سجال شعري بين فأر محمد النجار وبومة حنين / الجزء الاول
خرجَ الفأرُ "فرفور" في ظَلامِ اللَّيلِ.. لِيبحَثَ عن شَيءٍ يأكلُهُ، فَهوَ لَمْ يأكُلْ شَيئاً اليومَ!
فجأَةً رَأى عَينيها! كانَتا تَلمَعانِ في العتمةِ!!
وَقَبلَ أَنْ تَنقَضَّ عَليهِ البُومَةُ "فَهِيمَة" كانَ قد فَرَّ هارِباً مِن الفَتحَةِ الصَّغيرَةِ أَسفَلَ شَجَرةِ السِّندِيانِ. تَذكَّرَ كَيفَ كانَتْ تَتَحدَّثُ عَن جَمالِها وَهيَ تَفتَعِلُ التَواضُعَ،فَقالَ لَها يُعاكِسُها وَقَد أَمِنَ:
لا بَلْ إِنَّكِ قُبْحٌ كامِل
وَنَعِيقُكِ لَولا قَولُ اللهِ
لَكانَ الأَنكَرَ في الأَصواتْ
أَسوَأُ مِنْ صَوتِكِ مَرّاتْ
عَيْنُكِ تَلمَعُ في الظّلُماتْ
وَخِداعُكِ يا بُومَةُ نَعْرِف
في الأَغصَانِِ وفي الفَََلََوَاتْ
صَدَّّقَ قَولََكِ يومَ الأمسِ
فَأرٌ طَيّوبُ النََّبَضَاتْ
جَاءَكِ وَالبسمةُ تأسِرُهُ
كَي يَسْمَعَ مِنْكِ حِكاياتْ
ما إِنْ جَاءَ إِذا بالمِخلََب
يَقصِدُ رَأْسَهُ في لَحَظاتْ
لكنَّ العُمرَ بِهِ مَدَدٌ
فـَرَّ الفـَأرُ مَعَ الرَّجَفاتْ
يَروِي مَحزُوناً وَيَقُول
نابُ القِطَّةِ خَيرٌ مِن
وِدٍّ تَنسِجُهُ البُوماتْ
أُقسِمُ إِنْ أَبقانِي الله
أَنْ أَفْضَحَ تِلكَ الكِذباتْ
أَنْ أَفضَحَ تِلكَ الكِذباتْ
حَرَّكَتِ البُومَةُ "فَهِيمَة" رَأسَها وَقَالَتْ تَرُّدُ عَلَيهِ:
فَأرٌ يَحْسَبُنِي إِنسِيَّةْ
أَعمَلُ ضِدَّ الإِنسانِيّةْ
فَأرٌ مَخْبُولٌ مَورُوش
لا يَعْرِفُ جُوْعَ البَريِّةْ
لَولا الجُوعُ لَما أَقدَمْتْ
فَالفَأْرُ كَرِيهٌ كَالمَوتْ
فَأْرٌ مَجنُونٌ مَلْطُوشْ
داءٌ جَبّارٌ كَالصَّمْتْ
غَدْراً خُبْثاً ما يُبْصِرُهُ
أَأَنا ثَعْلَبُ؟ يا مَرعُوشْ!!
مِسكِينٌ ما عُدْتَ تُفَكِّرُ
أَتَرانِي جَمَّعْتُ قُرُوشْ؟!
أَتَرانِي أَعلِيهُ قَصْراً
أَرسِمُ كُرسِياً وَعُرُوشْ؟!!
لُقْمَتُنا أَجمَعُها جَمْعاً
أُطعِمُ أَكْباداً ... وَرمُوشْ
حٌوشْ يا اللهُ يا اللهُ حُوشْ*
* البُومُ حَيوانٌ، لَمْ يَصِلْ لِدَناءَةِ النَّاسِ - الإِنسِ
* حوش كلمة تطرد الجن.
رد مع اقتباس
المفضلات