أجناس العلوم الفلسفية


العلوم الفلسفية أربعة أجناس:

الرياضيات، والطبيعيات، والمنطقيات، والإلهيات.


فأما الرياضيات فأربعة أنواع: الأرثماطيقي، وهو معرفة ماهية العدد، وكيفية أنواعه، وخواص تلك الأنواع، وكيفية نشرها من الواحد الذي قبل الإثنين، وما يعرض فيها من المعاني إذا إذا أضيف بعضها إلى بعض.

والثاني: الهندسة والجومطريا، وهو معرفة ماهية المقادير، ذوي الأبعاد، وكمية أنواعها وخواص تلك الأنواع، وما يعرض فيها من المعاني إذا أضيف بعضها إلى بعض، وكيفية مبدئها من النقطة التي هي رأس الخط، وهي صناعة الهندسة، كالواحد في صناعة العدد.

والثالث: الأسطرنوميا، وهي النجوم وهو معرفة كمية الأفلاك والكواكب والبروج، وكمية أبعادها، ومقادير أجراهما، وكيفية تركيبها، وسرعة حركاتها، وكمية دورانها، وماهية طبائعها، وكيفية دلائلها على الكائنات قبل كونها.

والرابع: الموسيقى الذي هو علم التأليف، وهو كيفية تأليف الأشياء المختلفة الجواهر، المتباينة الصور، المتضادة القوى، المتنافرة الطباع، وكيفية تجمع وتؤلف، ويتحد بعضها مع بعض، وتصير شيئا واحدا، فعلا واحدا أو عدة أفعال.

والعلوم المنطقية خمسة أنواع:
أولها: أنولوطيقا، وهو معرفة صناعة الشعر؛
والثاني: لوطيقا، وهو معرفة صناعة الخطب؛
والثالث: طونيقا، وهو معرفة صناعة الجدل؛
والرابع: نوطيقا، وهو معرفة صناعة البرهان؛
والخامس: سوفسطيقا، وهو معرفة صناعة المغالطين في المناظرة والجدل
.
وقد تلكم العلماء الأولون والآخرون في هذه الصنائع، ووضعوا فيها كتبا. وقد عمل أرسطاطاليس ثلاثة كتب، وجعلها مقدمات لكتاب البرهان، أولها: قاطيغورياس، والثاني: باراريميناس، والثالث: أنولوطيقا.

ولمن أراد التعمق، ينظر كتاب النجاة للشيخ الرئيس علي بن سينا البخاري رحمه الله.