لا شك أن اغتيال العميد (اللواء بعد مقتله) فرانسوا الحاج هو عملية معقدة وتهدف لتحقيق العديد من الأهداف في وقت واحد، ولكن ما لا يقبل الجدل هو أن مقتله كان ضربة للمعارضة اللبنانية بالدرجة الأولى، الأمر الذي أجبر مجموعة الأكثرية النيابية الحاكمة في لبنان على عدم الاندفاع كثيراً في توجيه الاتهامات لسوريا ولفريق المعارضة في لبنان كما كانت تفعل ذلك عند كل جريمة ترتكب على الأراضي اللبنانية (ولم يتم الكشف عن مرتكبي أي منها حتى الآن).
لقد ظهر الفريق الأكثري في لبنان غير منسجم في التعاطي مع هذه الجريمة، كما بدا "بارداً" في التعامل معها، لجهة عدم الاهتمام بالمشاركة في التشييع، أو عدم إعلان الحداد كما كان يحصل عند ارتكاب كل جريمة في المرات السابقة، أو من خلال طريقة التغطية التلفزيونية لموكب التشييع في وسائل الإعلام التابعة لها، الأمر الذي عكس صورة مشوّشة عن موقف هذه الأكثرية من الجريمة، وعن الطرف الذي يقف وراءها.