بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

أتاني من أخ كريم وليسمح لي الإخوة على المسار عدم ذكر اسمه من مبدأ احترام الخصوصية، وقد كان الاستفسار التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتور المبجل / شاكر شبير

قرأت صدفة في مندى غير الشعر ، مديحا وتشبيها أثارا التساؤل ، خصوصا انك أجريت مقارنة بين المبجل عامر العظم وحرمه المصون ، ببيت النبوة ، فهي كخديجة الكبرى ، وموقفها من النبي ..
أرجو توضيح هذه المقارنة ، حتى لا يكون هناك لبس ، وحتى نستزيد معرفة من سيادتكم ..

نسأل الله أن نكون مقربين من بيت النبوة ......

لا شك أن في بيت النبوة قدوة لنا جميعاً، وهو مرجعية لنا في السلوك.
يقول الله عز وجل: وإنك لعلى خلق عظيم.
وقال صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
إذن بيت النبوة هو مسطرتي الأخلاقية.

وفي بيت النبوة تلتقي القيمة الواجبة للسلوك كمدرك عقلي من جانب الإنسان،
ِAls apriori begriffene Sollwert
As an apriori reached ought-to-be value
وهي المتطابقة مع القيمة الواجبة للسلوك كمدرك حسي للوحي بالألمانية Gegenbene Offenbarung وبالإنجليزية Given Revelation،
مع الممارسة الحقلية لتلك القيمة الواجبة Anwendung derselben أو بالإنجليزية Implementation،
في وجود التغذية الراجعة المباشرة Revealed Feedback. وهو ما يعني صدور الحكم على تلك الممارسة، بحيث تحولها إلى الطريق التربوي.

وطالما أن بيت النبوة هو المسطرة، فأية ممارسة تقترب من ممارسة بيت النبوة، ما لم يسقطها أو يجبها الوحي، هي السلوك المعيارى أو السلوك الأخلاقي وهو المرجع.

خديجة رضى الله عنها، قامت بمؤازرة الرسول عليه الصلاة والسلام بصمت، ولم تتخلى عنه، ووقفت تسانده عندما تخلى الجميع عنه. وكانت تواسيه، ألا تدمع عيونكم وأنتم تسمعون بعض مواساتها: "يا ابن العم، والله إن الله لن يخذلك (بسبب خصاله الطيبة قبل النبوة مثل وصل الرحم، وتذكره بها)".

خديجة رضى الله عنها لم يتدخل الوحي في علاقتها مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا يعني أن علاقتها بالرسول عليه الصلاة والسلام كانت تطبيقاً للقيمة الواجبة للسلوك. بينما تدخل الوحي مع أمهات المؤمنين الأخريات: "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن" . إذن خديجة رضى الله عنها لها وضع متميز حتى بين أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن جميعاً.

الأخت راوية بوقوفها ودعمها للأخ عامر الذي يتعاطى الشأن العام في مشروعه للنهوض بالأمة، تأخذ موقف السيدة خديجة رضي الله عنها من الرسول عليه الصلاة والسلام. وهو موقف للأخت راوية، نكن له كل تقدير لأنه يتمشى مع المسطرة الأخلاقية في بيت النبوة الكريم.

لذا فأنا أؤيد ما ذهب إليه أخي الكريم الدكتور محمد الريفي "ولا أستبعد أن يكون وقوف أختنا الفاضلة راوية إلى جانبك في الجمعية هو سر نجاحك وقوة شكيمتك"

وبسبب السمة الذكورية التي نشأت في مجتمعاتنا في عصور التخلف، وما يصحبه من محاولة تهميش لدور المرأة، لا نلقي بالاً لأهمية هذا الدور. دور المرأة في حياة الرجل سواء كأم أو زوجة. خذ مثلآً أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنها. هل وجد عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، مستشاراً في أهم معركة في حياته غير أمه. لو لم يكن لدى أسماء الخبرة والرؤية، لما ذهب إليها ابنها ليستفتيها في أهم قرار في حياته. وكيف واجهت الطاغية وهي عجوز حين أراد أن يستهزأ بها: ماذا تقولين فيما فعل، قالت رضي الله عنها: أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك!

معطيات (حقائق) كثيرة في هذا المجال بحاجة إلى تأمل وقراءة من جديد، خذ مثلاً:

حالة 1: نوح عليه السلام (وهو من أولي العزم من الرسل) .. زوجة فاسدة ..
آمن معه قليل .. فترة مكوثه 950 سنة.
حالة 2: محمد عليه الصلاة والسلام .. مساندة زوجة (زوجات) ..
انتشر الإسلام .. فترة مكوثه 23 سنة.

آمل أخي الكريم أن أكون قد أجبت على استفسارك،
وإذا كانت لديك أية استفسارات،
فآمل أن لا تتردد في توجيهها، يسرني إجابة استفساراتك.

وبالله التوفيق،،،