ديوان " زنابق العشق "
المسافر
******
لك في ذاكرة القيظ تلابيب الثلوج
وللمدى
نافذة
بين الضلوع
فابتهج
قد طال قيدك
فاستظل عن الرجوع
قبلما الأصفاد تنسى
ان فخذيها شموع
****
و للمساء
قيثارة فوق المدى
أوتارها صدري
فمن يعيد لي الصدى
مسافرٌ
لا . . . ولكن القيود
حززت ذاكرتي
بألوان الحدود
فصار منفاي الوطن
والوطن الشرود
مكبلٌ بالذاكرة
أحاورُ الاشياء في هديرها
تجرى . .
و تجرى الذاكرة
يجرني شلا لها . .
يقذف بي فوق صخورها
أسبح في جراحي واهناً
فيبتعد هديرها
ويذويني وحيد
أيتها الذاكرة الجرح
لماذا تستفيقي بين أكفان الظلام
أيتها الذاكرة الوجد
لماذا تستفيقي في الأرض الحرام
خالية حوائط المنفى من الاحباب
والنقوش
خالية من الوجوه
خالية من الرعود والرماد
خالية من الظلال
خالية من السراب
مدى حفيف كفك المشعشعة
تهتز ترسم الخطوط والظلال
ترتعش أوتارك بين الضلوع
وتنفتح في عتمة المدى
أسفارك المعتقة
فترتديني عتمة الغياب
وارتدي ملامة الورود للندى
وحدي الصدى
وحدي الصدى !
ومن عشقت الحائرة
ذاكرة لا ترتشى
تنداح وقتما تشاء
تنضح وقتما تشاء
تفضح وقتما تشاء
ليت سواها ما أرى
أيتها الذاكرة الطريق
لماذا أيقظ القيد على تخومك الحريق
لماذا ثلّج الحزن حدود الشفتين
فمشت تنسج خجلي قبلتين
عبثا تبحث عن ملثمها
فتذوي دمعتين
كسيرة حتى الدموع
وحتى زفرة السأم كسيرة تبدو
وتبدو النظرات
راحلة في رحلة لا تنتهي :
- أما وصلنا للوطن
- لا لم نصل
وما زال الطريق للوطن
يمتد يمتد طويلا
حتى لتبدو هذه الجدران ظلا
من أسارير الوطن !
راحلة تشد قيدها الرياح
لعل في صفيرها وسادة تريح فوقها التعب
و يستريح من ندائها الزمن
- أما وصلنا للوطن
- لا لم نصل
ما زال في طريقنا سراب
وبعده تأتي جبال
يطوق الصخور في شعابها
النسيان
حتى لتبدو من شقوقها
الهمموم
مثلما تضاريس الوطن !
ذاكرة محاذرة !
خبأتني في الطيور
أتذرتني للوصول
والترحال أضناني . .
هذا الليل
آه هذا الليل !
كم مضى على الليل
وما الاصباح . . آه !
كيف الصبح في زنزانة تناوش الهدير
في رغيف الذاكرة
كيف الصبح خبئيني يا طيوفي الغاضبة
علني يوما أكون شارة للسابلة
ومن يصل الى الوطن
يعلق الحنين في زوادة الشجن
و ينتظر
من جاء يوما للوطن
لكنه
جاء ولم يصل !
****
توسدت ذراعي
حملقت في السقف تراءت الظلال
تقاطعت مع القضبان حينا . .
وحينا باعدت للضوء نقطة . .
أتسعت . . أتسعت ،
فدثرتني الشمس في شلالها
أخذت رأسي بين كفي
غسلته بالضوء
قلت :
يكفيني هذا الوضوء بالوطن !
*************************************
أحمد الشملان
المفضلات