Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
من عامر العظم إلى كل الناهضين - الصفحة 2

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 29 من 29

الموضوع: من عامر العظم إلى كل الناهضين

  1. #21
    عـضــو الصورة الرمزية نهاد عبد الستار رشيد
    تاريخ التسجيل
    04/10/2006
    العمر
    78
    المشاركات
    233
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    يا فرسان الكلمة الصادقة المناضلة

    تسعى الأمبريا لية الأمريكية منذ سنوات بالتعاون مع عملائها في المنطقة العربية ، لتدمير قدرات الأمة العربية،
    وتستهدف الأمكانيات الأقتصادية والعسكرية والثقافية .
    وان الأخطار والتهديدات الراهنة قد اخذت صيغا واضحة النيات هدفها تكريس الضعف في كيان الأمة وتمزيق جسدها ونشر الوهن في مفاصلها ... واننا اذ نعلن وقوفنا كتلة واحدة متراصة مع قائدنا الفذ الأستاذ عامر العظم ، فاننا نناشدكم لمواجهة الخونة وعملاء الأمريكان بفعل الكلمة الرصاصة . الشعب العربي يتطلع اليكم لأعلان وقفة جادة او صرخة مدوية بوجه التآمر الجديد على الجمعية ...
    قولوا قولة الحق ...اطلقوها يا قادة الفكر ...يا ادباء وعلماء الأمة النجباء .

    نهاد عبد الستار رشيد
    مترجم وقاص وصحفي مستقل
    e-mail : rnihad2006@yahoo.it


  2. #22
    عـضــو الصورة الرمزية د.حمزة ثلجة
    تاريخ التسجيل
    23/10/2006
    العمر
    51
    المشاركات
    482
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    الأخ الدكتور حمزة،
    أشكرك على مشاعرك الطيبة مثلك. سنراسل هذه الجهات إن شاء الله ونعد فقرة تعريفية شاملة عن الجمعية..أرسلنا لبعضها قبل ضياع المنتديات قبل شهرين وسنكمل المسيرة إن شاء الله.
    صدقني، ما يؤرقني هو إرثكم جميعا برغم أن المسؤولية أكبر من شخصي المتواضع فكريا ونفسيا وعصبيا وماليا وتقنيا.. لكنني اتصلت بالتقني اللبناني، الذي التقيته قبل عدة أيام في بيتي بمعية التقني السوري الذي استمر يعمل معنا ولا يزال (لكن لديه مشاكل وليس لديه انترنت وأخبرني أمس بأنه سيحصل على هذه الخدمة قريبا وسيكون معنا) بعد الدمار منذ ستة شهور، وتقني أردني، وأعطاني بعض الأخبار السارة بأنه أصلح جهازي بما فيه من إرث وعشرات آلاف العناوين الإلكترونية واحتفظ بنسخة من المنتديات ونحن بعد الاتفاق معه سننقل موقعنا من السيرفر في أمريكا إلى شركته لأن المتابعة معهم متعبة لي.

    كما أن الدكتور أسليم يحتفظ بنسخ احتياطية.. فضلا على أن الشركة الأمريكية مالكة السيرفر الذي استأجرناه، أخبرتنا أنها تحتفظ بنسخ احتياطية..لكن أظل خائفا لأن المسؤولية الأخلاقية كبيرة جدا وأخاف من المفاجآت مثلما حصل مع الشركة السابقة!
    في هذه الأثناء، أعدك في حال ترتيب البيت التقني ووجود كوادر تتحمل مسؤولية النشر على البوابة والمجلة وغيرها، فإنني سأحرق لك الأرض وساجعل لكم، بصحبة الجنرالات والأبطال والضباط الأحرار، بوابتكم ومنتدياتكم ومجلتكم مفخرة لكل من يعشق أن يرفع رأسه!
    تحية مرفوعة الرأسنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أستاذنا الفاضل أشكر لك كلماتك الرقيقة وأحيي صمودك دمت ذخراً للفكر والمفكرين ومن جهتي سأعمل قصارى جهدي لأكون عونا لك في هذا الدرب فبرفقتك ورفقة الأحبة الأفاضل تحلو الدروب

    تحية واتاوية مقتبسة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  3. #23
    - الصورة الرمزية حسام الدين مصطفى
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,876
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأخ الفاضل عامر العظم
    الأخوات والإخوة الكرام:
    تحية طيبة وبعد...
    أرجو مطالعة ما نشر على هذا الرابط

    http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=2502

    ولكم التقدير والتحية

    مترجم خبير- محاضر دولي
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    مؤسس المدرسة العربية للترجمة

    active5005@yahoo.com
    www.facebook.com/hosam.e.mostafa.771

  4. #24
    إدارة الجمعية
    زائر

    افتراضي

    الإخوة والأخوات الأعزاء،
    قام التقني بنقل كافة محتويات البوابة الرئيسة (التي خزناها من قبل تقني محترف قبل تآمر المشبوه سيء الذكر عبد الرحمن السليمان مع الشركة التقنية(التي كانت تبتزنا في ذلك الوقت وتذرعت بالتهديد لممارسة ضغط إضافي علينا!) التي أرسل لها خطاب تهديد وقتها، أطلعنا عليه في وقته في الشركة، طالبا اغلاق البوابة التي لا يملكها مدمرا إرث المترجمين وجهود سنين!)، التي تم تخريبها، قبل عشرة شهور، ولم يتم إعادة الاطلاع على أبوابها من قبلنا حتى ننتهى من مشاكلنا التقنية على الصفحة الرئيسة ووضع البرامج المطلوبة وقد أعددنا مع الدكتور فؤاد بوعلي وبالتشاور مع الأعضاء نظاما أساسيا قبل خمسة شهور ولم يتم نشره بدل المنشور لأننا كنا مشغولين ولا نزال..

    سيتم حذف القانون الذي لا يعنينا أصلا..ولا يعكس واقعنا ولا يمثلنا ولا نرغب به..
    نحن في طور الاتفاق مع فني محترف ليقوم بإعادة برمجة الصفحة الرئيسة ومحتوياتها وحذف ما يجب.

    وللعلم، فقد انطلق مشروع الجمعية الدولية قبل ترخيص الجمعية بعام وتم بعد حملة التكريم الأولى واستضافة 40 عالما ونشر عشرات الأبحاث وغيرها من المواد الهامة وكان السبب في الاستعانة بالمدعو عبد الرحمن السليمان هو وجوده في بلجيكا فقط لإمكانية ترخيص جمعية دولية وليست محلية علما بأنه ليس عضوا مؤسسا ولم تكن البوابة التي دمرها جزءا من الترخيص الذي قطعنا صلتنا به بعد انكشاف أمر السليمان.

    قطعنا أشواطا وما زال غيرنا عند نقطة الصفر ولذا لا يملك إلا الماضي ليتشدق به لأنه لا يملك لا حاضرا ولا مستقبلا ولا أدل على ذلك من الموقع الصحراوي التعيس ومكبات النفايات الفكرية والتعليقات المقززة أجلكم الله.
    اقتضى الأمر توضيح ذلك، لأنه هنالك من يراسل الأعضاء بسبب فراغة وفشله الذريع وإصراره على الموت قهرا!

    إدارة الجمعية


  5. #25
    عـضــو الصورة الرمزية أسامة أنور راغب عبد المقصود
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    49
    المشاركات
    79
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    نعم صدقت - لافض فوك فكلنا عامر "وهو في ذلك حالم واهم غارق في غيه... فكلنا عامر...." - ولي اقتراح بسيط هو ان نتركه يسير في غيه و لا نعيره أدنى اهتمام فأمثاله يقتاتون على الاهانات


  6. #26
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    الى كل من يريد احداث فتنه
    جاء في لسان العرب : جماع معنى الفتنة : الابتلاء والامتحان والاختبار وأصلها مأخوذ من قولك : فتنت الفضة والذهب إذا أذبتها بالنار لتميز الرديء من الجيد أو إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته.



    والفتنة : الإحراق ، الإثم ، اختلاف الناس بالآراء ، الجنون ، الإزالة ، ومنه قوله تعالى : (وإن كادوا ليفتتونك عن الذي أوحينا إليك) أي يميلونك ويزيلونك عن الذي أوحينا إليك.



    والفتنة : الكفر ، كما في قوله تعالى : (والفتنة أشد من القتل) ، والفتنة : ما يقع بين الناس من القتال. والفتنة : القتل كما في قوله تعالى : (إن خفتم أن يفتتكم الذين كفروا). وقوله صلى الله عليه وسلم : (أرى الفتن خلال بيوتكم) بأن يكون القتل والحروب والاختلاف الذي يكون بين فرق المسلمين. ويكون بما يبلون به من زينة الدنيا وشهواتها فيفتنون بذلك عن الآخرة والعمل لها.



    وفي النهاية لابن الأثير : الفتنة : الامتحان والاختبار ، وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه. ثم كثر حتى استعمل لفظ الفتنة بمعنى الإثم والكفر والقتل والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشيء.



    وفي المعجم الوسيط : الفتنة : الاختبار بالنار ، والابتلاء والاختبار. قال تعالى : (ونبلوكم بالشر والخير فتنة). والفتنة : الإعجاب بالشيء ، والاضطراب وبلبلة الأفكار ، العذاب والضلال. وفتنه : رماه في شدة ليختبره. وفتن فلاناً : عذبه ليحوله عن رأيه أو دينه.



    وفي المفردات في غريب القرآن : أصل الفتن إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته. وتارة يسمون ما يحصل عنه العذاب فتنة فيستعملون هذا اللفظ فيه نحو قوله تعالى : (ألا في الفتنة سقطوا) وتارة يستعملون (الفتنة) في الاختبار نحو قوله تعالى : (وفتناك فتوناً). وجعلت الفتنة كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء ، وهما في الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالاً قال تعالى : (ونبلوكم بالشر والخير فتنة). قال تعالى في الشدة : (فتنتم أنفسكم) أي : أوقعتموها في بلية وعذاب ، وقوله تعالى : (واعملوا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) فقد سماهم ها هنا فتنة اعتباراً بما ينال الإنسان من الاختبار بهم. وقوله تعالى : (آلم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) أي لا يختبرون فيميز خبيثهم من طيبهم.



    معنى الابتلاء :



    جاء في لسان العرب : بلوت الرجل وابتليته : اختبرته. وابتلاه الله : امتحنه والاسم : البلوى والبلاء. والبلاء : الاختبار يكون في الخير والشر.



    وفي المعجم الوسيط ابتلاه : جربه وعرفه. والبلاء : الحادث ينزل بالمرء ليختبره.



    وفي النهاية لابن الأثير : الابتلاء في الأصل الاختبار والامتحان ، يقال : بلوته وأبليته وابتليته. والمعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر معاً من غير فرق بين فعلهما ومنه قوله تعالى : (ونبلوكم بالشر والخير فتنة).



    وفي المفردات في غريب القرآن : بلوته : اختبرته وأبليت فلاناً إذا اختبرته. وسمي التكليف بلاء من أوجه (أحدها) أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان فصارت من هذا الوجه بلاء. (والثاني) أنها اختبارات ولهذا قال عز وجل : (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين). (والثالث) أن اختبار الله تعالى للعبد تارة بالمسار ليشكر وتارة بالمضار ليصبر فصارت المحنة والمنحة جميعاً بلاء.



    الخلاصة من معنى الفتنة والابتلاء :



    وخلاصة المعنى الذي نريده في الفتنة والابتلاء في بحثنا هو الاختبار والامتحان للإنسان في الشدة والرخاء. وكذلك لفظ البلاء مع زيادة في المعنى الذي نريده بلفظ (البلاء) وهو الحادث الذي فيه شدة ومشقة وينزل بالمرء لغرض اختباره وامتحانه به.



    من سنة الله الابتلاء بالشر والخير :



    وقد مضت سنة الله في الابتلاء أنه يمتحن عباده بالشر والخير أي يخبرهم بما يصيبهم مما يثقل عليهم كالمرض والفقر والمصائب المختلفة كما يختبرهم بما ينعم عليهم من النعمة المختلفة التي تجعل حياتهم في رفاهية ورخاء وسعة العيش كالصحة والغنى ونحو ذلك ، ليتبين بهذا الامتحان من يصبر في حال الشدة ومن يشكر في حال الرخاء والنعمة ، قال تعالى : (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) ، أي نختبركم بما يجب فيه الصبر من البلايا والمصائب والشدائد كالسقم والفقر وغير ذلك مما يجب فيه الصبر. كما نختبركم بما يجب فيه الشكر من النعم كالصحة والغنى والرخاء ونحو ذلك فيقوم المنعم عليه بأداء ما افترضه الله عليه فيما أنعم به عليه.



    وكلمة (فتنة) في قوله تعالى : (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) أي ابتلاء في مصدر مؤكد لقوله تعالى : (ونبلوكم) من غير لفظه. (وإلينا ترجعون)أي فنجازيكم على حسب ما يوجد منكم من الصبر أو الشكر. فاختبار الله تعالى لعباده تارة بالمسار ليشكروا وتارة بالمضار ليصبروا ، فالمنحة والمحنة جميعاً بلاء ، فالمحنة مقتضيه للصبر والمحنة مقتضية للشكر ، والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر ، فالمنحة أعظم البلاءين. وبهذا النظر قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر.



    من أنواع الابتلاء بالشر :



    قلنا : إن من سنة الله في الابتلاء أنه يمتحن عباده بالشر كما يمتحنهم بالخير ، ومن امتحانه لهم بالشر إصابتهم بأنواع البلايا والمصائب والشدائد وما يشق على نفوسهم ، ومن هذا النوع من الاختبار ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز : (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).



    أخبرنا الله تعالى أنه يبتلي عباده أي يختبرهم فتارة بالسراء وتارة بالضراء كالمذكور في هذه الآيات وهو الخوف والجوع ونقص من الأموال ، أي ذهاب بعضها ، ونقص في الأنفس كموت الأصحاب والأقارب والأحباب ونقص في الثمرات فلا تثمر الحدائق والمزارع والأشجار كعادتها. فالذين يصبرون في هذه البلايا ويقولون : (إنا لله وإنا إليه راجعون) ، أي يقولون ذلك عن علم ومعرفة بأنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء وعلموا أنه لا يضيع عنده مثقال ذرة من خير ، ومن الخير صبرهم ، وعلموا أنهم راجعون إليه تعالى فيجازيهم على صبرهم يوم القيامة ، وهؤلاء الصابرون يبشرهم الله تعالى بما أخبرنا به وهو : (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) أي ثناء من الله ورحمه : (وأولئك هم المهتدون) أي مهتدون إلى الطريق الصواب حيث استرجعوا وسلموا الأمر الله تعالى.



    امتحان الناس بزينة الدنيا :



    قال تعالى : (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً. وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً). أي جعلنا ما يصلح أن يكون زينة للأرض ولأهلها من زخارف الدنيا وما يستحسن منها لنمتحن الناس بذلك ، وذهب الإمام القرطبي إلى أن (الزينة) تشمل كل وجه الأرض ، فلفظ الزينة في الآية عموم لأنه كل شيء على وجه الأرض دال على خالقه جل جلاله ، فكل ما على الأرض فيه زينة من جهة خلقه وصنعه وإحكامه.



    وعلى هذا العموم الذي ذهب إليه الإمام القرطبي يكون معنى الآية : إن الله تعالى جعل جميع ما على الأرض من غير ذوي العقول زينة للأرض تتزين به وتتحلى وهو شامل لزينة أهلها أيضاً. وزينة كل شيء بحسبه وهو زينة لأهلها ، ولا شيء مما على الأرض إلا وفيه جهة انتفاع ولا أقل من الاستدلال به على خالقه الله جل جلاله.



    ومعنى (لنبلوهم أيهم أحسن عملاً) أي لنختبرهم في زينة الأرض ليتبين من هم أحسن عملاً. وحسن العمل الزهد في زينة الدنيا وعدم الاغترار بها ، وجعلها ذريعة إلى معرفة خالقها والتمتع بها حسبما أذن به الشرع وأداء حقوقها والشكر على ما أوتي منها لا اتخاذها وسيلة إلى الشهوات والأغراض الفاسدة كما تفعله الكفرة وأصحاب الأهواء. ومراتب حسن العمل – أي الزهد في زينة الدنيا بالمعنى الذي نبينه – متفاوتة ، وكلما قوي الزهد كان العمل أحسن ، ولهذا قال الإمام سفيان الثوري في قوله تعالى : (لنبلوهم أيهم أحسن عملاً) أي لنختبرهم أيهم أزهد في زينة الدنيا.



    ابتلاء الناس بالتفاوت فيما بينهم :



    ومما يمتحن الله به عباده وجرت به سنته تفاوتهم واختلافهم في المواهب والأرزاق ليظهر مدى قيامهم بما يلزمهم شرعاً من فعل أو ترك نحو أنفسهم وغيرهم بناء على الحالة التي هم عليها وامتازوا بها من غيرهم واختصوا بها من دونهم كالعلم والجاه والمال والمكانة الاجتماعية والسلطان وكذلك بناء على فقرهم وضعفهم ، قال تعالى : (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم).



    والمعنى أن الله تعالى هو الذي جعلكم – أيها المسلمون – خلفاً للأمم الماضية والقرون السابقة (ورفع بعضكم فوق بعض) أي فاوت وخالف بينكم في الخلق والرزق والقوة والفضل والعلم والأخلاق والمحاسن والمساوئ والمناظر والأشكال والألوان وله الحكمة في ذلك. وقد جرت سنته تعالى في هذا التفاوت ورفع بعضكم فوق بعض في هذا التفاوت (ليبلوكم فيما آتاكم) أي ليختبركم في الذي أنعم به عليكم وامتحنكم به ليختبر الغني في غناه ويسأله عن شكره ، والفقير في فقره ويسأله عن صبره ، وليختبر ذا الجاه السلطان في أي شيء استعمل جاهه وسلطانه (إن ربك سريع العقاب) لمن كفر نعمته وعصاه فيها (وإنه لغفور رحيم) لمن قام بشكر نعمته وأطاعه فيها.



    من سنة الله في الابتلاء امتحان المؤمنين بالشدائد :



    قال تعالى : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب). قال أكثر المفسرين : نزلت هذه الآية في معركة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والبرد وسوء العيش وأنواع الشدائد. وقال بعض المفسرين : نزلت الآية تسلية للمهاجرين حين تركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين وآثروا رضا الله ورسوله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية تطييباً ، واستدعاهم الله تعالى إلى الصبر ووعدهم على ذلك بالنصر.



    (والبأساء) الشدة تصيب الإنسان في غير نفسه وبدنه كأخذ المال والإخراج من الديار وتهديد الأمن ومقاومة الدعوة. (والضراء) ما يصيب الإنسان في نفسه كالجراح والقتل. (وزلزلوا) أي أزعجوا إزعاجاً شديداً بأنواع البلاء ، وخوفوا من الأعداء.



    ومعنى الآية : أم ظننتم أن تدخلوا الجنة قبل أن تختبروا وتمتحنوا كما امتحن الذين من قبلكم من الأمم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا أي خوفوا من الأعداء تخويفاً شديداً وامتحنوا امتحاناً عظيماً حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه أخذوا يستفتحون على أعدائهم ويدعون الله بقرب الفرج والمخرج من الضيق الذي هم فيه. وكان الجواب لدعاء المؤمنين أن قال لهم الله : (إلا إن نصر الله قريب).



    وفي تفسير القرطبي : وأكثر المتأولين على أن الكلام إلى آخر الآية هو من قول الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. أي إن الجهد قد بلغ بهم مبلغاً عظيماً حتى استبطؤوا النصر فقال تعالى :( ألا إن نصر الله قريب). ويكون ذلك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على معنى طلب استعجال النصر لا على الشك والارتياب في حصول النصر.



    وقالت طائفة من المفسرين : في الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : حتى يقول الذين آمنوا : متى نصر الله ؟ فيقول الرسول : ألا إن نصر الله قريب. وإنما قدم ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الآية لمكانته وعلو منزلته ، ثم قدم قول المؤمنين لأنه هو المتقدم في الوقوع من حيث الزمان ، أي قالوا ذلك ثم أجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نصر الله قريب.



    وفي تفسير الرازي : ولقول هذه الطائفة نظائر في القرآن الكريم ، ومن ذلك قوله تعالى : (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) أي لتسكنوا في الليل ولتبتغوا من فضله في النهار.



    وفي تفسير المنار : يقول الأستاذ الإمام (محمد عبده) إن هذه الآية عتاب لهم – أي للصحابة الكرام – فكيف لا ينكر المسلم على نفسه مثل هذا وهو يعلم أنه دون الصحابة الكرام إيماناً وإسلاماً ودعوة إلى الحق وصبراً على المكاره في سبيل الله تعالى. لماذا لا ينكر على نفسه وعلى من يراه من أمثاله الذين يقولون آمنا بالله ، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله وآثر ما عند الناس على ما عند الله.



    امتحان المؤمنين بالجهاد :



    ومن سنته تعالى امتحان عباده المؤمنين بالجهاد بأن تتهيأ ظروفه وأسبابه فيجب على المؤمنين فيظهر عند ذلك من يقوم بهذه الفريضة ويصبر على مقتضياتها فيستحق بفضل الله وبحسب وعده وسنته الجنة ، قال تعالى :(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين).



    قال الإمام ابن كثير في تفسير الآية : أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تمتحنوا بالقتال والشدائد ؟ أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تمتحنوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء.



    امتحان المؤمنين بأنواع الأذى :



    قال تعالى : (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور). إن من سنة الله في عباده المؤمنين الداعين إليه المجاهدين في سبيله أن يبتلوا بأنواع البلاء ، يبتلوا في أموالهم بما يطلب منهم من الإنفاق منها في سبيل الله ، وما يقع فيها من الآفات. ومن البلاء الذين يمتحنون به البلاء في أنفسهم بالقتل والجرح والأسر في قتال العدو ، ويلحق به الحبس في زماننا حيث يسجن الطغاة الظلمة المؤمنين الدعاة إلى الله تعالى.



    ومن البلاء الذي يبتلون به على وجه الامتحان وحسب مقتضيات سنة الله تعالى في الداعين إليه المجاهدين في سبيله ما يسمعونه من أهل الكتاب والمشركين وغيرهم من الكفرة من أنواع الأذى القولي كالطعن في الإسلام وفي الدعاة إليه وبإلصاق التهم الباطلة بهم لصد الناس عنهم وعن دعوتهم. وإن من عزائم الأمور الصبر على هذا الأذى والالتزام بالتقوى ، فهذا مما يجب أن يعزم عليه المؤمنون من الأمور التي تزهق الباطل وتنصر الحق وأهله.



    أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل :



    أ- أخرج الترمذي في جامعه عن مصعب بن سعد عن أبيه قال ، قلت : يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء ؟ قال : (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة).



    ب- وفي حديث آخر أخرجه الطبراني في معجمه الكبير عن أخت حذيفة بن اليمان فاطمة أو خولة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل).



    والمقصود بالأمثل فالأمثل : الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى رتبة ومنزلة في الدين والفضل. وقال الراغب : الأمثل يعبر به عن الأشبه بالأفضل والأقرب إلى الخير. وأماثل القوم كناية عن خيارهم.



    وإنما كان أكثر الناس بلاء – أي محنة – لتتضاعف أجورهم وتتكامل فضائلهم ويظهر الناس صبرهم ورضاهم فيقتدى بهم ، ثم من بعدهم الأمثل فالأمثل من جهة شدة البلاء الذي يتعرضون له ، لأن البلاء في مقابلة النعمة : فمن كانت نعمة الله عليه أكثر فبلاؤه أشد ، فهم – أي الأمثل فالأمثل – معرضون للمحن والمصائب وطروق المنغصات والمتاعب ، ويشمل ذلك كل ما يتأذى به الإنسان من أذى مادي أو معنوي ، فيبتلى الرجل على حسب دينه ، أي على مقدار دينه أي بقدر قوة إيمانه وشدة يقينه ، فإن كان في دينه صلباً أي قوياً شديداً اشتد بلاؤه كمية وكيفية ونوعاً. وإن كان في دينه رقة أي ضعف ولين ابتلي على قدر دينه. فما يبرح البلاء بالعبد أي ما يفارقه حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة ، كناية عن خلاصه من الذنوب فكأنه كان محبوساً ثم أطلق وخلي سبيله وما عليه بأس.



    ويستفاد من الحديثين الذين ذكرتهما أن سنة الله العامة في البلاء والمبتلين أن أشدهم بلاء أي محناً هم الأنبياء ، ثم الأفضل فالأفضل في الصلاح والدين وتقوى الله تعالى. وهذه سنة ماضية وباقية في المؤمنين دون تخلف.



    تعليل هذه السنة العامة :



    تعليل هذه بالسنة العامة وهي : (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل) أن الأنبياء يقومون بتبليغ رسالات ربهم ويدعون الناس إلى الله وعبادته فيكذبهم أهل الباطل ويؤذونهم بشتى أنواع الأذى كما قضت سنة الله في التدافع بين الحق والباطل.



    وأما تعليل كثرة البلاء على الصالحين ثم الأمثل فالأمثل ، فإن الصالحين هم القائمون بما عليهم من حقوق الحق والخلق. ومن هذه الحقوق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله ودعوة الخلق إلى الحق جل جلاله ، وما يترتب على ذلك – حسب سنة الله في التدافع بين الحق والباطل – من أذى بشتى أنواعه يلحق بهم ، وكلما كان المؤمن صلباً في دينه أي قوياً في إيمانه كان أكثر جهاداً في سبيل الله فيكون أكثر بلاء من غيره لما يلقاه من الكفر وأهل الباطل في جهاده ومدافعته لهم.



    وأيضاً من تعليل هذه السنة العامة قول أهل العلم في تعليل هذه السنة في حق الأنبياء : (لتتضاعف أجورهم وتتكامل فضائلهم ويظهر للناس صبرهم ورضاهم فيقتدى بهم). قولهم بالنسبة لكثرة بلاء الأمثل فالأمثل : (إن البلاء بمقابلة النعمة فمن كانت نعمة الله عليه أكثر فبلاؤه أشد).



    ولا شك أن نعمة الله على عباده المؤمنين الصالحين نعمة عظيمة إذ هداهم للإيمان وهذه النعمة تستحق الشكر وشكرها القيام بحقوق الله ، ومنها الجهاد في سبيله وما يترتب عليه من أذى يلحق بالمجاهدين.



    ومن تعليل هذه السنة التي نحن بصددها أن في البلاء كالمرض ونحوه زيادة أجر للمصاب به وتكفير سيئات المؤمن كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال : (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً. قال : أجل ، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت : ذلك بأن لك أجرين. قال : أجل ، ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى – حتى شوكة فما فوقها – إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها). ومعنى الوعك الحمى ، وقيل ألم الحمى ، وقوله : (ذلك كذلك) إشارة إلى مضاعفة الأجر بشدة الحمى. وقوله (أجل) أي نعم. فالحديث أثبت أن المرض – وهو نوع من البلاء – إذا اشتد ضاعف الأجر ، أو أن شدة المرض ترفع الدرجات وتحط الخطيئات أيضاً حتى لا يبقى منها شيء.



    ابتلاء الأمم الكافرة :



    وقد مضت سنة الله في الأمم الكافرة أن يبتليها بالبأساء والضراء عسى أن يردعها هذا الابتلاء عن كفرها وعنادها وترجع إلى ربها ، فإن لم تفعل ابتلاها بعد ذلك بالسراء عسى أن يحملها ذلك على التوبة بعد أن لم تحملها الشدة على ذلك ، قال تعالى : (وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون. ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون).



    والمعنى أن سنة الله تعالى في الأمم التي كذبت رسلها أن الله تعالى أخذها بالبأساء وبالضراء أي بالشدة في أنفسهم وأبدانهم وأرزاقهم وأموالهم ، وقد فعل الله تعالى ذلك بهم لكي يتضرعوا. والتضرع يعني الخضوع والانقياد إلى الله تعالى لأن من طبيعة الابتلاء بالشدة أن يوقظ الفطرة التي ما يزال فيها خير يرجى وأن يحمل أولئك المعاندين على التوجه إلى خالقهم فيتضرعوا إليه ويطلبوا رحمته وعفوه ، فلم يفعلوا ذلك فأخذهم بالرخاء ليختبرهم فيه ، ولهذا قال : (ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة) أي حولنا حالهم من الشدة إلى الرخاء ومن المرض والسقم إلى الصحة والعافية ، ومن الفقر إلى الغنى ، ليشكروا على ذلك ويرجعوا إلى ربهم بالتوبة والانقياد فلم يفعلوا ذلك (حتى عفوا) أي كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم (وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء) يقول تعالى ابتليناهم بهذا وبهذا ، أي بالضراء والسراء ليتضرعوا وينيبوا إلى الله فلم ينفع فيهم لا هذا ولا هذا ، ولا انتهوا عن غيهم بهذا ولا بهذا ، وإنما قالوا قد مسنا من البأساء والضراء ثم بعده من الرخاء مثل ما أصاب آباءنا في قديم الزمان والدهر ، وهذه عادة الزمان في أهله فمرة يحصل لهم فيه الشدة والنكد ومرة يحصل لهم الرخاء والراحة فلم يكن ما مسنا من البأساء والضراء عقوبة من الله بسبب ما نحن عليه من الدين والعمل ، فلم يتفطنوا لأمر الله فيهم ولا اتعظوا ولا اعتبروا ولا استشعروا امتحان الله لهم في الحالين فاستحقوا العقاب قال تعالى : (فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون) أي أخذناهم بالعقوبة بغتة أي على بغتة وعدم شعور منهم أي أخذناهم فجأة.



    من ابتلاء الأمم الكافرة :



    قال تعالى : (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون). والمعنى : لقد أرسلنا إليهم الرسل فكذبوهم فأخذناهم بالبأساء أي بالبؤس كالفقر وضيق العيش والضراء أي بالضر كالمرض والأسقام ونقصان الأموال والأنفس (لعلهم يتضرعون) أي يتذللون ويخشعون لربهم وينقادون إليه ويتوبون عن ذنوبهم : (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) أي لم يفعلوا ما كان حرياً أن يفعلوا فلم يتضرعوا ولم يلجأوا إلى الله تعالى ولم يرجعوا عن عنادهم ، وجاء بـ (لولا) في قوله تعالى : (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) ليفيد أنه لم يكن لهم عذر في ترك التضرع إلا عنادهم وقسوة قلوبهم وإعجابهم بأعمالهم التي زينها الشيطان لهم ، ولهذا قال تعالى عنهم : (وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) من الكفر والمعاصي بما يوسوس إليهم من تحسين ما هم عليه من كفر وعصيان لربهم.



    فتنة مدعي الإيمان :



    قال تعالى : (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين). والفتنة : الامتحان بشدائد التكاليف من مفارقة الأوطان ومجاهدة الأعداء وما يترتب عليه من أذى في الأموال والأبدان ، والقيام بسائر الطاعات الشاقة وهجر الشهوات والملذات ، وبالفقر والقحط وأنواع المصائب في الأنفس والأموال ، وبمصابرة الكفار على أذاهم وكيدهم وضرارهم. والمعنى : أحسب الذين نطقوا بكلمة الشهادة وأظهروا القول بالإيمان أنهم يتركون بذلك غير ممتحنين ؟ بل إن الله تعالى يمتحنهم بضروب المحن حتى يختبر صبرهم وثبات أقدامهم وصحة عقائدهم وصدق إيمانهم ليتميز المخلص من غير الملخص ، والصادق في إيمانه من الكاذب فيه ، والراسخ في الدين من المضطرب فيه ، فسنة الله لا تتبدل وهي امتحان مدعي الإيمان ، ولهذا فقد امتحن الله أتباع الأنبياء عليهم السلام بأنواع المحن فلا وجه لتخصيص المسلمين بعدم الامتحان ، فسنة الله في هذا الامتحان ماضية فيهم كما مضت فيمن سبقهم من المؤمنين أتباع الأنبياء السابقين. وبهذا الامتحان يظهر الصادق في إيمانه ويتميز من الكاذب.



    فتنة النعمة :



    قال تعالى (وإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون. قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون). يقول الله تبارك وتعالى مخبراً عن الإنسان أنه في حال الضراء يتضرع إلى الله عز وجل وينيب إليه ويدعوه ، وإذا خوله نعمة منه بغى وطغى وقال إنما أوتيته على علم ، قال تعالى إنكاراً لقول هذا الإنسان : (بل هي فتنة) أي ليس الأمر كما زعم بل إنما أنعمنا عليه بهذه النعمة لنمتحنه فيما أنعمنا عليه أيطيع أم يعصي ، أيشكر أم يكفر ، مع علمنا المتقدم بذلك. فما أعطيناه من نعمة فهي فتنة أي اختبار له ، وقد قال مثل مقالته – وهي (إنما أوتيته على علم – وزعم هذا الزعم وأدعى هذه الدعوى كثير ممن سلف من الأمم ومنهم قارون (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) أي ما صح قولهم ولا نفعهم ما كانوا يكسبون من متاع الدنيا وما كانوا يجمعون منه.



    فتنة الأموال والأولاد :



    قال تعالى : (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) . والمعنى أن الله تعالى جعل الأموال والأولاد فتنة أي اختباراً وامتحاناً منه لكم إذا أعطاكموه ليعلم أتشكرونه عليها وتحافظون فيهم على حدوده أو تشتغلون بها عنه كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون). وقوله تعالى : (وأن الله عنده أجر عظيم) أي ثوابه وعطاؤه وجناته خير لكم من الأموال والأولاد فإنه قد يوجد منهم عدو.



