ديوان ملفات الجزيرة العاشقة
تصريح صاحب الزنج قبل الرحيل
****************************
تعانقت حتى رمتني الظنون
بأن عناقي اشتهاء الجنون
وأن عروقي بها من دمائي
عروق . . تصب الغناء الحزين
فقمت نخيلا
رهيب العيون
يمد الظلال عميق العبور
مداه النجوم
تقاطع دربي السيوف
ثقوب جماجم تعوي
بوجه الجموع
خنادق
جموع تغوص بعيدا
بنار الفحولة
في العابرة
تلصق خوف النظام
الغريب
غاب حرائق تلهث
حول القرى النائمة
أريد العبور
تخاطف رجلي العساكر
جبيني دماء
ووجهي نداء
وكفي تقاوم قيدا
وقيد تكسّر في الآخرة
وحين يطوف سجل الحضور
أُسجلُ غائبا ، أفصل بين العصور
يُعلق اسمي على اللوح وسام
أكون وحيدا
وبيني وبين الحضارة
حجم الجدار
وحجم الحواجز ضد النهار
أسير إليها من الشارع الخلفي
أدخل ،
من بابها السري
صامت تكلمني
وصوتي مستقبل
توارى بحي عتيق بعيد
تسلل تحت الحواجز
حرف مطارد بين
الحروف العقيمة صوتي
دمائي دليلي
وقيدي الإشارة
****
الحضور فاصل رعد
يلوح على الشوارع
ملصقات من النار
تهذي ،
موجة تفجر الأصباغ
في وجه البراقع
تجري ،
من الشارع الخلفي
مشردة ! شارات المرور
غياب ،
مطلب بالخضوع
شارة المرور يمين
وخطوتي في اليسار
حقل وعمال مرفأ
وخادم بيت
وزنج عطاشى
يمرون في المركب الحائرة
وجند الملوك ورائي
يصيحون في السابلة
بأني خرقت النظام
في نشيج القرى ، اختبأ
دبيب ليال
تحاصر حاضرة الملك
مطارق من زند كوكبتي
تمزق أردية الخوف
تجتاح التعفن ،
وابتذال العصور
تعلق كل احتجاج
توالد ثورة
تلاقح نحلة
وهل كانت العتمة الذاهبة
تعلن غير التأكل في الأقبية ؟
مجمّر هو البحر على امتداد ساعدي أقذفه
ريحا تهز مهاوي الغروب
تنتفض نجومي العطشى من الملح
ومن دم الخروج
أعرف الأمر
ولكني أواصل
نازعا من ظهري العاري
سكاكين الظلام
يستمر البحر جمرا هائجا
وأبقى سائرا
بين العصور
بذرة للشمس تصهر
الصخر ممرا خُطََ للدماء !

***********************************
أحمد الشملان