نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ناجي الحسيني الغزي
الفنان عبد الجبار سلمان من الفنانين المهمين جدا في تاريخ الحركة التشكيلية العراقية ويعد من مدرسة الواقعية الحديثة وهو من جيل الستينات- ولد عبد الجبار سلمان في العراق – بغداد عام 1936 وتخرج من اكاديمية الفنون الجميلة عام 1969 وقد عمل مدرس في معهد الفنون الجميلة – بغداد بين عام 1975- 1991 . لمادة اللون , وقد اقام عدة معارض شخصية وجماعية في داخل العراق وخارجه وله مشاركات عالمية في دول متعددة وهو يقيم الان في النرويج
عند الحديث عن اسلوب وفلسفة الفنان عبد الجبار لابد لنا على التعرف على اهم معالمه الحضارية وتفكيره السايكولوجي .. الفنان عبد الجبار رجل ينتمي روحيا وجسديا الى البادية وهذا واضح جدا لمدى تاثره في الصحراء وناس الصحراء من البادية والبدو , فهو يطرح تلك المواضيع بواقعية الحداثة يختزل الشكل بشكل نسبي وباسلوب حديث و يعتمد على عنصر اللون , وهو الاستاذ لهذه المادة المهمة في العمل الفني لكن شخوصه ممكن ان تميزها عن بعد فيبدو لك المشهد في اللوحة متحرك فالعمل لديه متحرك ومتمم للاخر فهو ينقل المشاهد برؤى صورية متحركة فالاشخاص لدى الفنان عبد الجبار سلمان بحالة متحركة, لايمكن ان تحسب اعماله بالسكون او الجمود فهو يملك ملكة الحس اللوني للاشكال بصورة رائعة جدا
الفنان عبد الجبار يريد ان يطرح فلسفته البيئية وتمسكه بجذوره واصالته من خلال اعماله التي تمثل انتقاله رزنة ومدروسة في مدرسته فالفنان الاستاذ عبد الجبار ليس بفنان طارئ اراد ان يركب موجة الحداثة دون حساب ,, انتقالته تدلل المشاهد والناقد بانه يتمتع بخلفية واقعية متينة ومدرسته مدرسة منفردة تماما ومتميزة .. والحديث عن الفنان الكبير عبد الجبار سلمان هو الحديث عن جزء مهم من تاريخ الحركة التشكيلية العراقية فهو احد طلاب الفنان الراحل فائق حسن وهو من الطلبة البارزين جدا وقد لازم حبه وولعه باللون منذ ان دخلت هواجسه عالم الفن .. ومخيلته متشبعة بمعالم الحضارة والبيئة العربية فهو رجل يعشق الصحراء ويمسك بمفردات الوانها بكل دقة وشفافية .. لازال متمسكا بشخوصه وبتراثه فهو مصهور بذلك التراب رغم عيشه في المنافي الا انه بقى مناصرا لبيئته وتراثه
الفنان عبد الجبار طاقة فنية رائعة جدا ولكنه بعيد عن الاضواء وهذا ليس مشكلته بل مشكلة كم كبير من الفنانين .. وهذا يعزو الى الازمة الحقيقة التي يعشها الفنان العراقي والنقد التشكيلي , ومشكلة الناقد نفسه عندما لا يجهد نفسه بالبحث والتنقيب عن فنانين الشتات اللذين قست الظروف والايام عليهم وتمزقت بهم الدروب وضاعت جهودهم واعمالهم .. عبد الجبار رغم الحيوية العالية التي يتمتع بها وهو الان يتجاوز سن الستين الا انني اشعر ان التاريخ ظلمه كثيرا ويجب علينا كفنانين وكنقاد ان ننصف حق هذا الرجل لو بسطر واحد
ورغم الجهود التي بذلها المخرج العراقي الرائع جمال امين في فلمه التوثيقي للاستاذ الفنان عبد الجبار سلمان الا ان هذا الفلم لم ياخذ حجمه الحقيقي في قنوات عربية او اجنبية فقد اقتصر على قنوات دنماركية . نتمنى ان ينال الفان عبد الجبار سلمان اكثرا حضورا واكبر تكريما لاخلاصه لفنه وعطاءه ولانسانيته الرائعه فهو اب مناضل واستاذ فاضل