    الله وحده هو المتفرد بامتحان عباده :



    وليكن معلوماً أن الله تعالى هو وحده المتفرد بامتحان عبده ولا يشركه أحد في هذا الامتحان وما يتعلق به من حيث مكانه وزمانه ومفرداته فهو تعالى يعين مفردات هذا الامتحان أي أنواع الفتن والمحن التي يمتحن الله بها عبده ، وهو تعالى يعين وقت هذا الامتحان ومكانه ومدته. ولا يجوز مطلقاً للعبد كائناً من كان أن يعترض على هذا الامتحان ولا على مفرداته ومواضيعه ولا على زمانه ومكانه ومدته ولا أن يختار مفردات معينة لامتحانه ولا أن يختار مكاناً أو زماناً لهذا الامتحان ولا مدة له ، فكل ذلك لا يجوز مطلقاً ، وإذا صدر من المسلم كان ذلك مناقضاً لإيمانه بل ردة عن الإسلام والعياذ بالله فليحذر المسلم ذلك. إن التلميذ لا يحق له أن يفرض مفردات امتحانه على أستاذه ولا أن يعترض على ذات الامتحان ولا على مدته ، فكيف يجوز للعبد أن يفعل ذلك مع الله جل جلاله بشأن امتحانه ؟ نعم ، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى أن يخفف عليه الامتحان ويسأله اللطف فيه ويستعيذ به من الفتن ، وهذا ما نبينه في الفقرة التالية.



    الاستعاذة بالله من الفتن :



    قلت : إن الله تعالى وحده هو المتفرد بامتحان عباده وبجميع ما يتعلق بهذا الامتحان من جهة مفرداته وزمانه ومكانه ومدته ، وإنه لا يجوز الاعتراض عليه في شيء من ذلك أو يفرض على الله تعالى نمطاً معيناً من هذا الامتحان أو مفرداته، أو يعترض على نفس الامتحان. ولكن يجوز للمسلم أن يسأل الله تعالى ويدعوه ويتوسل إليه أن لا يمتحنه بما يشق عليه وبما لا ينجح فيه ، وأن يقيه شر الفتن التي قد يتعرض إليها ، ولذلك جاءت الأدعية المأثورة في الاستعاذة بالله من الفتن ، من ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم ، والمأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب القبر ، ومن فتنة النار وعذاب النار ، ومن شر فتنة الغنى ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال).



    وكان الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه يقول في دعائه : (أعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات). وفي كتاب الله العزيز (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم).



    وجاء في تفسيرها : قال قتادة : لا تظهرهم علينا فيفتنونا ، ويرون أنما ظهروا علينا لحق هو عليه. وعن ابن عباس : لا تسلطهم علينا فيفتنونا.



    وفي تفسير الآلوسي : أي لا تسلطهم – أي الكفار – علينا فيسْبونا ويعذبونا ، قاله ابن عباس. قال مجاهد : أي لا تعذبنا بأيديهم أو بعذاب من عندك فيظنوا أنهم محقون وأنا مبطلون فيفتنوا لذلك. والأول أرجح.

    http://www.altareekh.com/doc/article...Print&sid=1069

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  7. #27
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    ونحن نقول لهؤلاء الأنذال الجبناء
    وليسمع كل من في العالم
    ما جاء على لسان الإمام الشافعي -رحمه الله -

    سلوك الكبار مع الأنذال


    إذا سبني نذل تزايدت رفعـــة
    وما العيب إلا أن أكون مساببــه
    ولو لم تكن نفسي عليّ عزيـزة
    لمكنتها من كل نــذل تحـاربـه
    ولو أنني أسعى لنفسي وجـدتني
    كثير التواني للذي أنا طــالبــه
    ولكنني اسع لأنفع صـــاحبي
    وعار على الشبعان إن جاع صاحبه


  8. #28
    شاعر الصورة الرمزية محمود النجار
    تاريخ التسجيل
    14/07/2007
    المشاركات
    2,276
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    القافة تمضي والكلاب تنبح ..
    دعوها تنبح ..

    للعلم فقط .. لقد كنت مهتما بالشأن الكلبي لسنوات مضت ، وأعرف أنواعها جميعا ، العربي منها والأفغاني والألماني والإنجليزي ، , أعرف تفصيلات في أسماء أنواعها ، ولدي خبرة في تربيتها وطرق تأديبها ، وأحسن التعامل معها .. !!

    وبالمناسبة ، رحم الله كلبي الوفي الذي كنت أسميه وقتها ( ريجان ) .. فقد كان كلبا ، بيد أنه كان وفيا جدا .. !!
    وأذكر أن صديقي المهندس البريطاني استهجن أن اسم الكلب ( ريجان ) وسألني عن سبب التسمية ؛ فقلت له بأنني أحتقر ريجان ، ولو كان هذا الكلب أنثى لأسميتها ( تاتشر ) ؛ فضحك ، ولم يعلق .. !
    لكن يبدو أن لدى بعضكم تعليقا .. !!

    محمود النجار

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [align=center]

  9. #29
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    لما عفوت ولم أحقد على أحد ** أرحت نفسي من غم العداوات
    إني أحيي عدوي عند رؤيته ** لأدفع الشر عني بالتحيات
    وأظهر البشر للإنسان أبغضه ** كأنه قد ملا قلبي محبات
    والناس داء، وداء الناس قربهم ** وفي الجفاء لهم قطع الأخوات
    فلست أسلم ممن لست أعرفه ** فكيف أسلم من أهل المودات
    ألقى العدو بوجه لاقطوب به ** يكاد يقطر من ماء البشاشات


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •