آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: القصيدةُ .. احتمالُ الأزرق

  1. #1
    أستاذ التعليم العالي بالجامعة المغربية الصورة الرمزية أ.د/ مصطفى الشليح
    تاريخ التسجيل
    23/05/2007
    المشاركات
    40
    معدل تقييم المستوى
    0

    القصيدةُ .. احتمالُ الأزرق

    .
    .
    .





    القصيدةُ .. احتمالُ الأزرق






    قلتُ: أما والقصيدة نأت بي أنا حتى صرت لا أنـا لأصرفنّ وجهتي إلى أرباضها، ثم لأقطفنّ جبهتي من أفياضها، ولأكشفنّ جهتي في أطوالها وأعراضها، ولأندفنّ شبهتي ما بين بسطها وأقباضها، حتى أكون أنا القافية من عروضها وأغراضها.

    أما والقصيدة نأيتُ بها إليّ لأطرفن شميم انتظام ونديم احتدام، ولأهتفن بالقصيدة.


    القصيدة، يا أيها السائل القائل، سؤال التاريخ عن الذات، باذخة الجمال، يكتبها سؤال عن التاريخ في جغرافية المقال، وفي خارطة المنقال. يسلب الشاعر الزمان انسبال الشماريخ، من مواله، على أريج الكمان، ويسحب المكان إلى ما ليس هناك من المجال.


    القصيدة انهمار اللحظات لكي لا تكون لحظات، وانشذار العتمات لتكون عتبات للكلام. هل كان كلاما ذلك الرسم الذي قال كلاما؟ وهل وقف الأصيحاب فاتحة أم ختاما ؟ وهل كان الحمام مروحة للرماد أم كان للجذى احتداما ؟ ومن غصّ حين قصّ، على الواقفين، مناما ؟ ومن تقصى وتقصص، بين العارفين، أواما ومداما ؟ من خصّ الذارفين حكيـًا، باللغة، انبهاما ؟


    القصيدة أنهارٌ من الرحيل في الرحيل. تأتي كما حكايات المستحيل. تأتي كنايات عن العذل البليل وعن الجذل الجليل وعن المذل الخليل، وعن كنايات المُدل العليل من الحكايات. تأتي الحكايات. جلنار الصدى شفق الهديل. تشتار الحديقة أرق الأصيل لترقى المساء. بياض يغار من شهرزاد إذا تحكي عن وشاحات المساء. رياض تختار انزياحات الرماد لتذكي لغة المساء. الصور منثورة أو منذورة للهباء من البهاء.
    للمعاني اللاقصيدة. تلك أنهار طلل مُحيل.


    القصيدة طلل للمشردين رمالا، وبدل للمعمدين انعقالا. يا صاحبيّ من هام سؤالا ؟ من قام، بهامته، يتقرى وصالا؟ ومن نام، بلأمته، يتحرى نصالا ؟ خلل، يا صاحبيّ، في الرقيم الأول الذي كان اشتعالا. هل المعلقات كانت سجالا أم كانت انسدالا ؟ وهل المطوقات كانت للورد اختيالا أم كانت خيالا ؟ وهل المرقرقات، من دمنا، رقت اعتلالا أم راقت انسبالا ؟ قفا يا صاحبيّ على طلل واقف على أطلالنا، وعلى قسطل نازف من أقوالنا. ألا كونا احتمالا.


    القصيدة احتمال الأزرق المديد. مديد كلام الليل يا شهرزاد وعنيد. لا لون للسواد إلا البديد البديد. لا لون للسواد من الكلمات إلا العميد البعيد. لا لون إلا العديد المديد. يا القصيدة، يا الجون الوليد الفقيد، ويا البون الرشيد الشريد، ويا أنا الوحيد الفريد : ما الأزرق الشريد الشهيد ؟


    أما والقصيدة نأت بي إليّ ما عرفت للقصيدة لا قصيدتها حتى اساقط هذا الكلام عجبا عجابا وأربا مذابا، وأنا ما كنت طالبا ولا راغبا في رطب، ما بين حجب و طرب، أعذاقها، ولا كنت ناهبا ولا ذاهبا إلى أسواقها وأوساقها.


    بيان ولا بيان، وترجمان ما له ترجمان
    كأني بالعربيّ غريب الوجه واليد واللسان
    كأني بالمغربيّ وجيب الكنه والقصد والجنان



    وكأني بي أتلفت، والحروف انحرافات، وأبهت، والقطوف اختلافات، وألهث، والطيوف انصرافات. أنا الطيوف اللغوية من جبتي كانت تنفر، وكنت أعقلها كيما لا تنشذر. وأنا القطوف البلاغية لي كانت تسبر المعاني وتعبر، المرايا، وتنظر. و أنا الحروف النابغية تسبكر إلى جبهتي، يا السائل عن كرمتها السابغية، وتنقر زجاجة الروح وتخطر.



    تخطر وتقطر بالقصيدة. كان الشعر منهاجا ومعراجا إليّ قبل النزهة. كنت برهة نظام لا انتظامَ لها. لا زمان لاندفاق القريض. هو كالوميض. هو ما ليس للغريض. لا زمان للرائيّ المرئيّ في بلهنية بسط خفيض. كان الشعر أبراجا وأمواجا، وأنا أرتبُ البحرَ لكي لا تتسلل التفاعيل من محارته، ولكي لا تبتل التآويل بانقداحته، من النقيض إلى النقيض.


    النقيض الأبيضُ قصيدة السالكين.


    السالكون السائلون التاركون على حواشي الطريق أنقاضا من النمنمات الخضر لكي تستوي لملمات وأقباضا في غواشي الطريق. تركوها وقد كانوا ملكوها، وكنت أدركت ظني أن السلوك إلى القصيدة بيني وبيني حتى رأيت اليوسيّ رائية حمراء من أثـر السلوك، وحتى رآني السوسيّ أتوجس وأتلبس تائية، وما مني تائية خنساء، ولا كان مني مهوى السلوك.


    السالكون القائلون المالكون بسط الحكاية إلى اللاحكاية خارطة الكتابة إلى اللاكتابة. أنا وهم الغرابة الذاهب إلى الكتابة، وأنا الناهب الطرس والنقس والشمس من رتابة الوهم لأشدو، بالربابة المنسية في لحون المساء الأخير، ما تكنفته البسط الراسية في عيون المساء الأخير. وأنـا الذي تنادفته النقط العارية الكاسية لتكون القصيدة جدولا من الحرير الأخير.


    قصائد لي .
    جداول الكلام تهز جناحيها لينهمر الحمام ديوانا.
    لي من القصائد ما أغرى الغمامَ بي.
    دخلت بحرا وما هو بحر، وكنت وحدي.


    كان الغمام غلاما والفضاء يروح ويغدو، بالغافيات حساما، إلى حيث تبوح الخزامى بالأخير من الكلام كلاما. سلامـًا يا مفرق البرق، وقد أطرقت القافيات كأنها أيامى، وكأني ما دخلت بحرا وهو بحر لأرى شط العرب يتامى، وكأني أطرقت وجلا، من التاريخ، لغة وهاما. وأنـا الذي نخلت فانخذلت وما صرخت احتداما. أنـا الطلل الرائي، وراء الغيم، قتاما. كنت وحدي، إذا انهمر المرام إيوانا. من تقرى ؟ ولمن ألهوبُ التصادي كان غلاما ؟


    قلت شعرا والشطوط خيوط .
    هل أقول الآن شعرا والشطوط خطوط ؟


    .

    أنا
    حينَ الكلامُ أجرى دمي
    قلتُ : .. أمانًا

    هُنا
    دمٌ مطلولُ


    وهُنا يظمأ الحمامُ
    ولا إلفٌ

    .. هُنا ماءٌ ظامئٌ مقتولُ




    أ.د / مصطفى الشليح

  2. #2
    أستاذ التعليم العالي بالجامعة المغربية الصورة الرمزية أ.د/ مصطفى الشليح
    تاريخ التسجيل
    23/05/2007
    المشاركات
    40
    معدل تقييم المستوى
    0

    القصيدةُ .. احتمالُ الأزرق

    .
    .
    .





    القصيدةُ .. احتمالُ الأزرق






    قلتُ: أما والقصيدة نأت بي أنا حتى صرت لا أنـا لأصرفنّ وجهتي إلى أرباضها، ثم لأقطفنّ جبهتي من أفياضها، ولأكشفنّ جهتي في أطوالها وأعراضها، ولأندفنّ شبهتي ما بين بسطها وأقباضها، حتى أكون أنا القافية من عروضها وأغراضها.

    أما والقصيدة نأيتُ بها إليّ لأطرفن شميم انتظام ونديم احتدام، ولأهتفن بالقصيدة.


    القصيدة، يا أيها السائل القائل، سؤال التاريخ عن الذات، باذخة الجمال، يكتبها سؤال عن التاريخ في جغرافية المقال، وفي خارطة المنقال. يسلب الشاعر الزمان انسبال الشماريخ، من مواله، على أريج الكمان، ويسحب المكان إلى ما ليس هناك من المجال.


    القصيدة انهمار اللحظات لكي لا تكون لحظات، وانشذار العتمات لتكون عتبات للكلام. هل كان كلاما ذلك الرسم الذي قال كلاما؟ وهل وقف الأصيحاب فاتحة أم ختاما ؟ وهل كان الحمام مروحة للرماد أم كان للجذى احتداما ؟ ومن غصّ حين قصّ، على الواقفين، مناما ؟ ومن تقصى وتقصص، بين العارفين، أواما ومداما ؟ من خصّ الذارفين حكيـًا، باللغة، انبهاما ؟


    القصيدة أنهارٌ من الرحيل في الرحيل. تأتي كما حكايات المستحيل. تأتي كنايات عن العذل البليل وعن الجذل الجليل وعن المذل الخليل، وعن كنايات المُدل العليل من الحكايات. تأتي الحكايات. جلنار الصدى شفق الهديل. تشتار الحديقة أرق الأصيل لترقى المساء. بياض يغار من شهرزاد إذا تحكي عن وشاحات المساء. رياض تختار انزياحات الرماد لتذكي لغة المساء. الصور منثورة أو منذورة للهباء من البهاء.
    للمعاني اللاقصيدة. تلك أنهار طلل مُحيل.


    القصيدة طلل للمشردين رمالا، وبدل للمعمدين انعقالا. يا صاحبيّ من هام سؤالا ؟ من قام، بهامته، يتقرى وصالا؟ ومن نام، بلأمته، يتحرى نصالا ؟ خلل، يا صاحبيّ، في الرقيم الأول الذي كان اشتعالا. هل المعلقات كانت سجالا أم كانت انسدالا ؟ وهل المطوقات كانت للورد اختيالا أم كانت خيالا ؟ وهل المرقرقات، من دمنا، رقت اعتلالا أم راقت انسبالا ؟ قفا يا صاحبيّ على طلل واقف على أطلالنا، وعلى قسطل نازف من أقوالنا. ألا كونا احتمالا.


    القصيدة احتمال الأزرق المديد. مديد كلام الليل يا شهرزاد وعنيد. لا لون للسواد إلا البديد البديد. لا لون للسواد من الكلمات إلا العميد البعيد. لا لون إلا العديد المديد. يا القصيدة، يا الجون الوليد الفقيد، ويا البون الرشيد الشريد، ويا أنا الوحيد الفريد : ما الأزرق الشريد الشهيد ؟


    أما والقصيدة نأت بي إليّ ما عرفت للقصيدة لا قصيدتها حتى اساقط هذا الكلام عجبا عجابا وأربا مذابا، وأنا ما كنت طالبا ولا راغبا في رطب، ما بين حجب و طرب، أعذاقها، ولا كنت ناهبا ولا ذاهبا إلى أسواقها وأوساقها.


    بيان ولا بيان، وترجمان ما له ترجمان
    كأني بالعربيّ غريب الوجه واليد واللسان
    كأني بالمغربيّ وجيب الكنه والقصد والجنان



    وكأني بي أتلفت، والحروف انحرافات، وأبهت، والقطوف اختلافات، وألهث، والطيوف انصرافات. أنا الطيوف اللغوية من جبتي كانت تنفر، وكنت أعقلها كيما لا تنشذر. وأنا القطوف البلاغية لي كانت تسبر المعاني وتعبر، المرايا، وتنظر. و أنا الحروف النابغية تسبكر إلى جبهتي، يا السائل عن كرمتها السابغية، وتنقر زجاجة الروح وتخطر.



    تخطر وتقطر بالقصيدة. كان الشعر منهاجا ومعراجا إليّ قبل النزهة. كنت برهة نظام لا انتظامَ لها. لا زمان لاندفاق القريض. هو كالوميض. هو ما ليس للغريض. لا زمان للرائيّ المرئيّ في بلهنية بسط خفيض. كان الشعر أبراجا وأمواجا، وأنا أرتبُ البحرَ لكي لا تتسلل التفاعيل من محارته، ولكي لا تبتل التآويل بانقداحته، من النقيض إلى النقيض.


    النقيض الأبيضُ قصيدة السالكين.


    السالكون السائلون التاركون على حواشي الطريق أنقاضا من النمنمات الخضر لكي تستوي لملمات وأقباضا في غواشي الطريق. تركوها وقد كانوا ملكوها، وكنت أدركت ظني أن السلوك إلى القصيدة بيني وبيني حتى رأيت اليوسيّ رائية حمراء من أثـر السلوك، وحتى رآني السوسيّ أتوجس وأتلبس تائية، وما مني تائية خنساء، ولا كان مني مهوى السلوك.


    السالكون القائلون المالكون بسط الحكاية إلى اللاحكاية خارطة الكتابة إلى اللاكتابة. أنا وهم الغرابة الذاهب إلى الكتابة، وأنا الناهب الطرس والنقس والشمس من رتابة الوهم لأشدو، بالربابة المنسية في لحون المساء الأخير، ما تكنفته البسط الراسية في عيون المساء الأخير. وأنـا الذي تنادفته النقط العارية الكاسية لتكون القصيدة جدولا من الحرير الأخير.


    قصائد لي .
    جداول الكلام تهز جناحيها لينهمر الحمام ديوانا.
    لي من القصائد ما أغرى الغمامَ بي.
    دخلت بحرا وما هو بحر، وكنت وحدي.


    كان الغمام غلاما والفضاء يروح ويغدو، بالغافيات حساما، إلى حيث تبوح الخزامى بالأخير من الكلام كلاما. سلامـًا يا مفرق البرق، وقد أطرقت القافيات كأنها أيامى، وكأني ما دخلت بحرا وهو بحر لأرى شط العرب يتامى، وكأني أطرقت وجلا، من التاريخ، لغة وهاما. وأنـا الذي نخلت فانخذلت وما صرخت احتداما. أنـا الطلل الرائي، وراء الغيم، قتاما. كنت وحدي، إذا انهمر المرام إيوانا. من تقرى ؟ ولمن ألهوبُ التصادي كان غلاما ؟


    قلت شعرا والشطوط خيوط .
    هل أقول الآن شعرا والشطوط خطوط ؟


    .

    أنا
    حينَ الكلامُ أجرى دمي
    قلتُ : .. أمانًا

    هُنا
    دمٌ مطلولُ


    وهُنا يظمأ الحمامُ
    ولا إلفٌ

    .. هُنا ماءٌ ظامئٌ مقتولُ




    أ.د / مصطفى الشليح

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية زحل الخفاجي
    تاريخ التسجيل
    03/09/2007
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تبحر بالحروف والقوافي تحيا عندك بشموخ فأنت الماحي لكل قصيدة

    القصيدة انهمار اللحظات لكي لا تكون لحظات، وانشذار العتمات لتكون عتبات للكلام. هل كان كلاما ذلك الرسم الذي قال كلاما؟ وهل وقف الأصيحاب فاتحة أم ختاما ؟ وهل كان الحمام مروحة للرماد أم كان للجذى احتداما ؟ ومن غصّ حين قصّ، على الواقفين، مناما ؟ ومن تقصى وتقصص، بين العارفين، أواما ومداما ؟ من خصّ الذارفين حكيـًا، باللغة، انبهاما ؟


    القصيدة أنهارٌ من الرحيل في الرحيل. تأتي كما حكايات المستحيل. تأتي كنايات عن العذل البليل وعن الجذل الجليل وعن المذل الخليل، وعن كنايات المُدل العليل من الحكايات. تأتي الحكايات. جلنار الصدى شفق الهديل. تشتار الحديقة أرق الأصيل لترقى المساء. بياض يغار من شهرزاد إذا تحكي عن وشاحات المساء. رياض تختار انزياحات الرماد لتذكي لغة المساء. الصور منثورة أو منذورة للهباء من البهاء

    فاسكت شهرزاد وفلت منها وشاحات السماء

    تقبل أحترامي وتقدير أستاذي الفاضل


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •