المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
شكرا لك أخي الكريم على طرح هذا الموضوع على بساط البحث والمداولة ..
وإن أول ما يميز لغتنا الحبيبة ، اللغة الشاعرة ، والذى لا يخفى على أحد :
أنها لغة القرآن فهى اللغة التى أصطفاها الله تعالى من بين جميع
اللغات لتكون لغة ذلك الكتاب العزيز الذى فيه
عزة الأمة ففى تلك اللغة هى عزة الأمة ...
(( إنا أنزلناه حكما عربيا )) ...{ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
قال بن كثير : أي هو قرآن بلسان عربي مبين لا اعوجاج فيه ولا انحراف
وبالتزامنا معشر المسلمين لغة القران نتجت رابطة من اسمى الروابط الا وهي رابطة اللغة ،
وفي عدم تجانس أهل الهند(مثلا ) بسبب تعدد لغاتهم خير مثال على اهمية رابطة اللغة الواحدة .
واللغة العربية تعد من أغنى اللغات بالمفردات ، مما يساعد المثقف العربي التعبير عن كل ما تراوده به نفسه بسهولة مطلقة ، ولعل كل هذه المفردات التي تغص بها المعاجم اللغوية تبرهن على صحة كلامي .
لغتنا العربية، لغة كثيرة المترادفات متنوعة الأساليب والعبارات فيها الحقيقية والمجاز والتصريح والكناية وقد تم لها بحمد الله وبفضل الإسلام أن تتحول من لغة الأشعار إلى لغة الأفكار وأن تصبح لغة الشرع والعلم وأصبحت اللغة التي ترجم منها واليها المؤلفات العلمية والفلسفية والأدبية والتاريخية ..
وأيضا ممايميز هذه اللغة الحبيبة الثرية :
سهولة اللغة العربية وثراؤها. وذلك عن تجارب كثيرة عشناها ورأيناها فقلد رأينا كثيرا من المسلمين الأجانب الذين لا يتكلمون باللغة العامية
فكثير من سكان شرق آسيا لم يكونوا يفهمون لغتنا العامية
ولكن حين نتحدث معهم بالفصحى نراهم يتجاوبون ويفهمون
مع إنه فى نظرنا لا فرق... ومن تحدث هذه يستطيع أن يتحدث تلك
تعتبر اللغة الفصحى -التي تعني معجميًا الأوضح والأكثر قدرة على التعبير- اللغة الموحدة التي يتفاهم بها العرب طوال تاريخهم، ومن النواحي المجهولة الغامضة في تاريخ اللغة العربية نشأتها الأولى، ولكن لا يكاد القرن السابع الميلادي ينتصف حتى يجد مؤرخ اللغة نفسه أمام لغة ناضجة كل النضج ..
وإذا قارنا بين اللغة العربية وبين اللغة الإنجليزية التي تسود الآن في أجزاء كثيرة من المعمورة والتي يدعونها اللغة العالمية الأولى نرى أن عدد أصوات العربية ثمان وعشرون حرفاً لا تكرار فيها بينما عدد أصوات اللغة الإنجليزية تقل بحرفين مع تكرار فيها بارز.
ومع الأسف نجد كثيرا من المسلمين يحسنون ويتقنون اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة دون العربية برغم ان المسلمين غير متحدثين بتلك اللغة يبذلون قصارى قصارى جهدهم فى تعلم تلك اللغة
وإن عدم انتشارها في زمننا فى الممارسة وعجز الكثيرين عن إدراك جمالها وحسن بلاغتها وتذوق نكهتها ، ليس بسبب ضعفها وقلة فضلها وتخلفها عن سائر اللغات بل بسبب رغبة أهلها عنها وتنكرهم لها لأنهم لا يجيدونها - إلا من رحم الله - وأصبحت اللغات الأخرى محببة إليهم أكثر وأصبحنا نرى في أسواق المسلمين الأسماء الغربية والأعجمية على واجهات المحلات وأبواب الشركات التي فقدت هويتها الإسلامية ولم تحسن اختيار اسم يناسبها من هذه اللغة البحر الغنية بالأسماء والمعاني والدلالات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ :
فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:
(( أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي ))
وسوف أعود من جديد إلى هذا الموضوع ـ بمشيئة الله ـ
الدكتورالفاضل مروان الجاسمي الظفيري..
اشكرك على مساهمتك الفعالة التي ارادت اظهار التميز الوظيفي للغة العربية وتفوقها الواضح على كثير من اللغات الاخرى.فيكفيها انها لغة القران الكريم ولغة الوحدة العربية ولغة الحضارة والادب والفقه وغير ذلك من الميادين الاخرى.
وحتى تكتمل الرؤيا ,والى حين عودتك ان شاء الله ساترك المجال مفتوحا امام الباحثين للادلاء بمواقفهم وارائهم في الموضوع.
تحية عربية خالصة.
المفضلات