انتهت الأزمة في غزة
أكل الناس وشربوا، تدفأوا وأناروا بيوتهم، ولم يعد هناك من مشكلة.
فتحت الحدود ودخل من يريد وخرج من يشاء.
صار الناس "في مهد عيسى".
بات بإمكان الذين تجشموا عناء الهتاف أن يريحوا حناجرهم، فقد أدوا قسطهم للعلى، و"ناضلوا" وجاء وقت الاستسلام مجدداً للنوم.

خطأ.

ما زال الحصار مستمراً، وما زال القتل مستمراً، ومعه الجوع والظلام والصقيع.
ما زالت الأزمة في أوجها، وإن خفتت ليوم فهي ستتفجر في قابل الأيام.
حرام، أن نعود إلى السبات، بعد أن نجحت دموع الأطفال في إيقاظنا من غفوتنا.
حرام أن نركن إلى حيلة السماح لأهلنا بعدم الموت من الجوع، كي يستمر العدو وأزلامه في تعذيبهم.
يا من تحركت فيكم نخوة ظنّ الجميع أنها ماتت إلى الأبد، لا تقتلوا نخوتكم بأيديكم، لا تتركوا أطفال غزة وحدهم يتهددهم غول الجوع والقهر.
لقد تمكنتم من إرعاب العدو وأزلام العدو وحماة العدو بنهضتكم الممتدة من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، فلا تتعبوا، ولا تدعوا حناجركم تبح، ولا تتركوا قبضات أيديكم ترتخي.
اهتفوا ورددوا وكرروا ولا تترددوا: فليسقط الحصار على غزة .. فليسقط الحصار على فلسطين.. نعم لتحرير فلسطين.. كل فلسطين.
محمود ريا