بني ـ كم يحزنني فراقك وبعدك عن البيت.. عن إخوتك وأصحابك.. كم يسعدني موقفك وصمودك.. كم أعتز بك وبرفاق دربك ـ درب النضال ومقاومة الاحتلال.
بني.. يمر هذا العيد وأنت وراء القضبان كالآلاف من شرفاء هذا الوطن والعيد يا بني ليس يوما ولا تاريخا.. ليس مناسبة لارتداء الملابس الجميلة وتناول أشهى الأطعمة والحلويات والمنافسة على (من يصرف أكثر تباهيا ومنظرة)
العيد يا بني قيمة روحية ومعني من المعاني لشيء نسعى لتحقيقه والحصول عليه..
أما نحن يا بني كأمة مقهورة.. مهزومة، عيدنا الحقيقي هو في انتفاضة عقولنا النائمة ومشاعرنا المتلبدة.
عيدنا عندما تشرق علينا شمس الاستقلال والحرية.. والوحدة والاستقلال يا بني ليس فقط إنزال علم ورفع آخر محله وطرد الغاصبين الأجانب فقط ، الحرية ليس بفتح أبواب الزنازين والأبواب المقفلة فقط .. الحرية هي التحرر من الرجعية والتخلف، التحرر من الانتهازيين والمراوغين الذين يلتفون كالإخطبوط علي أجسادنا المتعبة من الركض وراء لقمة العيش التي سرقها من أفواهنا هؤلاء الأوغاد جميعا ، هؤلاء الذين يضعون أيديهم بأيدي جلادينا لإيقاف نبضة القلب.. وومضة الفكر.. وإشراقة العقل ..
عيدنا يا ولدي الحبيب عندما نتحرر من وطأة نعال المتخاذلين، كلاب الصيد الذين يلهثون وراء أسيادهم المستعمرين الجدد من أجل الحصول علي الفتات من موائد اللئام..
عيدنا الحقيقي يا مهجة الروح عندما ينتصر الشرفاء والمناضلون أمثالكم.. ويزهر دم الشهداء وردا ورياحين.. تعبق منه رائحة النصر والحصول على الحق، وردا ورياحين ترعاها وتسقيها أياديكم النظيفة..
عيدنا الحقيقي يا نور العين عندما يستلم زمام الأمور من لا يخشى في الحق لومة لائم.. عندما يصبح السيد خادم الرعية، عندما يتحرر كل شيء من تراب وطننا العربي الكبير من رجال الاستزلام والتبعية ، عندما يشبع الجائع من حقه في إنتاجه وعرقه ، وخير أرضه.. عندما يأوي المشرد ويجد بدل الخيمة مسكنا آمنا في عمارات بلادنا الشاهقة ، عندما تصبح خيرات العرب للعرب..
عندما لا تجد الطفيليات دما فاسدا تمتصه ، يا نبضة القلب وخفقة الروح وعرق العين، عندها يا بني يحلو العيد وتحلو ليالي السهر والسمر.. وتحلو الزينة وتلمع ببريق جذاب أنوار المفرقعات الملونة التي يفرقعها الأطفال.. عندما نقول عيد مبارك وتنعاد عليكم وعلي أولادكم وشعبكم.
أما اليوم فنقول كل عام وأنتم بصحة جيدة ومعنويات عالية ، ومزيدا من تحقيق خطوات علي طريق النصر وتحقيق الهدف واسلموا لنا يا أقمارا تضيء ليالينا الحالكة ويا شموساً تدفئ أوصالنا الباردة.
المفضلات