مشروع البيان التأسيسي لمركز الدراسات النقدية في الأدب العربي
مقدم من حركة إبداع إلى الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب


1- يبني هذا المركز على ما تقدم في ثقافة العرب المعاصرين من جهود في النقد الأدبي منذ عصر النهضة والتنوير مع مطلع القرن العشرين وصولا لحالة "الفوضى" التي نعيشها اليوم وتغييب متعمد لدور النقاد في معظم الدول العربية. وفي هذا المجال تجدر الاشارة لعدد من الأسماء والكتب ذات العلاقة:أ-محمد دكروب ويمنى العيد وحسين مروة من لبنان ونبيل سليمان ومحمد كامل الخطيب وبو علي ياسين من سوريا أمثلة حية وشاهدة بدراساتها وكتبها وجهودها في مجال النقد الأدبي الذي تم حصره في حقبة من الحقب التاريخية بالدور المركزي لأكبر الدول العربية وهي مصر الأمر الذي غيب أو همش الأدب في دول المغرب العربي رغم الدور الذي لعبه نقادها في التأسيس والإرهاصات التي بدأت في مصر في الثلاثينيات، ومع ذلك لا يمكن إنكار دور النقاد العرب في العراق أيضا في العقود التالية والذي كانت واتا من المبادرين للإشادة به بتكريمها المتواضع للدكتور عبد الواحد لؤلؤة الذي لعب أيضا دورا هاما في الترجمة وليس النقد وحسب. ب-رغم أن ساحة النقد الأدبي شهدت في القرن الماضي معارك نقدية غلبت السياسي على الإبداعي إلا أن كتبا مثل: مستقبل الثقافة في مصر، والأدب والأيدولوجيا في سوريا لا يمكن إغفال ما لها من دور في النقد الأدبي والسياسي وبالتالي لا يمكن نكران دورها أو الاستفادة منها كمرجعيات للنقاد المعاصرين ونقاد هذا المركز تحديدا.ج-التراث الفكري للدكتور إحسان عباس من فلسطين وكذلك الدكتور إدوارد سعيد والدكتور صادق جلال العظم أسماء بارزة تجدر المحافظة على ريادتها في مجال تخصص هذا المركز والبناء عليها، حيث أن النقد الأدبي رغم تدريسه في الجامعات العربية لم يزل يحبو في دولة مثل الأردن التي عاشت ثلاثة عقود من الأحكام العرفية قرنت النقد الأدبي بالسباب والحوار الفكري بالشتيمة وما تزال صحافتها تؤثر عدم وجود أية معايير نقدية للنشر فيها من عدمه.
2- لا يعني التأسيس على تراث سابق التقوقع وعدم المواكبة للعصر لذلك فإن هذا المركز يعتبر الأدب العربي الذي اضطر كتابه في الجزائر مثلا للكتابة باللغة الفرنسية هو أدب عربي جدير بترجمته للعربية والتعامل معه على هذا الأساس.
3- الكتاب الأجانب من ثقافات ومشارب مختلفة الذين كتبوا بلغاتهم أدبا موضوعاته عربية أو تمس العرب يجري التعامل مع نتاجاتهم المشار إليها على أنها جزء لا يتجزأ من الأدب العربي ومثال ذلك الكاتب الفرنسي جان جينيه
4- يتوخى المركز روح الانفتاح لدي نقاده في كل ما يجتاز المعايير المتعارف عليها في ما يعتبر أدبا حتى وإن كان معاديا، وخاصة في "الأدب الصهيوني" أو الأدب المنتج في دولة الاحتلال"إسرائيل" فلا يمكن تحت يافطة "مقاومة التطبيع" أن نكون دعاة تجهيل، ولنا في ما مارسه كتابنا دروسا وعبر فقد تمت ترجمة رواية "خربة خزعة" لليساري التقدمي يزهار سميلانسكي إلى العربية ولم تحظ للأسف بالتناول النقدي المناسب كما ترجم الكاتب غالب هلسة رواية "الحروب الصليبية" لعاموس عوز وقدم لها دراسة نقدية نشرتا في مجلة "الأقلام" العراقية علاوة على مساهمات أخرى من كتاب فلسطين بدءا بغسان كنفاني وليس انتهاء بكاتب هذا المشروع. لذلك ليس من شأننا محاكمة الكتاب على أساس من دين أو طائفة أو مذهب سياسي بقدر تعاملنا مع المنتج الأدبي بشروطه الإبداعية، وما عدى ذلك فهو مهمة النقاد موقفا وتنويرا ورؤية.
5- الإعلام العربي وبعض الموظفين التابعين لأنظمتهم ومصادر رزقهم أو مجدهم مارسوا التعتيم التام على كتاب عظام مثل الروائي الأسترالي/الفلسطيني فواز تركي وغيره من الذين وقع عليهم الظلم لأسباب سياسية، لا بد من نقادنا الأفاضل أن يعيدوا إليهم اعتبارهم، خاصة بعد فشل السياسيين في أن يبدعوا في مجال اختصاصهم الذي لم يجلب للأجيال الصاعدة سوى إرث من الهزائم والاحباط.
6- إعادة الاعتبار لمن انتحروا أو من هم الآن على فراش المرض أو الشيخوخة بما لا يشكل نقيصة علمية أو موضوعية في طريقة تناول أعمالهم بالنقد الأدبي، بحيث لا نقع في اعتبارات المجاملة.
7- توجيه دعوات للنقاد العرب المعروفين للمشاركة وتكريم بعضهم في مراحل لاحقة.
8- تشكيل مكتبة للكتاب النقدي الكترونية في البدء ليصار إلى نقلها من الافتراضي إلى أرض العروبة إن تبرع أحد لواتا ذات يوم بجزء من مبانيه وعقاراته!
9- تشكيل صندوق مالي للمركز من كل ما يصله من تبرعات وهبات بالتنسيق مع ، دعونا نتفترضه الآن افتراضا، صندوق واتا، تمهيدا لرصد مكافأة مالية لكل مقالة أو دراسة، شرط أن يكون مركز واتا هو الناشر الأول لها، أما إذا كانت منشورة من قبل فإن على مركز واتا أن يقدم أيضا مكافأة رمزية لها
10- أن يتكفل المركز بإيجاد فرص عمل أفضل لأعضائه إذا كانوا يعملون وشواغر إن كانوا لا يعملون وأن يتحمل معهم مسؤولية أخلاقية ومعنوية وأحيانا مادية إذا ما جرى لهم ضرر بسبب من آرائهم النقدية ، ولعل كاتب هذه السطور خير شاهد على إنهاء أكثر من مؤسسة صحفية لعمله بسبب من مجاهرته بأن فلان أو علان ليس بقاص أو ليس بشاعر ..الخ ، لذلك لا أريد لغيري أن يعيش بمثل مأساتي، والأخ عامر العظم الآن معنا على الخط وإدارة واتا، وأرجو منهم الاهتمام بهذه النقطة جدا
11- مدير المركز منصب تكليف لا تشريف وبالتالي يتم انتخابه دوريا وتجري محاسبته في كل دورة
12- تتعاون جميع مراكز واتا المتخصصة مع بعضها البعض وتتبادل المشورة نتيجة التداخل الذي لا يمكن تجنبه بين ما هو ثقافي أدبي وما هو سياسي وبين ما هو عربي وأجنبي أو ما بين ما هو إبداعي وما هو نقدي. كأن يرشح مركز من المراكز كتابا أو دراسة أو اسما أو عنوانا لمساعدة مركز آخر في تناوله بما لا يمس اختصاص المركز الذي يطلب المشورة .
13- حيث أن جمعية واتا هي الحاضنة لهذه المراكز يجري الاحتكام لهيئتها العليا في حال بروز مشكلات أو معوقات للعمل الجماعي.
14- لا يمانع المركز في نشر الدراسات النقدية المكتوبة بلغات أجنبية وفي حال توفر الترجمة العربية لها تنشر الترجمة جنبا إلى جنب مع الأصل.
15- كل متقدم بدراسة أو مقالة نقدية منشورة يتوجب عليه توثيق جهة النشر الأولى في نهاية مقالته أو يشير إلى أن واتا هي مكان النشر لأول مرة ولا مانع من النشر لأول مرة في أكثر من وسيلة شرط أن تشير كل وسيلة نشر للوسائل الأخرى التي تنشرها بالتنسيق في ما بينها مع مراعاة التوقيت الموحد للنشر.
16- نقد النقد ضرورة وليس فذلكة فالمدارس النقدية متعددة ويستحسن الإشارة إلى منهج الكاتب كأن يكون انطباعيا أو بنيويا أو انتقائيا أو واقعيا نقديا ..الخ كما الخلاف في الرأي متروك للقارئ واستطلاعات الرأي المعمول بها في واتا.
17- يغلب المركز، الثقافي والإبداعي على السياسي في حال وجود فجوات أو معوقات أو اعتراضات وخلاف في الرأي.
18- سرقة جهود أو أفكار الغير عمل غير حضاري ويعرض مرتكبها للمساءلة والاجراءات التأديبية في حال تكرارها ولمساءلات وقضايا قانونية لن يكون المركز مسؤولا عن عواقبها على مرتكبها، لذلك فإن مركز واتا للدراسات النقدية يتوخى العلمية والموضوعية واستخدام إشارات الاقتباس في دراساتهم قبل نشرها.
19- يدشن مركز الدراسات النقدية في الأدب العربي عمله بنشر مجموعة مقالات تجريبية للعديد من المشاركين بغرض التعارف بين النقاد والمتصفحين وبغرض التلاقح الفكري والمعرفي قبل أن ينتقل بعمله للتوسع وفرض هيبته على لجان التحكيم التي يتم تعيينها من قبل الحكومات والمؤسسات التي تعلن عن جوائز في المجالات الأدبية.
20- يطلب المركز من الجهات ذات العلاقة في البند السابق ، في مراحل لاحقة، التعاون مع أعضائه الفاعلين ليكون مشاركا وشريكا في اتخاذ القرارات التي لها أثرها سلبا أو إيجابا على الطاقات الشابة والأجيال الجديدة.

ما تقدم يكفي لنهوض البقية من الزملاء والمشاركين لاستكمال مشروع بيان التأسيس وأرجو أن لا نختلف كثيرا حول بعض النقاط مع المعذرة لمن تزخر جعبتي بأسمائهم ولكنني لست الآن معني بإقحامها لكننا لا يمكن أن ننساها عند الوصول للصيغة النهائية لبيان عمل وتأسيس المركز، فهو غير موجود، حتى الآن ،سوى الكترونيا على صفحات واتا،

بانتظار مشاركاتكم وأرجو من واتا تثبيت هذا المشروع كي لا يتبخر النقاش حوله

مرشح/ مدير مركز واتا للدراسات النقدية في الأدب العربي
تيسير نظمي
ينشر المشروع بالتزامن مع حركة إبداع على موقع أوميديا على الرابط:
www.omedia.jeeran.com/aicl.html