة من الباب ذي المرايا الملونة ، كان المكان مكتظا ، ويبدو أن العيون قد انتبهت إلي المائدة الخضراء ، ونشوة اللعب ألهبت حرارته المشاعر والحواس ، وكانت رائحة العرق والعطر الممزوج برائحة الخمر تعبق المكان .
    اتجه الشابان إلي المائدة الخضراء ، بينما جذبت الراقصة "عزيزا" من ذراعه ، وصاحت فيه بصوت منغم هازل :
    ـ هيا يا حبيبي إلي الإثارة والحياة اللذيذة .
    صاح وهو يتلفت حوله بتردد :
    ـ لكني لا أعرف اللعب .
    صاحت وهي تشير إلي المائدة والناس الذين اكتظوا حولها :
    ـ افعل كما يفعلون .
    وقف "عزيز" يرقب اللاعبين برهة من الزمن ، وبذكائه المتوقد استطاع أن يدرك ويفهم اللعبة ، فأخرج من جيب سترته فئة العشرين جنيها التي كان يملكها وقامر بها ، وكان الحظ حليفه ، ثم قامر بالمبالغ التي ربحها مرات عديدة ، وفي كل مرة يزداد ربحه ويتضاعف حتي أصبح لديه ثروة كبيرة .
    وضعت الفتاة الحسناء التي تدير اللعب أوراق البنكنوت في كيس أنيق ، وحمل "عزيز" ثروته في يد ، بينما اتكأت الراقصة علي كتفه ، والتف ذراعه حولها ، واصطحبته خارج الملهي إلي سيارتها المنزوية في الشارع الجانبي للملهي .
    صاحت في "عزيز" وهي تفتح باب سيارتها ، ثم تلقي نفسها وراء مقودها :
    ـ هيا ، اركب .
    استوي "عزيز" بجانبها وتساءل :
    ـ إلي أين ؟
    غمزت له بإحدى عينيها ، وابتسمت في نعومة ، وانسدل شعرها الطويل عليه ، وقالت وهي تميل برأسها علي كتفه:
    ـ إلي بيتي طبعا يا حبيب قلبي .
    شقت السيارة شوارع القاهرة الساكنة الهادئة في هذا الوقت من الليل ، وكانت قطرات الندى الرطب تتساقط بخفة علي زجاج السيارة الأمامي ، فأعملت فيهما المساحتين الأماميتين ، فأخذتا تتحركان في رتابة ، وصنعتا نصف دائرة شفافة وسط غبش الندى الرقيق .
    توقفت السيارة أمام عمارة فخمة بأحد الشوارع الكبيرة شديدة الهدوء ، وكانت الأضواء الخافتة المنبعثة من أعمدة النور المتطاولة تزيد من رهبة الشارع الممتد . هبط الاثنان من السيارة واتجها إلي العمارة ، وما أن اختفيا داخل المصعد ، حتي توقفت سيارة بالقرب من سيارة الراقصة .
    دخل "عزيز" بصحبة الراقصة إلي شقتها ، وكانت في غاية الاتساع والأناقة ، دفعته بنعومة إلي حجرة نومها ، وكان يقبع فيها سرير دائري مفروش بملاءة حريرية وردية اللون ، ضغطت المرأة بسبابتها علي زر الكهرباء فغمر المكان ضوء وردي مثير ، وأخذت تخلع ملابسها القليلة قطعة قطعة ، وجذبته ناحيتها وبدأت في نزع ملابسه ، والتحم جسداهما ، وبعد لحظات بدأ ذنب يمتد من خلف "عزيز أسفل ظهره وكان في نهايته نتوءات حادة كالأسنان ، وأخذ هذا الذنب يصفق الهواء بقوة ، وعندما لمحته المرأة فتحت عينيها علي آخرهما رعبا ، وحاولت أن تدفع "عزيز" بعيدا عنها ، وهي تصرخ صرخات مكتومة ، فأرغمتها قوته القاهرة وألصقتها مكانها ، وتجمد جسدها وقد ارتسم علي وجهها علامات فزع مروع ، والذنب الرهيب يقترب منها قاصفا الهواء ، ويهوي علي عنقها مطبقا عليه ، فأخذ جسدها ينتفض بعنف ، ثم ما لبث أن تراخي وهوت علي فراشها خامدة الأنفاس .
    وثب إلي أرض الغرفة ، وذنبه الممتد يتلوى خلفه بغضب ، وفجأة اقتحم أحد الشابين اللذين كانا معه الحجرة ، وهو يصوب مسدسه ، وصرخ بتهكم وسخرية :
    ـ اعطني النقود يا أحمق .
    لم يلاحظ الشاب الذنب المختفي وراء صاحبه ، وصاح وهو يلوح بمسدسه تجاه كيس النقود الموضوع فوق منضدة صغيرة :
    ـ هات الكيس ، وتقدم ببطء .
    تناول "عزيز" الكيس وتقدم في بطء ، ومد ذراعه ليعطيه له ، وفي نفس الوقت وفي لمح البصر ، امتد الذنب المرعب حول الرجل ، وأطبق علي عنقه فسرى السم الزعاف في جسده ، وأخذ يدور حول نفسه في اضطراب متألم ، ليهوي جثة هامدة فوق السجادة الفخمة .
    سمع "عزيز" بأذنيه المرهفتين صوت أقدام تتقدم بحرص إلي الحجرة ، فالتقط المسدس ، ووقف متربصا خلف الباب المنفرج قليلا ، عندما أقبل الآخر ، لم ير الذنب القاتل ، وهو يمتد نحوه ليطبق عليه أيضا ، ويخر صريعا بجوار زميله .
    بعدما هدأت سورة "عزيز" أخذ الذنب ينكمش ببطء حتي تلاشي ، فارتدي ملابسه ، وتناول مفرشا صغيرا مسح به آثار بصماته ومسح المسدس بعناية ، وجعل صاحبه يقبض عليه بيده اليمني المرتخية الخالية من الحياة ، ثم دسه في جيب سترته ، وتناول كيس النقود ، وخرج متلصصا لا يلوي عن شيء


  2. #2
    كاتبة / عضو المجلس الاستشاري سابقاً الصورة الرمزية فايزة شرف الدين
    تاريخ التسجيل
    16/10/2007
    المشاركات
    1,325
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    الذَّنَب القاتل :
    كانت الغرفة شديدة الظلام ، بعدما أسدلت عليها ستائر سوداء كثيفة ، وكان السرير خاويا ومرتبا ، لم يلمسه أو ينام عليه "عزيز" ، وفي صوان الملابس الكبير قبع هو داخله ساكنا لا يتحرك ، ولبث في هذا المكان الضيق عدة ساعات ، وتناهي لأذني "سكينة" بعد فترة سكون طويلة صوت باب حجرة "عزيز" ، وهو يفتح ، ومع ذلك لم تخرج من حجرتها بعد أن أغلقتها بإحكام ، فقد كانت تحذر الخطر المحدق ، والموت المؤكد الذي قد يتربص بها أو بأي مخلوق إذا اقترب من "عزيز" بعد خروجه مباشرة من مكمنه في الظلام ، فهو يكون في أشد حالات الهياج والخطر وعدم السيطرة علي نفسه في تلك اللحظات ، ولبثت قابعة في حجرتها قبل أن تفتح حجرتها وتبرحها متوجهة إلي حجرته المفتوحة ، فاستقبلها بترحاب وحرارة وهو يقول :
    ـ أهلا يا ماما ، لقد افتقدتك كثيرا .
    اندفع إليها وضمها بين ذراعيه بحنان بالغ ، وكان عمره قد بلغ السابعة عشر عاما ، وأصبح شديد الشبه بالدكتور "عزام" سواء في الطول والحجم ، حتي الطباع لم يسلم منها ، وبدأت شعيرات بيضاء تطل من شعره الأشقر ، لكنها لم تكن بالكثرة كما في شعر الآخر ، ولولا هذا الاختلاف الضئيل جدا لكانا متطابقين تماما . ابتسمت "سكينة" وهي تتطلع إليه ، ولاحظت أن الشعيرات البيضاء التي لمعت في رأسه هي في نفس المواضع من شعر الدكتور "عزام" .. فقالت :
    ـ لقد أصبحت شديد الشبه بوالدك بشكل يثير الدهشة !!
    قال غير مبال:
    ـ لم أشعر يوما أنه والدي ، ومن العجيب حقا أنني ابنه !! ولولا الشبه الشديد بيني وبينه لقلت أنني لقيط .
    صاحت "سكينة" توبخه :
    ـ لا أحب أن أسمع منك هذا الكلام .
    ثم أضافت آمرة :
    -هيا الآن كي نستذكر معا .
    لاح عليه الضيق والملل وهو يقول :
    ـ لم يعد هناك شيء لأتعلمه ، فقد قرأت واستوعبت تماما كل الكتب التي ألفها الدكتور "عزام" ، وأيضا المراجع والكتب في علوم الطب والهندسة الوراثية ، وأريد أن أقرأ المزيد غير هذه الكتب .
    صمت لحظات ، ثم أضاف وهو ينظر إليها ليري وقع كلماته علي وجهها
    ـ أريد أن التحق بالجامعة ، وبقسم الهندسة الوراثية بالذات .
    امتقع وجهها ، وصدمتها كلماته غير المتوقعة ، فازدردت ريقها واسترجعت أنفاسها اللاهثة ، ثم صرخت في هلع :
    ـ لا ، لا يمكن أن تبتعد عن هذا المكان .
    ثم قالت متلعثمة :
    - أقصد ، أقصد بعيدا عني .
    أمسك يدها برفق ، وقال مستعطفا :
    ـ لم تتركوا لي خيارا لأذهب إلي المدرسة مثل باقي الأولاد ، والآن أريد أن التحق بالجامعة .
    انتفض جسدها كريشة في مهب الريح ، وصرخت مرتعبة :
    ـ لا يمكن ، هذا مستحيل .
    قال وهو يبتسم بسخرية ليمتص انفعالات أمه المتوترة :
    ـ إنني لم أجد من يزيد عني علما لكي أتلقن منه العلم ، حتي الدكتور "عزام" نفسه .
    كانت "سكينة" تدرك تماما أن "عزيز" لم يجاف الحقيقة ، وأنه لم يبالغ في مقولته هذه ، فقد كان شغوفا مثل الدكتور "عزام" بهذا العلم ووصل إلي ذروة المعرفة فيه ، حتي أنها تكاد أن تشك في أنه يعرف كيفية مجيئه إلي هذه الحياة ، ولكنه مثل الدكتور "عزام" يحوطه الغموض ، ولا يعبر عن مكنون قلبه وما يحتوي كيانه من مشاعر وأحاسيس .
    استأذنها "عزيز" ليتريض في الحديقة ، وفيما هو يهم بالخروج من باب الطابق الأول قابل الدكتور "عزام" ، فأصبحا وجها لوجه ، وكانا يتجنبان بشدة أن يتلاقيا في مكان واحد ، فقد انتابهما معا شعور مشترك من النفور والبغض البالغ ، فقد كان الدكتور"عزام" يري في نسخته سوءاته وعيوبه ، وعندما يطالعه وجهه الذي أصبح شكله تماما بعد أن اكتمل نضجه ، وكان بمثابة مرآة داخلية تفضح مشاعره وماضيه ، الذي طالما أحاطه الغموض .
    كان يري وجهه الحقيقي البشع في هذا المخلوق ، شعر بالندم لانتظاره هذه السنين حتي كبر هذا النسخ ، وكان يجب أن يتخلص منه وهو لا يزال طفلا ، ولكن فضوله العلمي كان له بالمرصاد ، فقد كان ينتظر ماذا ستستقر عليه نسخته ومدي نجاحه ؟ والآن عليه أن ينتهز الفرصة السانحة للخلاص منه و"سكينة" ليختفيا عن ناظريه ومن الحياة إلي الأبد ، وإلا سيلحق اسمه اللامع الذي ذاع صيته في الآفاق العار علي يد هذا المخلوق بعد أن يفتضح أمره .
    الغريب في الأمر أن "عزيزا" بادله هواجسه وأفكاره الجهنمية ، فأصبح نسخا أيضا لمشاعره ، تفتق في ذهنه ما يمكن أن يكونه إذا تخلص من هذا الرجل الذي يبغضه منذ كان صغيرا .
    بدأ "عزيز" يشتاق للخروج إلي الحياة التي نفي عنها في هذه الفيلا المنعزلة ، كان متأكدا أن أمه سوف تنهاه عن الخروج متعللة الحجج ، وكان ثمة شيء غامض يدفعه إلي حب الخروج في الليل .
    بالفعل استطاع أن يتسلل عند انتصاف الليل من الفيلا ، مشي عبر الحديقة الواسعة حتي وصل إلي السور المحيط بالفيلا ، فتسلق إحدى الأشجار العالية حتي استطاع أن يكون بمحاذاة السور ، فربط حبلا كان يحمله في جذع الشجرة القوي ، وتركه متدليا خارج السور ، ثم امتطاه وأخذ في الهبوط إلي خارج الأسوار، مشي عبر الطريق الجانبي القفر ، وكان الليل حالكا إلا من النجوم الخافتة التي ألقت ضوءها الكالح عندما وصل إلي الطريق .
    كان ثمة سيارات قليلة تمرق في الطريق ، ووقف يلوح للسيارات العابرة ، وبعد وقت وقفت سيارة مصدرة صوتا منفرا بعد أن أعملت فراملها بقوة علي الطريق الإسفلتي ، وسمع من داخلها صوتا يقول بخشونة :
    ـ هيا اركب بسرعة .
    ألقي نفسه في الكرسي الخلفي للسيارة ، وكان يجلس في مقدمتها شابان ، كانا يضحكان بصخب شديد ، وسأله أحدهما :
    ـ إلي أين أنت ذاهب ؟
    أجاب "عزيز" في بساطة :
    ـ إلي المكان الذي ستذهبان إليه .
    صاح الشاب الذي يقود السيارة بسخرية:
    ـ إننا ذاهبان إلي الشيطان .
    هتف "عزيز" بإصرار:
    ـ وهو كذلك .
    دخل ثلاثتهم أحد الملاهي الليلية ، وكان صوت موسيقي راقصة تصدح في المكان ، اختلط بها صوت تصفيق وصرخات ماجنة ، ومن حين إلي آخر كان يتصاعد صوت تقارع الكئوس .
    جلسوا حول منضدة ، وبدأ الشابان في احتساء الخمر ، وقدم أحدهما الخمر "لعزيز" وقال له آمرا :
    ـ اشرب هذا الكأس .
    تناول "عزيز" الكأس ، وألقاه في جوفه جرعة واحدة ، فنظر إليه الاثنان في استغراب ودهشة غامرة ، بينما كانت الراقصة تتمايل مع أنغام الموسيقي ، التصقت عيناها بمنضدتهم ، فغمز أحد الشابين لها فلم تلق بالا له ، وداخله غيظ وحنق عندما أدرك أنها ترمق عزيزا .
    بعد أن انتهت من فقرتها ، ألقت ثوبا خفيفا علي جسدها ، واتجهت صوب "عزيز" ، والتصقت به في دلال ، وهي تقول :
    ـ شرفت يا أستاذ ؟
    قال "عزيز" وهو يبتسم " :
    ـ "عزيز"
    فقالت وهي تجذبه من يديه ، وتصيح بالشابين :
    ـ هيا إلي اللعب .
    مشت عبر الموائد المتراصة وهي تتمايل بنشوة علي كتف "عزيز" ، ومن وارءهما الشابان ، وقد شعرا بالحقد والحسد يملآن قلبيهما ؛ لإعجاب الراقصة لهذا الشاب الغامض دونهما ، ووصلوا إلي سلم في أقصي الملهي ، وصعدوا فيه ، ثم مشوا عبر مكان متسع أنيق مضاء بأضواء متعددة باهرة ، يقف في نهايته رجلان ضخمان تنحيا جانبا عندما أقبلوا عليهما ، ودلف الأربعة من الباب ذي المرايا الملونة ، كان المكان مكتظا ، ويبدو أن العيون قد انتبهت إلي المائدة الخضراء ، ونشوة اللعب ألهبت حرارته المشاعر والحواس ، وكانت رائحة العرق والعطر الممزوج برائحة الخمر تعبق المكان .
    اتجه الشابان إلي المائدة الخضراء ، بينما جذبت الراقصة "عزيزا" من ذراعه ، وصاحت فيه بصوت منغم هازل :
    ـ هيا يا حبيبي إلي الإثارة والحياة اللذيذة .
    صاح وهو يتلفت حوله بتردد :
    ـ لكني لا أعرف اللعب .
    صاحت وهي تشير إلي المائدة والناس الذين اكتظوا حولها :
    ـ افعل كما يفعلون .
    وقف "عزيز" يرقب اللاعبين برهة من الزمن ، وبذكائه المتوقد استطاع أن يدرك ويفهم اللعبة ، فأخرج من جيب سترته فئة العشرين جنيها التي كان يملكها وقامر بها ، وكان الحظ حليفه ، ثم قامر بالمبالغ التي ربحها مرات عديدة ، وفي كل مرة يزداد ربحه ويتضاعف حتي أصبح لديه ثروة كبيرة .
    وضعت الفتاة الحسناء التي تدير اللعب أوراق البنكنوت في كيس أنيق ، وحمل "عزيز" ثروته في يد ، بينما اتكأت الراقصة علي كتفه ، والتف ذراعه حولها ، واصطحبته خارج الملهي إلي سيارتها المنزوية في الشارع الجانبي للملهي .
    صاحت في "عزيز" وهي تفتح باب سيارتها ، ثم تلقي نفسها وراء مقودها :
    ـ هيا ، اركب .
    استوي "عزيز" بجانبها وتساءل :
    ـ إلي أين ؟
    غمزت له بإحدى عينيها ، وابتسمت في نعومة ، وانسدل شعرها الطويل عليه ، وقالت وهي تميل برأسها علي كتفه:
    ـ إلي بيتي طبعا يا حبيب قلبي .
    شقت السيارة شوارع القاهرة الساكنة الهادئة في هذا الوقت من الليل ، وكانت قطرات الندى الرطب تتساقط بخفة علي زجاج السيارة الأمامي ، فأعملت فيهما المساحتين الأماميتين ، فأخذتا تتحركان في رتابة ، وصنعتا نصف دائرة شفافة وسط غبش الندى الرقيق .
    توقفت السيارة أمام عمارة فخمة بأحد الشوارع الكبيرة شديدة الهدوء ، وكانت الأضواء الخافتة المنبعثة من أعمدة النور المتطاولة تزيد من رهبة الشارع الممتد . هبط الاثنان من السيارة واتجها إلي العمارة ، وما أن اختفيا داخل المصعد ، حتي توقفت سيارة بالقرب من سيارة الراقصة .
    دخل "عزيز" بصحبة الراقصة إلي شقتها ، وكانت في غاية الاتساع والأناقة ، دفعته بنعومة إلي حجرة نومها ، وكان يقبع فيها سرير دائري مفروش بملاءة حريرية وردية اللون ، ضغطت المرأة بسبابتها علي زر الكهرباء فغمر المكان ضوء وردي مثير ، وأخذت تخلع ملابسها القليلة قطعة قطعة ، وجذبته ناحيتها وبدأت في نزع ملابسه ، والتحم جسداهما ، وبعد لحظات بدأ ذنب يمتد من خلف "عزيز أسفل ظهره وكان في نهايته نتوءات حادة كالأسنان ، وأخذ هذا الذنب يصفق الهواء بقوة ، وعندما لمحته المرأة فتحت عينيها علي آخرهما رعبا ، وحاولت أن تدفع "عزيز" بعيدا عنها ، وهي تصرخ صرخات مكتومة ، فأرغمتها قوته القاهرة وألصقتها مكانها ، وتجمد جسدها وقد ارتسم علي وجهها علامات فزع مروع ، والذنب الرهيب يقترب منها قاصفا الهواء ، ويهوي علي عنقها مطبقا عليه ، فأخذ جسدها ينتفض بعنف ، ثم ما لبث أن تراخي وهوت علي فراشها خامدة الأنفاس .
    وثب إلي أرض الغرفة ، وذنبه الممتد يتلوى خلفه بغضب ، وفجأة اقتحم أحد الشابين اللذين كانا معه الحجرة ، وهو يصوب مسدسه ، وصرخ بتهكم وسخرية :
    ـ اعطني النقود يا أحمق .
    لم يلاحظ الشاب الذنب المختفي وراء صاحبه ، وصاح وهو يلوح بمسدسه تجاه كيس النقود الموضوع فوق منضدة صغيرة :
    ـ هات الكيس ، وتقدم ببطء .
    تناول "عزيز" الكيس وتقدم في بطء ، ومد ذراعه ليعطيه له ، وفي نفس الوقت وفي لمح البصر ، امتد الذنب المرعب حول الرجل ، وأطبق علي عنقه فسرى السم الزعاف في جسده ، وأخذ يدور حول نفسه في اضطراب متألم ، ليهوي جثة هامدة فوق السجادة الفخمة .
    سمع "عزيز" بأذنيه المرهفتين صوت أقدام تتقدم بحرص إلي الحجرة ، فالتقط المسدس ، ووقف متربصا خلف الباب المنفرج قليلا ، عندما أقبل الآخر ، لم ير الذنب القاتل ، وهو يمتد نحوه ليطبق عليه أيضا ، ويخر صريعا بجوار زميله .
    بعدما هدأت سورة "عزيز" أخذ الذنب ينكمش ببطء حتي تلاشي ، فارتدي ملابسه ، وتناول مفرشا صغيرا مسح به آثار بصماته ومسح المسدس بعناية ، وجعل صاحبه يقبض عليه بيده اليمني المرتخية الخالية من الحياة ، ثم دسه في جيب سترته ، وتناول كيس النقود ، وخرج متلصصا لا يلوي عن شيء


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية فاطمه بنت السراة
    تاريخ التسجيل
    11/09/2007
    المشاركات
    650
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    :

    غاليتي فايزة
    قرأت الفصل الخامس وكأنني أشاهد فلما متقن الحبكة لأحد المخرجين الكبار.
    (لا أجامل هنا فأنا في العادة عندما أقرأ يسبقني خيالي بخطوة واحدة ليصور لي الحدث/الكلمات, فإن رسمه بإتقان فهذا كاتب بارع, وإن انتابه نقص أو تشويه أو عدم اقتناع, فالكاتب هنا فشل في إيصال فكرته إلي), قد أظلم الكاتب بهذا, لكن...........

    تابعت بخيالي:
    تسلل (العقرب) الليلي/ الشاب الوسيم
    الملهى
    الشقة الواسعة مترفة الأثاث
    ثم المقطع الذروة المتمثل في موت الثلاثة. ولفتة الذكاء في مسحه للمسدس الذي تناوله دون استعمال.

    كل ما قرأته في هذا الفصل متقن ومشوق

    دمت في حفظ الله

    :

    اقبل الناس على ما هم عليه, وسامح ما يبدر منهم,
    واعلم أن هذه هي سنة الله في الناس والحياة ..

    الدكتور عائض القرني

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية فاطمه بنت السراة
    تاريخ التسجيل
    11/09/2007
    المشاركات
    650
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    :

    غاليتي فايزة
    قرأت الفصل الخامس وكأنني أشاهد فلما متقن الحبكة لأحد المخرجين الكبار.
    (لا أجامل هنا فأنا في العادة عندما أقرأ يسبقني خيالي بخطوة واحدة ليصور لي الحدث/الكلمات, فإن رسمه بإتقان فهذا كاتب بارع, وإن انتابه نقص أو تشويه أو عدم اقتناع, فالكاتب هنا فشل في إيصال فكرته إلي), قد أظلم الكاتب بهذا, لكن...........

    تابعت بخيالي:
    تسلل (العقرب) الليلي/ الشاب الوسيم
    الملهى
    الشقة الواسعة مترفة الأثاث
    ثم المقطع الذروة المتمثل في موت الثلاثة. ولفتة الذكاء في مسحه للمسدس الذي تناوله دون استعمال.

    كل ما قرأته في هذا الفصل متقن ومشوق

    دمت في حفظ الله

    :

    اقبل الناس على ما هم عليه, وسامح ما يبدر منهم,
    واعلم أن هذه هي سنة الله في الناس والحياة ..

    الدكتور عائض القرني

  5. #5
    كاتبة / عضو المجلس الاستشاري سابقاً الصورة الرمزية فايزة شرف الدين
    تاريخ التسجيل
    16/10/2007
    المشاركات
    1,325
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    طالما أنت روائية في المقام الأول .. فدائما سوف يسبقك تصورك .. لأن الرواية تهتم بتفاصيل قد لا تهتم بها القصة .. وكلما كان الكاتب بارعا .. كلما كان خياله أخصب ولديه قدرة على التخيل بل والتنبؤ بسلوك الآخرين .
    وإليك هذا التتر
    مع الفصول القادمة ستتصاعد الأحداث .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  6. #6
    كاتبة / عضو المجلس الاستشاري سابقاً الصورة الرمزية فايزة شرف الدين
    تاريخ التسجيل
    16/10/2007
    المشاركات
    1,325
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    طالما أنت روائية في المقام الأول .. فدائما سوف يسبقك تصورك .. لأن الرواية تهتم بتفاصيل قد لا تهتم بها القصة .. وكلما كان الكاتب بارعا .. كلما كان خياله أخصب ولديه قدرة على التخيل بل والتنبؤ بسلوك الآخرين .
    وإليك هذا التتر
    مع الفصول القادمة ستتصاعد الأحداث .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية محمَّد زين الشفيع أحمد
    تاريخ التسجيل
    14/05/2008
    العمر
    51
    المشاركات
    60
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    الأديبُ / فائزة شرف الدين ..

    شكرًا لهذا الوَصْفِ و النَّبْعِ الجميل ،

    دُمْتِ فيضًا ماطرًا ،

    وشُكْرًا لمشاهداتِكِ للواقعِ

    الَّتي أثرتْ لنا مَوْضُوعَ

    الرِّوايةِ أوْ فيما يُعرفُ قديمًا

    بالتَّصميمْ ..

    احترامي ..



    أخوك / محمَّد زين ...
    _______________


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية محمَّد زين الشفيع أحمد
    تاريخ التسجيل
    14/05/2008
    العمر
    51
    المشاركات
    60
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    الأديبُ / فائزة شرف الدين ..

    شكرًا لهذا الوَصْفِ و النَّبْعِ الجميل ،

    دُمْتِ فيضًا ماطرًا ،

    وشُكْرًا لمشاهداتِكِ للواقعِ

    الَّتي أثرتْ لنا مَوْضُوعَ

    الرِّوايةِ أوْ فيما يُعرفُ قديمًا

    بالتَّصميمْ ..

    احترامي ..



    أخوك / محمَّد زين ...
    _______________


  9. #9
    كاتبة / عضو المجلس الاستشاري سابقاً الصورة الرمزية فايزة شرف الدين
    تاريخ التسجيل
    16/10/2007
    المشاركات
    1,325
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الفصل الخامس من رواية الرجل العقرب

    أهلا بك الأخ / محمد
    لقد رددت على تعليقك الرقيق من قبل ، لكنه حذف نتيجة عيب تقني .. وأرجو أن تسعد في منتدى الرواية .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •