رسالة إلى الماجدة*
لله درك أيتها الماجدة ...توقدين في غاباتي حرائق أخمدتها بأدمع روحي ...أوتار صوتك الصارخة تلهب كياني ..تحلق بي في آفاق وشحتها بالسواد ..
كلما حاولت الشمس أن تشق الضباب أطفأتها بإصبعي وطوقت قلبي فلا يحس دفء مآقيها
وتأتين اليوم بعنفوان روحك لتغردي بين ضلوعي وتزخرفي شوقا ورديا يجرؤ على مد عينيه إلى سويداء قلبي المدفون في عتم النسيان ..
فتناضل روحي مصابيح الجنون التي تخترق غياباته..ليسرقها ذلك العتم بعيدا
تنصبين عروش الألق النرجسي وتطلقين سجينا محموما إلى الحرية فلك أن تتخيلي كيف يعربد بين دفات صدري ...
أوتارك المخملية تنسج رواية وردية تنتهين فيها بالاعتزال ..تصدحين بلبلا شارف على الدخول في خريف العمر ..
من بين طيات روحك ووقع أقدامك الرشيقة أحببت الاعتزال ...
واستعنت به للجم سلطان قلبي وإخماد آهات روحي التي تغافلني عائدة إلى بدايات الرواية ...حين كان بلبلك يشدو ألحان الهناء
فتنقلب الموازين وأعود سكرى بفتون الزنبق ..ومترفة بدفء الحلم
فإذا سكن حرير شدوك أفقت على واقع لا مكان فيه إلا للإعتزال
فأتناول قلبي بقسوة أعصره ليطرد أي أمل تجرأ على النيل منه
يتشبث قلبي بالأمل الجريح
يتوسل لي بربيع عمره الذي لم يزهر بعد،ويسكب دموعا حرَى تحرق جوف الحنان ..يحاول بيأس أن يطير بعيني إلى حقول فراش ملون علي أدرك أنه لازال في الدنيا غابات ومطر
يتوقف عقلي عن التفكير ولا يتردد في أجوائه إلا صدى واحد يصرخ
أنا اعتزلت الغرام
قولي لي أيتها الماجدة هل اعتزل كما فعلت أم أنتظر حتى الخريف ؟؟!
----------------------
الماجدة : الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي
المفضلات