العطار في افتتاح مؤتمر مجمع اللغة العربية :
نعمل على مشروع يعيد للغة ألقها :

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

شؤون ثقا فية
الثلاثاء 21/11/2006
عمار فايز النعمة

برعاية السيد الرئيس بشار الأسد افتتح أمس في مكتبة الأسد بدمشق المؤتمر الخامس لمجمع اللغة العربية تحت عنوان:





(اللغة العربية في عصر المعلوماتية) ومثل السيد الرئيس في حفل الافتتاح الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية وألقت كلمة أكدت فيها أن رعاية السيد الرئيس للمؤتمر إنما هي عرفان منه بمكانة الثقافة وأهمية الفكر وحرصاً على الوفاء لرسالة الحضارة ونوهت إلى أهمية الثقافة ودورها في كليتها وشموليتها في بناء الإنسان والارتقاء بالوطن وصناعة التقدم ورسم حدود المستقبل المنفتح على الممكن وشددت الدكتورة على أنه صار واضحاً أن هذه الثقافة المنشودة في ارتباطها مع الحاجات الأخرى الاجتماعية والاقتصادية لا تنهض إلا على ركائز استنادية مادية ومعنوية وأنه في السعي لامتلاك ثقافة علمية تربوية روحية مستنيرة مستقبلية, تتصدى للتحديات السياسية والاقتصادية.‏‏

وأشارت أيضاً إلى أن قوة هذه الثقافة من قوة اللغة وقوة اللغة من قوة الفكر وقوة الفكر من قوة الأمة وقوة الأمة من مكانتها الدولية في محيطها والعالم, وإن كل هذه البديهيات تتمحور في إنتاج الثقافة ونشرها وتساءلت الدكتورة لماذا إذاً هذا الضيم الذي ندخله عليها, قابلين لما يقوله المدعون من أن العربية لغة قاصرة فقدت قدرتها ولم تعد قابلة للاستجابة لمتطلبات العصر مع أن لغتنا العربية أخذت في مراحل النهوض من تاريخنا موقعها المتميز وانتشرت في آفاق الدنيا وأحاطها أبناؤها بجلال الفهم وابتدعوا من علومها ماكان فريداً في زمانه.‏‏

وفي فلسفتها ما كشف عن مرونة اشتقاقاتها واقتباسها وطاقتها على التعريب والتجديد والتجدد والتداخل والتفاعل مع لغات أخرى أعطتها أكثر مما أخذت منها.‏‏

وتساءلت الدكتورة أيضاً لماذا إذاً نتهم لغتنا مع المتهمين بالقصور?‏‏

لماذا نسعى إلى التهالك على أبواب العولمة التي تروج لفكرة أحادية هي أن هناك لغة أجنبية وحيدة تصلح لدخول عصر المعلومات والإفادة من إمكانات الحواسيب ومعطيات التقدم العلمي المبهر.‏‏

وشددت على أن الأمم المتقدمة لا تدخر وسعاً من أجل التمكين للغتها وإبقائها حية, متفجرة, غنية قادرة على تحدي الانتقاص أو الانكفاء ولكن من حق لغتنا علينا, أن نعزز مكانتها وندفع عنها الانتهاكات المتواصلة ونعيد إليها زهوها وبهاءها.‏‏

وفي سورية اليوم مشروع ينهض بدعم من السيد الرئيس ليعيد الاعتبار إليها ويقربها أكثر من أبنائها ونأمل أن يأخذ هذا المشروع بعده العربي وقالت ينبغي أن نعترف بأننا قصرنا وها نحن نحاول أن نسابق الزمن وأن نستدرك ما فاتنا, وأكدت أن دور الجامعات ومجامع اللغة ينبغي أن يكون ملبياً للضرورات المعرفية وحاجات التثقيف يتلافى ما فات بإرادة وعزيمة.‏‏

وشددت الدكتورة على الدور المهم الذي كان للسيد الرئيس قبل ولايته وبعدها, في توفير الإمكانيات من أجل دخول أجيالنا عصر المعلومات من الباب الواسع ومن موقع الثقة بالذات وبقدرة لغتنا على التعبير الخلاق المبدع مشيرة إلى أنه من هنا كان إحداثه للجامعة الافتراضية ولكليات الهندسة المعلوماتية وحرصه على الارتقاء إلى مستوى علمي رفيع يوازي ما تمتلكه الدول المتقدمة في العالم.‏‏

وأضافت الدكتورة العطار أن التواصل بين مؤسساتنا العلمية ومجامعنا اللغوية ضعيف ولا نجد بين أيدينا المراجع التي ينبغي أن نطلع عليها مما تنتجه هذه المؤسسات.‏‏

وأضافت إلى أن هناك قضايا تحتاج إلى معالجة حاسمة قد يكون في طليعتها التعليم وقضايا اللغة واستيعاب التقنيات والتواصل مع كل معطيات العصر وإمكاناته. وختمت الدكتورة شاكرة مجمع اللغة العربية الذي عمل على تنظيم هذا المؤتمر المهم وكل من شارك في أبحاثه من مجتمعين وعلماء ودارسين كما شكرت السيد الرئيس الحريص على اللغة العربية والمؤمن بأن القومية والوحدة واللغة هي قوام وجودنا ومصيرنا.‏‏

وبدوره لفت الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية في كلمته أنظار الباحثين والمفكرين على لغة أمتهم وتراثها العظيم إلى البحث عن موقع اللغة العربية الفصيحة في عصر المعلوماتية والثورة التقنية في وسائل الاتصالات المسموعة والمقروءة والمرئية.‏‏

وتحدث أيضاً أن اللغة العربية الفصيحة تجتاز في الوقت الحاضر محنة من أقسى المحن على مدارج تاريخها الطويل بل وربما أكثر خطورة وسنكتفي بهذه الكلمة بأن نشير إلى قضية الصراع بين اللغة العربية واللغة الإنكليزية في التعليم.‏‏

وأضاف الدكتور الفحام إلى أن عنايتنا بالمصطلح العلمي هي طريقنا لأن تصبح اللغة العربية لغة التعليم بجميع مراحله في البلاد العربية وأنه من الواجب علينا أن ندخل جميع التقنيات الحديثة الآلية لخدمة اللغة العربية وأن تبنى هذه الأجهزة والتقنيات وفق خصائص اللغة العربية.‏‏

وأشار إلى أن داخل هذا التيار المتواصل في سلسلة الطفرات التي شاهدناها في مسار الثورة المعلوماتية تتجسد بما يطلقون عليه اسم ثورة النشر الالكتروني إذ يتم الانتقال من المكتوب الورقي إلى المكتوب الالكتروني وأن هذا الانتقال بما يتركه من آثار عميقة في عالم المعرفة يمثل مرحلة نوعية جديدة في مسار الحضارة الإنسانية.‏‏

أما الدكتور عبد الكريم خليفة رئيس مجمع اللغة العربية في الأردن, فقد تحدث باسم الأساتذة المشاركين وعبر عن فرحته وسروره كونه في دمشق قلب العروبة النابض, وتوقف أيضاً عند المؤامرات التي تحاك ضد أمتنا ولغتنا ولفت الانتباه إلى خطر إهمالنا للغتنا, وعدم قيامنا بواجبنا نحوها, بينما نسعى إلى تعلم لغة الآخر وهجر لغتنا وكأننا في حرب معها.‏‏

وفي نهاية كلمته قدم الشكر لسورية قيادة وشعباً على ما تقوم به من دور ثقافي ريادي في حماية اللغة العربية والتراث العربي.‏‏

د. الفحام: لغتنا تجتاز محنة قاسية‏‏

د. خليفة: لسورية دور ثقافي ريادي‏‏