أمثولات من الأدب الصيني
لجين جيانغ
Jin jiang
ترجمها من الفرنسية :
ابراهيم درغوثي / تونس




السيدة حوت


في المحيط ، كان القرش الرهيب يمضي وقته في إفزاع السمك . و كانت مخلوقات البحر تهابه ، فما أن تراه حتى تهرب في كل الاتجاهات.
كانت السيدة حوت بطبعها اللطيف تساعد الأسماك على الهروب من القرش . فما أن تبدأ المطاردة حتى تفتح فمها وسيعا و تناديها بمحبة :
- أسماكي الصغيرات ، لا تخشين شيئا من هذا المتجبر ما دمت هنا . هيا إلى فمي لأحميكن من خطر هذا اللعين .
فتندفع الأسماك داخل فم الحوت العملاق في سباق محموم لينغلق وراءها بعدما تعلو الرأس نافورة ماء معلنة عن نهاية المعركة قبل أن تبدأ.
و يظل القرش مدة يراقب هذا الخصم الضخم ثم يذهب في حال سبيله مدحورا .
و تفتح السيدة حوت فمها بعد دقائق لتنادي سربا جديدا من الأسماك الخائفة من بطش القرش الفتاك .
كانت سلحفاة بحرية تراقب المشهد من بعيد و تتساءل :
- هذا الحوت يريد أن يظهر نفسه للعالمين وكأنه حامي حمى الضعفاء في هذا اليم الكبير . لكن ، واعجبي ، ما رأيت سمكة واحدة تغادر فمه بعدما يذهب القرش في حال سبيله .
فأين تذهب كل هذه الأسماك يا ترى ؟