Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
كان المشهد اليوميّ مكتملا

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كان المشهد اليوميّ مكتملا

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية محمـد دراز
    تاريخ التسجيل
    10/01/2008
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي كان المشهد اليوميّ مكتملا

    و كان المشهد اليومي مكتملا
    سوى رجل هنا يمشي
    علانيةً
    كأن الأرض سانحة كأن الكون من تدبير خالقه /
    كأن مسلّمات الطيبين تحوم في الأفق القريب /
    كأن شمسا ما ستشرق من هنا
    و كأن دربا طيبا يصل المكان بنفسه!!

    يمشي يظن الطير تخرج في الصباحِ
    على مواعدةٍ من الرزق الذي نثرته في وضح البلاد يد الخصوبة.
    يحسب الزيتون أخضرَ طيباً
    لم يختبره تعاهد اللصين .. لم يحمَرَّ في مرمى الجريدةِ
    لم تجرده الخطابة .. لا.. ولم تسلبه زيت الطيبين
    و يحسب الجميز متروكا على الطرقاتِ
    في الترع القريبة يحرس الضعفاء من غضب الطبيعة
    يمنع السعلاة عن دمهم
    يعد لهم موائده ..
    و كم عرساً ؟ و كم غرساً ؟ و كم درساً ؟
    و كم يدَ فوقه تحنو .. و كم جوعان يدعو؟
    كم سماءَ تطيعُ ؟
    كم ولدا رأى بنتاً فأيقظ حلمه و مضى
    يسوق الكون و الأشجارَ ..
    يخطب خدها العنّاب .. يقطف ثغرها العنبر

    يمشي ..
    يسيل مواجعا خضراءَ ـ
    لو أجدبت لالتأمت شروخك /
    للمكان صفات أهل البيت /
    للغة استعارة ساكنيه .. و للزمان تناقضات الحاضرين .
    فقل : أتيت مع القطيع .. و قل : أموت على القطيع ..
    و لا تقل ما للقطيع ؟
    احفظ لنفسك حيدة المعنى المراوغ /
    منعة التأييد /
    سبحان الوسط ـ

    لا تحسبن الأرض تعرف قاطنيها
    إنما للأرض وجه العابرين .
    لا أنت أنت ..!
    و لا البلاد محصنات ثيبات
    تحفظ الرجل الذي لما استبد به المكان استبدل العنوان و الألفاظ
    ليحفظ المعنى فأحيته اللغه .

    يا رب لم أقتل سوى ظلي !
    و لم أفقأ سوى جرحي و لم أجلد سوايّ ,,
    يا رب ما صارحت غيرك أنني المنذور للإنقاذ أبلد من عروس النيل /
    إسماعيل يا أبتي ..
    أبت أمي الخروج لغير ذي زرع فلم أشبهك إلا في اللغه .
    و أنا أموت هنا أموت هناك /
    أموت في التجوال .. في الكتب الرديئةِ .. في مصافحة الغريبِ ..
    و في عيون الجند.. مروا منذ قافيتين من جسدي
    على بعد ارتعاد أو يزيد من النخاع ..
    وأنا أموت على المشاعِ ..
    أموت وحدي أو مليئا
    هل تراني كل موت ؟!
    هل ترِقُّ لميت لم يرض عنه أبوه ..؟
    لم تذكره قافيةٌ .. و لم تحفل له بلد .. و لم تنبت عليه مدينة لم تختبره قيامةٌ ..
    من أنت / ما يرديك /
    من أي البلاد أتيت /
    في أي البلاد سقطت /هل نرثيك /
    هل نرضى التعازي فيك أم ثأر لنا من قاتليك ؟
    و ما تركت لنا لنحفظ في غيابك ؟...
    ـ هل عيون حبيبتي تبقى ؟
    ـ لها عينان أشهى من هواء الأرض في نظر الغريق
    و من مياه الأرض في حلق قضى ظمآ ـ
    و هل تكعيبة العنب التي أورثتها صفتي ستخرج خلف غارسها ؟
    و تحكي ..
    كان يبكي كلما حط الحمام على يديه
    ولم يجد قمحا تعوده لديه !!
    و كان أطيبكم .. و أخصبكم .. و أرحبكم .

    على الأفعال أن ترضى بفاعلها
    على الأسماء أن ترضى بحاملها
    و للموتى براح الصبر و الصبار .

    كان المشهد اليومي مكتملا
    سوى رجل هنا يمشي..
    علانيةٌ


    باريس
    ليلة 19 نوفمبر 2007


  2. #2
    شاعر الصورة الرمزية محمود النجار
    تاريخ التسجيل
    14/07/2007
    المشاركات
    2,276
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    يا رب لم أقتل سوى ظلي !
    و لم أفقأ سوى جرحي و لم أجلد سوايّ ,,
    يا رب ما صارحت غيرك أنني المنذور للإنقاذ أبلد من عروس النيل /
    إسماعيل يا أبتي ..
    أبت أمي الخروج لغير ذي زرع فلم أشبهك إلا في اللغه .
    و أنا أموت هنا أموت هناك /
    أموت في التجوال .. في الكتب الرديئةِ .. في مصافحة الغريبِ ..
    و في عيون الجند.. مروا منذ قافيتين من جسدي
    على بعد ارتعاد أو يزيد من النخاع ..
    وأنا أموت على المشاعِ ..
    أموت وحدي أو مليئا
    هل تراني كل موت ؟!
    هل ترِقُّ لميت لم يرض عنه أبوه ..؟



    محمد دراز
    أيها الشاعر الملتهب وجعا وشعرا وموجا وغضبا وألقا ..
    قرأت نصا مفعما بالشاعرية المتدفقة والمعاني العميقة ..
    رأيت بركان القوافي يسافر في كل الاتجاهات لهيبا حارقا جهات الصمت .. لافحا واجهة الشعر البعيدة بحرارة قيظه اللاهب ..
    رأيتك تتلو تراتيل القصيدة مندفعا كشلال دافق أو موجة تسونامي حزينة .. !
    لم تكترث لتنوع التفعيلة التي جاءت على أكثر من وزن ..
    ولم تحفل بالشبهات الصغيرة التي قد تسأل عنها ..
    أنا أعرفك يا محمد شاعرا كبيرا ، ولست أضيف شيئا حين أبوح بجمالك وروعة مقالك وإبداعك ..

    ابق مميزا أخي محمد ..
    وعلى الشعر الحقيقي نلتقي دائما ..

    محمود النجار

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [align=center]

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •