إن الحديث عن العدالة الاجتماعية وقيم التسامح داخل المجتمع ضرب من العبثية، كلام يأتي في سياق ملأ الفراغ الموحي بالتشتت الاجتماعي في ظل يأس الفرد وموت المواطن المتهالك المنتحر ببطء يوما بعد يوم، في ظل الأمراض الاجتماعية. الحديث عن العدالة الاجتماعية و كرامة المواطن الباحث على ما تبقى من طعام في القمامة منافسا الكلاب و القطط الضالة ديماغوجية لا غير لأن الحقيقة وصل إليها الجميع و لم تعد غامضة . إن الكلام عن العدالة الاجتماعية وقيم التسامح يضل غامضا في مغزاه ومحتواه مادام التفكير في الحلول الناجعة و الاستعجالية غير موجود. العقول و القلوب ملأت همّا وغما ولا مفرّجا ولا متضامنا مع الشعب. بالعدالة يرتكب الظلم ويهان الإنسان أمام أبواب المسئولين ، بالعدالة الاجتماعية يرتكب الجشع في سُلَمْ الترقيات على أجساد الكادحين من العمال و البطالين على حد سواء؛ بالعدالة الاجتماعية الغائبة وباسم العدل الغائب بذاته تنتهك الحرية الشخصية وحقوق الإنسان ، باسم احتكار الوطنية وتوزيع ملصقات المعاداة للوطن على ظهور الأحرار من الأمة الباحثين عن الحقوق الضائعة ..العدالة الاجتماعية و العدل الغائبان لصون كرامة الإنسان وعزته في حمايته من نفسه ، قبل حمايته من غيره وتحريضه على تحريك عجلة تفكيره قبل تحفيزه على النهوض لأجل إصابة غنيمة أو استفادة . العدالة الاجتماعية و العدل يبقى كلاما جميلا رومانتيكيا يتبادله الحكام و الساسة و المعارضة على حد سواء، ما يجب أن يكون غير كائن و الذي يجب أن لا يكون كائن ومتجلي. كان يجب أن تكون العدالة الاجتماعية و العدل تحفيزا ليتخذ كل فرد في المجتمع موقفا من مسائل أمته ومشكلاتها و أن يكون مطّـلعا على نوافذ العالم بكل ما يحمل وهنا يمكن أن يتعدى مفهوم العدالة وتنوعها ومن هنا يمكن له الفهم والشعور بجوهر مفهومها
.