السيد فاروق حسني وزير الثقافة المصري ، الذي يرفض الزواج حتى هذه اللحظة ، لأنه يرفض فكرة التقيد بامرأة واحدة – على حد تعبيره – أتحفنا بفتوى جديدة هذه الأيام ، مفادها أن الحجاب ليس بفريضة إسلامية !!! هكذا بدون مقدمات تحول الوزير من وزير للثقافة العلمانية إلى مفتي للديار المصرية !!! ولما لا والمفتي المغيب عن الوعي الديني لا يحرك ساكناً ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر إلا بأمر من أسياده وبشرط أن تتوافق مع أهوائهم !!! .
من يصدق أن الأزهر الذي يفترض فيه أنه أعلى سلطة دينية ليس في مصر فحسب ، بل في العالم الإسلامي ، قبلة المسلمين على اختلاف مشاربهم ، الأزهر الذي تهوي إليه أفئدة الناس من الدول العربية وغير الناطقين بالعربية لينهلوا من علمه الغزير ، الأزهر الذي قال في شأنه أمير الشعراء أحمد شوقي :
حفظ الدين ملياً ومضى ينقذ الدنيا فلم يملك ذهابا
من يصدق أن هذا الأزهر بهذه القدسية الدينية يرأسه شيخ معمم يتبع رئيس الوزراء العلماني ؟؟؟ رئيس الوزراء الذي يصرخ بأعلى صوته قائلاً أن مصر دولة علمانية وليست إسلامية !! وأن على الحكومة أن تبذل قصارى جهدها في سبيل منع وصول الإسلاميين إلى الحكم !! . إذا كان هذا هو رأي الرئيس ، فكيف سيكون رأي المرؤوس (شيخ الأزهر) ؟؟!!!
إن الطامة الكبرى ليست في وزير الثقافة المصري الذي تحول إلى عالم دين يتجرأ على حجاب المرأة المسلمة ويصفه بأنه نوع من التخلف والعودة للوراء وبأن الحجاب ليس فريضة إسلامية .. ولكن الطامة الكبرى هي في هؤلاء العلماء الذين يبيعون دينهم بدنياهم من أجل الكراسي الزائلة ، نسي هؤلاء أن الكرسي دوار كما يقول المثل الشعبي ، وأن هذه الكراسي لو دامت لغيرهم لما وصلت إليهم . نسي هؤلاء سيرة أسلافهم من العلماء الذين نالوا أشد أنواع التعذيب والتنكيل وما بدلوا تبديلا ، والآن هم في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
إن أعجب ما لفت نظري في تصريحات الداعية الجديد السيد فاروق حسني أنه يقطع بعدم فرضية الحجاب، ودليله الدامغ على ذلك أن كل بدن الرجل مصدر إغراء للمرأة ، فلما لا يفرض على الرجل تغطية بدنه وشعره مثل المرأة ؟؟!!... وذهب الإمام الأكبر فضيلة الشيخ فاروق بعيداً وساق لنا دليل آخر أشد تفاهة من دليله السابق وقال سماحته ( أن مصر بلد حارة ، وأن الحجاب يزيد من حرارة جسد المرأة ) ؟؟؟ أرأيتم دليلاً أدمغ وحجة أقوى من ذلك !!؟؟
إن المرء ليتساءل بمرارة وأسى ، هل هذه ثقافة وزير ثقافة ؟؟ إذا كانت الإجابة لا فتلك مصيبة ، وإذا كانت الإجابة نعم فالمصيبة أعظم .
هل يستطيع السيد فاروق حسني الوزير الهمام الذي يتذرع بحقه في حرية الرأي أن يستخدم هذا الحق وأن يبدي رأيه الحر الجريء في محرقة اليهود ؟؟؟ أو أن يقول لنا رأيه بحرية كاملة في حجاب الراهبات ؟؟ هل هو تخلف وعودة للوراء أيضاً مثل حجاب المسلمات أم هو من المقدسات المسيحية التي لا يجرؤ هو ولا أمثاله على الاقتراب منها أو المساس بها؟؟
هذه الأسئلة وغيرها تجرنا إلى تساؤلات أخرى كثيرة ، منها على سبيل المثال :
• لماذا يطعن الإسلام دائما بأيدي أبنائه وليس بأيدي أعدائه ؟
• لماذا يتطاول المتنطعون على الدين الإسلامي فقط ؟
• لماذا لا يتجرأ هؤلاء المتنطعون على المساس بقشرة الديانات الأخرى ؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير تجيش في نفوس الملايين من المسلمين على إختلاف لغاتهم ، فهل يتطوع الحبر الأعظم السيد فاروق وأمثاله بالإجابة على هذه التساؤلات الحائرة .
ولا يسعني إلا أن أدعو الله العلي القدير أن يقيض لهذه الأمة علماء مخلصون يعملون بالحديث الشريف (أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المفضلات