طالعتنا الأخبار موخرآ من داخل العراق المحتل بنبأ أقرب إلى المهزلة السياسية منه إلى العمل السياسي الجاد المبني على أسس صحيحة قائمة على توظيف الشخص الأكاديمي المهني الغير مسيس إلى جهة قومية أو حزبية أو طائفية دينية باعتبار أن موظف الدولة ( وهذا من البديهيات في العمل الحكومي ) أن يكون ولاءه للعراق ولا يكون ولائه للجهة التي عينته , ومن المهازل السياسية التي نسمعها كل ساعة في العراق المحتل اليوم بأن يتم تعين موظفين الدولة ( العراقية ) على أسس المحاصصة الطائفية الحزبية الضيقة , بل وصل الأمر إلى تعين الزوجة والابن والأخ ومن ثم الأقارب والأصدقاء الذين لا يحملون أي مؤهل دراسي أو شهادة أكاديمية تذكر أو معترف بها . فقد أصدر مؤخرآ بيان صادر عن ما يسمى بمكتب رئاسة الجمهورية أن ( الرئيس ) جلال الطالباني قد أصدر قرار بتعين ( المثقف ــ هكذا وردت في البيان ) الكردي عمر دزه يي مستشارآ سياسيآ لرئيس الجمهورية , وأضاف البيان أن دزه يي سوف يباشر عمله رسميآ أعتبارآ من يوم السبت المصادف 27 ت1 2007 بدون أي تفاصيل تذكر عن القادم الجديد إلى عالم النهب المنظم للأموال العراقية المسروقة تحت مسميات ويافطات عديدة تختفي وراءها الحيتان الكبيرة والقطط السمان حيث يبلغ الآن مستشارين الأستاذ جلال الطالباني ـ أحد أهم رؤوس أمراء الحرب الحاليين ـ العشرات منهم والذين أغلبهم لا يحملون أي شهادة أكاديمية أو دراسية , وإنما يتم التعين ليس من خلال المهنية الوظيفية الأكاديمية التي يتمتع بها الشخص المعين كما يحاول البعض بسعار من مثقفي عصابة حكومة الإحتلال الرابعة الترويج له بين الحين والأخر , وإنما من خلال درجة قرابته العائلية أو الحزبية من تلك الشخوص المبهمة التي كانت تتاجر بالأمس القريب باسم العراق , فكما هو وارد في البيان الرئاسي المقتضب بخصوص المستشار عمر دزه يي , بأنه قد عمل قبل سنوات من سقوط بغداد في الإذاعة الكردية في الولايات المتحدة والتي كانت تتبع في حينها إذاعة صوت أمريكا , ولكن الذي لا يعرفه القارئ الكريم بأن عمر دزه يي هو ليس بسياسي مطلقآ ولم يمتهن هذا العمل طيلة حياته وإلى يوم كتابتنا لهذا المقال , وإنما هو مجرد مغني فقط لا غير !!! وهو من مواليد قرية دزه ييان من قرى محافظة أربيل المحتلة الآن من قبل ميليشيات عائلة البرزاني الإقطاعية , وقد ترك الدراسة الابتدائية في سن مبكرة جدآ وعمل في عدة مهن مختلفة , ولأن صوته جيد فقد عمل مغني في الأفراح والأعراس يساعده في ذلك صوته وغناءه باللغة الكردية , وأنتما إلى ميليشيات جلال الطالباني بفضل صوته وليس بفضل عبقريته الفذة السياسية (( كما سوف يحاول البعض التبرير لمثل تلك الأفعال المبهمة )) , ومن ثم رحل بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل في الإذاعة الكردية بتوصية شخصية من قبل جلال الطالباني , والمستشار السياسي دزه يي كان يردد دائمآ أمام الجميع بأنه سوف يصبح سفيرآ ولا يقبل بغير هذا المنصب وعلى الرئيس ( ويقصد به الطالباني ) أن يضعني في هذا المنصب الذي أن أحق به من غيري على الأقل أنا أحسن من هؤلاء الذين جاءوا بهم من كل حدب وصوب وأصبحوا سفراء فهم لم يقدموا أي شيء للحزب والثورة الكردية وخلال وجوده في أمريكا دخل دورة بسيطة لتعلم مبادئ استعمال جهاز الكمبيوتر مدتها ثلاث أشهر فقط لا غير , وأتمنى أن لا يخرج علينا أحد ويقول أنه دكتور وخريج جامعة السوربون أو أكسفورد أو أي جامعة أخرى ؟؟؟ حتى لا نضطر لكشف المستور بعد ذلك . المهم أن هذه المناصب الحساسة والتي يتم إعطاءها لكل من هب ودب بدون أي معيار يذكر للمهنية الوظيفية أوالأكاديمية , إضافة إلى سياسة أرضاء الأهل والأقرباء والأصدقاء لغرض شراء سكوتهم وعدم فضح ممارسات الماضي المهينة وهذه السمة الشاذة التي أصبحت السائدة الآن في العراق المحتل اليوم , والتي هدد بها ( المستشار السياسي ) في بعض المرات عندما دارت الخمرة في رأسه وبمناسبات عديدة , وأمام بعض الأصدقاء والمعارف , والتي تأتي هذه الأفعال الشاذة جميعها على حساب أبناء الشعب العراقي من العلماء والمهنيين والأكاديميين والسياسيين المحترفين الذين اليوم نراهم يتساقطون كالأوراق اليابسة الميتة في خريف العراق الدامي . فهذه المناصب المهمة والحيوية وعلى تنوعها وكما هو معروف سوف تحتاج إلى رواتب خيالية دولارية , وفي اعتقادنا أن الشعب العراقي الجريح هم أولى من غيرهم بهذه الأموال التي يتم صرفها والبذخ المفرط لكماليات السياسيين , إضافة إلى ذلك توفير مكاتب مجهزة بأحدث الأثاث الفاخر , والأجهزة الإلكترونية والكهربائية المتنوعة , وإلى جيوش الحمايات الخاصة التي سوف تحمي هذا المستشار الفلتة والذي أتى في غفلة من زمن العراق المر , فهؤلاء لا يفقهون بأي قضية سياسية عراقية مطلقآ , وإنما مجرد حضورهم سوف يكون ديكور ليس إلا خلف ديناصورهم . والسؤال المطروح الآن أليس من المفروض أن تصرف مثل تلك الأموال المليونية والتي تنفق بغير حسيب أو رقيب ولا ضمير في مواضع سخيفة ولا تأتي بنفع على العراقيون البسطاء الذين يدفعون الثمن اليوم من دمائهم الزكية , وإنما بنفع مالي صرف واضح المعالم والدلالات إلى أشخاص مجهولين الانتماء والولاء الوطني العراقي , إلا يخجل هؤلاء الذين أتى بهم الإحتلال من خمارات لندن ونيويورك والشوارع الخلفية , وهم يرون المرأة العراقية المضحية تنشر عنها وسائل الإعلام العالمية والعربية وفي العلن , وهي تتاجر بشرفها لغرض أن تطعم أفواه صغارها الذين تم قتل والدهم أو معيل العائلة الوحيد بفعل جرائم التفجيرات المفتعلة وعمليات الإختطاف المنظمة والمدروسة , لماذا لا نشاهد أحد من هؤلاء الشواذ ( المقاولين السياسيين الجدد ) عندما يقوم بزيارة دول الجوار العراقي لكي يطلع على أوضاع المهجرين قسرآ من منازلهم ويطلع على الطبيعة ما حل بهؤلاء من مأسي وويلات , أليس من المفروض أن تصرف أموال العراق المنهوبة في أماكنها الصحيحة , بدلآ من فتح مكاتب لمستشارين كل همهم أرضاء شهواتهم في المنصب والكرسي لكي يقال إلى فلان أنه أصبح مستشار ويتباه أمام الجميع بهذا المنصب الزائف وهو يعرف حقيقة نفسه أفضل من الأخريين ... نحن على يقين بأنها لم تدوم لكم وسوف نبقى نلاحقكم بقوة القانون وحكم الشعب العراقي المتحرر أن شاء الله من ظلم الإحتلال وأقزامه في المستقبل وسوف نسلم راية الحساب والحق العراقي المغتصب من قبل العصابة الحاكمة الآن في العراق إلى أبناءنا وأحفاد أحفادنا لكي يكملوا مسيرة النضال العراقي المبارك ضد هؤلاء الفاسدين والمفسدين والذين حرقوا الأرض والنسل أرضاء لسيدهم الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر لتقديمهم للعدالة ... مهما طال بهم الزمن ... وأن غدآ لناظره قريب ...



باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com