فى عادتى ليلا و أنا أتمدد على فراشى الكبير,
أغمر نفسى تحت غطائين ثقيلين , و حولى عددا من العرائس الناعمة و الكتب
و الاوراق و قلمى المفضل....
و على حافة الفراش
, عددا من الكنزات الصوفية أفترشها كلها على جسدى ان اشتد البرد أكثر
البرد قارص من حولى, يصيب الهمة بالخمول , و مع ذلك فان جسدى من كثرة السترات و الأغطية
ينعم بحالة من الدفئ اللذيذ
أكتب و أنا يدى الأخرى تدفئ اناملها بين خصلات شعرى..
فى بداية اختبائى من البرد تحت الفراش أشعر بالضيق لشدة البرد
و هيمنة الكسل
ثم لا ألبث أن أجدها فرصة جيدة للتفكير و الحصول على وقت كافى
اقضيه معى
, أفكر فيه بالماضى و الأحداث الجديدة التى طرقت باب
خصوصيتى
و أناس ظلوا بها فى مكانة عالية و أناس خرجوا منها الى الأبد,
و من سمى تقديرهم عندى
و آخرين ختمت على ذكراهم بعلامة خطأ
أفكر فيمن احب .... و كيف أن البرد يكون جميلا ,
و المكوث فى الفراش و القراءة أجمل, لو وجد حولنا من يحيطنا بذراعيه
أب, أخ , أم ,زوج أو زوجة, أصدقاء يسرى فى دمائهم حبنا كما الدم
و بينما تصعق رعشة البرودة, الاعصاب و الجلود
و تجمد الاطراف
تصبح أنفاس من نحب شيئا مرئيا
, فنراه هواءا ساخنا يلتف فى دوائر من البخار حولنا
, و كأنه سحاب يجرى فى سماء ممطرة
و نشعر بسخونته تدفئ الجسد و نطرب على نغمه
لا يوجد شئ فى هذا الوجود خلق عبثا أبدا, حاش لله أبدا
و لكل شئ معناه و مبغاه و سره الكبير
ها هى العرائس من حولى لا تشعر بشيئا مما أشعر به
و لكنها تضفى على فراشى قليلا من معنى الصحبة الوهمية
و قلبى دافئ , دافئ جدا, تغطى أرجائه كلها مساحة من الحب
و لا فراغ لأى شئ آخر
الدفئ هبة من الله
, لا حدود لعطائها, فهى رمز أمان الروح و الجسد
و الآن أخلد الى النوم و انا احتضن أحد عرائسى و دبة كبيرة تفتح ذراعيها ,
و ينبعث من صوفها حرارة تنطق بالحريرية و النعومة
و كأننى احتضن طفلا يفيتح ذراعيه و يبحث عن ام تتلاقاه
فى حنو
و رقة و انسيابية
الحرارة ليست حرارة ملمس
, بل حرارة قلب, يحوى شراب جميل ساخن
, فقط ينتظر من يرتشفه
و لا ينفذ الشراب أبدا و لا يرتوى المحب
المفضلات