آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التغلغل الإسرائيلي في ارتريا اقتصاديا وعسكريا

  1. #1
    كاتبة وصحفية
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    1,119
    معدل تقييم المستوى
    18

    Imgg التغلغل الإسرائيلي في ارتريا اقتصاديا وعسكريا

    التغلغل الإسرائيلي في ارتريا اقتصاديا وعسكريا
    بداية التغلغل
    إن حكومة إثيوبيا الاستعمارية هي إحدى دول إفريقيا التي اعتمد ويعتمد عليها الغرب والأمريكان في تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية في الشرق الأوسط عامة وفي الوطن العربي خاصة.
    وطبقاً للمخطط الضخم الذي رسمه خبراء الاستعمار الغربي منذ عهد بعيد ونفذ أولى بنوده بإقامة كيان للعصابات الصهيونية في فلسطين العربية ،ربطت ارتريا العربية بعجلة الإمبراطورية الإثيوبية(الحبشة)بقرار هيئة الأمم المتحدة رقم 390/أ/5 والذي فرض على الشعب العربي الارتري والذي حولته الحكومة الإثيوبية إلى احتلال عسكري وسيطرة استعمارية استمرت ثلاثين عاما .
    (ناضل الشعب الارتري من اجل الحصول على حريته واستقلاله تحت قيادة جبهة تحرير ارتريا والتي فجرت الثورة الشعبية المسلحة في 1/9/1961 ،وانتصرت ثورة الشعب الارتري) .
    كان الغرب الاستعماري يهدف من وراء ربط ارتريا بالإمبراطورية الإثيوبية إلى ضمان مصالحه الاستعمارية في ارتريا،والتي تتمثل في القاعدة العسكرية الضخمة التي أقامتها الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة الارترية أسمرة والتي شكلت تهديد مباشرا لنضال الشعوب الإفريقية والأمة العربية الساعية نحو التحرر والوحدة.
    بعد قيام الاتحاد الفيدرالي بين ارتريا وإثيوبيا الذي نص على قيام حكم ديمقراطي في ارتريا واستقلال ذاتي في الشؤون الداخلية دون وجه حق إلى أن تم لها ضم ارتريا في إمبراطوريتها الإقطاعية المهترئة في 14/11/1962 بالقوة المسلحة.
    وقد اتبعت الحكومة الإثيوبية منذ قيام الاتحاد الفيدرالي مخططا محكما بدأت تنفذه خطوة خطوة يهدف إلى إذابة كيان شعب ارتريا العربي ومحو شخصيته الوطنية والقضاء على لغته وثقافته العربية ،وفرضت أزمة اقتصادية متعمدة في البلاد مما دفع بالعشرات من الارتريين للهجرة إلى الأقطار العربية المجاورة مثل السودان والمملكة العربية السعودية بحثاً عن العمل الشريف بعيدا عن التسلط الاستعماري الإثيوبي ،ثم فتحت أبواب ارتريا أمام التسلل الإسرائيلي الصهيوني ،ومن أهم مظاهر هذا التسلل ما يلي- كما أوردته جبهة التحرير الإرترية في منشوراتها-:
    النشاط الاقتصادي:
    1-تعتبر شركة (انكودا) من أكبر الشركات الإسرائيلية الأولى في ارتريا وقد تأست في عام 1952،بعد فترة وجيزة من قيام الاتحاد الفيدرالي بين ارتريا وإثيوبيا ،وبعد فترة من إعلان قيام الكيان الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين العربية.
    وقد جاء في نشرة خاصة أصدرتها الحكومة الإثيوبية بعنوان(الزراعة والصناعة والتجارة في إثيوبيا وارتريا)في شهر حزيران من عام 1957 ما يلي:
    ((بدأت شركة أنكودا الضخمة أعمالها في ارتريا سنة 1952 وهي أكبر شركة لتعبئة اللحوم في ارتريا ،فلها من الآلات الميكانيكية ما يمكنها من إنتاج (25,000) ألف علبة يومياً من اللحم المعبأ بالإضافة إلى (300)طن من اللحم المثلج و(3500)قطعة من الجلود المدبوغة شهريا.
    وللشركة مصانع لتحويل فضلات اللحوم والعظام والشحم إلى مواد أخرى نافعة،وبإمكانياتها التكنيكية الحالية يمكنها أن تنتج يوميا عشرات الأطنان من الشحوم المقطرة التي تلزم لصناعة الصابون،كما أن العظام والدم تحول إلى سماد للأرض وتنتج هذه المصانع (100)طن من السماد شهريا.
    كما أقامت الشركة مصنعاً آخر ينتج يومياً طناً ونصف الطن من قطع اللحم التي تزن الواحدة منها (2)كيلو غرام للاستهلاك المحلي.
    وتعتبر مصانع (أنكودا) من المصانع المهمة للحوم في العالم ويقع مركزها في أسمرة عاصمة إرتريا العربية وفي شارع (تروسو) وللشركة فروع في أديس أبابا والصومال الفرنسي وتل أبيب وزيورخ) إلى هنا ينتهي ما جاء في النشرة الإثيوبية.
    بالإضافة إلى المعلومات الواردة في هذه النشرة الرسمية فأن لشركة (انكودا)مصنعاً كبيراً في أسمرة تذبح فيه يومياً 360 بقرة تشتريها الشركة بأثمان بخسة من الجزء الغربي من ارتريا،وقد جعلت الحكومة الإثيوبية امتياز شراء الأبقار قاصراً على هذه الشركة وتنقل اللحوم بالثلاجات إلى ميناء مصوع العربي في إرتريا ومنها إلى إسرائيل كما يبلغ ما تصدره الشركة من الأسماك المطحونة ((بلم)) (5000)طن سنوياً(سنة 1952).
    وتوسعت شركة (انكودا )في مشاريعها الاقتصادية حتى تم لها في نهاية عام 1964 السيطرة على أكبر شركة زراعية في ارتريا وهي شركة (سيا)الايطالية سابقا،فقد تمكنت من شراء المشروع منها عن طريق الحكومة الإثيوبية وتبلغ مساحة هذا المشروع (50,000)فدان وهو يقع بالقرب من الحدود الارترية السودانية ،وله ترعة رئيسية تسحب مياهها من نهر القاش كما يتبع المشروع محلجاً للقطن وإدارة مركزية لمياه الشرب،ويزرع المشروع قطنا،وقد أثارت الصحف السودانية هذا الحدث الذي يشكل خطورة كبيرة على عدة مشاريع زراعية سودانية تعتمد في ريها على نهر القاش الذي يربط بين ارتريا ومنطقة (كسلا )السودانية قالت جريدة المنار السودانية الصادرة في 1/1/1965 إن إسرائيل ترتع على بضع كيلومترات على حدودنا ،تستثمر الأراضي العربية الإرترية وتستعمل نفس الأنهر التي نعتمد عليها في السودان وهي (القاش-بركة-النيل الأزرق) وتزرع الفاكهة وخاصة الموز وتربي الماشية لتصدرها إلى إسرائيل وأمريكا لها قاعدة عسكرية ضخمة في أسمرة عاصمة ارتريا،وبمعنى هذا أننا بين فكي أفعى إسرائيل وأمريكا ،أما جريدة الصحافة السودانية الصادرة في 2/12/1964 فبعد أن استعرضت بالتفصيل المدى الذي بلغه التسلل الإسرائيلي في ارتريا قالت ((وواجبنا أن ننتبه إلى هذا الخطر الإسرائيلي الذي أصبح يهددنا تهديدا مباشرا ،فالسكوت عليه خطأ مهين وخطر وواجبنا ثانيا اتخاذ خطوات أكثر ايجابية مع الدول التي تتعاون مع إسرائيل وتمهد لها كل الوسائل لتقيم كل هذه المشاريع.
    2-أعطت الحكومة الإثيوبية إسرائيل منطقة (عايلت)الزراعية في مديرية مصوع وصار منظر الجرارات الضخمة ومعدات الزراعة التي تحمل شارة إسرائيل مألوفا ،وتهيمن شركة ((أتاجن)) الإسرائيلية على هذا المشروع،كما منحت الحكومة الإثيوبية 72,000 ألف فدان من أخصب الأراضي الارترية للمزارعين الإسرائيليين بعد أن انتزعتها بالقوة من الفلاحين الارتريين مالكي الأرض الشرعيين.
    3-بموجب الاتفاقية التي وقعت بين الحكومة الإثيوبية وموشي دايان أصبحت سفن الصيد الإسرائيلية تجوب شواطئ ارتريا وتصيد الأسماك وتتخذ ميناء مصوع الارتري مركزا لها بعد أن طردت الحكومة الإثيوبية جميع الصيادين العرب اليمنيين الذين كانوا يمارسون الصيد في سواحل ارتريا.
    4-تسيطر شركة (هارون إخوان) الإسرائيلية على تجارة الاستيراد والتصدير في ارتريا كما تقوم شركة (سوليل بونيه)الصهيونية ببناء مطار أسمرة الجديد.
    5-يساهم الهستادروت –الاتحاد العام لعمال إسرائيل-بنشاط كبير في عدة شركات تجارية وصناعية في ارتريا.

    التغلغل العسكري:
    1-أقامت إسرائيل مدرسة عسكرية في مدينة (دقي امحري)في ارتريا لتدريب الجنود الإثيوبيين على حرب العصابات لمواجهة الثوار الإرتريين،ويدير هذه المدرسة مجموعة من الخبراء الإسرائيليين ،وقد تخرجت الدفعة الأولى من هذه المدرسة في أيلول 1964،ويبلغ أفراد هذه الدفعة 300جندي كوماندوس.
    2-في مستهل نيسان إبريل 1964،أرسلت الحكومة الإثيوبية 6 كولونيلاً من البوليس الإرتري إلى تل أبيب لقضاء فترة تدريبية هناك ،ثم أتبعتهم بـ22 ضابط آخرين.
    3-زارت ارتريا بعثة إسرائيلية برئاسة مدير المخابرات الإسرائيلية وطافت معظم مديريات ارتريا حتى وصلت مناطق الحدود الإرترية-السودانية،ومكثت في ارتريا أسبوعا من 5/4 إلى 12/4/ 1964
    4-سمحت الحكومة الإثيوبية لإسرائيل ببناء قواعد عسكرية في الجزء الغربي من ارتريا وأهم هذه القواعد قاعدتا(رواحباب)و(مهكلاي) وهي تقع بالقرب من الحدود الإرترية-السودانية،وتقوم الطائرات الإسرائيلية بالطيران المباشر بين هذه القواعد وتل أبيب.
    مراكز التجسس الإسرائيلية في ارتريا:
    سمحت الحكومة لإسرائيل بتأسيس مركز للاستخبارات الاسرائيلية في اسمرة ويقوم هذا المركز بالتجسس على الدول العربية المجاورة لإرتريا،فقد اكتشفت شبكة تجسس إسرائيلية في مصر وسوريا إبان الوحدة واعترف الجواسيس بأن التعليمات كانت تصلهم مباشرة من مركز الاستخبارات الإسرائيلي في أسمرة،كما اكتشفت حكومة السودان في عام 1963 شبكة تجسس إسرائيلية درب أفرادها على فنون التجسس في مركز الاستخبارات الإسرائيلي في أسمرة عاصمة ارتريا.
    إسرائيل والخدمات الطبية في ارتريا:
    إن نشاط إسرائيل في ارتريا قد تجاوز الحدود الاقتصادية والعسكرية إلى الحياة العامة لشعب ارتريا.
    فقد استخدمت الحكومة الإثيوبية الأطباء الإسرائيليين في مستشفيات ارتريا ، ومنحتهم إدارة عدد من المستشفيات منها مستشفى مدينة مصوع وعصب.
    وبعد حصول ارتريا على الاستقلال في عام 1991 ونجاح ثورتها الباسلة ومقاومتها البطلة عادت الآمال إلى الشعب الارتري وعاد يحلم بعودة الأراضي التي أخذتها إثيوبية وأعطتها للمزارعين الإسرائيليين وحلم الشعب بعودة المصانع إلى يديه وحلم بإرتريا الحرة المستقلة ،لكن كانت الصدمة أقوى مما هو متوقع فقد وقعت ارتريا مجدداً تحت نير احتلال لهو بحق أقسى وأكثر ظلماً من الاحتلال الإثيوبي وهذا الاحتلال هو الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي الذي عمل بالاتفاق مع الصهيونية العالمية لتنصيب العميل أسياس أفورقي رئيسا لإرتريا تحت رفض ومعارضة شعبية كبيرة لكنها لم تحقق من معارضتها إلى الآن أي شيء سوى أنها تعرضت للقتل والتعذيب والسجن والتهجير ومن ثم إتباع سياسة التصفية الجسدية للثوار الذي جلبوا الحرية لإرترية وبدأت عملية التصفية الجسدية بزعماء جبهة التحرير الإرترية وبالمناضلين الأوائل وسجن من تبقى وهجر الآخرون وضاع حلم الشعب الإرتري بالاستقلال فلم يهنئوا بإرتريا ولم يعودوا إليها ولم يتيمموا بترابها الطاهر لأن العميل أسياس أفورقي لم يوفر لا مشفى ولا مصنع ولا أرض زراعية إلا ومنحها لأصدقائه اليهود الذين عاثوا في ارتريا فساداً فزادوا من قواعدهم العسكرية وزادوا من تواجدهم فيها وزادوا من مزروعاتهم وسرقاتهم لمنتوجات ارتريا وتحويلها من اسمرة إلى تل أبيب بل أصبحت مع كل أسف أسمرة تل أبيب أخرى في جنوب الوطن العربي


    وجهت جبهة تحرير ارتريا النداء التالي في عام 1965 تناشد فيه الدول العربية للوقوف بجانبها.
    النداء

    إن جبهة التحرير الإرترية تناشد الحكومات العربية أن تهب لتأييد الشعب الإرتري الذي يناضل من أجل الحرية والاستقلال ومن أجل الخلاص من السيطرة الإثيوبية والإسرائيلية،وتدق ناقوس الخطر للشعب العربي واضعة أمامه حقيقة الوضع في ارتريا فأمريكا بقاعدتها العسكرية الضخمة في أسمرة وإسرائيل بقواعدها العسكرية ومراكز تجسسها وشركاتها التجارية ،تشكلان خطرا عظيما على الأمة العربية وإن درء هذا الخطر لا يتم إلا بالقضاء على نفوذ إسرائيل في ارتريا وذلك بمساندة الثورة الإرترية المسلحة مادياً ومعنوياً.


  2. #2
    كاتبة وصحفية
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    1,119
    معدل تقييم المستوى
    18

    Imgg التغلغل الإسرائيلي في ارتريا اقتصاديا وعسكريا

    التغلغل الإسرائيلي في ارتريا اقتصاديا وعسكريا
    بداية التغلغل
    إن حكومة إثيوبيا الاستعمارية هي إحدى دول إفريقيا التي اعتمد ويعتمد عليها الغرب والأمريكان في تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية في الشرق الأوسط عامة وفي الوطن العربي خاصة.
    وطبقاً للمخطط الضخم الذي رسمه خبراء الاستعمار الغربي منذ عهد بعيد ونفذ أولى بنوده بإقامة كيان للعصابات الصهيونية في فلسطين العربية ،ربطت ارتريا العربية بعجلة الإمبراطورية الإثيوبية(الحبشة)بقرار هيئة الأمم المتحدة رقم 390/أ/5 والذي فرض على الشعب العربي الارتري والذي حولته الحكومة الإثيوبية إلى احتلال عسكري وسيطرة استعمارية استمرت ثلاثين عاما .
    (ناضل الشعب الارتري من اجل الحصول على حريته واستقلاله تحت قيادة جبهة تحرير ارتريا والتي فجرت الثورة الشعبية المسلحة في 1/9/1961 ،وانتصرت ثورة الشعب الارتري) .
    كان الغرب الاستعماري يهدف من وراء ربط ارتريا بالإمبراطورية الإثيوبية إلى ضمان مصالحه الاستعمارية في ارتريا،والتي تتمثل في القاعدة العسكرية الضخمة التي أقامتها الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة الارترية أسمرة والتي شكلت تهديد مباشرا لنضال الشعوب الإفريقية والأمة العربية الساعية نحو التحرر والوحدة.
    بعد قيام الاتحاد الفيدرالي بين ارتريا وإثيوبيا الذي نص على قيام حكم ديمقراطي في ارتريا واستقلال ذاتي في الشؤون الداخلية دون وجه حق إلى أن تم لها ضم ارتريا في إمبراطوريتها الإقطاعية المهترئة في 14/11/1962 بالقوة المسلحة.
    وقد اتبعت الحكومة الإثيوبية منذ قيام الاتحاد الفيدرالي مخططا محكما بدأت تنفذه خطوة خطوة يهدف إلى إذابة كيان شعب ارتريا العربي ومحو شخصيته الوطنية والقضاء على لغته وثقافته العربية ،وفرضت أزمة اقتصادية متعمدة في البلاد مما دفع بالعشرات من الارتريين للهجرة إلى الأقطار العربية المجاورة مثل السودان والمملكة العربية السعودية بحثاً عن العمل الشريف بعيدا عن التسلط الاستعماري الإثيوبي ،ثم فتحت أبواب ارتريا أمام التسلل الإسرائيلي الصهيوني ،ومن أهم مظاهر هذا التسلل ما يلي- كما أوردته جبهة التحرير الإرترية في منشوراتها-:
    النشاط الاقتصادي:
    1-تعتبر شركة (انكودا) من أكبر الشركات الإسرائيلية الأولى في ارتريا وقد تأست في عام 1952،بعد فترة وجيزة من قيام الاتحاد الفيدرالي بين ارتريا وإثيوبيا ،وبعد فترة من إعلان قيام الكيان الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين العربية.
    وقد جاء في نشرة خاصة أصدرتها الحكومة الإثيوبية بعنوان(الزراعة والصناعة والتجارة في إثيوبيا وارتريا)في شهر حزيران من عام 1957 ما يلي:
    ((بدأت شركة أنكودا الضخمة أعمالها في ارتريا سنة 1952 وهي أكبر شركة لتعبئة اللحوم في ارتريا ،فلها من الآلات الميكانيكية ما يمكنها من إنتاج (25,000) ألف علبة يومياً من اللحم المعبأ بالإضافة إلى (300)طن من اللحم المثلج و(3500)قطعة من الجلود المدبوغة شهريا.
    وللشركة مصانع لتحويل فضلات اللحوم والعظام والشحم إلى مواد أخرى نافعة،وبإمكانياتها التكنيكية الحالية يمكنها أن تنتج يوميا عشرات الأطنان من الشحوم المقطرة التي تلزم لصناعة الصابون،كما أن العظام والدم تحول إلى سماد للأرض وتنتج هذه المصانع (100)طن من السماد شهريا.
    كما أقامت الشركة مصنعاً آخر ينتج يومياً طناً ونصف الطن من قطع اللحم التي تزن الواحدة منها (2)كيلو غرام للاستهلاك المحلي.
    وتعتبر مصانع (أنكودا) من المصانع المهمة للحوم في العالم ويقع مركزها في أسمرة عاصمة إرتريا العربية وفي شارع (تروسو) وللشركة فروع في أديس أبابا والصومال الفرنسي وتل أبيب وزيورخ) إلى هنا ينتهي ما جاء في النشرة الإثيوبية.
    بالإضافة إلى المعلومات الواردة في هذه النشرة الرسمية فأن لشركة (انكودا)مصنعاً كبيراً في أسمرة تذبح فيه يومياً 360 بقرة تشتريها الشركة بأثمان بخسة من الجزء الغربي من ارتريا،وقد جعلت الحكومة الإثيوبية امتياز شراء الأبقار قاصراً على هذه الشركة وتنقل اللحوم بالثلاجات إلى ميناء مصوع العربي في إرتريا ومنها إلى إسرائيل كما يبلغ ما تصدره الشركة من الأسماك المطحونة ((بلم)) (5000)طن سنوياً(سنة 1952).
    وتوسعت شركة (انكودا )في مشاريعها الاقتصادية حتى تم لها في نهاية عام 1964 السيطرة على أكبر شركة زراعية في ارتريا وهي شركة (سيا)الايطالية سابقا،فقد تمكنت من شراء المشروع منها عن طريق الحكومة الإثيوبية وتبلغ مساحة هذا المشروع (50,000)فدان وهو يقع بالقرب من الحدود الارترية السودانية ،وله ترعة رئيسية تسحب مياهها من نهر القاش كما يتبع المشروع محلجاً للقطن وإدارة مركزية لمياه الشرب،ويزرع المشروع قطنا،وقد أثارت الصحف السودانية هذا الحدث الذي يشكل خطورة كبيرة على عدة مشاريع زراعية سودانية تعتمد في ريها على نهر القاش الذي يربط بين ارتريا ومنطقة (كسلا )السودانية قالت جريدة المنار السودانية الصادرة في 1/1/1965 إن إسرائيل ترتع على بضع كيلومترات على حدودنا ،تستثمر الأراضي العربية الإرترية وتستعمل نفس الأنهر التي نعتمد عليها في السودان وهي (القاش-بركة-النيل الأزرق) وتزرع الفاكهة وخاصة الموز وتربي الماشية لتصدرها إلى إسرائيل وأمريكا لها قاعدة عسكرية ضخمة في أسمرة عاصمة ارتريا،وبمعنى هذا أننا بين فكي أفعى إسرائيل وأمريكا ،أما جريدة الصحافة السودانية الصادرة في 2/12/1964 فبعد أن استعرضت بالتفصيل المدى الذي بلغه التسلل الإسرائيلي في ارتريا قالت ((وواجبنا أن ننتبه إلى هذا الخطر الإسرائيلي الذي أصبح يهددنا تهديدا مباشرا ،فالسكوت عليه خطأ مهين وخطر وواجبنا ثانيا اتخاذ خطوات أكثر ايجابية مع الدول التي تتعاون مع إسرائيل وتمهد لها كل الوسائل لتقيم كل هذه المشاريع.
    2-أعطت الحكومة الإثيوبية إسرائيل منطقة (عايلت)الزراعية في مديرية مصوع وصار منظر الجرارات الضخمة ومعدات الزراعة التي تحمل شارة إسرائيل مألوفا ،وتهيمن شركة ((أتاجن)) الإسرائيلية على هذا المشروع،كما منحت الحكومة الإثيوبية 72,000 ألف فدان من أخصب الأراضي الارترية للمزارعين الإسرائيليين بعد أن انتزعتها بالقوة من الفلاحين الارتريين مالكي الأرض الشرعيين.
    3-بموجب الاتفاقية التي وقعت بين الحكومة الإثيوبية وموشي دايان أصبحت سفن الصيد الإسرائيلية تجوب شواطئ ارتريا وتصيد الأسماك وتتخذ ميناء مصوع الارتري مركزا لها بعد أن طردت الحكومة الإثيوبية جميع الصيادين العرب اليمنيين الذين كانوا يمارسون الصيد في سواحل ارتريا.
    4-تسيطر شركة (هارون إخوان) الإسرائيلية على تجارة الاستيراد والتصدير في ارتريا كما تقوم شركة (سوليل بونيه)الصهيونية ببناء مطار أسمرة الجديد.
    5-يساهم الهستادروت –الاتحاد العام لعمال إسرائيل-بنشاط كبير في عدة شركات تجارية وصناعية في ارتريا.

    التغلغل العسكري:
    1-أقامت إسرائيل مدرسة عسكرية في مدينة (دقي امحري)في ارتريا لتدريب الجنود الإثيوبيين على حرب العصابات لمواجهة الثوار الإرتريين،ويدير هذه المدرسة مجموعة من الخبراء الإسرائيليين ،وقد تخرجت الدفعة الأولى من هذه المدرسة في أيلول 1964،ويبلغ أفراد هذه الدفعة 300جندي كوماندوس.
    2-في مستهل نيسان إبريل 1964،أرسلت الحكومة الإثيوبية 6 كولونيلاً من البوليس الإرتري إلى تل أبيب لقضاء فترة تدريبية هناك ،ثم أتبعتهم بـ22 ضابط آخرين.
    3-زارت ارتريا بعثة إسرائيلية برئاسة مدير المخابرات الإسرائيلية وطافت معظم مديريات ارتريا حتى وصلت مناطق الحدود الإرترية-السودانية،ومكثت في ارتريا أسبوعا من 5/4 إلى 12/4/ 1964
    4-سمحت الحكومة الإثيوبية لإسرائيل ببناء قواعد عسكرية في الجزء الغربي من ارتريا وأهم هذه القواعد قاعدتا(رواحباب)و(مهكلاي) وهي تقع بالقرب من الحدود الإرترية-السودانية،وتقوم الطائرات الإسرائيلية بالطيران المباشر بين هذه القواعد وتل أبيب.
    مراكز التجسس الإسرائيلية في ارتريا:
    سمحت الحكومة لإسرائيل بتأسيس مركز للاستخبارات الاسرائيلية في اسمرة ويقوم هذا المركز بالتجسس على الدول العربية المجاورة لإرتريا،فقد اكتشفت شبكة تجسس إسرائيلية في مصر وسوريا إبان الوحدة واعترف الجواسيس بأن التعليمات كانت تصلهم مباشرة من مركز الاستخبارات الإسرائيلي في أسمرة،كما اكتشفت حكومة السودان في عام 1963 شبكة تجسس إسرائيلية درب أفرادها على فنون التجسس في مركز الاستخبارات الإسرائيلي في أسمرة عاصمة ارتريا.
    إسرائيل والخدمات الطبية في ارتريا:
    إن نشاط إسرائيل في ارتريا قد تجاوز الحدود الاقتصادية والعسكرية إلى الحياة العامة لشعب ارتريا.
    فقد استخدمت الحكومة الإثيوبية الأطباء الإسرائيليين في مستشفيات ارتريا ، ومنحتهم إدارة عدد من المستشفيات منها مستشفى مدينة مصوع وعصب.
    وبعد حصول ارتريا على الاستقلال في عام 1991 ونجاح ثورتها الباسلة ومقاومتها البطلة عادت الآمال إلى الشعب الارتري وعاد يحلم بعودة الأراضي التي أخذتها إثيوبية وأعطتها للمزارعين الإسرائيليين وحلم الشعب بعودة المصانع إلى يديه وحلم بإرتريا الحرة المستقلة ،لكن كانت الصدمة أقوى مما هو متوقع فقد وقعت ارتريا مجدداً تحت نير احتلال لهو بحق أقسى وأكثر ظلماً من الاحتلال الإثيوبي وهذا الاحتلال هو الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي الذي عمل بالاتفاق مع الصهيونية العالمية لتنصيب العميل أسياس أفورقي رئيسا لإرتريا تحت رفض ومعارضة شعبية كبيرة لكنها لم تحقق من معارضتها إلى الآن أي شيء سوى أنها تعرضت للقتل والتعذيب والسجن والتهجير ومن ثم إتباع سياسة التصفية الجسدية للثوار الذي جلبوا الحرية لإرترية وبدأت عملية التصفية الجسدية بزعماء جبهة التحرير الإرترية وبالمناضلين الأوائل وسجن من تبقى وهجر الآخرون وضاع حلم الشعب الإرتري بالاستقلال فلم يهنئوا بإرتريا ولم يعودوا إليها ولم يتيمموا بترابها الطاهر لأن العميل أسياس أفورقي لم يوفر لا مشفى ولا مصنع ولا أرض زراعية إلا ومنحها لأصدقائه اليهود الذين عاثوا في ارتريا فساداً فزادوا من قواعدهم العسكرية وزادوا من تواجدهم فيها وزادوا من مزروعاتهم وسرقاتهم لمنتوجات ارتريا وتحويلها من اسمرة إلى تل أبيب بل أصبحت مع كل أسف أسمرة تل أبيب أخرى في جنوب الوطن العربي


    وجهت جبهة تحرير ارتريا النداء التالي في عام 1965 تناشد فيه الدول العربية للوقوف بجانبها.
    النداء

    إن جبهة التحرير الإرترية تناشد الحكومات العربية أن تهب لتأييد الشعب الإرتري الذي يناضل من أجل الحرية والاستقلال ومن أجل الخلاص من السيطرة الإثيوبية والإسرائيلية،وتدق ناقوس الخطر للشعب العربي واضعة أمامه حقيقة الوضع في ارتريا فأمريكا بقاعدتها العسكرية الضخمة في أسمرة وإسرائيل بقواعدها العسكرية ومراكز تجسسها وشركاتها التجارية ،تشكلان خطرا عظيما على الأمة العربية وإن درء هذا الخطر لا يتم إلا بالقضاء على نفوذ إسرائيل في ارتريا وذلك بمساندة الثورة الإرترية المسلحة مادياً ومعنوياً.


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية محمد على محمد
    تاريخ التسجيل
    22/11/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    140
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    التغلغل اليهودى والاسرائيلى جاء بعد فشل العرب فى الحفاظ على نفوذهم هنالك وكان محمد على حاكم مصر يحكم هذه البلاد تقريبا


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •