راديو كوريا الدولي
يبدو أن الحكومة الكورية الجنوبية القادمة التي ستنطلق في فبراير ستضع أفضلية دبلوماسية أكثر لتطوير علاقاتها مع القوى الرئيسة الأربع وهي الصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا.
وقد بعث الرئيس المنتخب لي ميونغ باك مبعوثيه الخاصين مسبقاً إلى هذه الدول، موضحاً عزمه القوي لتطوير "دبلوماسية براغماتية" في المجتمع الدولي. وكانت وزارة الشئون الخارجية قد حددت سبع نقاط كمبادئ دبلوماسية قدمتها للرئيس المنتخب، من بينها سياسة استراتيجية تجاه كوريا الشمالية لاقناع الحكومة الشيوعية بالتخلي عن برامجها النووية.كما تركز الدبلوماسية الجديدة على " دبلوماسية البراغماتية" من أجل المصلحة القومية وتقوية تحالف سيول مع واشنطن القائم على الروابط التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، تخطط الوزارة لتوسيع علاقاتها مع الدول الآسيوية والسعي للمساهمة بدبلوماسيتها لصالح المجتمع الدولي. كما ينتظر أن تؤمن مساعي سيول الدبلوماسية قدراً كافياً من موارد الطاقة وتقوية مصادرها الثقافية لتكون أكثر نشاطاً في الحكومة القادمة.
وأوضح الرئيس المنتخب بأن حكومته ستبذل كل جهودها لتطوير علاقاتها مع الصين لتبلغ مستويات أكبر في المجال الاقتصادي وغيره. وكما هو معروف، فالصين إحدى أكبر الدول المستثمرة والشريك التجاري الأول لكوريا الجنوبية. وفي هذا المنحى، فإن دور الرئيسة السابقة لحزب الوطن الكبير المعارض /بارك كون هي سيكون مهماً كمبعوثة خاصة للرئيس المنتخب لدى الصين.
وفي رسالته إلى الرئيس الصيني هوه جينتاو، قال لي إنه بعث بارك، التي يثق فيها ثقة كبيرة، من أجل تطوير العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين. وفي الاجتماع، ناقشت بارك مع الرئيس الصيني هوه مختلف القضايا المطروحة منها مشاكل الأسلحة النووية الكورية الشمالية والسياسة الجديدة للحكومة الكورية.
وفي دعمها لما يسميه لي " دبلوماسية المبيعات" تحدثت بارك عن الصعوبات وحاجة رجال الأعمال الكوريين في الصين للرئيس الصيني وطلبت منه الاهتمام بالتحديات التي يواجهها رجال الأعمال الأجانب في الصين. ومن جانبه قال الرئيس الصيني إنه سيبذل كل الجهود لتصبح بيئة النشاط التجاري الصيني أكثر جذباً لرجال الأعمال الأجانب.
والتقت بارك في وقت سابق مع رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين الذين يديرون شركاتهم في مدن صينية مثل تشتغتاو وينتاي. وتحدث رجال الأعمال في ذلك الاجتماع عن الصعوبات التي يواجهونها مطالبين بتقديم إجراءات مناسبة للتعامل مع بعض التغيرات الخاصة بالسياسة الاقتصادية الصينية، وبتبسيط إجراءات التصفية التجارية في الصين، وتزويدهم بالمزيد من المعلومات الخاصة بالقوانين المعنية والتغيير الذي حدث في أنواع النشاط التجاري. كما عقدت بارك اجتماعاً مع وزير خارجية الصين يانغ جيشي ومستشار الدولة تانغ جيازوان.
لقد مضى 16 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية والصين. وعاما بعد عام ، نجح البلدان في تطوير علاقات المشاركة والصداقة. حيث لعبت الصين التي تترأس المحادثات النووية السداسية، دوراً بناءً في تقديم حل سلمي لقضية الأسلحة النووية في كوريا الشمالية. الصين دولة جارة لنا ولابد من العمل سوياً والتعاون اللصيق من أجل السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية. وبهذا التوجه فإن دور بارك كمبعوثة خاصة سيكون دوراً كبيراً لدبلوماسية البراغماتية للحكومة القادمة .