حياك الله وبياك أستاذنا الكبير ..
لا حرمنا الله من فوائدك !
أعود ثانية لأستاذنا الفاضل عمر شلبي لأقول :
إن الكلام لا يتعلق بالضرورة أو الضرورة القصوى ؛ فلو كان الكلام على قدر الضرورة لربما لم نتكلم أصلاً !
إنما يتعلق الكلام بجمال التعبير والأسلوب ، وليس من الضرورة أن يكون الأسلوب جميلاً أو أن تكون الجملة رشيقة أو أن يكون التعبير أخاذًا جذابًا يخطف القلوب ، بل الضرورة تتعلق بأقل القليل ، وليس الغرض من اللغة الكلام بقدر الضرورة ، فهذا تضييق لم يسبق إليه أحد من أهل اللسان العربي أو غيرالعربي .
وإلا لتسائلنا في قوله تعالى :
" كلوا من ثمره إذا أثمر " (الأنعام : 99)
ما ضرورة قوله (إذا أثمر) والمعلوم أنه إنما يؤكل إذا أثمر ؟
وقوله تعالى :
" ومن شر حاسد إذا حسد " (الفلق : 5)
ما ضرورة إضافة "إذا حسد" ؟
وقوله :
" لا تتخذوا إلهين اثنين " (النحل : 51)
أليس (إلهين) مثنى ؟! فما ضرورة زيادة (اثنين) ؟
فاللغة لا تحكمها الضرورة ألبتة ، وإن كنت أجزم أن سيادتك لم تقصد الضرورة بمعناها الواسع ، بل كنت تقصد ضرورة الإيجاز دون الإطناب .
والله أعلم .
المفضلات