سأروي لكم حكاية حصلت معي قبل أيام, عندما كنت عائدة من الجامعة في يوم حار أسترالي حيث كانت الحرارة يومها 35 درجة.
قلما أرى عربا في المنطقة التي أسكنها, قفز قلبي من مكانه عندما رأيت أحدا أستطيع التحدث معه بلغتي العربية. لكن وللأسف لم أستطع واتخذت موقف المراقب المتحسر عندما رأيت العائلة المكونة من ثلاثة أنفار, رجل يرتدي شورتا مكشوف الذراعين ويمشي بشبشب البحر, يحمل صليبا كبيرا في صدره, أرجو الانتباه جيدا مما أقوله, يعني أنه يريد أن يومه الآخريات بأنه مسيحي كي تتقرب منه النساء الغربيات اللواتي أصبحن الآن يتخذن الحذر من الرجل المسلم بسبب تعصبه غير المبرر لدينه.
المرأة محجبة, بل منقبة, تجر طفلها في عربته وتحمل آخر في بطنها.
عيون الرجل لم تهدأ من البصبصة على النساء العاريات على ضفة النهر, انهارت قواه وتعرق ليس فقط مما يراه من عري لم يره بحياته, كانت عصبيته واضحة على زوجته, شتمها في الشارع معتقدا عدم وجود أحد يفهم لغته, التي تشاجرت معه لأنها أرادت الرجوع من حيث أتت لأنها لا تحتمل الحرّ الشديد أولا وهي بلباسها السميك جدا ولأنها لا تستطيع ضبط أنفاس زوجها الذي أخذ يلهث من كثرة ما رآه من لحم مشهٍ, جميل, أبيض وغض.
أردت اطلاق الرصاص على هذا الرجل المجهول, لأنه حسب تقديري ظالم, مسيطر. أناني وبدون ضمير.
لمَ يحجّب زوجته ويبدأ بالبصبصة على غيرها, طالما يحب اللحم المكشوف, وربما تكون زوجه أكثر جمالا من النساء الغربيات (معروف عنا نحن العرب بجمالنا الذي يفوق على الغربيات) لمَ يدعها تتحجب, بل لنقل تتخيم, فالخيمة التي تسحبها خلفها لا تناسب, لا الظروف, لا المكان, لا الطقس, ولا العصر.
ثم لماذا يسمح لنفسه التعري والتخفيف من ملابسه لأجل الحرّ ولأجل غاية في نفس يعقوب ؟
سؤالي لزملائي الذين اقحموا النقاش دينيا ولزميلاتي أيضا, بنات البحر وغيرهن ( لا أذكر أسماء ولا أعرف أشخاصا):
1) هل هناك سورة في القرآن الكريم تسمح للرجل التعري أمام نساء الأرض ؟
2) هل هناك سورة في القرآن تقول: أشتم زوجتك وقلل من شأنها أمام الآخرين؟
3) هل هناك سورة في القرآن الكريم تقول: قلدوا صلبانا في أعناقكم وعلقوها على صدوركم من أجل التمويه, أو التوقيع بغير المسلمات ؟
على فكرة هنالك ظاهرة كبيرة في سدني يغير المسلم اسمه من محمد الى مودي, عبد الى اوودي وغيرها من الأسماء, لماذا باعتقادكم كل ذلك وهل كنتم من المؤيدين.
هل تؤيدون التوقيع بغير المسلمات ولماذا ؟
زميلي عامر أرجو أن تعمم هذا التساؤل ما دامت الحرب الطاحنة مستمرة, أو ربما تبدأ بها بابا جديدا .
تحياتي للمرأة الحرة ,الموجودة لأنها كيان هام ولأنها نصف المجتمع ووجودها ليس سببه الرجل بل سببه هي نفسها .
المفضلات