Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
خواطر ساكنة القمر...!!!

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: خواطر ساكنة القمر...!!!

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية صبحية قدح
    تاريخ التسجيل
    04/02/2008
    العمر
    32
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي خواطر ساكنة القمر...!!!

    في احدى بلداتنا العربية حيث انتشار المقاهي ومراكز الترفيه ...وان كانت لها أهدافها وغاياتها الايجابية ولكن ينطوي بداخلها مآسي شباب وفتيات سطرت بدمائهم ... وكانت قد وصلتها آهات مسطرة بدم قلب ينبض ويخفق خفقان سريعا... سطرها بدمه وزينها بدموعه وكتبها بآهاته ..وارسلها عبر مدارات الروح ... لتصل الى ساكنة القمر.. هناك وصلت خواطر شاب مسطرة بلون احمر قاتم يميل أكثر إلى لون الدم ويكتسي آهات وتجاعيد محفورة من قسوة الزمن وظلمة المكان وصلت الى ساكنة القمر تلك الخاطرة..فتحتها بأنامل مرتعدة ...توجست ..نظرت الى الارض .انهمرت من مآقيها انهار من دمع أبى الانحباس ورفض التهديد والوعيد ...نظرت اليها بعينين متخوفتين وكأنها بحلبة صراع بين خوفها وشوقها لسماع أنات ذلك الشاب اليافع الذي أرسلها عبر مدارات الروح لتصل اليها.. نظرت الى عنوانها..._وحش اسمه زوجة ابي_ اصابتها الدهشة وازداد شوقها لإكمال القراءة ..اكملت ..انه شاب في الثامنة عشر من عمره يافع..حسن الطلعة.. يقول: انا شاب من احدى القرى العربية تزوج ابي بعد وفاة امي باقل من شهر .. وكان عمري عندها اربعة عشر عاما ..!! جلب لنا هما فوق همنا..والما زاد واثقل من المنا!! وجرح نازف لا يندمل..!! كانت _زوجة ابي_ امراة في الرابعة والعشرين من عمرها " مطلقة وجدت بالزواج من ابي فرصة ذهبية لا تعوض.. لتتخلص من كلمة مطلقة .. ونظرة المجتمع وأقاويله الطويلة التي تكاد تملأ مجلد كاملا عليها ...!! مر اليوم الاول من زواج ابي بسلام واسبوع وآخر _فترة العسل_ !! ولكن في الاسبوع الثالت ظهرت الوجوه الكالحة والاحقاد المنيمة.. ظهرت شراسة ومكر امرأة ارادت
    ان تثأر من ظلم مجتمعها واهلها وتنغص علينا حياتنا وتحولها الى جحيم دامس .بدأت تعاقبنا لأتفه اسباب اما بحضور ابي فتظهر كالاميرة الوادعة الحالمة .. التي ترتدي من البراءة قناعا ومتزينة بصوت هادىء رزين تبدي قليلا من الحنان المزيف الكالح المطمسة معالمه..!!! اما في غيابه فنأكل اللكمات ونتقاسم الشتائم ونتبادل الصفعات !! ويتحول بيتنا الذي من المفروض ان يكون العش الدافئ لصغار في عمر الورد ولكنه تحول وببطولتها وتستحق على هذه البطولة جائزة نوبل للتعذيب وقهر النفوس فهي حقا فنانة في ذلك..!! وكأنها تعلمتها في إحدى كليات الفنون الخيالية..!! فيتحول بيتنا الى حلبة صراع مع وحش بل تنين شرس !! لا يمكن ردعه !! اما ان يقضي علينا او نخرج من البيت الى الشارع ..الى حضن اليتامى أمثالنا..!!! وبدأت اقضي جل وقتي أتسكع في الشوارع واسند ظهري الى جدران القرية من جدار لآخر ! الى حين موعدة عودة ابي من عمله! اصل البيت قبله وانام بهدوء وهكذا دواليك..!!
    ولكني افقت ليلة على صراخ زوجة ابي وعويلها وما ان سالت ما الامر...؟؟!! حتى استقبلني ابي بصفعات على وجهي !! احسست وكأن جبال العالم قد زلزلت !! والارض تتراقص تحت قدماي فتتهاوى الى الحضيض!! وانهال علي بالشتائم والضرب ...وبدأ ينعتني باقبح المزايا ولم يمنعه شعور الابوية او حتى الانسانية ان يسبني ويضعني في ارذل واحط الدرجات...!! وما ان استفقت من الغيبوبة التي اصابتني حتى ادركت ان هذه الوجبة الساخنة الطازجة من الشتائم والمضاف اليها قليلا من الرفس واقبح المزايا!! ما هي الا عقاب لاني انا وعلى حسب ادعاء زوجة ابي من اسقط حملها..!! اذ قالت لابي اني زحلقتها من على درج بيتنا لتفقد حملها..!! الذي اظن _والله اعلم_ كاذبا!! ما كان الا مسرحية ساخرة تضحك بها على ابي الذي لم درك ما يدور حوله!! وطردني ابي من المنزل وقال بانه سيكسر رجلي ان رآني اقترب من بيته ..خرجت من البيت ..الملم جراحي ودهشتي التي اصابتني !! وعدم تصديقي لما حدث واجر خلفي اذيال الالم وخيطان من الاسى ومآقي لم تجف دموعها وقلب لم يتوقف عن الحسرة... الى اين سأذهب..؟؟! جبت شوارع القرية كلها تقريبا في تلك الليلة التي اكتست بثوب التشاؤم وتكحلت بالرهبة ونوعا من الحيرة..!! فما شعرت الا وانا داخل مقهى بين شباب يتسامرون بطريقتهم الخاصة ...!! "بسحبة سيجارة_او _شفطة بيرة_...!!! جلست متكوما على كرسي وجسدي يرتعد من البرد وفي ذهني كلمات وعبارات ابي ...! ومنظر اخواتي الصغيرات الاتي ملأن لبيت دمعا وبكاءا .. وكانهم يودعون اخاهم الكبير الى الابد ..اقترب مني احد الشباب وعرض علي سيجارة..! رفضت وبشدة ! ولكنه اصر!
    وقال ل : خذ!!! " طنش ...تعش ..تنتعش"!!!!! هل خانتك حبيبتك التي غمرتها بعطفك وحبك.........لا يهم ...وقهقة علت!! واكمل حديثة الذي لم اسمع منه سوى كلمات متناثرة غير متناسقة اذ كان ذهني في استرجاع احداث لم اتوقع نا تحث معي ولو في الاحلام..!! كنت اتحسر وقلب يعتصر الما ..على مستقبلي ومصيري ومصير اخواتي الصغار..الاتي سيذهبن ضحية وفريسة سهلة بين انياب تلك الوحشة المفترسة _زوجة ابي_!! وما نظرت الا وذلك الشاب قد اشعل سيجارة اخرى ووضعها في فمه!! وبحركاته التي استوقفتني ..المثير للاهتمام ..وكأنه في قمة النشوة..فأمسكت بسيجارته ووضعتها بين شفتاي المرتجفتين الباردتين برودة وصقيع روسيا والقطبين..!! ومن يومها وانا مدمن سجائر ومخدرات ولا اكذب اذا قلت مدمن فتيات ..!! فمنذ ذلك الوقت تعرفت على ذلك الطالب الجامعي الذي عرفني على سيدات يهوديات في تل ابيب يرغبن باستعادة نشوتهن وشعورهن بالسعادة ولو كانت باللحظات مقابل دفع أي مبلغ اطلبه انا...وفعلا هذا ما حصل ...صرت جسدا بلا مشاعر ...بلا ضمير ..بلا أي احساس يذكر.. وفي احدى الليالي حين كنت اجوب شوارع تل ابيب التي قدمها فتاة يهودية تكن لي الحب بل الهيام كهدية تعبيرا عن حبها وتقديرها لي ..نظرت الى رجال كانو في السيارة التي تسير امامي خلتهم عرب ...!! وكانت الساعة قد قاربت الواحدة بعد منتصف الليل وقد اعتدت الخروج بساعات ما بعد منتصف الليل وكأنه تعبير عن رجولتي التي ابحث عنها او حريتي..او حت قل استقلاليتي ...!!! في ظل غياب الاب والمسؤول ..اكملت سيري في السيارة والسيارة التي امامي بدات تترنح ذات اليمين وذات الشمال...!
    ادركت حينها ان الرجال اما سكارى او اصابهم النعس والتعب وما نظرت الا والنيران تلتهم سيارتهم التهام الوحش المنقض على فريستهم...نزلت مسرعا من سيارتي لاخمد النيران او على الاقل اشعر باني قدمت شيئا ولم اقف اما موتهم كالجبان الابله !! وما نظرت الا ....والذي بداخل السيارة...... اصابتني الدهشه وتملكتني الرهبة....انه ....انه ابي ....!! وجمت ..!! تراجعت الى الخلف!! لم اصدق ما رأت عيني ..عدت احملق به ..!! انه هو ....ابي واجهشت بالبكاء..!! عدت كالمجنون أتمعنه وان كانت النيران قد تركت آثارها في وجهه وجسده ولكنه هو...!! ابي..واصدقاؤة.. يا للهول !! جميعهم موتى !! والخمر ينبعث من ملابسهم المحترقة نظرت من حولي واذ بجمع قد تجمهر..!! دنا مني شيخ جليل وتلفظ ببضع كلمات تركت اثارها العميقة في نفسي ..مسكين ..لا حول ولا قوة الا بالله! حسبنا الله ونعم الوكيل ..رائحة الخمر تنبعث من ملابسهم كرائحة القبور. ..توجمت !! واجهشت با كيا!! وتراجعت الى الخلف.غصت في بحر متخابط ..تتلاطم اموجه بكل الاتجاهات .. تذكرت قسوة ابي ...شتائمه...كلماته الجارحه!!!ولكني ارتميت ارضا من هول ما رأيت واذ بشاب يقترب مني ويقول: هل تعرفه؟ ..قلت بعد ان لملمت أفكاري المتخاصمة وذهولي وارتعادي ...انه ابي..!! وغرقت في بحر من دموعي التي لم تمنعها معاملة ابي القاسية من النزول وبكل شراسة!! ودعنا ابي الى مثواه الاخير....الى القبر ..الى حفرة التراب... ووحشتها .. ورهبة الليل ..! بلا انيس ولا صديق !!! اين المال...؟؟ اين الاولاد؟ اين الخمر ؟ اين هم الاصدقاء؟؟
    لا احد .. هو وحده في تلك الحفرة ...المظلمة ..تفكرت ! تشتت افكاري ..! نظرت الى وضعي ووضعت نفسي مكانه ..!! ماذا ساعمل..؟؟ يا للهول!!! واحسرتاه!!
    وارتميت ارضا! بكيت بحرقة وشعرت ببركان هائج في صدري واسئلة كثيرة لا استطيع الاجابة عنها ! ماذا سافعل؟!! ركضت الى غرفتي ...نظرت الى مكتبتي ..ها هو ..انه قرآني ..الذي لم اغادره ولو ليلة قبل اربع سنوات! كنت كل ليلة اقرأ جزءا قبل ان اخمد الى فراشي واسرح في عالمي الخاص ...من الاحلام والطموحات !! أمسكته بين راحتي ...لكني تراجعت ..تذكرت اني انسان يحبذ لو يغتسل من اقذار وشهوات الدنيا التي التصقت به طوال اربعة سنوات ..!!من الهو والعبث والعصيان !! اسرعت اتوضأ وشرعت اقرأ وارتل بكل خشوع وخشية وخصوصا واني اقرأ سورة الرحمن والتي ملأت قلبي خشية وخشوع !! ولطالما احببتها وحفظتها عن ظهر قلب !! والحمد لله فلقد تركت كلمات المعزيين في قلبي الاثر العميق وحفرت على جدران روحي حكم وعبر ..! فالى متى الهرب..؟؟؟ والى اين.؟!! لا مفر من الموت!! الموت الذي هو حق علينا وان نظرنا اليه كغريب مخيف مرعب ولكنه حق ..كلمات كثيرة جالت في خاطري...وفي النهاية ادركت غفلتي المريرة وقررت اعلان الحرب عليها!!سأعود الى رشدي ...سأرجع ذلك الشاب الورع ..التقي .سانزع قناع الشاب المتحرر هذا الذي هو اكثر تخلفا وتقيدا!! والحمد لله وبفضله وحده !
    عدت الى الطريق المستقيم ولم اترك فرضا ولا سنة ولا حتى نافلة الا واديتها لعل الله يغفر لي ذنوبي وزلاتي !! ادعو لي بالثبات والتيسير ..واسأل الله ان يغفر لي زلاتي وتهاوني الذي اضاع اربع سنوات من حياتي كانت يجب ان تكون للعطاء والطاعة ولكن الحمد لله الذي هداني وهكذا طوت ساكنة القمر هذه الخاطرة وعيونها
    تفيض عبرات كلآلئ ظهرت قي يوم مشمس هادئ ..والى خاطرة جديدة من صميم واقعنا.....


