ديوان " رائحة في الذاكرة "
ولدي !
*****
المُ اوردتي جناحين
وعيناي الرفيف
فترف بي حوائط الغربة
منديل غريق
من يسميني
ويعصب الناي العليل
أواه لو أشد أزمتي
وأسرج البرق طريق
وأمد ُ من هجير النفي أتاري
مراثي للحبيب
يا سلال الجلوة الحيرى
على قرانا الثكلات
هل سلوت الخطو
ام تعشبت فيك الثمار
فلماذا تنزعين عن كفيك هناء المواسم
وتوشمين بالحداد أحداق المآذن
فتحت لها القرى ذراعيها
وضمتها تميمة
و مت عن صدرها
حزن اغانيها القديمة
وعبارات السواد
طرزتها
رطباً توتاً
ترانيم سواقي
ينثني في التفاتات صبايا
نقش الحناء في راحاتها
الحلم هدايا
عيدنا اليوم الزيارة
مثلما نمشي وقاراً
في رحاب الأولياء
مثلما نخشع في الحضرة
همساً
لنُسرَ الأمنيات
ها هنا في حضرةَ الأمنيات
نُسارر النجوى
صدّيقةٌ هي
كسرِ الألياء
*****
هي ذي تُسمى السر
برعم الحياة
فتنهش منها العقم
تمسح الأسماء
تويجاً ورغيف
فتعيد للرحم سديم الخلق
تسمي الياسمين طفلة
تهوى العناق
هي ذي تعطي كليماتٍ
لبحار طريد
فيلمُُّ حوله سواعد البحر
ستار
هي ذي تضيء في
زنزانتي نشيد
فيصير السجن
شهوات النجوم
هي ذي هي
لم ينطفيء وميضها المنثور في الأرجاء
في قلبي يمور
يتوهج ، يتوهج ، يتوهج . . .
علمتني . . .
علمتني كيف أجتاز المقابر
كيف أجتاز المخافر
كيف لا أعتاد صمت الخوف
في ليل المهاجر
هي ذي أمي . .
وتغسل الأرزَ
كما تغسل
قلوب الأصدقاء
تسرد الليل صلاة أن يسد الله
عن عيون الجند
روحات رفاقي
ترتق جوربي
وتحت عنقها تخبنني
ها أنا منشورك السري أمي . .
طفت من بحر الى بحر طلاسم
من ذا يفك الختم عني
و يغرسني مواسم
من ذا يلمّ أمطاري
ربيعاً في العواصم
من ذا يسميني . .
و يلثمُ دمعتي
على خد البراعم
****
أضم أوردتي جناحين
وأحزاني قوافل
ساومها على الحدود
حراس العوائل
فبكت على صدري
شظاياها الطريدة
كنت أعرف . .
أن اسمك الممنوع في الاوطان
موعوداً على بوابة الحُلم
أشيل زوادة جرحي ، أطرق
الأبواب في المدن التي . .
تقول لي نعم . . ولا تعرف لا. .
وتُجمل العبارة
على قلاتس الصبايا في سمرقند لمحتك
ابتسامة خجولة
و أقبلت طشقند تسألني الزيارة . .
قلت يا أختاه ما زلنا
نهش عن جوانحنا الخسارة
علَّ ركب الأم يأتينا
بأسرار البشارة
وتلفت حوالي كسير
أخذت الصوت بين كفي
تنكبت مزاميري

الى أين الرحيل ؟
الى أين الرحيل يا من
توصد الأبواب في وجهي
و تسألني الرحيل ؟
تائهاً في لجج الصمت
مأسوراً وحيد
آه يا أمي التي أمدتني الحياة
علمتني كيف تهمس الأطيار
كيف أصغي للسنا
كيف يمتد العطاء
يلد الناس
ويجتاز الفناء
كيف أرثيك وأنت في
جلال الصمت دمعة الرثاء
كيف أرثيك و قلبي المقتول
أولى بالرثاء !
****
أنا الراثي المرثي
وقلبي يكتوي بي
أمي التي حامت لها الطيور
و تفتديتي . .
ولدي !
يا ولدي
علمتك الصمت
على الشدائد
ومسحت صدرك بالآيات
بسملت وكبرت بأذنيك
فلا تخذلني عند مضيفي
أمي ،
ولكن الطيور تدعوك
الطيور الخضر لاياك ترفُ
اليوم يا أمي ستجتليك
أمي . . فلتأخذيني
ولدي ، يا ولدي
أما زلت صغير
كلما دعاني الناس
تلقت بأذيالي . . خذيني !
أمي ، حبيبتي
أهذه رحلتك للراحلين
أم جلوة عرسك
أراك باسمة
والدموع حبيستي
يا ليت بالدموع تسمحين
مسحت جبينها . . أبتسمت ، وأغمضت
عيونها للحظة تسرح شعرها ،أسرعت
بالمرآة في ذهول ، فأومأت لي منهكة :
" لا يا ولد "
الطيور الخضر مرآتي
والمرآة وجهي
للطيور الخضر
تنظرني وتمسح ريشها
تهاديني المسير
في حضرة من أهوى
حبيبية أعود
عذراً . .
تزف الى الحبيب
خضبوني يا بنات بالعطر الذي
أذخرت لليوم
وزغردن
ولا توقظن أبنائي
فأبنائي نيام
وحدي الآن سأفتح الأبواب
وقتما أشاء
طائر أخضر أتيك بني !
طائر الأخضر طار
طائر الأخضر دار
طائر الأخضر حطّ في الشباك ليلاً
فأنجلي الليل نهار
حطّ في كفيّ غصناً
طلعت منه الثمار
طائر الأخضر مال
فوق أمهاد الصغار
فتحوا أعينهم
قاموا كبار
طائر الأخضر بان
بين أقواس النجوم
قلت لو تغفو على كفي
فطار
طائر الأخضر
فطار
طائر الأخضر
طار . .
************************
أحمد الشملان