أخي زكي
صباح الوطن
البحر بيننا والقلب يحلق في سماء بيروت، صارخا: أين هي باريس الشرق، عروس المتوسط، شقيقة عروس الكرمل حيفا؟ بحر تتواصل فيه رائحة الوطن السليب برائحة وطن يريدون سلبه ما تبقى من عروبة ووجه مشرق.
تصلني رسالتك هذه وأنا اجلس على شرفة الكرمل، انظر إلى البحر، وفي الأفق البعيد أتخيل بيروت تتربع على الجانب الآخر من الشاطئ تلملم جراحا ما أرادوا لها أن تلتئم، وتقول لي هو مجال التواصل الوحيد بيننا هذا البحر، لأن الأرض القاسية تفرقنا، فانشد ملامسة هذا البحر الآن، عل يدي تلامس يدك أخي هناك في البلد الذي جعلوه قربانا لعيد لا يأتي، لفرح لا يتكامل.
وتسيل دمعة وأنا انظر إلى تلك الصورة التي أرسلتها، والتي تجمع بين البحر الذي نريد أن يحقق التواصل، وبين روح تتجسد في رفيقة دربك التي كانت أنيسا لنا والزائرة التي تمنينا أن لا تغيب عن بيوتنا في كل مساء.
هو البحر يا صديقي، وهي الأرض، وحبة الرمل التي سيحملها البحر إليك من شاطئ حيفا، ستحكي لك، ومن خلالك لكل الأهل في بيروت، كم من دمعة سالت هنا، حين بكت بيروت.
صباح الوطن الواحد
هي صرخة، أمنية، صلاة نتلوها مع طلوع كل شمس، عل الله يسمعنا وتتواصل أطراف الوطن الواحد، الكبير، فلا يابسة تمزق القلب، ولا سياجا يخترق الوريد ولا شوكة تقتل زهرة، ولا دمعة إلا دمعة اللقاء.
صباح الخير يا أخي
صباح الخير يا بيروت