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية صبحية قدح
    تاريخ التسجيل
    04/02/2008
    العمر
    32
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي خواطر ساكنة القمر...!!!

    في احدى بلداتنا العربية حيث انتشار المقاهي ومراكز الترفيه ...وان كانت لها أهدافها وغاياتها الايجابية ولكن ينطوي بداخلها مآسي شباب وفتيات سطرت بدمائهم ... وكانت قد وصلتها آهات مسطرة بدم قلب ينبض ويخفق خفقان سريعا... سطرها بدمه وزينها بدموعه وكتبها بآهاته ..وارسلها عبر مدارات الروح ... لتصل الى ساكنة القمر.. هناك وصلت خواطر شاب مسطرة بلون احمر قاتم يميل أكثر إلى لون الدم ويكتسي آهات وتجاعيد محفورة من قسوة الزمن وظلمة المكان وصلت الى ساكنة القمر تلك الخاطرة..فتحتها بأنامل مرتعدة ...توجست ..نظرت الى الارض .انهمرت من مآقيها انهار من دمع أبى الانحباس ورفض التهديد والوعيد ...نظرت اليها بعينين متخوفتين وكأنها بحلبة صراع بين خوفها وشوقها لسماع أنات ذلك الشاب اليافع الذي أرسلها عبر مدارات الروح لتصل اليها.. نظرت الى عنوانها..._وحش اسمه زوجة ابي_ اصابتها الدهشة وازداد شوقها لإكمال القراءة ..اكملت ..انه شاب في الثامنة عشر من عمره يافع..حسن الطلعة.. يقول: انا شاب من احدى القرى العربية تزوج ابي بعد وفاة امي باقل من شهر .. وكان عمري عندها اربعة عشر عاما ..!! جلب لنا هما فوق همنا..والما زاد واثقل من المنا!! وجرح نازف لا يندمل..!! كانت _زوجة ابي_ امراة في الرابعة والعشرين من عمرها " مطلقة وجدت بالزواج من ابي فرصة ذهبية لا تعوض.. لتتخلص من كلمة مطلقة .. ونظرة المجتمع وأقاويله الطويلة التي تكاد تملأ مجلد كاملا عليها ...!! مر اليوم الاول من زواج ابي بسلام واسبوع وآخر _فترة العسل_ !! ولكن في الاسبوع الثالت ظهرت الوجوه الكالحة والاحقاد المنيمة.. ظهرت شراسة ومكر امرأة ارادت
    ان تثأر من ظلم مجتمعها واهلها وتنغص علينا حياتنا وتحولها الى جحيم دامس .بدأت تعاقبنا لأتفه اسباب اما بحضور ابي فتظهر كالاميرة الوادعة الحالمة .. التي ترتدي من البراءة قناعا ومتزينة بصوت هادىء رزين تبدي قليلا من الحنان المزيف الكالح المطمسة معالمه..!!! اما في غيابه فنأكل اللكمات ونتقاسم الشتائم ونتبادل الصفعات !! ويتحول بيتنا الذي من المفروض ان يكون العش الدافئ لصغار في عمر الورد ولكنه تحول وببطولتها وتستحق على هذه البطولة جائزة نوبل للتعذيب وقهر النفوس فهي حقا فنانة في ذلك..!! وكأنها تعلمتها في إحدى كليات الفنون الخيالية..!! فيتحول بيتنا الى حلبة صراع مع وحش بل تنين شرس !! لا يمكن ردعه !! اما ان يقضي علينا او نخرج من البيت الى الشارع ..الى حضن اليتامى أمثالنا..!!! وبدأت اقضي جل وقتي أتسكع في الشوارع واسند ظهري الى جدران القرية من جدار لآخر ! الى حين موعدة عودة ابي من عمله! اصل البيت قبله وانام بهدوء وهكذا دواليك..!!
    ولكني افقت ليلة على صراخ زوجة ابي وعويلها وما ان سالت ما الامر...؟؟!! حتى استقبلني ابي بصفعات على وجهي !! احسست وكأن جبال العالم قد زلزلت !! والارض تتراقص تحت قدماي فتتهاوى الى الحضيض!! وانهال علي بالشتائم والضرب ...وبدأ ينعتني باقبح المزايا ولم يمنعه شعور الابوية او حتى الانسانية ان يسبني ويضعني في ارذل واحط الدرجات...!! وما ان استفقت من الغيبوبة التي اصابتني حتى ادركت ان هذه الوجبة الساخنة الطازجة من الشتائم والمضاف اليها قليلا من الرفس واقبح المزايا!! ما هي الا عقاب لاني انا وعلى حسب ادعاء زوجة ابي من اسقط حملها..!! اذ قالت لابي اني زحلقتها من على درج بيتنا لتفقد حملها..!! الذي اظن _والله اعلم_ كاذبا!! ما كان الا مسرحية ساخرة تضحك بها على ابي الذي لم درك ما يدور حوله!! وطردني ابي من المنزل وقال بانه سيكسر رجلي ان رآني اقترب من بيته ..خرجت من البيت ..الملم جراحي ودهشتي التي اصابتني !! وعدم تصديقي لما حدث واجر خلفي اذيال الالم وخيطان من الاسى ومآقي لم تجف دموعها وقلب لم يتوقف عن الحسرة... الى اين سأذهب..؟؟! جبت شوارع القرية كلها تقريبا في تلك الليلة التي اكتست بثوب التشاؤم وتكحلت بالرهبة ونوعا من الحيرة..!! فما شعرت الا وانا داخل مقهى بين شباب يتسامرون بطريقتهم الخاصة ...!! "بسحبة سيجارة_او _شفطة بيرة_...!!! جلست متكوما على كرسي وجسدي يرتعد من البرد وفي ذهني كلمات وعبارات ابي ...! ومنظر اخواتي الصغيرات الاتي ملأن لبيت دمعا وبكاءا .. وكانهم يودعون اخاهم الكبير الى الابد ..اقترب مني احد الشباب وعرض علي سيجارة..! رفضت وبشدة ! ولكنه اصر!
    وقال ل : خذ!!! " طنش ...تعش ..تنتعش"!!!!! هل خانتك حبيبتك التي غمرتها بعطفك وحبك.........لا يهم ...وقهقة علت!! واكمل حديثة الذي لم اسمع منه سوى كلمات متناثرة غير متناسقة اذ كان ذهني في استرجاع احداث لم اتوقع نا تحث معي ولو في الاحلام..!! كنت اتحسر وقلب يعتصر الما ..على مستقبلي ومصيري ومصير اخواتي الصغار..الاتي سيذهبن ضحية وفريسة سهلة بين انياب تلك الوحشة المفترسة _زوجة ابي_!! وما نظرت الا وذلك الشاب قد اشعل سيجارة اخرى ووضعها في فمه!! وبحركاته التي استوقفتني ..المثير للاهتمام ..وكأنه في قمة النشوة..فأمسكت بسيجارته ووضعتها بين شفتاي المرتجفتين الباردتين برودة وصقيع روسيا والقطبين..!! ومن يومها وانا مدمن سجائر ومخدرات ولا اكذب اذا قلت مدمن فتيات ..!! فمنذ ذلك الوقت تعرفت على ذلك الطالب الجامعي الذي عرفني على سيدات يهوديات في تل ابيب يرغبن باستعادة نشوتهن وشعورهن بالسعادة ولو كانت باللحظات مقابل دفع أي مبلغ اطلبه انا...وفعلا هذا ما حصل ...صرت جسدا بلا مشاعر ...بلا ضمير ..بلا أي احساس يذكر.. وفي احدى الليالي حين كنت اجوب شوارع تل ابيب التي قدمها فتاة يهودية تكن لي الحب بل الهيام كهدية تعبيرا عن حبها وتقديرها لي ..نظرت الى رجال كانو في السيارة التي تسير امامي خلتهم عرب ...!! وكانت الساعة قد قاربت الواحدة بعد منتصف الليل وقد اعتدت الخروج بساعات ما بعد منتصف الليل وكأنه تعبير عن رجولتي التي ابحث عنها او حريتي..او حت قل استقلاليتي ...!!! في ظل غياب الاب والمسؤول ..اكملت سيري في السيارة والسيارة التي امامي بدات تترنح ذات اليمين وذات الشمال...!
    ادركت حينها ان الرجال اما سكارى او اصابهم النعس والتعب وما نظرت الا والنيران تلتهم سيارتهم التهام الوحش المنقض على فريستهم...نزلت مسرعا من سيارتي لاخمد النيران او على الاقل اشعر باني قدمت شيئا ولم اقف اما موتهم كالجبان الابله !! وما نظرت الا ....والذي بداخل السيارة...... اصابتني الدهشه وتملكتني الرهبة....انه ....انه ابي ....!! وجمت ..!! تراجعت الى الخلف!! لم اصدق ما رأت عيني ..عدت احملق به ..!! انه هو ....ابي واجهشت بالبكاء..!! عدت كالمجنون أتمعنه وان كانت النيران قد تركت آثارها في وجهه وجسده ولكنه هو...!! ابي..واصدقاؤة.. يا للهول !! جميعهم موتى !! والخمر ينبعث من ملابسهم المحترقة نظرت من حولي واذ بجمع قد تجمهر..!! دنا مني شيخ جليل وتلفظ ببضع كلمات تركت اثارها العميقة في نفسي ..مسكين ..لا حول ولا قوة الا بالله! حسبنا الله ونعم الوكيل ..رائحة الخمر تنبعث من ملابسهم كرائحة القبور. ..توجمت !! واجهشت با كيا!! وتراجعت الى الخلف.غصت في بحر متخابط ..تتلاطم اموجه بكل الاتجاهات .. تذكرت قسوة ابي ...شتائمه...كلماته الجارحه!!!ولكني ارتميت ارضا من هول ما رأيت واذ بشاب يقترب مني ويقول: هل تعرفه؟ ..قلت بعد ان لملمت أفكاري المتخاصمة وذهولي وارتعادي ...انه ابي..!! وغرقت في بحر من دموعي التي لم تمنعها معاملة ابي القاسية من النزول وبكل شراسة!! ودعنا ابي الى مثواه الاخير....الى القبر ..الى حفرة التراب... ووحشتها .. ورهبة الليل ..! بلا انيس ولا صديق !!! اين المال...؟؟ اين الاولاد؟ اين الخمر ؟ اين هم الاصدقاء؟؟
    لا احد .. هو وحده في تلك الحفرة ...المظلمة ..تفكرت ! تشتت افكاري ..! نظرت الى وضعي ووضعت نفسي مكانه ..!! ماذا ساعمل..؟؟ يا للهول!!! واحسرتاه!!
    وارتميت ارضا! بكيت بحرقة وشعرت ببركان هائج في صدري واسئلة كثيرة لا استطيع الاجابة عنها ! ماذا سافعل؟!! ركضت الى غرفتي ...نظرت الى مكتبتي ..ها هو ..انه قرآني ..الذي لم اغادره ولو ليلة قبل اربع سنوات! كنت كل ليلة اقرأ جزءا قبل ان اخمد الى فراشي واسرح في عالمي الخاص ...من الاحلام والطموحات !! أمسكته بين راحتي ...لكني تراجعت ..تذكرت اني انسان يحبذ لو يغتسل من اقذار وشهوات الدنيا التي التصقت به طوال اربعة سنوات ..!!من الهو والعبث والعصيان !! اسرعت اتوضأ وشرعت اقرأ وارتل بكل خشوع وخشية وخصوصا واني اقرأ سورة الرحمن والتي ملأت قلبي خشية وخشوع !! ولطالما احببتها وحفظتها عن ظهر قلب !! والحمد لله فلقد تركت كلمات المعزيين في قلبي الاثر العميق وحفرت على جدران روحي حكم وعبر ..! فالى متى الهرب..؟؟؟ والى اين.؟!! لا مفر من الموت!! الموت الذي هو حق علينا وان نظرنا اليه كغريب مخيف مرعب ولكنه حق ..كلمات كثيرة جالت في خاطري...وفي النهاية ادركت غفلتي المريرة وقررت اعلان الحرب عليها!!سأعود الى رشدي ...سأرجع ذلك الشاب الورع ..التقي .سانزع قناع الشاب المتحرر هذا الذي هو اكثر تخلفا وتقيدا!! والحمد لله وبفضله وحده !
    عدت الى الطريق المستقيم ولم اترك فرضا ولا سنة ولا حتى نافلة الا واديتها لعل الله يغفر لي ذنوبي وزلاتي !! ادعو لي بالثبات والتيسير ..واسأل الله ان يغفر لي زلاتي وتهاوني الذي اضاع اربع سنوات من حياتي كانت يجب ان تكون للعطاء والطاعة ولكن الحمد لله الذي هداني وهكذا طوت ساكنة القمر هذه الخاطرة وعيونها
    تفيض عبرات كلآلئ ظهرت قي يوم مشمس هادئ ..والى خاطرة جديدة من صميم واقعنا.....


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية محمد الأمين النواري
    تاريخ التسجيل
    10/04/2008
    العمر
    33
    المشاركات
    54
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    نص جميل تتألق فيه اللغة بمفرداتها، تتداخل فيه الرمزية مع خصوصيات الحالة النفسية والإجتماعية للكاتب، فنتج عن هذا وذاك تمتعنا به>ا الأدب الرائق


  4. #4
    مـشـرف الصورة الرمزية عـائشة السهلاوي
    تاريخ التسجيل
    23/02/2008
    المشاركات
    1,014
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    تَغنّى الحِسّ تَمايُلاً لجمالِ المِدادِ هُنا!!
    ..وأهطَلَ دَمعاً
    حينَ ودّعَ آخِرَ بوحٍ فيه!


    غاليتيـ/
    مُبدِعة..
    فلا شلّت يُمناك

    اْنْعِتَاْقْ..!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فَبِقُدسِنا الغرّاءُ تَكمُنُ عِزّتي..
    وبموصِلَ الشّماءِ أهطُلُ نيلا

  5. #5
    مـشـرف الصورة الرمزية عـائشة السهلاوي
    تاريخ التسجيل
    23/02/2008
    المشاركات
    1,014
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    تَغنّى الحِسّ تَمايُلاً لجمالِ المِدادِ هُنا!!
    ..وأهطَلَ دَمعاً
    حينَ ودّعَ آخِرَ بوحٍ فيه!


    غاليتيـ/
    مُبدِعة..
    فلا شلّت يُمناك

    اْنْعِتَاْقْ..!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فَبِقُدسِنا الغرّاءُ تَكمُنُ عِزّتي..
    وبموصِلَ الشّماءِ أهطُلُ نيلا

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •