بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (1): تساولات حول وضع المرأة

المشكلة الأساسية التي نعيشها في مجتمعاتنا هي مشكلة التخلف. التخلف ليس كائناً غيبياً نعاني منه. التخلف هو واقع نحياه. أعراض التخلف تواجهنا يمنة ويسرة أينما ذهبنا. نقص المهنية في الممارسة الحقلية هي أحد أعراض التخلف. لذا فالدعوة إلى إحياء المهنية وإحياء القيم المهنية التي يقوم بها أخي الكريم عامر ضمن أنشطة واتا هي دعوة لتطوير مجتمعاتنا، وانتشالها من حفرة التخلف.

إمرأة يموت زوجها وابنها الوحيد في حادث، فيقول الأهل قبل أن يعرفوا شيء، لا تقولي إن الإبن مات أولاً، بل قولي إن زوجك مات أولاً ثم ابنك، حتى لا تدخلي في نزاعات على الإرث!!! أليس هذا عدم تقوى وكان الأجدر أن يعرفوها تقوى الله، وأن تقول الصدق ولا تكتم شهادة، لأنه سيترتب على أقوالها حقوق شرعية لآخرين؟ أليس عدم تقوى الله هو جزء من هذا التخلف؟

يقول علماء الاجتماع إن الظاهرة الاجتماعية عمياء.
أهذا حكم وصفي أم قيمي؟
إذا كان وصفي فلماذا لا ننيره بنور العقل؟
لماذا نبقي عقولنا معطلة ولا نشغلها في تعديل أنماط سلوكنا لاجتماعي لتتوافق مع العقل؟
وإذا كان الحكم قيمي، فعلى أيه ضرورة عقلية تم بناؤه؟
أليس الخروج من هذا التخلف، يقتضي تشغيل هذه الأدمغة المعطلة؟

هل الشرع يقتضي تشغيل العقل أم تعطيله؟
لماذا يتم وضع العقل في مقابل الوحي؟
ألم يحث الوحي على استخدام العقل؟
هل يمكن فهم الوحي دون عقل؟

قضية المرأة قضية ملحة، فلا شك أننا نعيش في مجتمعات ذكورية، بمعنى أن الرجل هو كل شيء، والمرأة على الهامش. خروج المرأة من الهامش لا يتم إلا باستخدام رجل. مثلاً المرأة المظلومة وهي كنة من خلال إمرأة أخرى كانت مظلومة، لا تتم إلا باستخدام الرجل كأداة. هذه الحالة يتم تأصيلها بالنصوص المبتورة والتفسيرات الملتوية في غالب الأحيان.

ماذا لو قلنا "فويل للمصلين"، ولم نكمل؟
أليس هذا لي لعنق فحوى الآية الكريمة الواردة في كتاب الله؟
والكل يوافق على أنها بتر، لذا لا نوافق أحد على هذا البتر للآية الكريمة.
لماذا عندما يقول الله تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"، نوافق على بتر الآية ونقصرها على الجزء الأول من الآية وهو:"الرجال قوامون على النساء"؟
أليس هذا إخراج لها من شرطيتها التي وضعها القرآن إلى إطلاقها؟

ماذا لو كانت المرأة هي الأعقل في أسرة ما، بل وكانت هي التي تنفق على البيت، فالمرأة هي التي تعمل والرجل لا يعمل؟ هل القوامة أيضاً للرجل أم يتغير الوضع؟
ألم نسمع برجل يصفونه بـ (على البركة)؟
ألم يجلس العقلاء من أهله ليتخيروا له زوجة عاقلة لتدير شؤونه؟
اليس هذا إيكال لمهمة القوامة لها؟
أفي هذا تناقض مع الآية الكريمة، أم أن هذا الرجل افتقد أحد شروط القوامه، وهو شرط "ما فضل الله بعضهم على بعض"، لذا فآلت القوامة إليها وبموافقة الأهل؟

ألا يعني هذا أن القوامة لا يمكن تحديدها على أسس قبلية apriori، ولا بد أن تكون قراراً استقرائياً Inductive Decision لكل حالة منفردة؟

أليست الأمومة ثلاثية: أمومة البويضة وأمومة الرحم وأمومة الرضاعة، بينما الأبوة أحادية؟
ألم يجيب الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الأم أحق الناس بصحبة الوليد ثلاثة أضعاف الأب؟ لماذا حق الصحبة تم تهميشة واعتبرنا أن التسمية هي الأساس؟
لماذا لا يكون الأساس في منح الجنسية الأم ثم الأب في حالة الزيجات المختلطة؟
هل الجنسية في الدول المعاصرة هي صحبة أم تسمية؟

لماذا تحاول المحاكم الشرعية تحويل كل حالة طلاق من جانب المرأة إلى خلع؟
لماذا تطبق المحاكم الشرعية حديث الخلع على كل الحالات، بينما تلغي تطبيق أية كريمة: "ولا تخرجوهن من بيوتهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة"؟

لماذا تظل المرأة بلا حماية ومعتمدة اعتماداً كلياً في كينونتها على حظها في الرجل؟
فإذا كان الرجل إبن حلال، فقد أكرمها.
أما إذا كان غير ذلك فإنها تعاني الأمرين دون رادع فعال.

بعد المناقشة والوصول إلى مبادئ، سنأخذ حالات من الواقع، حتى لا نغوص في تنظير بعيد. وسيكون تناول الحالات دون إشارة إلى الأسماء، حتى نخرجها عن مستوى الخصوصية. من خلال هذه الحالات سيتم الوصول إلى أحكام استقراءً.

وبالله التوفيق،،،