أعلن مستهلكو شركة "موبينيل" للمحمول احتجاجهم على المحتوى الجنسي الفاضح والمخل الذي عرضه نجيب ساويرس على قناته الفضائية الجديدة (OTV)، ونظَّم المستهلكون حملةً تحت شعار (مش بفلوسي يا ساويرس... هنغير المحطة والشبكة كمان).
وأكدوا أن ساويرس أعلن لمجلة "نيوزويك" نهاية العام الماضي خطته الإعلامية التي تهدف لتشغيل عددٍ من القنوات الفضائية الشبابية التي تهدف لاجتذاب الشباب من الفكر الديني نحو الفكر العلماني، وفي غضون شهور تم افتتاح قناة (OTV )، حيث قامت منتصف الشهر الماضي بعرض فيلم أمريكي يحتوي على قدرٍ كبير من المشاهد والحوارات الجنسية على القناة الفضائية المفتوحة، وقد حصرت إحدى الجهات الأمريكية الخاصة بتقييم الأفلام المحتوى الإباحي في أكثر من 150 سطرًا.
ورغم الاعتراضات التي تلت عرض الفيلم، فقد قامت القناة بالتنويه عن إعادة عرضه كاملاً لمَن لم يُشاهده، وقد رفض ساويرس كل الانتقادات لعرض المشاهد الإباحية على القناة قائلاً: "الأفلام دي اتعملت كدة وأنا شاريها كدة.. أقطع منها ليه؟؟"، أما مديرة القناة فقالت: "إن هذه الأفلام تأتي عن طريق جهازٍ يتحكم فيه الريموت كنترول"، واللي مش عاجبه يغير المحطّة"، من هنا تم الإعلان عن حملة مقاطعة موبينيل ساويرس تحت شعاري: "هنغير المحطة والشبكة كمان.. مش بفلوسي يا ساويرس".
نص رسالة المستهلكين
بسبب السلوك غير المسئول للقناة, ولإصراركم على تحدي قيمنا الثقافية والأخلاقية لتحقيق هدفكم الواضح لإنجاح أجندة ليبرالية غير أخلاقية، وإيمانًا منا بأهمية تفعيل دورنا كمستهلكين، وعليه فنحن جميعًا نتعهَّد- الموقعون أدناه- ونعلن رفضنا لسياستكم ومقاطعة شبكة "موبينيل" للمحمول وقناة (OTV ). مع التعهد بحصر المنتجات المعلنة على قناة (OTV )، تمهيدًا لمقاطعتها حتى تتوقف عن دعمها الإعلاني لمشروعكم اللاأخلاقي.
نجيب ساويرس يحرض علي الفتنة الطائفية ويتطاول علي الجميع
لأول مرة يتحدث مواطن مصري بهذه اللهجة القادرة المقتدرة .. وبلا موضوعية .. وباسم طائفة لم تفوضه للحديث باسمها .. ولم تمنحه أي حق في التطاول علي الآخرين .. وتجاوز كل الخطوط والتقاليد والأعراف .. والتعالي تيها وقوة .. والتهديد تلميحا وتصريحا .. والخوض في كل المجالات السياسية .. والاقتصادية والاجتماعية .. والعربية والاقليمية والدولية علي السواء .. ويمنح نفسه حقوقا ليست له .. بل يقتنصها اقتناصا .. تسنده ملياراته .. والأوضاع الرخوة في مصر.
أما ملياراته فحدث ولا حرج .. تقول مجلة 'فوربي' أن ثروته تقدر بنحو ٠٣ مليار جنيه .. وانه يحتل المركز ١٩ ضمن قائمة أغني أغنياء العالم .. ويمتلك شركة أوراسكوم للاتصالات، التي تمتلك بدورها العديد من شركات الهاتف الجوال في باكستان، وبنجلاديش، والعراق، والجزائر، ومصر .. والعديد من دول الاتحاد الأوربي .. وتضم ما يقارب ٦١ مجموعة وشركة متخصصة في مجال الاتصالات .. وخدمات وأنظمة الانترنت والكمبيوتر .. وخاض في مجالات الإعلام .. فامتلك حصصا في صحف، وقناة في العراق 'نهرين' وقناة ' أو.تي.في' الفضائية .. ويستعد لإطلاق قناتين للأخبار والأفلام .. مثلما يمتلك شركة إعلانات .. وشركة إنتاج.
أما من ناحية الأوضاع الرخوة .. سنده الثاني .. والذي سمح له بكل ذلك .. فكما يقرر علماء الاقتصاد والاجتماع: هي الأوضاع التي تتصدي فيها الدولة لاصدار القوانين والتشريعات التي لا تستطيع تطبيقها إلا علي الصغار والمستضعفين .. حيث لا يحترمها الكبار .. ولا يبالون بها أو يلتفتون إليها .. لأن لديهم من المال والنفوذ ما يبطل مفعولها .. ويحميهم منها.
وهكذا انفلت نجيب ساويرس - مسنودا - في منتصف الأسبوع الماضي .. ومن خلال مؤتمر صحفي لمحرري تكنولوجيا المعلومات، ومجموعة من الصحفيين العاملين في صحف عربية ومصرية .. فلم يترك مجالا إلا أبدي فيه رأيا .. ولا تحديا إلا تصدي له بصدر مفتوح، وكلمات حادة .. وبلطجة لسانية لم نعهد لها نظيرا في كافة المحاورات التي تتناول الأمور الحساسة والهامة .. فقد كان رجال الدين ولا يزالون .. ومعهم المفكرون وأصحاب الرأي - مسلمين ومسيحيين - يحسنون الخطاب .. ويختارون الكلمات .. ويستأثرون بأذن وعقل المستمع .. الذي يستطيب السماحة .. ويميل فطريا إلي المودة في القربي .. دون صلف أو غرور .. أو ادعاء بالمسئولية عن أحد .. أو توهم زعامة الآخرين .. وكل ما نسمع به الآن ويؤذي المشاعر .. مما تخلق وسط أجواء تلعب فيها الاستخبارات الأمريكية والصهيونية خارج الحدود .. ويمجها ويرفضها أئمة وآباء أفاضل .. يعرفون رسالتهم ومسئوليتهم.
قال ساويرس كلاما كثيرا لا وزن له في مضمار الأفكار، وتقييم الآراء .. والرؤي .. ولكن دلالاته .. ومنطلقاته هي الأخطر والأفدح .. والتي تحتاج من كل صاحب رأي أن ينهض بمسئولية ومهمة محو آثارها في أذهان الكافة .. بالرأي الصائب .. والمعلومة الصحيحة .. والسماحة الحقة .. ورتق كل الخروم .. ورأب التصدعات التي قد تنجم عما قاله ساويرس وأمثاله .. والبلطجة اللسانية المستفزة .. التي لا يسندها منطق أو مبرر .. حتي لو كان ادعاء بأن العين بالعين والسن بالسن.
قال ساويرس فيما قال: لا يوجد مسيحي في مصر(!!!) ينتظر من جماعة الإخوان ان تتفضل وتتنازل لتمنح القبطي الحق في أن يكون رئيسا من عدمه .. لأننا(!!!) لا ننتظر كأقباط من يعلمنا حقوق المواطنة.
وقال: الأقباط مصريون .. غصب عن عين أي حد.
وقال: واللي عايز يحكم مصر بالعدل أهلا وسهلا .. أما غير ذلك فهو مرفوض.
وقال: إنه عندما يسير في شوارع مصر يشعر بالغربة .. يشعر كأنه في إيران .. وفي كل مكان يقابل أصحاب الجلاليب.
وقال: ان مصر تشهد تزايدا في المحافظة الدينية منذ التسعينيات .. وغالبية النساء يرتدين الحجاب في الأماكن العامة .. ويضيف انه اطلق تليفزيون ' أو.تي.في' للمنوعات لمواجهة الجرعة العالية من البرامج الدينية والمحافظة في القنوات الأخري .. وان قنواته القائمة والمزمع اطلاقها سوف تمارس حريتها التامة .. (لأنه) لا يريد من يقول له هذا حلال وهذا حرام.
وأكد ان الاختلاس والسرقة والاستيلاء علي المال العام بملايين الجنيهات لا يوجد إلا في شركات القطاع العام التي تعاني الفساد (!!!) وعاب علي سياسة الخصخصة لانها تسير ببطء.
وقال: انه ضد حبس أي شخص يعلن رأيه .. وشدد علي أن هناك صحفيين رآهم بعينيه في صور فوتوغرافية خلف القذافي وصدام حسين .. وكانوا ملتزمين بشتيمة مصر(!!!) دائما .. والآن يظهرون في كل مكان مثل الأبطال .. وطالب بميثاق شرف للصحفيين .. وتخطي كل ذلك إلي انتخابات نقابة الصحفيين .. فأبدي آراءه في المرشحين لمنصب النقيب .. والنقيب السابق .. محللا وناقدا وموجها(!!).
ويتلعثم ساويرس .. و يتلون .. ويتلاعب .. عندما يسأل عن إصراره علي استخدام اللهجة العامية في قنواته .. وهل هي رغبة في انكفاء مصر علي ذاتها .. وسلخها من محيطها العربي .. وانتمائها التاريخي .. ويقول كلاما لا يقنع طفلا .. ويوقعه في حبائل لا يقوي علي الفكاك منها.
ان خطورة انفلات ساويرس .. وتصديه للتحدث باسم أقباط مصر دون مسوغ من حق أو قانون أو تفويض .. لا بد أن يغضب قيادة الكنيسة المصرية .. التي تعرف طريقها علي مر العصور .. وتثمن السماحة والاخاء بين أبناء الشعب الواحد .. وتزن كلماتها بميزان عدل وصدق لا يميل مع الهوي .. ولا يركب موجات سياسية رعناء .. ولا يغتر بمال .. ولا يتطير بنفوذ زائل لا محالة .. كما لا بد سيغضب مسلمين كثرا .. ممن لا يدققون الأمور بروية وهدوء وسماحة .. حتي يتأكد لهم ان ساويرس لا يمثل إلا نفسه .. وهو في النهاية فرد .. محدود بواقع .. وأسلوب تربية .. ومناخ عام .. وقدرات عقلية وعاطفية .. يري نفسه عائما في بحر من المال .. والنفوذ الذي اقتنصه في ظل الأوضاع الرخوة .. فيتطلع إلي ما فوق قدرته .. والنفس أمارة بالسوء.
وقد يلحظ الكثيرون .. أن جزءا كبيرا مما قاله ساويرس .. أو حاول قوله بمعني أصح .. يتردد في كثير من الكتابات التي يتفق عليها أكثر أصحاب الرأي في مصر .. والفارق الوحيد ان ساويرس خطف فقرة من هنا .. وجزءا من فكرة من هناك - دون مصداقية مع النفس .. أو قناعة حقيقية .. واتساق مع الذات - وغمس كل ذلك في احساسه المتضخم بذاته .. وأمواله .. ونفوذه .. وتمخض فولد كائنا شائها منفرا .. مبتسرا .. لا يرضي هؤلاء .. ولا يقنع هؤلاء .. ولو ترك ساويرس لنفسه .. يجتر أوهامه .. ويهيم مع خيالاته .. ويتيه بكائنه الشائه .. فربما كبر ذلك الكائن بتشوهاته .. وخرافاته .. وبعده عن المألوف .. ليكون ساويرس أول ضحاياه.
صحيفة الأسبوع
المفضلات