آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من كـاتون الكبير الى بوش الصغير:"قرطاجة يجب ان تدمر!"

  1. #1
    كاتب مستقل الصورة الرمزية جورج حداد
    تاريخ التسجيل
    10/12/2007
    العمر
    88
    المشاركات
    148
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي من كـاتون الكبير الى بوش الصغير:"قرطاجة يجب ان تدمر!"

    من كـاتون الكبير الى بوش الصغير:

    "قرطاجة يجب ان تدمر!"

    جورج حداد*ـ



    ان اي تاجر، مهما كان صغيرا او قليل التجربة، يعرف انه يوجد في السوق ما يسمى "تجارة غير شريفة"، وأحد اشكالها "التجارة الاغراقية"، ولا سيما إغراق السوق بالبضاعة القديمة الكاسدة منتهية الصلاحية، او البضاعة الجديدة وجميلة المظهر ولكن مغشوشة الجوهر. وفي معركتنا القومية المصيرية الكبرى ضد الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية، فإن "سوق الإعلام" العربية تكاد تختنق، حرفيا، بالسلع الاعلامية المغشوشة، التي تهدف ليس الى توعية، بل الى تسميم وعي الانسان العربي، وبكلمات اخرى "تغذيته حتى التخمة" بالوعي المسموم.

    وبعض اشكال هذه السلع الاعلامية المغشوشة والمسمومة هو: تسخيف وتسطيح وتبسيط صراعنا الوجودي مع العدو الامبريالي والصهيوني.

    ولكي يصل مدوزنو "اللعبة" الى اغراضهم، يرمون لنا بعض المفرقعات الاعلامية، ذات الاصداء المتقابلة، او متعددة الانفجارات، بحيث لا ندري هل ان القنبلة القاتلة تنفجر امامنا ام وراءنا ام اين؟...

    من هذه المفرقعات، متعددة طبقات الانفجار، ومتعددة الاغراض، مفرقعة "صراع الحضارات" التي اطلقها نبي الشؤم الاميركي ـ الصهيوني صموئيل هنتنغتون، عشية الهجمة الاميركية الاخيرة على المنطقة العربية.

    طبعا نحن "ابناء العرب" (اي ابناء الامة العربية ـ ام الحضارة الانسانية) لا يمكن ان نكون مع "صراع الحضارات" لاننا، وببساطة سطوع الشمس من الشرق، نحن "ام الصبي" الحقيقية. ولا يوجد ام حقيقية تفرط بوليدها او حفيدها او حفيد حفيدها.

    ولكن هل علينا ان نأخذ هذه المقولة على علاتها، سواء بالموافقة او المعارضة؟

    وبكلمات اخرى: هل مقولة "صراع الحضارات" هي بحد ذاتها مقولة صحيحة؟

    ـ انها بالواقع مقولة نصف صحيحة ـ نصف كاذبة.

    فالنصف الكاذب فيها هو انه لا يمكن ان توجد "حضارات" حقيقية، وان يوجد "صراع" فيما بينها؛ حيث ان قدر الحضارات (حتى لو كانت تنتمي في منشئها الى بلدان متعادية، ايا كانت اسباب العداء) هي ان تتفاعل وتتواصل، وكما يقول شاعرنا الفيلسوف سعيد عقل: ان تتبادع، لا ان تتصارع.

    والنصف الصحيح فيها هو انه يوجد فعلا صراع بين الشرق العربي ـ الاسلامي وبين الغرب الامبريالي الاميركي ـ الصهيوني، ولكنه ليس صراعا بين "حضارتين"، بل هو ـ في الجوهر ـ صراع بين الحضارة الانسانية، التي يمثلها الشرق العربي ـ الاسلامي في مرحلتنا الراهنة، وبين الهمجية الامبريالية ـ الصهيونية المعادية للانسانية جمعاء.

    وهذا الطرح "الملتبس" لهنتنغتون ومَن وراءه كان يقصد منه:

    اولا ـ خلط الحقيقة بالكذب، و"تبرئة ذمة" الجبهة الامبريالية ـ الصهيونية من تاريخها وواقعها واهدافها الاستعمارية الهمجية، بإضفاء "الطابع الحضاري" (خصوصا: الديني) على الصراع بمجمله، اي من كلا الجانبين.

    ثانيا ـ خلق الارضية المناسبة وايجاد المبررات الكافية، لتضليل وحرف الحركات "الاسلامية!!!" القابلة للتضليل والانحراف، لـ"تضييع البوصلة" وإغماض العين عن الطابع الاساسي، التحرري ـ الوطني ـ الانساني، للصراع؛ والغرق كالعميان في مستنقع الصراع الديني، خصوصا الصراع المسيحي ـ الاسلامي، ومن ثم الصراع المذهبي الاسلامي ـ الاسلامي ذاته، لأن تجربة التاريخ تثبت ان الانجرار في اي حلقة من حلقات الصراع الديني، تجر وراءها السلسلة كلها، لانها سلسلة واحدة مترابطة.

    ثالثا ـ ولكن اخطر ما كانت ولا تزال تهدف اليه مفرقعة هنتنغتون هو: دفعنا الى التخلي عن الصراع ضد الامبريالية والصهيونية، باسم معارضة "صراع الحضارات"، وباسم "حوار الحضارات" و"حوار الاديان" و"لقاء الاديان"، واخيرا بيت القصيد "السلام والوئام" بين "ابناء سيدنا ابرهيم"، وما اشبه ذلك من الاكاذيب الشيطانية، التي ليس فيها شيء من الحق، حتى "الحق الذي يراد به باطل"، لانها كلها باطل، وباطل الاباطيل!

    ومن الاكاذيب والخزعبلات الاعلامية الشيطانية التي يتعرض لها وجدان ووعي الانسان العربي، لا سيما في السنوات الاخيرة:

    1 ـ ان الصهيونية الغربية هي سياسة شيطانية، اما اليهودية فهي "دين رباني" شرقي، كالاسلام والمسيحية. وفي الصراع ضد الصهونية "الغربية"، يمكننا "الاتكاء" على اليهودية "الابرهيمية".

    2 ـ ان اسرائيل "تخدع" و"تضلل" اميركا، وان السياسة الامبريالية الاميركية هي نتيجة "تقصير" الاعلام العربي.

    3 ـ ان السياسة الامبريالية الاميركية رهن بهذا الرئيس الاميركي او ذاك.

    4 ـ ان اميركا، التي قامت بتحرير العراق من دكتاتورية صدام، هي جادة في اقامة "الدمقراطية" في العراق.

    5 ـ ان اميركا هي جادة في اقامة "دولة فلسطينية" الى جانب الدولة الاسرائيلية اليهودية.

    6 ـ ان اميركا جادة في ايجاد "تسوية وفاقية وطنية" في لبنان.

    7 ـ ان اميركا جادة في اقامة السلام في السودان والجزائر والمغرب (خصوصا مع البوليساريو).

    8 ـ ان اميركا جادة في تطبيع العلاقات مع ليبيا.

    وغير ذلك من الاكاذيب والخزعبلات، التي تتجند غالبية وسائل الاعلام العربية ذاتها لتسويقها في السوق الاعلامي العربي مع كرنفالات روتانا باهظة الكلفة (التي تكاد تصبح احد اسباب رفع اسعار النفط)، ومع دلع نانسي، وآهات هيفا، مع كل الاحترام لهاتين الصبيتين الحلوتين.

    وجوابا على هذه الخزعبلات نقول:

    1 ـ لا شك ان الصهيونية (ومولودها: اسرائيل) هي ـ حسب تعبير الامام المغيب موسى الصدر ـ شر مطلق. ولكن بدلا من محاولة "اقناع" الانسان العربي بقبول الديانة اليهودية لانها "ديانة الهية" و"ربانية" و"سماوية" مطهرة وسموحة، ليتفضل كل من يشاء وينشر لنا على الملأ المقاطع والفصول من التوراة، التي تدعو الى ابادة العرب (الكنعانيين، واليبوسيين، والعموريين الخ) من اساسهم، والى عدم ابقاء نسمة منهم، والى الاستيلاء على ارضهم ومدنهم وبيوتهم وكرومهم. وليتفضل من يشاء وليطلب من ارباب اليهودية ان يعتذروا، مجرد ان يعتذروا، عن التواطؤ لقتل يوحنا المعمدان، والالحاح على صلب السيد المسيح. لماذا علينا نحن ان "نصفح" عن القاتل، المستمر بالقتل باوامر "الهه التوراتي" واسياده الامبرياليين الاميركان، في حين انه هو ـ اي هذا القاتل ـ غير مستعد للاعتراف حتى بأنه ارتكب جريمة القتل عن طريق "الخطأ"؟. لماذا... والى متى... يرضى القتيل وليس يرضى القاتل؟!

    2 ـ ان الطغمة المالية اليهودية العليا هي جزء لا يتجزأ من النظام الامبرياليي العالمي. ومن ثم فإن اسرائيل هي قاعدة صهيونية ـ امبريالية، كانت بريطانية (حينما كانت بريطانيا زعيمة العالم الامبريالي) فاصبحت اميركية (حينما اصبحت اميركا زعيمة هذا العالم الشيطاني). فلا اسرائيل تخدع اميركا، ولا اميركا تخدع اسرائيل؛ بل الاثنتان "تخدعان" المتساقطين والجبناء والعملاء من الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين والعرب والاكراد والامازيغ. وستأتي ساعة، كما دائما، يندم فيها من يندم، ولات ساعة مندم.

    3 ـ ان اميركا، بوصفها زعيمة العالم الامبريالي، هي وريثة التقاليد الامبريالية في التعامل مع الشرق العربي ـ الاسلامي. ومن ثم فإن "تعاملها" مع الشرق العربي ـ الاسلامي، له بعد واحد هو: التدمير والاستعمار. ولا شيء سوى ذلك. وحينما اطلق جورج بوش الابن حملته، بعد 11 ايلول 2001، سماها " الحملة الصليبية الجديدة". وعند مهاجمة العراق، نادى بعض الكتاب الاميركيين بـ"اعادة العراق الى العصر الحجري". وقد القى "المحررون" الاميركيون على العراق ملايين اطنان ما يسمى اليورانيوم المنضب، لتسميم التربة والمياه والهواء، لجعل الارض العراقية غير صالحة فعليا وانسانيا للسكن لمئات السنين الى الامام.

    وهذا ما يذكر تماما بقرطاجة، التي لم يكتف الرومان بأن قضوا على سكانها عن بكرة ابيهم، حيث قتل عشرات الالوف منهم وسلم الباقون للنخاسين اليهود لبيعهم عبيدا، ثم اضرموا النار فيها لمدة 17 يوما، بل عمدوا الى رش اراضيها بالملح حتى لا تعود صالحة للزراعة والعيش لا للانسان ولا للحيوان.

    ويومها، لم يكن قد ظهر السيد المسيح؛ ولم تكن روما قد صلبته و"حصلت" على رمز "الصليب"؛ ولم تكن بالتالي قد اغتصبت الكنيسة المسيحية ونقلت مركزها اليها بدلا من فلسطين، ثم استخدمت رمز "الصليب" الذي هي نفسها صلبت السيد المسيح عليه، لتشن "حملاتها الصليبية" وآخرها حملة "بوش الصغير" ضد الشرق العربي.

    يومها، طرحت "روما" شعارا اكثر بساطة، واكثر "صدقا" وتعبيرا عن الواقع، وان لم يكن اقل همجية ووحشية، وهو شعار: "قرطاجة يجب ان تدمر!"؛ الذي اطلقه سيناتور (عضو مجلس الشيوخ) روماني، يدعى: كاتون(Caton) الكبير!

    وحينما تم تدمير قرطاجة بالطريقة الوحشية التي دمرت بها، "فرح" بعض منافسيها من الامازيغ في شمال افريقيا، ومن العرب والاغريق في مصر وغيرها. ولكن بعد قرطاجة، سقط كل شمال افريقيا، وسقطت مصر، وسقطت فلسطين، وسقطت البتراء، وسقطت تدمر، تحت القدم الوحشية الرومانية.

    واليوم تعمل اميركا المستحيل لتحويل فلسطين الى مقبرة للفلسطينيين، ولبنان الى مقبرة للبنانيين، والعراق الى مقبرة للعراقيين، ومصر الى مقبرة للمصريين، والسودان الى مقبرة للسودانيين. اما العربان ـ ولا سيما عربان النفط ـ المخدوعون بالسلام مع اسرائيل والصداقة مع اميركا، والمنشغلون ببناء الفنادق الخيالية والقصور والابراج التي لا تخطر على بال، فلن تترك لهم اميركا واسرائيل (اللتان تقاتلان الان عنهم على مضض) سوى الاطلال التي تنعب فيها الغربان.

    ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

    * كاتب لبناني مستقل


  2. #2
    كاتب مستقل الصورة الرمزية جورج حداد
    تاريخ التسجيل
    10/12/2007
    العمر
    88
    المشاركات
    148
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي من كـاتون الكبير الى بوش الصغير:"قرطاجة يجب ان تدمر!"

    من كـاتون الكبير الى بوش الصغير:

    "قرطاجة يجب ان تدمر!"

    جورج حداد*ـ



    ان اي تاجر، مهما كان صغيرا او قليل التجربة، يعرف انه يوجد في السوق ما يسمى "تجارة غير شريفة"، وأحد اشكالها "التجارة الاغراقية"، ولا سيما إغراق السوق بالبضاعة القديمة الكاسدة منتهية الصلاحية، او البضاعة الجديدة وجميلة المظهر ولكن مغشوشة الجوهر. وفي معركتنا القومية المصيرية الكبرى ضد الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية، فإن "سوق الإعلام" العربية تكاد تختنق، حرفيا، بالسلع الاعلامية المغشوشة، التي تهدف ليس الى توعية، بل الى تسميم وعي الانسان العربي، وبكلمات اخرى "تغذيته حتى التخمة" بالوعي المسموم.

    وبعض اشكال هذه السلع الاعلامية المغشوشة والمسمومة هو: تسخيف وتسطيح وتبسيط صراعنا الوجودي مع العدو الامبريالي والصهيوني.

    ولكي يصل مدوزنو "اللعبة" الى اغراضهم، يرمون لنا بعض المفرقعات الاعلامية، ذات الاصداء المتقابلة، او متعددة الانفجارات، بحيث لا ندري هل ان القنبلة القاتلة تنفجر امامنا ام وراءنا ام اين؟...

    من هذه المفرقعات، متعددة طبقات الانفجار، ومتعددة الاغراض، مفرقعة "صراع الحضارات" التي اطلقها نبي الشؤم الاميركي ـ الصهيوني صموئيل هنتنغتون، عشية الهجمة الاميركية الاخيرة على المنطقة العربية.

    طبعا نحن "ابناء العرب" (اي ابناء الامة العربية ـ ام الحضارة الانسانية) لا يمكن ان نكون مع "صراع الحضارات" لاننا، وببساطة سطوع الشمس من الشرق، نحن "ام الصبي" الحقيقية. ولا يوجد ام حقيقية تفرط بوليدها او حفيدها او حفيد حفيدها.

    ولكن هل علينا ان نأخذ هذه المقولة على علاتها، سواء بالموافقة او المعارضة؟

    وبكلمات اخرى: هل مقولة "صراع الحضارات" هي بحد ذاتها مقولة صحيحة؟

    ـ انها بالواقع مقولة نصف صحيحة ـ نصف كاذبة.

    فالنصف الكاذب فيها هو انه لا يمكن ان توجد "حضارات" حقيقية، وان يوجد "صراع" فيما بينها؛ حيث ان قدر الحضارات (حتى لو كانت تنتمي في منشئها الى بلدان متعادية، ايا كانت اسباب العداء) هي ان تتفاعل وتتواصل، وكما يقول شاعرنا الفيلسوف سعيد عقل: ان تتبادع، لا ان تتصارع.

    والنصف الصحيح فيها هو انه يوجد فعلا صراع بين الشرق العربي ـ الاسلامي وبين الغرب الامبريالي الاميركي ـ الصهيوني، ولكنه ليس صراعا بين "حضارتين"، بل هو ـ في الجوهر ـ صراع بين الحضارة الانسانية، التي يمثلها الشرق العربي ـ الاسلامي في مرحلتنا الراهنة، وبين الهمجية الامبريالية ـ الصهيونية المعادية للانسانية جمعاء.

    وهذا الطرح "الملتبس" لهنتنغتون ومَن وراءه كان يقصد منه:

    اولا ـ خلط الحقيقة بالكذب، و"تبرئة ذمة" الجبهة الامبريالية ـ الصهيونية من تاريخها وواقعها واهدافها الاستعمارية الهمجية، بإضفاء "الطابع الحضاري" (خصوصا: الديني) على الصراع بمجمله، اي من كلا الجانبين.

    ثانيا ـ خلق الارضية المناسبة وايجاد المبررات الكافية، لتضليل وحرف الحركات "الاسلامية!!!" القابلة للتضليل والانحراف، لـ"تضييع البوصلة" وإغماض العين عن الطابع الاساسي، التحرري ـ الوطني ـ الانساني، للصراع؛ والغرق كالعميان في مستنقع الصراع الديني، خصوصا الصراع المسيحي ـ الاسلامي، ومن ثم الصراع المذهبي الاسلامي ـ الاسلامي ذاته، لأن تجربة التاريخ تثبت ان الانجرار في اي حلقة من حلقات الصراع الديني، تجر وراءها السلسلة كلها، لانها سلسلة واحدة مترابطة.

    ثالثا ـ ولكن اخطر ما كانت ولا تزال تهدف اليه مفرقعة هنتنغتون هو: دفعنا الى التخلي عن الصراع ضد الامبريالية والصهيونية، باسم معارضة "صراع الحضارات"، وباسم "حوار الحضارات" و"حوار الاديان" و"لقاء الاديان"، واخيرا بيت القصيد "السلام والوئام" بين "ابناء سيدنا ابرهيم"، وما اشبه ذلك من الاكاذيب الشيطانية، التي ليس فيها شيء من الحق، حتى "الحق الذي يراد به باطل"، لانها كلها باطل، وباطل الاباطيل!

    ومن الاكاذيب والخزعبلات الاعلامية الشيطانية التي يتعرض لها وجدان ووعي الانسان العربي، لا سيما في السنوات الاخيرة:

    1 ـ ان الصهيونية الغربية هي سياسة شيطانية، اما اليهودية فهي "دين رباني" شرقي، كالاسلام والمسيحية. وفي الصراع ضد الصهونية "الغربية"، يمكننا "الاتكاء" على اليهودية "الابرهيمية".

    2 ـ ان اسرائيل "تخدع" و"تضلل" اميركا، وان السياسة الامبريالية الاميركية هي نتيجة "تقصير" الاعلام العربي.

    3 ـ ان السياسة الامبريالية الاميركية رهن بهذا الرئيس الاميركي او ذاك.

    4 ـ ان اميركا، التي قامت بتحرير العراق من دكتاتورية صدام، هي جادة في اقامة "الدمقراطية" في العراق.

    5 ـ ان اميركا هي جادة في اقامة "دولة فلسطينية" الى جانب الدولة الاسرائيلية اليهودية.

    6 ـ ان اميركا جادة في ايجاد "تسوية وفاقية وطنية" في لبنان.

    7 ـ ان اميركا جادة في اقامة السلام في السودان والجزائر والمغرب (خصوصا مع البوليساريو).

    8 ـ ان اميركا جادة في تطبيع العلاقات مع ليبيا.

    وغير ذلك من الاكاذيب والخزعبلات، التي تتجند غالبية وسائل الاعلام العربية ذاتها لتسويقها في السوق الاعلامي العربي مع كرنفالات روتانا باهظة الكلفة (التي تكاد تصبح احد اسباب رفع اسعار النفط)، ومع دلع نانسي، وآهات هيفا، مع كل الاحترام لهاتين الصبيتين الحلوتين.

    وجوابا على هذه الخزعبلات نقول:

    1 ـ لا شك ان الصهيونية (ومولودها: اسرائيل) هي ـ حسب تعبير الامام المغيب موسى الصدر ـ شر مطلق. ولكن بدلا من محاولة "اقناع" الانسان العربي بقبول الديانة اليهودية لانها "ديانة الهية" و"ربانية" و"سماوية" مطهرة وسموحة، ليتفضل كل من يشاء وينشر لنا على الملأ المقاطع والفصول من التوراة، التي تدعو الى ابادة العرب (الكنعانيين، واليبوسيين، والعموريين الخ) من اساسهم، والى عدم ابقاء نسمة منهم، والى الاستيلاء على ارضهم ومدنهم وبيوتهم وكرومهم. وليتفضل من يشاء وليطلب من ارباب اليهودية ان يعتذروا، مجرد ان يعتذروا، عن التواطؤ لقتل يوحنا المعمدان، والالحاح على صلب السيد المسيح. لماذا علينا نحن ان "نصفح" عن القاتل، المستمر بالقتل باوامر "الهه التوراتي" واسياده الامبرياليين الاميركان، في حين انه هو ـ اي هذا القاتل ـ غير مستعد للاعتراف حتى بأنه ارتكب جريمة القتل عن طريق "الخطأ"؟. لماذا... والى متى... يرضى القتيل وليس يرضى القاتل؟!

    2 ـ ان الطغمة المالية اليهودية العليا هي جزء لا يتجزأ من النظام الامبرياليي العالمي. ومن ثم فإن اسرائيل هي قاعدة صهيونية ـ امبريالية، كانت بريطانية (حينما كانت بريطانيا زعيمة العالم الامبريالي) فاصبحت اميركية (حينما اصبحت اميركا زعيمة هذا العالم الشيطاني). فلا اسرائيل تخدع اميركا، ولا اميركا تخدع اسرائيل؛ بل الاثنتان "تخدعان" المتساقطين والجبناء والعملاء من الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين والعرب والاكراد والامازيغ. وستأتي ساعة، كما دائما، يندم فيها من يندم، ولات ساعة مندم.

    3 ـ ان اميركا، بوصفها زعيمة العالم الامبريالي، هي وريثة التقاليد الامبريالية في التعامل مع الشرق العربي ـ الاسلامي. ومن ثم فإن "تعاملها" مع الشرق العربي ـ الاسلامي، له بعد واحد هو: التدمير والاستعمار. ولا شيء سوى ذلك. وحينما اطلق جورج بوش الابن حملته، بعد 11 ايلول 2001، سماها " الحملة الصليبية الجديدة". وعند مهاجمة العراق، نادى بعض الكتاب الاميركيين بـ"اعادة العراق الى العصر الحجري". وقد القى "المحررون" الاميركيون على العراق ملايين اطنان ما يسمى اليورانيوم المنضب، لتسميم التربة والمياه والهواء، لجعل الارض العراقية غير صالحة فعليا وانسانيا للسكن لمئات السنين الى الامام.

    وهذا ما يذكر تماما بقرطاجة، التي لم يكتف الرومان بأن قضوا على سكانها عن بكرة ابيهم، حيث قتل عشرات الالوف منهم وسلم الباقون للنخاسين اليهود لبيعهم عبيدا، ثم اضرموا النار فيها لمدة 17 يوما، بل عمدوا الى رش اراضيها بالملح حتى لا تعود صالحة للزراعة والعيش لا للانسان ولا للحيوان.

    ويومها، لم يكن قد ظهر السيد المسيح؛ ولم تكن روما قد صلبته و"حصلت" على رمز "الصليب"؛ ولم تكن بالتالي قد اغتصبت الكنيسة المسيحية ونقلت مركزها اليها بدلا من فلسطين، ثم استخدمت رمز "الصليب" الذي هي نفسها صلبت السيد المسيح عليه، لتشن "حملاتها الصليبية" وآخرها حملة "بوش الصغير" ضد الشرق العربي.

    يومها، طرحت "روما" شعارا اكثر بساطة، واكثر "صدقا" وتعبيرا عن الواقع، وان لم يكن اقل همجية ووحشية، وهو شعار: "قرطاجة يجب ان تدمر!"؛ الذي اطلقه سيناتور (عضو مجلس الشيوخ) روماني، يدعى: كاتون(Caton) الكبير!

    وحينما تم تدمير قرطاجة بالطريقة الوحشية التي دمرت بها، "فرح" بعض منافسيها من الامازيغ في شمال افريقيا، ومن العرب والاغريق في مصر وغيرها. ولكن بعد قرطاجة، سقط كل شمال افريقيا، وسقطت مصر، وسقطت فلسطين، وسقطت البتراء، وسقطت تدمر، تحت القدم الوحشية الرومانية.

    واليوم تعمل اميركا المستحيل لتحويل فلسطين الى مقبرة للفلسطينيين، ولبنان الى مقبرة للبنانيين، والعراق الى مقبرة للعراقيين، ومصر الى مقبرة للمصريين، والسودان الى مقبرة للسودانيين. اما العربان ـ ولا سيما عربان النفط ـ المخدوعون بالسلام مع اسرائيل والصداقة مع اميركا، والمنشغلون ببناء الفنادق الخيالية والقصور والابراج التي لا تخطر على بال، فلن تترك لهم اميركا واسرائيل (اللتان تقاتلان الان عنهم على مضض) سوى الاطلال التي تنعب فيها الغربان.

    ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

    * كاتب لبناني مستقل


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •