أمثولات من الأدب الصيني
لجين جيانغ
Jin jiang
ترجمها من الفرنسية :
ابراهيم درغوثي / تونس





السلحفاة و الثعلب



كانت سلحفاة تتهادى في مشيتها على الطريق و هي سارحة في أفكارها حين فاجأها ثعلب ووقف في طريقها .
ما أن رأت السلحفاة الثعلب حتى أدخلت رأسها و رجليها داخل قوقعتها و استكانت في مكانها .
كان الثعلب في جوع شديد ، فقد رجع هذا اليوم خائبا من رحلة صيد كادت تزهق روحه. و لكن ما حيلته و قوقعة السلحفاة أشد من الصخر.
بعد مدة من التفكير قرر أن يصبر على فريسته و أن يجلس قريبا منها ليراقب تحركاتها.
- أظن أن الثعلب ذهب في حال سبيله.
هكذا خمنت السلحفاة بعد زمن طويل من الترقب ، فأخرجت رأسها بحذر شديد من داخل القوقعة . و في لمج البصر ، انقض الثعلب على الرأس و أمسك به بين أنيابه .
- هيهات ، أين حنكتك أيتها السلحفاة أنت يا من كنت تظنين نفسك حكيمة حكماء هذه الغابة . ها أنت الآن بين أنياب الثعلب .
هكذا ظلت السلحفاة تردد .
فرد عليها الثعلب المزهو بانتصاره :
- ها أنت ترين بعينيك أيتها السلحفاة أن الثعلب هو الأذكى في هذا العالم .
و ما أن فتح فمه للكلام حتى أدخلت السلحفاة رآها داخل القوقعة و صاحت :
- ثعلب ، أنت غبي أيها الثعلب . فما أن تفتح فمك للكلام حتى يعود لي ذكائي.
ظل الثعلب مدة بلا حراك لا يدري ماذا يفعل ثم حرك السلحفاة يمنة ويسرة تحريك يائس . لكنه انتهى إلى الخسران فغادر المكان تسبقه الحسرة و الخيبة ...